بوابة الوفد:
2024-07-03@16:07:17 GMT

منظومة الدعم والعدالة المفترضة (1-2)

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

ليس لدينا أدنى شك أن فاتورة الدعم فى مصر غير قابلة للإلغاء، لذا فإن تحمل الدولة للدعم ليس محلًا للتساؤل، فهو من البديهيات والثوابت. ففى ظنى فإنه لا يُمكن تحقيق العدالة الاجتماعية فى مجتمع مثل مجتمعنا دون دعم محدودى الدخل.
فهذا هو واجب الدولة تجاه الفقراء، وهو واجب والتزام أساسى متفق عليه ضمنًا، ومقرر بالدستور، ولا سبيل لمناقشة أحقيته من عدمها.


لكن التساؤل المُهم: هو إن كان هذا الدعم يذهب بالفعل إلى المستحقين من الطبقات الأكثر فقرًا، ومحدودى الدخل أم لا. وهو ما يدفعنا للبحث بموضوعية فى السؤال الآخر حول إن كان الأفضل استمرار منظومة الدعم العينى، أم تطويرها وتغييرها إلى الدعم النقدى.
وهنا، فإننا نستعير المقولة الشهيرة للزعيم الصينى دينج شياو بنج التى تقول «لا تهم القطة بيضاء أم سوداء، المهم أنها تصطاد الفئران».
ويعنى ذلك أن العبرة هى أن يستفيد محدودو الدخل بالدعم فعلًا، تحقيقًا لمبدأ العدالة الاجتماعية، وهذا هو ما يُمثل موضع شك فى حال مراجعة السلع المدعومة، والفئات المستفيدة فى الوقت الآنى.
من هنا فإن الحوار بشأن الدعم ضرورى ومهم، خاصة أن القيمة المُقدرة للدعم العينى تبلغ نحو 630 مليار جنيه وفقًا للموازنة العامة لعام 2024-2025، وهناك بدايات لتحول تدريجى بدأته الحكومة مؤخرا من الدعم العينى إلى الدعم النقدى، وهو ما يثير تساؤلات ومناقشات مستفيضة بشأن مدى صواب ذلك، وكيفية تطبيقه بشكل ملائم وآثار ذلك التطبيق. فضلًا عن أن هناك زيادة سكانية مستمرة تجعل صناع القرار أكثر حرصًا على أن يصل أى دعم اجتماعى إلى من يستحقه بالفعل.
لقد جربنا على مدى عدة عقود الدعم العينى للسلع، وأثبتت التجربة العملية أن هناك عيوبًا عديدة فى هذا النظام. وربما أوضح هذه العيوب هو أن وجود أكثر من سعر لأى سلعة يؤدى حتمًا إلى نشأة سوق سوداء لتلك السلعة، ومن ثم توجه البعض لاستغلال ذلك فى التربح من خلال تحويل السلعة المُدعمة إلى الأسواق الأخرى، وهو ما يخل بمبدأ المنافسة، ويُهدر جزءًا كبيرًا من الدعم بعيدًا عن مستحقيه.
كما أن وجود السلع المدعومة للجميع يلغى فكرة استهداف الأكثر فقرًا، بمعنى أن الأثرياء يكون لهم نصيب من ذلك الدعم.
ورغم ذلك، فإن دراسة سابقة أجريت فى مصر قبل سنة 2011 حول الدعم النقدى انتهت إلى رفض أكثر من 80 ف المئة من الأسر المستحقة للدعم التحول من الدعم العينى للنقدى، وهو ما عكس التخوف لدى هذه الأسر من صعوبة الوصول إلى المستحقين الفعليين، بناء على ضعف الثقة فى المنظومة ككل فى ذلك الوقت.
والآن، فإن التطور التكنولوجى المتسارع، وتطبيق نُظم الرقمنة بصورة شاملة، وبناء قواعد بيانات تفصيلية أسهم فى تحديد أدق للفئات الأكثر فقرًا فى المُجتمع، ومن ثم فقد صار الطريق مُمهدًا لوضع منظومة متكاملة لتطبيق الدعم النقدى بصورة أكثر شفافية وشمولًا.
لكن على أى حال، فلا شك أن هذا التوجه يحتاج لحوارات موسعة ودراسات وافية واستطلاعات رأى حقيقية، فضلًا عن تدرج فى التنفيذ لضمان مقاربة العدالة.
وللحديث بقية..
وسلامٌ على الأمة المصرية
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين الدعم فى مصر مجتمع واجب الدولة الدستور الدعم النقدى وهو ما

إقرأ أيضاً:

روسيا تستخدم نسخة بحرية من منظومة "تور – إم" الجوية للدفاع عن القرم (فيديو)

تم تكييف النسخة البحرية لمنظومة "تور – إم 2 كا إم" مع السفن الروسية، ما يزيد إلى حد بعيد من فعالية الدفاع الجوي عن شبه جزيرة القرم.

أفادت بذلك إدارة شركة "ألماس – أنتاي" للدفاع الجوفضائي الروسي.

جدير بالذكر أن خبراء الشركة يعملون منذ زمن بعيد على تكييف منظومة "تور" البرية للدفاع الجوي مع الظروف البحرية. وقد أجروا اختبار نسخة بحرية منها، لكن تأخير آلية تطبيق السلاح الجديد يعود إلى أسباب موضوعية، وقد تم تسريع تلك العملية في الوقت الراهن.

وقد كُشف عن نسخة بحرية من "تور" التي اعتبرت تقليديا منظومة برية للدفاع الجوي لأول مرة منذ 7 أعوام في معرض IDEX 2017 في دبي.

وأشارت وسائل الإعلام آنذاك إلى أن مطوري منظومة "تور" فصلوا المنظومة عن المنصة المجنزرة وحولوها إلى منظومة دفاع جوي جديدة ومستقلة، يمكن وضعها في أي مكان، بما في ذلك على أسطح الأبنية ومنصات السكك الحديدية والمنصات المدولبة والسفن البحرية.

لكن مشكلة وضع المنظومة على السفينة تكمن في مواجهة التموج، لذلك عمل خبراء الشركة على حل تلك المشكلة المتعلقة بدقة الرمي. وأظهرت اختبارات المنظومة في البحر فاعلية عالية لنسختها البحرية، بما في ذلك فيما يتعلق بدقة الرمي.

rg.ru نسخة بحرية من منظومة طتور"

يذكر أن "تور – إم 2 كا إم" هي وحدة قتالية مستقلة تتضمن رادار اكتشاف الهدف ورادار مرافقة الهدف وتوجيه الصواريخ والنظام البصري الإلكتروني الذي يعمل ليلا ونهارا ووسائل الاتصال والقيادة، وكذلك 8 صواريخ دفاع جوي جاهزة للإطلاق.

ومن حيث المبدأ فإن "تور" تعتبر مجموعة روبوتية تضمن حماية المنشآت من الهجوم الجوي بدون تدخل بشري، ولا مثيل لها في أي جيش أجنبي. ولا يمكن الآن وضع المنظومة على السفن الحربية فحسب، بل وعلى أية سفينة مدنية.

يذكر أن منظومات "تور" للدفاع الجوي تستخدم بنشاط منذ بدء العملية العسكرية الخاصة. وقد أظهرت فاعلية خاصة في مكافحة الطائرات المسيرة، على وجه الخصوص مسيرات "بيرقدار" التركية التي علقت كييف عليها آمالا كبيرة.

وتعد "تور" المنظومة الوحيدة في العالم التي بمقدورها إطلاق الصواريخ من الحركة عند سرعة لا تزيد عن 25 كيلومترا في الساعة على الطرق الترابية، ويعني ذلك أن منظومة "تور" يمكن أن تحمي أرتال القوات أثناء تقدمها من الغارات الجوية.

ويمكن أن تكتشف "تور" 40 هدفا في وقت واحد. ويبلغ مدى إصابة الهدف من 500 متر إلى 12 كيلومترا وعلى ارتفاعات من 10 أمتار إلى 6 كيلومترات.

المصدر: روسيسكايا غازيتا

 

مقالات مشابهة

  • وزير التموين الجديد: سنحافظ على احتياطي استراتيجي آمن لكل السلع
  • جودة عبد الخالق يطالب بضم وزارتي التموين والتضامن للتركيز على الأمن الغذائي
  • روسيا تستخدم نسخة بحرية من منظومة "تور – إم" الجوية للدفاع عن القرم (فيديو)
  • “الهجرة الدولية”: نزوح أكثر من 55 ألف سوداني من مدينة سنجة والقرى المجاورة بسبب المعارك
  • منظومة العمل
  • شكراً دولة المواطنة والديمقراطية والسلام والعدالة و الكرامة
  • السودان… نزوح أكثر من 55 ألف شخص بسبب المعارك!
  • طفرة غير مسبوقة في منظومة التعليم العالي في عهد الرئيس السيسي
  • الاتحاد السكندري: الڤار خارج الخدمة والعدالة غائبة فى الدورى
  • ضبط كمية من السيارات المخالفة في كفر الشيخ