التطبيع السعودي-الإسرائيلي مفتاح الوصول إلى الصفقة الكبرى
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
الاستراتيجية الهادئة نحو إنجاز التطبيع السعودي-الإسرائيلي أكثر جدوى من الضغط العقيم على نتنياهو لإنجاز الصفقة الكبرى. كليف كوبتشان – ناشيونال إنترست
في خضم أهوال الحرب في غزة، ينتظر الشرق الأوسط مستقبلاً أفضل. وهناك صفقة كبيرة معروضة من شأنها إقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، والتحرك نحو حل الدولتين، وإنشاء حصن ضد إيران عبر معاهدة دفاع أمريكية سعودية.
لكننا لسنا هناك بعد. وقبل التطبيع يصر السعوديون على أن تتخذ إسرائيل خطوات "ذات مصداقية ولا رجعة فيها" نحو حل الدولتين. ولن تتخذ الحكومة الإسرائيلية الحالية هذه الخطوات، مما يعني أن التطبيع يجب أن ينتظر حتى تشكيل حكومة أكثر وسطية.
وبما أن هيكل الصفقة الكبرى يقوم على عدم الاتفاق على أي شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء، فإن الصفقة ليست في متناول اليد. وهذا يعني أن الولايات المتحدة يجب أن تحول تركيزها بعيدًا عن محاولتها التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر. وبدلاً من ذلك، يجب على واشنطن والرياض إرساء أساس متين للرئيس الأمريكي القادم لإتمام الصفقة.
ولمراجعة العطاءات في الصفقة الكبرى، ستلتزم الولايات المتحدة بمعاهدة دفاع مع السعودية، وتزويدها بمفاعلات نووية مدنية، وأسلحة غير معدلة، ورقائق متقدمة لتطوير الذكاء الاصطناعي. وبالمقابل تعترف السعودية بإسرائيل، وتحد من مشاركة الصين في قطاعات حساسة مثل التكنولوجيا الفائقة، وتوقع اتفاقية البروتوكول الإضافي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتنظيم استخدام المفاعلات النووية. وسوف تلتزم إسرائيل بحل الدولتين.
يريد الرئيس جو بايدن إبرام الصفقة قريبًا ورفع أسهمه خلال محاولة إعادة انتخابه المتقاربة. وأعلن فريق بايدن أن الأجزاء الأمريكية السعودية من الصفقة على وشك الانتهاء، وسيتم إرسالها إلى الكونغرس. لكن نتنياهو وحده هو الذي يقف في الطريق. ورغم أن هذه السياسة تنضوي هلى النية الحسنة ولكنها مضللة، لأن فرصة تغيير نتنياهو لرأيه تكاد تكون معدومة.
كيف ستبدو الاستراتيجية الحكيمة؟
يجب على بايدن أن يتوقف عن الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق هذا العام وأن يعمل بدلاً من ذلك مع الرياض على إصدار سلسلة من البيانات المشتركة التي تحدد الطريق للمضي قدماً. ويجب على الإدارة أن تصوغ هذه الوثائق لتكون بمثابة النجم الذي يجب أن يتبعه الرئيس الأمريكي القادم في إتمام الصفقة. ويجب على فريق بايدن أن يوضح مكامن الاتفاق والخلاف بين الفريقين، أين يتفق الطرفان، وما إذا كانت هناك مجالات إضافية لاتفاق أمريكي سعودي يمكن للجانبين متابعتها.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الإدارة أن تقوم بشكل غير رسمي بفحص بنود الصفقة التي تحتاج إلى موافقة الكونغرس أو مراجعتها، بما في ذلك معاهدة الدفاع واتفاقية التعاون النووي المدني التي قد ينظر إليها بعض أعضاء الكونغرس على أنها خطر انتشار الأسلحة النووية.
وحتى لو لم يتم الإدلاء بالأصوات حتى انعقاد الكونغرس القادم، فمن المهم تحديد الحجج المؤيدة لهذه الصفقة التي من المحتمل أن تغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط قريبًا. ولكن ينبغي أن يتم تمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق، وليس الضغط على نتنياهو الذي لن ينجح.
علاوة على ذلك يجب على الإدارة، في خريف هذا العام، توضيح الكيفية التي تمكّن الإدارة القادمة من إنجاز هذه الصفقة الأمريكية السعودية الإسرائيلية. وينبغي أن تتم دعوة الجمهوريين بالرغم من أن ذلك سيكون بمثابة تناول حبة مريرة للديمقراطيين، وبذلك سيظهر فريق بايدن قيادة حقيقية من خلال وضع هذه الصفقة فوق الاعتبارات السياسية.
وأخيرا، ينبغي أن تتجنب إدارة بايدن المطبات التي تلوح في الأفق. إذ أن ممارسة الكثير من الضغوط على نتنياهو للانضمام إلى الصفقة قد يجعله مدافعًا عن السيادة والأمن الإسرائيليين، مما يطيل فترة حكمه. كما يعتقد بعض المراقبين أن الإدارة تدرس استراتيجية "الأقل مقابل الأقل"؛ وهي طرح التطبيع في الوقت الحالي وإتمام أكبر عدد ممكن من الاتفاقيات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية. ولكن هذه الاستراتيجية غير صحيحة لأن اعتراف السعودية بإسرائيل ضروري لقبول الكونغرس الأمريكي. وإذا حصلت الرياض على معظم المزايا مقدماً، فإن الحافز لمتابعة التطبيع سيتضاءل - وقد ينهار الاتفاق.
ومن المرجح أن يحصل الرئيس الأمريكي المقبل، سواء كان بايدن أو ترامب، على الأصوات السبعة والستين المطلوبة في مجلس الشيوخ لإبرام معاهدة رسمية. وسوف يكون من الصعب حقاً إقناع ثلثي أعضاء تلك الهيئة بتقديم ضمانات أمنية صارمة للسعودية القابعة في منطقة خطرة. ومع ذلك، فإن تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية يجب أن يكون مغريا بما فيه الكفاية للمصادقة على تحالف رسمي.
وأخيرا، فإن حمل إسرائيل على تقديم التزامات ملموسة للتحرك نحو حل الدولتين من غير الممكن أن يحدث إلا في حقبة ما بعد نتنياهو. وتظهر بعض بيانات استطلاعات الرأي أن الإسرائيليين منفتحون على حكومة أكثر اعتدالا، ويفضلون بيني غانتس الوسطي كرئيس للوزراء، بينما تظهر استطلاعات أخرى تقدم نتنياهو.
إن أغلب الإسرائيليين يعارضون حل الدولتين، وعلى هذا فإذا كان هناك زعيم أكثر اعتدالاً في الحكومة المقبلة، فلابد وأن يُظهِر قدراً هائلاً من الزعامة. وأحد السيناريوهات للانتخابات ينطوي على خروج غانتس مؤخرا من حكومة الوحدة، وهذا ما أثار المعارضة لها وأدى إلى تصويت مبكر. والإجراءات الانتخابية الإسرائيلية بطيئة، لذا فحتى لو سقطت حكومة نتنياهو، فلن تتشكل حكومة جديدة قبل أواخر هذا العام أو في عام 2025. ولكن إذا حدث هذا فإن الصفقة الكبرى تصبح أكثر ترجيحاً.
يجب على إدارة بايدن أن تبطئ مساعيها نحو الصفقة الكبرى، فالصبر هو المسار الأكثر حكمة. ومن الأفضل تمهيد الطريق للرئيس القادم لإنجاز الصفقة.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي أسلحة ومعدات عسكرية اتفاق السلام مع إسرائيل الاسلحة النووية الحزب الجمهوري الكونغرس الأمريكي انتخابات بنيامين نتنياهو جو بايدن دونالد ترامب طوفان الأقصى قطاع غزة الصفقة الکبرى حل الدولتین بایدن أن یجب على یجب أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو
أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيريمي لورانس أن الدول التي تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية بموجب نظام روما الأساسي ملزمة بتنفيذ قراراتها.
وقال لورانس ردا على سؤال من وكالة "ريا نوفوستي" حول مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نحن نحترم استقلالية وكفاءة المحكمة الجنائية الدولية وفقا لنظام روما الأساسي في جميع الحالات والقضايا التي تقع ضمن اختصاصها، وندعم بشكل كامل عملها في محاسبة مرتكبي أخطر الجرائم الدولية".
وأضاف: "إن الدول الأطراف في نظام روما الأساسي ملزمة باحترام وتنفيذ قرارات المحكمة".
وفي وقت سابق من اليوم الخميس أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وتعتبر مذكرات الاعتقال التي تصدر عن المحكمة الجنائية الدولية مُلزمة لما يزيد على 100 دولة، وهناك عدد كبير منها يقيم علاقات مع إسرائيل.
يشار إلى أن الجرائم المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت تشمل "استخدام التجويع كسلاح حرب" و"القتل والاضطهاد" و"الأعمال اللاإنسانية".
وهذا يعني أن نتنياهو وغالانت لن يتمكنا من الآن فصاعدا من زيارة الدول الـ120 الموقعة على "معاهدة روما" التي تستند إليها المحكمة في تنفيذ قراراتها.
وتأتي هذه المذكرات بعد طلب مدعي عام محكمة الجنايات الدولية كريم خان أواسط سبتمبر الماضي بتسريع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت.
وحينها أوضح خان أنه تعرض لضغوط من بعض قادة العالم من أجل عدم إصدار مذكرة الاعتقال.
من جانبه أكد مكتب نتنياهو في بيان له رفض مذكرتي الاعتقال واتهم المحكمة الجنائية الدولية بأنها "متحيزة سياسيًا وتمييزية"، واصفا الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة بأنها "أعدل حرب".
ولفت البيان إلى أن "القرار المعادي للسامية الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية يعادل محاكمة دريفوس الحديثة.. وسوف تنتهي مثلها أيضا".
الجدير ذكره أن الإحصائيات الرسمية في قطاع غزة تشير إلى أن حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا على القطاع بلغت 44095 قتيلا منذ 7 أكتوبر 2023، بعد مقتل 110 فلسطينيين بالقصف الإسرائيلي لمناطق متفرقة في القطاع منذ أمس وحتى وقت سابق من اليوم الخميس.