تسعى الدولة بكافة مؤسساتها إلى التحول السريع إلى «الرقمنة» مواكبة لما يحدث فى العالم, ولتوفير الوقت والجهد والمال, ولكن ماذا حدث؟
بنظرة سريعة على طريقة إدارة البريد المصرى يتأكد لنا أنه لا أحد يهتم بتطويره أو مراقبة الأداء اليومى فى مكاتبه حيث هناك يقف كبار السن والسيدات على أبواب مكاتب البريد فى العراء تحت لهيب الشمس فى انتظار دورهم لقبض معاشهم فى شكل مهين خاصة فى القرى والأرياف.
مشهد زحام كبار السن يشعرك أن كل ما يقال عن تطوير البريد المصرى وميكنته لم يرق لمستوى يليق بعملائه فضلا عن مشكلات أخرى يومية يلاقيها كل من يتعامل مع فروع البريد على مستوى الجمهورية.
الزحام وعدم احترام كبار السن أمام مكاتب البريد بمختلف المحافظات والمدن والمراكز والأحياء والقرى على مستوى الجمهورية, كارثة حقيقية الحكومة مطالبة بحل سريع وفعال لهذه الأزمة.
فى طلب إحاطة قدمه أحد النواب - منذ حوالى عامين - لرئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إنه مع بداية كل شهر يتوافد أصحاب المعاشات من أهالينا كبار السن على مكاتب البريد من اجل صرف المعاشات الخاصة بهم مؤكداً ضرورة أن تسارع مكاتب البريد بإيجاد آلية جديدة لتوصيل المعاشات إلى أصحابها بدلاً من تعذيبهم داخل وأمام مكاتب البريد.
وقدم النائب طلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب ليحوله إلى لجنة الاتصالات واستدعاء وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للرد عليه مؤكداً على ضرورة أن تسارع الحكومة لإيجاد حلول عاجلة لهذه الكارثة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
وما زالت المشكلة قائمة, ففى مطلع أول كل شهر يذهب أصحاب المعاشات وحاملى البطاقات الائتمانية كى يَحصلوا على أموالهم فيُعانون أشد المُعاناة من ناحية فراغ ماكينات الصراف الآلى من الأموال، لِكونهم إذا وضعوا فيها أى نقود فتكون كافية للأيام الأولى من أول كل شهر، وأيضًا لا تُغطى رُواد البريد طوالَ اليوم كاملاً بل تكفى لمُدة ساعات عمل المُوظفين فقط.
فراغ الماكينات من الأموال فضلا عن تعطلها بشكل مستمر دفع العديد من المواطنين للمزاح وقال أحدهم (المكن ده براني- جابيين المكن من غير فلوس معاه – احنا نتصور جمبها بس والمكنة شكلها كئيب أصلا هطلع فلوس إزاى؟).
وعلى سبيل المثال فى أزمة ماكينات الصراف الآلى الخاصة بمنظومة البريد،: «دائمًا ما يلجأ حاملو البطاقات الائتمانية لِموظفى مكاتب البريد عند فراغ الماكينات ATM من الأموال، ليردوا مُسرعين على إجابات المواطنين.. الصرف من الماكينة يا فندم.. وهم يَعلمون علم اليقين أن الماكينات فارغة من الأموال أو «السيستم» مُعطل بدلاً من حل مَشاكلهم العالقة».
قادنى حظى العاثر إلى استخدام ماكينة الصراف الآلى الخاصة بالبريد والموجودة فى محطة مترو أنفاق المطرية وبعد ثوانٍ من وضع البطاقة داخل الماكينة تم سحبها وكأن الماكينة كانت منتظرة بطاقتى على أحر من الجمر, وعبثا حاولت استرجاعها بعدة وسائل قرأتها على وسائل التواصل الاجتماعى, فذهبت إلى المسؤولين فى محطة مترو المطرية فأكدوا أنهم ليس لهم علاقة بالماكينة, ورضخت إلى مهاتفة الخط الساخن لتطبيق«ايزى باى» ففوجئت بموظفة مبرمجة على لسانها جملة واحدة «لازم نعدم الفيزا يا فندم» ورددت بسرعة وتلقائية «ليه يا بنتى هى عملت إيه» دى كانت طيبة وكويسة وبنت حلال وصالحة لمدة سنتين قادمتين, ثم سألتها سؤالا منطقيا من المتسبب فيما حدث, لماذا لم تضع الهيئة أى إشارة توضح عطل الماكينة, ولماذا لا تسمح باسترداد البطاقة عن طريق الموظف الذى يغذى الماكينة بالنقود, حتى ولو بمقابل مالى, ولماذا ولماذا وكانت الإجابة واحدة تؤكد ضرورة الإعدام, فاضطررت آسفا لشراء بطاقة جديدة فصعقت من ارتفاع ثمنها بشكل مبالغ فيه,فهل هناك خدمات مقابل هذه الزيادة؟
أهدى هذه الواقعة إلى من يهمه الأمر وارجو ألا أنتظر كثيرا.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاح صيام ندى الدوله كبار السن والسيدات البريد المصرى مستوى الجمهورية المحافظات والمدن مکاتب البرید من الأموال کبار السن
إقرأ أيضاً:
حيثيات إعدام أجنبى قتل آخر بسبب خلافات فى الطالبية
أودعت محكمة جنايات الجيزة، حيثيات إعدام عاطل "أجنبي الجنسية" متهم بقتل شخص عمدًا بسبب خلافات سابقة بينهما فى منطقة الطالبية.
صدر القرار برئاسة الجلسة المستشار الدكتور محمد أحمد الجنزورى والمستشارين بهاء عطية ووائل الشيمى وأحمد العدوى، وأمانة سر أحمد رفعت وماجد منير.
وكشف الحيثيات فى القضية رقم 915 لسنة 2024 جنايات الطالبية، أن الواقعة حسبما استقرت فى يقين المحكمة واطمأن لها ضميرها وارتاح لها وجدانها مستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل فى 21 / 1 / 2024 وحال مرور تواجد المتهم "محمد . ص"تشادى الجنسية، بمسكنه فى دائرة قسم الطالبيه حضر إليه مجموعه من أصدقائه والذين اصطحبوا معهم المجنى عليه محمد فضل عبد الله خليفه "سودانى الجنسية" لإجراء التعارف بينه وبين المتهم، وما أن تم القاء وأجرى التعارف وٌعلم المجنى عليه أن المتهم "تشادى الجنسية" حتى خرج عن شعوره بسبب الأحداث السياسيه الجاريه على أرض السودان ووجه عبارات السب للمتهم.
وأشارت الحيثيات، إلى أن الأمر تطور الى شجار وتماسك بينهما إلا أن الصحبه المرافقه لهما قامت بفض هذا النزاع واصطحبت المجنى عليه الى الشارع ثم توجه المجنى عليه إلى مسكنه وبعد مده من الوقت وحال تواجد المتهم فى مسكنه، حضر إليه أحد أصدقائه وطلب منه النزول معه الى الشارع لإنهاء ماحدث من مشاحنات بينه وبين المجنى عليه وهنا لاح للمتهم فى الأفق شيطانه اللعين وزين له سوء عمله وانتوى وهو قرير العين هادئ البال الفتك بالمجنى عليه وقتله قصاصاً لما وجهه له من إهانه ولعنه وصمم على قتله فاستجماع قوة وفكر وتدبر لعواقب فعله وحمل بين جنباته شراً مستيطراً للمجنى عليه واستيقن أن هذا القتل يستوجب إحضار أداة فأخد سكيناً من مسكنه وأخفاها بين ملابسه ونزل الى الشارع يحمل معه تلك السكين ويحمل معها وزره متظاهراً أنه الحمل الوديع الذى يبغى الصلح ولايريد سواه بينما فى حقيقة الأمر كان ذئباً متعطشاً لدماء ذبيحته ويتحين الفرصه للإنقضاض عليها فى غدر وخسه وتنفيذاً لما إنتواه وأضمره فى نفسه الأماره بالسوء، ذهب الهوينه رابط الجأش قرير العين يختال فى سيره حتى وصل الى جمع من الأصدقاء بالشارع ومعهم المجنى عليه والذين ظنوا أنهم نجحوا فى إصلاح ذات البين بين المتهم والمجنى عليه فآمنوا مكره ومعهم المجنى عليه الذى سلم أمره الى الله وتقبل أن يتصالح مع المتهم دون أن يعلم ما أضمره المتهم له من شر مستطير وأن هذه اللحظه هى آخر لحظات حياته.
واضافت الحيثيات، أن المتهم من المجنى عليه ترك هذا الجمع والسير معه قليلاً، وهنا ظن المجنى عليه أن المتهم يريد أن يعاتبه ويتصالح معه فاستجاب له وسار معه عدة أمتار، وما أن علم المتهم أنه إنفرد بالمجنى عليه وأن أحداً من أصدقائه الذى يمكثون غير بعيد لن يستطيعوا الدفاع والزود عنه حتى أظهر أنيابه وتعطشه للدماء فأخرج سلاحه الأبيض (سكين)، وانهال بها طعناً بجسد المجنى عليه فأصابه فى صدره من الأعلى فى الناحية اليمنى، وفى صدره فى الأسفل من الناحية اليمنى، كما أصابه فى رأسه من الجانب الأيسر، وبعد أن استجمع المجنى عليه حقيقة ما يجرى بعد أن هالته مفاجأة الغدر والخسة فأخذ بالاستغاثه بالأهالى، وسقط مدرجاً فى دمائه وقام أصدقائه بالإتصال بشقيقه الذى حضر، وقام بنقل المجنى عليه الى مستشفى الهرم لإسعافه، والتى قامت بإبلاغ النقيب مهند أيمن معاون مباحث قسم شرطة الطالبية الذى انتقل إلى المستشفى، حيث تبين له وفاة المجنى عليه متأثراً بجراحه وقبل وفاته أدلى بإسم المتهم، وقرر أنه قاتله، وبضبطه للمتهم أقر بارتكاب واقعة القتل، وأنه استخدم فى ذلك سلاح أبيض عبارة عن سكين بتفتيشه عثر عليها، وتم القبض عليه، وبعرضه على النيابة أحالته للمحاكمة الجنائية التى قضت بإعدام المتهم.
مشاركة