قال الفنان السوري بسام كوسا في مقابلة مع برنامج "المنتدى" إن إسرائيل هي سبب جميع الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الأزمة السورية وما تمر به من مصاعب على مدار السنين.

وردا على سؤال مذيعة RT ميس محمد في برنامجها "المنتدى" حول أكثر ما يحزنه في سوريا اليوم قال كوسا: "أولا أنا لا أتمنى لأي دولة أن يصيبها ما أصاب سوريا فمصاب سوريا مرعب وكان من الممكن أن يقتل أكبر الدول في العالم".

وأوضح: "على سبيل المثال: "واحدة من الأشياء التي أراها محور أزماتنا بالمنطقة هو زراعة شيء اسمه إسرائيل، تخيلوا أنهم قدموا للحركة الصهيونية عددا كبيرا جدا من الأماكن حول العالم من أوغندا ونيجيريا ومدغشقر لكنها رفضت، ولم يقبل الصهاينة سوى بقعة جغرافية لم تتجاوز مساحتها 27 ألف كلم، وإسرائيل لن تقيم أي سلام في المنطقة، وهي لم تغرس في المنطقة لأجل السلام".

وأضاف "أن المشكلة الثانية الداعمة للوجود الإسرائيلي في أزمات المنطقة هم المطبعون، فهناك دول عربية مهمة في المنطقة ساهمت في التطبيع لتحقيق إنجازات معينة هم يدركونها أكثر من غيرهم، وفي المقابل هناك شعوب دفعت ضريبة غالية لرفضها التطبيع أسفرت عن ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وغيرها، مشيرا إلى "أن الموقف السوري من إسرائيل كان أحد الأسباب في تدهور حالتها".

وكتعليق على كلام كوسا قالت المذيعة ميس محمد إنه وبالرغم من إجماع الكثيرين حول موقفهم من القضية الفلسطينية وتحديدا في سوريا بغض النظر عن الموقف السياسي، لكن اليوم يعتبر التركيز على هذا المسألة هروبا من الواقع فالبعض يعتبرون أن فلسطين هي الشماعة لإزالة المسؤولية عن الدولة السورية والمسؤولية الخاصة عما وصل إليه البلد.

وقال كوسا: أنا ومنذ بداية الأزمة السورية كنت أقول وبصوت عال، وقبل ظهور الغيفارات الذين أصبحوا لاحقا معارضين، كنت أقول رأيي عن الفساد والمحسوبية والوساطات وغيرها، في المقابل هناك قسم من  الشرفاء والمحترمين الذين كنوا يجلسون عند بعض المسؤولين أو المحافظ ليأخذوا تمويلا وأراض وغيرها، وتفاجأت عندما تحولوا إلى مدافعين وأصبحوا "غيفارات"، وأنا أعلم تمام كيف كانوا قبلا".

وأشار إلى أنه شخصيا احتاج 50 عاما ليتمكن من شراء بيت في سوريا، قائلا:" خلال الأزمة هناك أناس هربوا من الضرب والقصف وخوفا على عائلاتهم وأطفالهم، وهناك أناس لديهم موقف سياسي من الحكومة والنظام.

وأردف: "برأيي جميع مع غادروا البلد معهم حق، ولكن أنا اعتراضي على مسألة صغيرة أن من غادروا البلد رغم أن خروجهم ومعارضتهم السياسية مبررة إلا أن أي شخص بقي في البلد تم تخوينه، نحن لأننا بقينا هنا تم تخويننا"

وتابع: "البعض يقولون إننا تربية الأمن والبعض الآخر يقول السلطة وغيرها الكثير، وهذا معيب فأنا رجل احتاج 50 عاما ليتمكن من شراء بيت بالتقسيط، يعني فليخجلوا من أنفسهم قليلا، فأنا أعمل عن 4 أشخاص ولم أطرق باب أحد ولم آخذ أي استثمارات ولم أقبل بالتوظيف ولم آخذ أي مناصب"، ومع ذلك أنا لا أستشرف على غيري بل أقول إنني قادر على العمل".

وشدد على أنه يحق للجميع فعل ما يريده وجميع خياراتهم مبررة لكن لا يجوز لمن اختار مغادرة البلد تخوين من بقي فيها لأنهم لم يتخذوا نفس قرارهم وفضلوا البقاء رغم الصعوبات.

وخلص كوسا إلى أن هناك فراغا سياسيا كبيرا لم تملؤه الحكومات قائلا: "أنا لست سياسيا ولا أدعي ذلك، لكنني مواطن، والمواطنة هي الملكية أن يشعر الشخص أنه يمتلك المكان والانتماء له، والحكومات العربية هي السبب وراء تراجع هذا الانتماء لدى مواطنيها، بسبب الفراغ السياسي الذي لم تعمل الحكومات على ملئه بين السلطات العليا والشارع وبين المواطنين ومن يدير شؤونهم، لطالما كان هناك فراغ، والآن نحن نغوص في الوحل".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: RT العربية أخبار سوريا الحكومة السورية الفساد القضية الفلسطينية بشار الأسد تويتر دمشق غوغل Google فنانون فيسبوك facebook مشاهير منصة إكس فی سوریا

إقرأ أيضاً:

حملة إيرانيّة على سوريا..عبر العراق

توجد نقطتان يبدو مفيدا التوقف عندهما. تتعلق النقطة الأولى بحرص الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع على أن تكون زيارته الخارجية الأولى للمملكة العربيّة السعودية، وذلك تمهيدا للتوجه إلى تركيا. أمّا النقطة الأخرى، فتتعلق بالحملة العراقيّة على سوريا، وهي حملة إيرانيّة، تولاها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي المعروف بتزمته وتعصبه ذي الطابع المذهبي. تكشف الحملة العراقيّة مدى التضايق الإيراني من الخروج من سوريا بعدما كان هناك رهان لدى الحرس الثوري على نجاح في إحداث تغيير ديموغرافي دائم يشمل مناطق سورية معيّنة، خصوصا في دمشق ومحيطها وعلى طول الحدود مع لبنان.
من خلال زيارته للرياض، يتبين أن الرئيس السوري الجديد يعرف ما الذي يريده تماما ويعرف أهمّية السعودية في مساعدته على تحقيق أهدافه. في مقدّم هذه الأهداف رفع العقوبات الأميركية والدولية عن سوريا في أسرع وقت. ليس أفضل من السعودية للمساعدة في ذلك. من هذا المنطلق، بدا طبيعيا الوصول إلى تفاهم في شأن الحصول على دعم سعودي لسوريا، بما في ذلك لمشاريع إعادة الإعمار، عبر المحادثات بين أحمد الشرع والأمير محمّد بن سلمان ولي العهد السعودي.
تعكس الزيارة التي قام بها الشرع للسعودية رغبة في تأكيد البعد العربي للنظام الجديد من جهة وأن سوريا تغيّرت كلّيا من جهة أخرى. لم تعد دولة تابعة لإيران ولم تعد تصدّر الإرهاب كما يدعي المسؤولون العراقيون. كذلك، لم تعد مصدرا للمخدرات التي تهرب إلى دول الخليج العربي كما لم تعد مصدرا لتهريب أسلحة إلى الأردن من أجل ضرب الاستقرار في المملكة. أكثر من ذلك، لم تعد سوريا قاعدة عسكريّة إيرانية ينتقل عبرها السلاح إلى "حزب الله" في لبنان، كما لم تعد تمارس سياسة الإبتزاز تجاه معظم دول العالم، خصوصا الدول العربية خدمة للمشروع التوسعي الإيراني في المنطقة...
تبدو كلّ خطوة من الخطوات التي يقوم بها أحمد الشرع مدروسة بدقّة متناهية، بما في ذلك خطوة الذهاب إلى السعودية قبل التوجه إلى تركيا. هناك مليونا سوري يعملون في السعودية أو يقيمون فيها. لكنّ يبقى الأهمّ من ذلك كلّه أنّ الزيارة تأتي في ظلّ توازن جديد في المنطقة وصورة جديدة لها. لم يكن ممكنا ذهاب أحمد الشرع بالطريقة التي ذهب بها إلى الرياض لولا هذا الإنقلاب الكبير الذي غيّر المنطقة وسيغيرها أكثر في المستقبل.
ليس سرّا وجود علاقة أكثر من جيدة بين النظام الجديد في سوريا من جهة وكلّ من تركيا وقطر من جهة أخرى. لكنّ ذلك لا يمنع، أقلّه ظاهرا، وجود حضور سوري مختلف في المنطقة خارج الإطار التركي القطري، خصوصا أنّها المرّة الأولى منذ 59 عاما يحصل هذا التحوّل الكبير في هذا البلد وبما يتجاوز حدوده، خصوصا إلى لبنان. لماذا 59 عاما وليس 54 عاما أي منذ احتكار حافظ الأسد للسلطة في ضوء الإنقلاب الذي نفّذه على رفاقه البعثيين في 16 نوفمبر (تشرين الثاني)  1970؟ يعود ذلك إلى أنّ سيطرة الطائفة العلوية على سوريا بدأت عمليا مع الإنقلاب الذي نفذه الضابطان العلويان صلاح جديد وحافظ الأسد في 23 فبراير (شباط) 1966. بعد نحو أربع سنوات نفّذ حافظ الأسد إنقلابه على صلاح جديد واسّس في 1970 لنظام تتحكّم به العائلة وتوابعها على وجه الخصوص.
ما حصل في سوريا تغيير كبير، بل انقلاب، على الصعيد الإقليمي ستبدأ تفاعلاته في الظهور شيئا فشيئا، خصوصا إذا استطاع الشرع إثبات أنّّه قادر على الإبتعاد عن التزمت والإعتراف بالتنوع السوري بالأفعال وليس بمجرد الكلام.
يشير الإنفتاح السعودي على سوريا إلى فهم عميق للحدث وإنعكاساته، خصوصا مع خروج إيران وميليشياتها من سوريا للمرّة الأولى منذ العام 1980 عندما بدأ تعاون عسكري واستخباراتي في العمق بين دمشق وطهران مع بدء الحرب العراقية – الإيرانية التي وقف فيها حافظ الأسد إلى جانب "الجمهوريّة الإسلاميّة" طوال ثماني سنوات. ذهب حافظ الأسد إلى حد العمل على تمكين إيران من الحصول على صواريخ بعيدة المدى، كانت تمتلكها ليبيا، من أجل قصف المدن العراقيّة، بما في ذلك بغداد والبصرة. يفسّر ما قدمه النظام السوري لإيران في عهدي حافظ الأسد وبشار الأسد كلّ هذا الحرص الإيراني على استعادة سوريا كما يفسّر تلك الحملة العراقية على أحمد الشرع، وهي حملة لا تقتصر على نوري المالكي، بل ليس مستبعدا أن يكون رئيس الوزراء الحالي محمّد شيّاع السوداني مباركا لها.
بات في الإمكان القول إنّ المنطقة كلّها دخلت مرحلة جديدة في ضوء خسارة إيران لسوريا. ثمة من يرفض تصديق ذلك وثمّة من بدأ يستوعب أنّ الهزيمة التي لحقت بحزب الله في لبنان على يد إسرائيل ما كان ممكنا أن تأخذ كلّ هذا البعد والحجم من دون سقوط بشّار الأسد ونظامه في سوريا. هذا يجعل في الأفق صورة تحتاج إلى أن تكتمل. لم تكن زيارة احمد الشرع للسعودية، التي تلتها زيارة لتركيا، سوى خطوة أخرى على طريق إكتمال الصورة الجديدة للمنطقة تحت عنواني التوازن الإقليمي الجديد.. وبداية النهاية للمشروع التوسعي الإيراني في الشرق الأوسط والخليج.
يبقى سؤال: هل في استطاعة إيران إعادة عقارب الساعة إلى خلف في المنطقة العربيّة وفي سوريا تحديداً؟ الجواب أنّه سيكون على "الجمهوريّة الإسلاميّة"، التي ترفض إعادة النظر في مواقفها وسياساتها، الاهتمام الآن بالدفاع عن بقاء النظام واستمراره في عالم تغيّر مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
بالنسبة إلى سوريا نفسها، ستكون الأيام والأسابيع المقبلة فرصة لمعرفة هل يستطيع أحمد الشرع أن يكون في مستوى التنوع الذي تتميز به سوريا؟ الأكيد أنّ نوري المالكي وآخرين في العراق يستطيعون إعطاء دروس في كلّ شيء، خصوصا في مجال ممارسة التعصب المذهبي. لكن ليس في مجال التنوع وإدارته.

مقالات مشابهة

  • الخضيري: هناك 5 أنواع من الكحة وهذه أخطرها.. فيديو
  • درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء 8 فبراير 2025
  • حملة إيرانيّة على سوريا..عبر العراق
  • عبدالله فلاته: هناك حملات ممنهجة لتشويه صورة نادي الاتحاد.. فيديو
  • مستشار الأمن القومي العراقي يضع المصالح اولوية بعلاقة البلد مع سوريا
  • استشاري بجامعة ماريلاند: هناك توافق عربي كامل للتوصل لسلام عادل في المنطقة
  • قبل ترامب.. بيريز أراد تحويل غزة إلى سنغافورة الشرق الأوسط
  • الراعي يأمل ولادة الحكومة اليوم او غدا
  • هل ضم مادة التربية الدينية للمجموع يخالف الدستور أو القانون؟ .. فيديو
  • الحكومة: هناك حاجة للتعاون بين الدولة والمواطن (فيديو)