بوابة الوفد:
2025-05-01@14:38:43 GMT

«يوم عرفة».. رحلة إيمانية وفرصة مغفرة عظيمة

تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT

تبدأ مناسك الحج من اليوم، الثامن من ذى الحجة وهو يوم التروية، بإحرام الحجاج وعقد النية للحج والطواف بالبيت العتيق بعد الإحرام، والسعى بين الصفا والمروة والمبيت بمنى ليلة التاسع من ذى الحجة.
ويبدأ غداً -بإذن الله- يوم وقفة عرفة والذى يعد ركناً أساسيا من أركان الحج، لحديث النبى صلى الله عليه وسلم:«الحج عرفة»، وهذا اليوم له فضل كبير وعظيم ومكانة عند الله تعالى، فهو يوم تجتمع فيه جموع حجاج المسلمين من كل بقاع الأرض فى وقفة عظيمة يرجون فيها رحمة الله تعالى ومغفرته.


عرفة هو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار لحديث السيدة عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء »، وأيضا يعد يوما مستحبا للدعاء ففيه يجتمع المسلمين يدعون الله تعالى بكل ما فى قلوبهم ويرجون أن يستجيب لهم دعائهم.
وينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا فى يوم عرفة ويباهى بأهل عرفة الملائكة ويقول سبحانه: «انظروا إلى عبادى جائونى شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتى ولم يروا عقابى»فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة.
والوقوف بعرفة هو الركن الأساسى من أركان الحج، ويجب على الحاج أن يقف بعرفة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويستحب الدعاء بكل ما فى القلب وبالأدعية المأثورة عن النبى صلى الله عليه وسلم، ثم بعد يكمل الحاج باقى المناسك بعد غروب الشمس بالنزول إلى مزدلفة لجمع الحصى والمبيت للذهاب صباحا لرمى جمرات العقبة الكبرى فى أول أيام التشريق ثم طواف الإفاضة والسعى بين الصفا والمروة ثم الحلق وتغيير ملابس الإحرام ويسمى التحلل الأصغر، ثم العودة إلى منى للمبيت بها باقى أيام التشريق وجمع الحصى لرمى جمرات هذه الأيام.
ولغير الحاج يستحب الصيام من أول ذى الحجة وحتى يوم عرفة، أو صيام يوم عرفة على الأقل لما له من فضل كبير على المسلمين، لحديث أبى قتادة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله، والسنة التى بعده», ويستحب أيضاً كثرة الدعاء وأن يكون بصيغة الجمع للناس والمسلمين أجمعين والأهل، والإكثار من الصدقات وذكر الله، لحديث النبى صلى الله عليه وسلم قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهوعلى كل شىء قدير»، فيوم عرفة يوم عظيم ومبارك، ويجب على المسلمين أن يغتنموا هذا اليوم فى الدعاء والذكر والعبادة وأن يرجو الله تعالى أن يغفر لهم وذويهم ويجيب لهم دعائهم.
ولمن بتمنى حج بيت الله الحرام وزيارة المسجد النبوى الشريف أن لا ييأس من تحقيق حلمه، فالله تعالى يسر عباده المؤمنين، وعليه أن يعلم أن حج بيت الله هو رحلة إيمانية عظيمة تغسل الذنوب وتطهر القلوب، وأن زيارة المسجد النبوى الشريف شرف عظيم وفخر لا مثيل له.
سعى لتحقيق حلمك، واعلم أن الله سبحانه وتعالى سوف يحققه بإذنه.
 
[email protected]
 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد على محمد يوم عرفة رحلة إيمانية تصحيح مسار مناسك الحج الإحرام البيت العتيق الملائكة النبى صلى الله علیه وسلم الله تعالى یوم عرفة

إقرأ أيضاً:

المسارعة إلى الخيرات من أعظم العبادات

إن المسارعة إلى الخيرات من أخلاق سيد الخلق سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته الأبرار، وربما يأتيك الخير لأنك تمنيته للغير، وإن إطعام الطعام من أعظم أبواب الخير، ومن الأقوال الشائعة: "لقمة في فم جائع خير من بناء جامع"، وخاصة في وقت الأزمات الاقتصادية وصعوبة المعيشة على الفقراء.

ونحن عندما تطرق أسماعنا كلمة "عبادة" فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا الصلاة والصيام والزكاة، وغيرها من العبادات، ورغم عظم شأن هذه العبادات وكبير فضلها إلا أن هناك عبادات أصبحت خفية ـ ربما لغفلة الناس عنها - وأجر هذه العبادات في وقتها المناسب يفوق كثيراً من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة "جبر الخواطر".

إن جبر الخواطر خلق إسلامي عظيم يدل على سمو نفس، وعظمة قلب، وسلامة صدر، ورجاحة عقل، يجبر المسلم فيه نفوساً كسرت وقلوباً فطرت وأجساماً أرهقت وأشخاصا أرواح أحبابهم أزهقت، فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها، لذا يقول الإمام سفيان الثوري: "ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم".

ومما يعطي هذا العبادة جمالاً أن الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسنى وهو اسم الله "الجبار" وهذا الاسم بمعناه الرائع يطمئن القلب ويريح النفس فهو سبحانه الذِي يجبر الفقر بالغنى، والمرض بالصحة، والخوف والحزن بالأمن والاطمئنان، فهو جبار متصف بكثرة جبره حوائج الخلائق. وطلب الجبر من الله كان من دعاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كان يقول بين السجدتين: "اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني". (سنن الترمذي).

وجبر الخواطر هى عبادة يسيرة، ليس شرطا أن تبذل فيها مالا، أو جهدا، فيمكن أن تتحقق بابتسامة، بمسحة على رأس يتيم، بتواضع مع الغير ورفع الحرج عنهم،.. وهكذا "جبر الخواطر" من أعظم العبادات، لذا كان من ثواب فاعلها أن يكافئه الله عز وجل بجبر خاطره، ويكفيه شر المخاطر.

وقد حثنا الإسلام على التنافسِ في الخيرات والتسابق إلى فعلِ الطاعات والقربات، وقد تضافرت نصوص كثيرة مِن القرآن والسنة في هذ الشأن، قال تعالي: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (آل عمران: 133)، وقالَ سبحانَهُ: " سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (الحديد: 21)، ومدحَ الله تعالى أنبياءه بهذه الصفة الحميدة فقالَ: "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" (الأنبياء:90) وقال بعد ما مدح المتصفين بالأعمال الصالحة مِن عباده الصالحين: "أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" (المؤمنون: 61)، وأمرنا بذلك فقال: "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة 148)، وقال: "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" (المطففين: 26). وقال: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" (الواقعة: 10 - 12).

قال ابن القيمِ - رحمه الله -: السَّابِقُونَ في الدُّنْيا إلى الخَيْراتِ هُمْ السَّابِقُونَ يومَ القَيامةِ إلى الجنَّاتِ"، فسارع أخى الكريم إلى الخيرات وبادر إلى الطاعات: "وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (المزمل: 20).

والنبي صل الله عليه وسلم ربى أصحابه على المنافسة والمسابقة إلى الخيرات، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا".

أسألك سبحانك أن تجعلنا من المسارعين إلى الخيرات فى الدنيا ومن السابقين إلى الجنات فى الآخرة.. اللهم آمين.

مقالات مشابهة

  • دعاء لمن تعسر عليه الرزق .. احرص عليه يرزقك الله من حيث لا تحتسب
  • دلّنا عليها النبي.. 4 أعمال عظيمة ثوابها وأجرها مثل الحج والعمرة
  • دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة.. احرص عليه في جوف الليل
  • المسارعة إلى الخيرات من أعظم العبادات
  • سجناء المُطالبات المالية
  • تسجيل صوتي مسيء لمقام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يُفجّر اشتباكات مسلحة بـ”جرمانا” السورية
  • من ضمنها ذي القعدة.. أهم 4 أعمال صالحة في الأشهر الحُرم
  • علي جمعة: التفكر في ذات الله تعالى منهي عنه
  • ما فضائل شهر ذي القعدة؟.. إشارة من الله و3 فرص للنجاة
  • أمير الحدود الشمالية: تبرع سمو ولي العهد للإسكان التنموي له معانٍ عظيمة في العطاء المسؤول والنهج القيادي الملهم