ربطت دراسة جديدة بين ارتفاع درجات حرارة المحيط وزيادة وفرة سمك السلمون في المحيط الهادي بالقطب الشمالي الكندي، وهو مؤشر على أن تغير المناخ يخلق ممرات جديدة للأسماك لتوسيع نطاقها.

وحددت الدراسة التي نشرت يوم 5 يونيو/حزيران الجاري في مجلة غلوبال تشينج بيولوجي، أن هناك آلية من جزأين مرتبطة بوجود سمك السلمون في القطب الشمالي الكندي.

ويعد سلمون المحيط الهادي أحد الأنواع التي تأثرت بتغيرات المناخ فتراجعت أعدادها بدرجة كبيرة. ومع ذلك فإن احترار تيارات القطب الشمالي والتيارات شبه القطبية بالإضافة إلى تراجع الأنهار الجليدية، يمكن أن يخلق موائل جديدة محتملة للسلمون.

تغيّر الظروف المناخية

أدت الظروف الدافئة في أواخر الربيع في بحر تشوكشي شمال غرب ألاسكا، إلى جذب سمك السلمون إلى القطب الشمالي. وعندما استمرت تلك الظروف الدافئة في بحر بوفورت الصيفي شمال شرق ألاسكا، تمكّن سمك السلمون من مواصلة طريقه إلى كندا.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة "كارين دونمال"، وهي أستاذة العلوم البيولوجية المساعدة في جامعة كارلتون الكندية: إن السبب الرئيسي وراء جذب هذه المنطقة (القطب الشمالي الكندي) لأسماك السلمون، هو توافر شرطين؛ الأول وجود مياه مفتوحة، والثاني خلو هذه المياه من الجليد.

وأضافت "دونمال" في حديث مع "الجزيرة نت" أن مجتمعات السكان الأصليين في القطب الشمالي الكندي تقوم بصيد سمك السلمون من مصائد الأسماك والمحيطات الكندية كجزء من برنامج حماية سمك السلمون في القطب الشمالي. ولأكثر من 20 عاما، سُجل سمك السلمون الذي يُصطاد خارج نطاقه النموذجي.

وكان سمك السلمون الصديق والسوكي أكثر أنواع السلمون التي تُصطاد بشكل متكرر، يليهما السلمون الوردي. وتتوافق هذه المعلومات إلى حد كبير مع الأبحاث السابقة التي أظهرت أن سمك السلمون الصديق والسوكي لديهما قدرة أكبر على تحمل درجات الحرارة الباردة مقارنة بأنواع السلمون الأخرى، مما يسمح لهما بالانتقال بسهولة أكبر إلى مياه القطب الشمالي، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك آلارت".

صياد من السكان الأصليين يعرض سمك السلمون الصديق الذي اصطاده في نهر الأسماك الكبيرة قرب أكلافيك بالأقاليم الشمالية الغربية عام 2023 (كولين غالاغر) استقرار حالة المحيط والأنهار

ولوحظت أسماك السلمون للمرة الأولى في القطب الشمالي الكندي بمنطقة نهر بيغ فيس في عام 2010. وفي ذلك الوقت كان سمك السلمون نادرا جدا في المنطقة، وأصبحت مشاهدات سمك السلمون أكثر تواترا في السنوات التي تلت ذلك. وتتنبأ النماذج المناخية بأن الظروف التي تسمح لسمك السلمون بالهجرة عبر بحر تشوكشي وبحر بوفورت ستصبح شائعة في وقت مبكر من أربعينيات القرن الحادي والعشرين.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة إنه على الرغم من أن الدراسة ركزت على غرب كندا، فإن تلك الظروف المتغيرة تتسبب بالتأكيد بتوسيع نطاق السلمون في جميع أنحاء المنطقة القطبية.

وعند نمذجة تراجع الأنهار الجليدية في ظل سيناريوهات مختلفة لتغير المناخ، اكتشف الباحثون أنه في ظل زيادة معتدلة في درجة الحرارة، يمكن للأنهار الجليدية أن تكشف عن موطن جديد محتمل لسمك السلمون في المحيط الهادي يساوي تقريبا طول نهر المسيسيبي (6275 كلم).

ووفق الدراسة فإنه بمجرد استقرار الظروف الطبيعية في الجداول حديثة التكوين، يمكن للسلمون أن يستعمر هذه المناطق بسرعة كبيرة، ويمكن أن يحدث الاستعمار بواسطة السلمون بسرعة نسبيا بعد أن يؤدي تراجع الجليد إلى خلق موئل مناسب للتكاثر في التيار الجديد.

ومن خلال مقارنة بيانات الأقمار الصناعية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة منذ عام 2000 بمعدلات صيد سمك السلمون، وجد الباحثون علاقة بين وفرة سمك السلمون وظروف المحيط التي شجعت حركتهم إلى القطب الشمالي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی القطب الشمالی سمک السلمون فی المحیط الهادی

إقرأ أيضاً:

كوبرنيكوس: مارس 2025 يسجل رقمًا قياسيًا في ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكر مرصد كوبرنيكوس الأوروبي، أن شهر مارس 2025 سجل رقما قياسيا في ارتفاع درجات الحرارة في قارة أوروبا.
وأفاد راديو بلجيكا، اليوم الثلاثاء، بأن متوسط ​​درجة حرارة الهواء وصل إلى 14.06 درجة مئوية على المستوى العالمي، أي أعلى بنحو 0.65 درجة مئوية عن المتوسط ​​للفترة 1991-2020، وأكثر بنحو 1.60 درجة مئوية عن مستوى ما قبل الصناعة (1850-1900).. وبالنسبة للقارة العجوز، ارتفع متوسط ​​درجة الحرارة إلى 6.03 درجة مئوية في مارس، وهو أعلى بمقدار 2.41 درجة مئوية من متوسط ​​مارس للفترة 1991-2020.
وأضاف الراديو أن شهر مارس 2025 سيكون هو الشهر العشرين من بين الأشهر الـ21 الماضية الذي ستكون درجة حرارة الهواء فيه أعلى من +1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
وتهدف اتفاقية باريس للمناخ إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من 2 درجة مئوية وإذا أمكن إلى 1.5 درجة مئوية. وهذا هدف طويل الأمد، ولا يعني تجاوز الموعد النهائي لعدة أشهر أن الهدف الأكثر طموحا للاتفاق الدولي لم يعد قابلا للتحقيق. 
من جانبها، قالت سامانثا بورجيس، مسؤولة سياسة المناخ في المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى (ECMWF) إن شهر مارس 2025 "يسلط الضوء مرة أخرى على كيفية استمرار درجات الحرارة في تحطيم الأرقام القياسية"، وأضافت أنه كان أيضا شهرا مختلطا من حيث هطول الأمطار، "حيث شهدت العديد من المناطق أكثر شهر مارس/آذار جفافا على الإطلاق، بينما شهدت مناطق أخرى أكثر شهر مارس رطوبة منذ 47 عاما على الأقل". 
وشهدت أوروبا الشرقية وجنوب غرب روسيا أكبر تغيرات في درجات الحرارة، في حين شهدت شبه الجزيرة الأيبيرية درجات حرارة أقل من المتوسط.
وأوضح الراديو أن درجات الحرارة القياسية أثرت في جميع أنحاء العالم أيضا على المحيطات، حيث وصل متوسط درجة حرارتها إلى 20.96 درجة مئوية في مارس، مما جعله ثاني أكثر شهر مارس دفئا على الإطلاق. ويصل الجليد البحري أيضا إلى مستويات قياسية، ولكنه آخذ في الانخفاض، سواء في القطب الشمالي أو في القطب الجنوبي. بالنسبة لشهر مارس، كان حجم الجليد البحري في القطب الشمالي هو الأدنى منذ 47 عاما من سجلات الأقمار الصناعية، بنسبة 6% تحت المتوسط. كان عام 2024 بالفعل الأكثر دفئا على الإطلاق على مستوى العالم وأول عام تقويمي يتجاوز فيه متوسط درجة الحرارة العالمية عتبة الاحترار البالغة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، مع متوسط درجة حرارة 15.10 درجة مئوية، و0.72 درجة مئوية فوق متوسط 1991-2020 و1.6 درجة مئوية فوق ما يسمى بعصر ما قبل الصناعة.

 

مقالات مشابهة

  • تغير المناخ “سيقتل 6 ملايين شخص”
  • ارتفاع شديد في درجات الحرارة خلال الأيام القادمة.. وهذا هو السبب  
  • محافظ شمال سيناء: ماكرون كان مهتما بالتفاصيل التي حكاها المصابون الفلسطينيون بمستشفى العريش
  • تحذير عاجل من الأرصاد الجوية بشأن طقس الساعات المقبلة
  • تنبؤات مخيفة.. أنهيار متوقع للقطب الشمالي في المستقبل القريب
  • عالم روسي: ستصبح حرارة القطب الشمالي أعلى بمقدار 3-4 درجات مع نهاية القرن الحالي
  • طقس الثلاثاء..تشكل ضباب مع ارتفاع ملموس في درجات الحرارة
  • كتل هوائية دافئة تسيطر على لبنان... متى تنخفض درجات الحرارة؟
  • كوبرنيكوس: مارس 2025 يسجل رقمًا قياسيًا في ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا
  • بيان صحفي حول القطوعات في الشبكة الشرقية