بقلم المهندس الاستشاري:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

سعر الفائدة يلعب دوراً حاسماً في الاقتصاد، حيث يؤثر على جوانب متعددة من الأنشطة الاقتصادية.
بعض التأثيرات الرئيسية لسعر الفائدة على الاقتصاد:

الادخار والاستثمار ارتفاع سعر الفائدة :- يشجع على الادخار لأن العائد على المدخرات يكون أعلى.
ولكن يقلل من الاستثمارات لأن تكلفة الاقتراض تزيد.

انخفاض سعر الفائدة :-يحفز الاستثمار لأنه يجعل الاقتراض أقل تكلفة، ولكنه قد يقلل من الحافز على الادخار. الإنفاق الاستهلاكي ارتفاع سعر الفائدة:- يؤدي إلى انخفاض الإنفاق الاستهلاكي، خاصة على السلع الكمالية والمشتريات الكبرى مثل المنازل والسيارات، لأن القروض تصبح أكثر تكلفة. انخفاض سعر الفائدة :-يزيد من الإنفاق الاستهلاكي بسبب انخفاض تكلفة القروض. التضخم ارتفاع سعر الفائدة :- يساعد في خفض التضخم، لأن الطلب الكلي ينخفض نتيجة تقليل الاستهلاك والاستثمار. انخفاض سعر الفائدة :- يمكن أن يؤدي إلى زيادة التضخم، نتيجة لزيادة الطلب الكلي. أسعار الصرف ارتفاع سعر الفائدة :-يؤدي إلى ارتفاع قيمة العملة المحلية لأن العوائد على الأصول المالية تصبح أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب. انخفاض سعر الفائدة :- يمكن أن يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة المحلية. النمو الاقتصادي:- ارتفاع سعر الفائدة :- قد يبطئ النمو الاقتصادي بسبب انخفاض الإنفاق الاستثماري والاستهلاكي. انخفاض سعر الفائدة :- يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي من خلال زيادة الاستثمار والإنفاق الاستهلاكي. سوق الأسهم ارتفاع سعر الفائدة :- يمكن أن يؤدي إلى انخفاض أسعار الأسهم لأن العائد المتوقع من الاستثمارات البديلة (مثل السندات) يصبح أعلى. انخفاض سعر الفائدة :- غالباً ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسهم لأن تكلفة الاقتراض للشركات تنخفض، مما يعزز أرباحها.

باختصار، سعر الفائدة هو أداة رئيسية في السياسات النقدية التي تستخدمها البنوك المركزية للتحكم في ( التضخم، تعزيز الاستقرار الاقتصادي، ودعم النمو الاقتصادي )

و يمكنني التعمق أكثر في تأثير سعر الفائدة على الاقتصاد.
دعنا نتناول بعض الجوانب بتفصيل أكبر:-

التأثير على الادخار والاستثمار

الادخار

ارتفاع سعر الفائدة :- عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة، يحصل المدخرون على عائد أعلى على مدخراتهم، مما يشجع الأفراد والشركات على الادخار أكثر.
هذا يقلل من الإنفاق الاستهلاكي لأنه يتم تحويل المزيد من الأموال نحو الادخار. انخفاض سعر الفائدة :- مع انخفاض أسعار الفائدة، يصبح العائد على المدخرات أقل جاذبية، مما يدفع الأفراد والشركات للبحث عن استثمارات أخرى أو زيادة الإنفاق الاستهلاكي.

الاستثمار

ارتفاع سعر الفائدة :- يزيد من تكلفة الاقتراض بالنسبة للشركات والأفراد الذين يرغبون في الاستثمار في مشاريع جديدة أو شراء أصول.
هذا يمكن أن يؤدي إلى تقليل الاستثمارات الجديدة والتوسعات. انخفاض سعر الفائدة :- يجعل الاقتراض أرخص، مما يشجع الشركات على الاستثمار في المشاريع الجديدة والتوسع، مما يعزز النمو الاقتصادي. التأثير على الإنفاق الاستهلاكي ارتفاع سعر الفائدة :- يؤدي إلى زيادة تكلفة القروض الاستهلاكية (مثل القروض الشخصية، قروض السيارات، والرهون العقارية)، مما يقلل من قدرة الأفراد على الإنفاق. هذا يقلل من الطلب على السلع والخدمات. انخفاض سعر الفائدة :- يقلل من تكلفة القروض، مما يزيد من قدرة الأفراد على الاقتراض والإنفاق.
هذا يعزز الطلب على السلع والخدمات، مما يمكن أن يحفز النمو الاقتصادي. التأثير على التضخم ارتفاع سعر الفائدة :- يقلل من التضخم عن طريق تقليل الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري.
عندما يقل الطلب الكلي، ينخفض الضغط على الأسعار، مما يؤدي إلى استقرار الأسعار أو حتى انخفاضها. انخفاض سعر الفائدة :- يمكن أن يؤدي إلى زيادة التضخم.
عندما يزيد الطلب الكلي نتيجة لزيادة الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، يزيد الضغط على الأسعار، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم. التأثير على أسعار الصرف ارتفاع سعر الفائدة :- يجعل الأصول المالية المقومة بالعملة المحلية أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على العملة المحلية وارتفاع قيمتها. انخفاض سعر الفائدة :- يجعل الأصول المالية المقومة بالعملة المحلية أقل جاذبية، مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على العملة المحلية وانخفاض قيمتها. التأثير على النمو الاقتصادي ارتفاع سعر الفائدة :- يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي بسبب انخفاض الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري. انخفاض سعر الفائدة :- يعزز النمو الاقتصادي عن طريق تشجيع الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري. التأثير على سوق الأسهم ارتفاع سعر الفائدة :- يمكن أن يؤدي إلى انخفاض أسعار الأسهم لأن الشركات تواجه تكاليف اقتراض أعلى، مما يقلل من أرباحها المستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك، يصبح الاستثمار في السندات أكثر جاذبية مقارنة بالأسهم. انخفاض سعر الفائدة :- يعزز أسعار الأسهم لأن الشركات تستطيع الاقتراض بتكلفة أقل لتمويل التوسع والنمو، مما يمكن أن يزيد من أرباحها المستقبلية.

تطبيقات واقعية:

سياسات البنوك المركزية :- تستخدم البنوك المركزية مثل الفيدرالي الأمريكي أو البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة كأداة رئيسية للتحكم في الاقتصاد.
على سبيل المثال، يمكن أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة في فترات الركود لتحفيز النمو، أو يرفعه في فترات التضخم المرتفع للحد من زيادة الأسعار.

ملخص:

سعر الفائدة هو أداة مالية قوية تستخدمها البنوك المركزية للتأثير على الاقتصاد من خلال تعديل تكلفة الاقتراض والعائد على الادخار.
هذه التعديلات تؤثر على قرارات الإنفاق، الاستثمار، والادخار للأفراد والشركات، مما يؤثر بدوره على النمو الاقتصادي والتضخم وأسعار الصرف.

حيدر عبد الجبار البطاط

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات انخفاض سعر الفائدة ارتفاع سعر الفائدة یمکن أن یؤدی إلى البنوک المرکزیة النمو الاقتصادی یؤدی إلى انخفاض العملة المحلیة یؤدی إلى زیادة على الاقتصاد التأثیر على على الادخار الطلب على یزید من یقلل من

إقرأ أيضاً:

ترامب يجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى

ترجمة: قاسم مكي

لن يفوز دونالد ترامب بجائزة نوبل للسلام على الإطلاق. لكن ينبغي أن يكون منافسا قويا على جائزة شارلمان التي تمنح كل عام لشخص قدَّم أعظم مساهمة للوحدة الأوروبية.

الرئيس الأمريكي تودَّدَ لروسيا وقوَّض الإيمان بجدوى حلف الناتو وهدد الاتحاد الأوروبي بالرسوم الجمركية وعزز أقصى اليمين في أوروبا. كل هذا كان له أثر محفِّز للاتحاد الأوروبي. فالخطوات الجذرية نحو وحدة أوروبية أعظم والتي توقفت لعقود يتم اتخاذها الآن.

هنالك ثلاثة مجالات ينبغي الانتباه لها ورصد ما يحدث فيها. أولها الدفاع الأوروبي وثانيها الدَّين الأوروبي المشترك وثالثها إصلاح الخلل في العلاقات الودية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

التحولات الدرامية في الرأي العام الأوروبي تعزز هذه التطورات. فقد أظهر استطلاع هذا الشهر أن 78%من البريطانيين يعتبرون ترامب مهددا لبريطانيا. ويرى ذلك أيضا 74% من الألمان و69% من الفرنسيين.

وفي استطلاع آخر اعتبر حوالي 85% من الألمان فرنسا شريكا موثوقا وحصلت بريطانيا على نسبة 78% كشريك موثوق. أما أمريكا فتراجعت نسبتها إلى 16%.

يتفق قادة أوروبيون عديدون على أن «أمريكا ترامب» هي الآن مهدد على الرغم من أن قليلين منهم فقط يقولون ذلك بصوت عالٍ لأسباب دبلوماسية.

وهم أيضا يدركون في قلق إلى أي حد جعلهم التحالف عبر الأطلسي الذي تأسس قبل ثمانين عاما شديدي الاعتماد على الدعم العسكري الأمريكي. وهو ليس مسألة مال فقط. فالاعتماد الخطر حقا على التقنية والأسلحة الأمريكية.

الأوروبيون يمكنهم أن يروا المتاعب التي تحيط بالأوكرانيين بعد قرار إدارة ترامب وقف تدفق المعلومات الاستخباراتية والأسلحة. لذلك يتَّبعون سياسة ذات مسارين.

فهم بحاجة إلى تأجيل وقف الدعم العسكري الأمريكي لأوروبا لأطول فترة ممكنة وفي الوقت ذاته يستعدون لتلك اللحظة (لحظة وقف الدعم) بأسرع ما يمكن.

كان ذلك هو المنطق وراء قرار السماح للمفوضية الأوروبية بجمع 150 بليون يورو لإنفاقها على الصناعة الدفاعية بالاتحاد الأوروبي. ومن المرجح أن يتم تركيز الإنفاق الجديد على المجالات التي تعتمد فيها البلدان الأوروبية بشكل خاص على أمريكا كالدفاع الجوي.

إلى ذلك، إصدار الدين الأوروبي المشترك ليس فقط طريقة لجمع المال من أجل تمويل الدفاع. فهو أيضا يتيح فرصة لتعزيز اليورو كعملة احتياط عالمية بديلة للدولار. ويعني التقلّب في مواقف إدارة ترامب أن هنالك رغبة عالمية قوية في بديل لسندات الخزانة الأمريكية كأصل استثماري آمن.

تقليديا الدين الأوروبي المشترك من المحرمات في ألمانيا المقترة في الإنفاق. انتهُك هذا «المحرَّم» جزئيا أثناء الجائحة. أما الآن ففي الغالب سيتم التخلي عنه تماما.

أيضا يتجه فريدريش ميرز الذي سيكون المستشار القادم لألمانيا إلى استثناء الإنفاق المالي القومي على الدفاع والبنية التحتية من القيود الدستورية على الانفاق بالعجز. وتعني الحصافة المالية السابقة لألمانيا أن لديها مساحة أكبر للاقتراض مما لدى بريطانيا أو فرنسا المثقلتين بالديون.

ومن الممكن أن ينعش نوعٌ من الكينزية العسكرية أكبر اقتصاد في أوروبا. (يقصد الكاتب بالكينزية العسكرية تطبيق سياسة مماثلة لتلك التي دعا لها الاقتصادي البريطاني جون مينارد كينز 1883-1946 بالتوسع في الإنفاق الحكومي لتنشيط الاقتصاد. والكينزية العسكرية تعني هنا استخدام الإنفاق الحكومي العسكري لتحفيز النمو الاقتصادي لألمانيا - المترجم.) وكما عبر لي عن ذلك أحد كبار رجال الأعمال الفرنسيين بقدر غير قليل من القلق «واضح جدا أن الألمان لا يمكنهم بيع سياراتهم.

لذلك سيصنعون دبابات».

الخدمة الأخيرة التي قدمها ترامب لأوروبا هي أنه عجَّل تقارب بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي مع الاتحاد الأوروبي. فالزعيمان البريطاني والفرنسي كير ستارمر وايمانويل ماكرون تعاونا على نحو وثيق حول أوكرانيا. ويمكن أن يشكلا سلطة ثلاثية قوية مع الألماني فريدريش ميرز.

إحدى آليات زيادة الإنفاق العسكري ستكون تكوين صندوق دفاع أوروبي جديد يمكن أن تشارك فيه بريطانيا. ولذلك ميزة إضافية. فهو سيقدِّم لبريطانيا والاتحاد الأوروبي شكلا جديدا للتعاون يتجنب إعادة فتح علبة باندورا خروج بريطانيا من الاتحاد. (بمعني إثارة الشرور أو المشاكل التي نجمت عن خروجها منه مرة أخرى- المترجم.»

احتمال إصلاح بعض الضرر الذي سببه هذا الخروج يؤكد أن هذه ليست فقط لحظة تهديد لأوروبا ولكنها أيضا فرصة. فأوروبا يمكنها الآن حقا تقديم بيئة أعمال أكثر استقرارا من «أمريكا ترامب.» وهذا ربما انعكس سلفا في الأداء النسبي لأسواق الأسهم في الولايات المتحدة وأوروبا.

ومع تشديد ترامب هجومه على الجامعات الأمريكية هنالك أيضا فرصة لاجتذاب كبار الباحثين إلى أوروبا. الفجوة في الرواتب ومخصصات الأبحاث بين أمريكا الشمالية وأوروبا كبيرة. لكن إجمالي المبالغ المالية اللازمة لهذا الغرض صغير عند مقارنته بالأموال المقترحة كمخصصات للدفاع.

ستكون هنالك اختلافات وانتكاسات كثيرة في الطريق نحو وحدة أوروبية أعظم. ففرنسا وألمانيا تصطدمان حول الكيفية التي ستنفق بها أموال صندوق الاتحاد الأوروبي الجديد للدفاع.

وسيغذي أي صدام من هذه الشاكلة شكوك أولئك الذين يقولون: إن أوروبا لن ترتب أمورها إطلاقا. وهنالك شكوك وانتكاسات شبيهة في الطريق غير الممهَّد في الغالب نحو تكوين الجماعة الأوروبية للفحم والصلب في خمسينيات القرن الماضي وأيضا العملة الموحدة في سنوات التسعينيات. لكن القادة الأوروبيين بلغوا مقصدهم في النهاية لأن الضرورة على الاتفاق كانت قاهرة.

كل القفزات العظيمة إلى الأمام في الطريق إلى الوحدة الأوروبية كانت أسبابها صدمات جيوسياسية. أول هذه الصدمات نهاية الحرب العالمية الثانية وثانيها نهاية الحرب الباردة. والآن بفضل ترامب نحن نشاهد نهاية التحالف عبر الأطلسي. لقد ردَّت أوروبا بقوة وحلول مبتكرة على التحديين الكبيرين الأخيرين. ويمكنها أن تفعل ذلك مرة أخرى.

جيديون راكمان كبير معلقي الشؤون الخارجية بصحيفة الفاينانشال تايمز.

مقالات مشابهة

  • ترامب يجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى
  • دعبس: تسجيل العقارات بالسجل العيني أو الشهر العقاري له تاثير على الاقتصاد القومي
  • أسعار الذهب تصعد إلى قمة تاريخية
  • انكماش الاقتصاد البريطاني
  • دراسة: ارتفاع مستويات البحار في العالم عام 2024 أكثر مما كان متوقعا
  • دراسة: تقليل الملح في الطعام يسبب ارتفاع الكوليسترول الضار
  • الصين تأمر البنوك بتعزيز الاقتراض لتعزيز الإنفاق
  • الذهب عند مستوى قياسي جديد ويقترب من 3000 دولار
  • بث مباشر.. السيسي يؤدي صلاة الجمعة بمسجد المشير طنطاوي
  • ارتفاع أسعار النفط لمستوى قياسي وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي