قال الحبيب علي الجفري، الداعية الإسلامي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات: إن ما بعد الحداثة الآن تنهار والعالم اليوم في مفترق طرق للمرحلة التي بعدها.

وأضاف "الجفري" خلال الصالون الثقافي الذي تعقده مؤسسة طابة تحت عنوان: "التحديث والتراث" بحضور عدد من كبار العلماء والشخصيات العامة: أن المشكلة هي أن ما بعد الحداثة الآن تنهار لكن لا يوجد ما يزحزحها، مشيرًا إلى أنها تنهار بعدميتها.

ونوه بأن الحداثة ضد العقل كما أنها أحادية إقصائية جردت من النقد والعقل واكتفت بالحس، متابعا: العالم كلما تطور تقنيا كلما دمر أكثر وأكثر.

ولفت إلى أن الدولة التي تدعي أستاذية العالم والعلم والقانون بكل غطرسة تهدد أعلى محكمة، مضيفًا: يجب أن نشارك العالم في صنع الفلسفة الخاصة به، حيث لم نكن موجودين في عصر النهضة والحداثة وما بعد الحداثة.

ونوه الحبيب علي الجفري بأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان صِيْغَ من وجه نظر الثقافة الغربية وكان رد فعل على ما حصل في الحرب العالمية الثانية.

وأشار الحبيب الجفري إلى أننا نعاني الآن من جمود سواء في بيت الخطاب الشرعي أو الفلسفي، وهذا الجمود يعطى فرصة لبعض المتطرفين أن يدخلوا في هذا المعترك فيزيد ضياع الوقت.

وأكد أننا في حاجة إلى نقلة من أجل تدارك النقلة الكبيرة التي يحدثها العالم في الوقت الحالي، مشددا على أنه لا بد من وجود آلية لإدخال الذكاء الاصطناعي.

وأكد أنه إذا لم نمتلك الرؤية القائمة على الحوار الحقيقي فسنكون في مهب الريح ونكون بذلك أجرمنا في حق الأجيال الجديدة.

من جانبه أوضح الدكتور يوسف برسوم -المتخصص في التاريخ- أن المفاهيم المتعلقة بالتراث مفاهيم واسعة وأن التجربة التاريخية كانت في بعض منها إصلاحية، فعلى سبيل المثال: ابن تيمية قدم مجموعة أفكار إصلاحية لأنه شهد انهيار للدولة التي كان فيها.

وأشار إلى أن مدرسة الشيخ محمد عبده هي تجربة إصلاحية خرجت من وحي المجتمع الذي عانى من الفقر الشديد والاحتلال الأجنبي، وتلاميذه أمثال الشيخ علي عبد الرازق من هذه المدرسة الإصلاحية، وكان يرى أن المجتمع لن ينهض إلا بالقضاء على الاستبداد

وشدد على أن الحركات الإصلاحية في المجتمع لا يمكن أن تتعارض مع التراث، لأنه جذور المجتمع وأثاثه، وأن الحركات الإصلاحية لا يمكن أن تنهض إلا بالاعتماد على التراث، وأنه لا بد أن ندرك أنه لا يمكن أن نقدم منتجًا إصلاحيًّا لا يتماشى مع أفكار المجتمع.

بدوره أوضح الدكتور عمرو عبد المنعم خبير التنظيمات الإرهابية، أن المجتمعات الإسلامية تنظر للتراث أنه أمر مجدد خارج فهم جموع علماء المسلمين لفكرة التراث وفهم قضايا السلف، مشيرًا إلي أن التراث تحول إلى معضلة في الفهم وتحول من يتعامل مع التراث إلى جامد وخارج عن النص.

وتهدف مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات إلى المساهمة في إعادة تأهيل الخطاب الديني واستعادة قدرته على فهم الواقع وصياغة رؤى يستقي منها أصحاب القرار مواقفهم وتوجهاتهم، مستندين في ذلك إلى مرجعية أصيلة واستيعاب للتنوع الثقافي والحضاري الإنساني والديني، من خلال نخبة من العلماء والمثقفين وقادة الرأي والفكر

يقام الصالون الثقافي بحضور كلٍ من الدكتور أسامة الأزهري المستشار الديني لرئيس الجمهورية، والحبيب علي الجفري رئيس مجلس إدارة مؤسسة طابة، والدكتور مايكل مدحت مدرس الفلسفة بجامعة حلوان، الدكتور عصام عبد الفتاح أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان، والدكتور طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي للفتوى، ويوسف برسوم المتخصص في علم التاريخ، والدكتور عمرو عبد المنعم خبير التنظيمات الإرهابية في التاريخ.

والدكتور يوسف الورداني مساعد وزير الشباب الأسبق، والشيخ أحمد سيف مدير المبادرات بمؤسسة طابة، وأحمد رأفت باحث مساعد في مؤسسة طابة، والشيخ محمد الجفري المدرس بروضة النعيم، والدكتور محمد سامي مدير الحلقة الفلسفية بمؤسسة طابة، والشيخ عبد الله الجفري المدرس بروضة النعيم، والدكتور عبد الباسط هيكل الباحث والأكاديمي المصري، والدكتور أيمن عبد الوهاب نائب مدير الأهرام للدراسات السياسية، وبعض من شباب الجامعات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحبيب علي الجفري الحداثة ما بعد الحداثة إلى أن

إقرأ أيضاً:

«الفجيرة الدولي للمونودراما» ينطلق اليوم بنسخته الـ11

تامر عبد الحميد (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة 827.4 مليار درهم إجمالي الودائع النقدية في الإمارات مشاركون لـ«الاتحاد»: «قمة AIM» منصة دولية لتعزيز الاستثمارات

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وبدعم من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، تنطلق اليوم الخميس الدورة الحادية عشرة لمهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما» ويستمر حتى 18 أبريل الجاري، والذي يتزامن مع مرور 22 عاماً على انطلاقة المهرجان الذي يُعتبر أضخم احتفالية مسرحية دولية تحتفي بمسرح الممثل الواحد في العالم.

عرض فني
يستعرض حفل الافتتاح، الذي يقام مساء اليوم في مسرح مركز الفجيرة الإبداعي التابع لوزارة الثقافة، عمل المؤسسات الثقافية التي جعلت من الفجيرة قبلة للعمل الثقافي العربي والدولي، ويشهد عرضاً فنياً بمشاركة نخبة من نجوم العالم العربي منهم أسعد فضة، رفيق علي أحمد، أمل عرفة، زهيرة بن عمار، ولطيفة حرار، والعرض من تأليف وأشعار محمد سعيد الضنحاني، وبمساهمة الدكتور محمد عبد الله في كتابة الأشعار، وإخراج عبد المنعم عمايري، وبمشاركة فرقة «إنانا» للمسرح الراقص بقيادة الفنان جهاد مفلح، ويتولى التأليف الموسيقي الموسيقار محمد هباش.

منافسة قوية
ويشهد المهرجان منافسة قوية بين 19 عرضاً مسرحياً من 50 دولة عربية وأجنبية، في عروضه الرسمية، إلى جانب عروض مسرحية أخرى ضمن برنامج «عروض الفضاءات المفتوحة»، منها: «الفانوس» و«محطة انتظار» من الإمارات، «قطار ميديا» من إسبانيا، «عمق ضحل» من ألمانيا، «وحدي» من تونس، «من يعرف أحداً» من روسيا، «وجوه» من سوريا، «جوكر من العراق»، «اليوم الأخير» من الجزائر، «متر في متر» من سلطنة عُمان، «ودارت الأيام» من مصر، و«شرخ في جدار الزمن» من البحرين. 

رواد المسرح
وبمناسبة انطلاق الدورة الـ11 من المهرجان، أكد محمد سعيد الضنحاني رئيس «الفجيرة الدولي للمونودراما»، أن الحدث يُعد منصة للكثير من المواهب، حيث يستقطب في كل دورة الكثير من رواد المسرح في العالم.
وقال: يبدأ مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما»، دورة حياته الإبداعية الحادية عشرة، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وبدعم سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، لطالما راهنت إمارة الفجيرة على دور الفنون في الارتقاء بالإنسان، وتقريب وجهات النظر بين الثقافات، فقد تمكنت خلال 22 عاماً من عمر المهرجان، من إنجاز إحدى عشرة دورة، احتضنت أهم العروض المسرحية العالمية، ورعت أعمق الندوات النقدية، إلى جانب نشر المطبوعات وتخصيص الجوائز الهادفة لتحفيز المخيلة، وشحذ الفكر. 

هدف أسمى
أشار محمد الضنحاني، قائلاً: تحتضن مسارح الفجيرة في هذه الدورة، عروضاً تتضمن الكثير من التجريب، على صعيد النص والأداء والإخراج، فمن المفيد أن تتبارى ثقافات العالم بالخيال، وتتفاهم وتتأمل بالموسيقى، تلك الخيارات الحضارية، لطالما شكلت بر أمان للبشر، ولهذا علينا الاحتفاء بها وتحفيزها، كي تبقى الإنسانية هدفاً أسمى للجميع، مهما اختلفت الآراء.

بصمة مختلفة
نوه محمد سعيد الضنحاني رئيس «الفجيرة الدولي للمونودراما» إلى أن ما أنجزه المهرجان خلال 22 عاماً، وإحدى عشرة دورة، يعتبر بصمة مختلفة في هذا الفن الصعب، فن «الممثل الواحد»، الذي يتطلب نبشاً في خبايا النفس، وسبراً لآفاق العقل، بغية انتشال اللآلئ من الأعماق، تلك هي المهمة التاريخية، التي وضعتها إمارة الفجيرة نصب عينيها، واستطاعت من خلالها، ترك بصمة عالمية مختلفة، في مشهد الفنون والثقافة.

المسرح المدرسي
تتفرد إمارة الفجيرة هذا العام، بإقامة مهرجان خاص بمونودراما المسرح المدرسي، الذي يقام للمرة الأولى على المستوى العربي، حيث يركز المهرجان على الخامات الشابة واكتشاف المواهب وفتح الأبواب أمامها من أجل الاستزادة من الخبرات المشاركة في «مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما»، ويعتبر فرصة نادرة للشباب المغرمين بالمسرح. 
يقدم مهرجان «الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي» 15 عرضاً مسرحياً، ويتيح المجال أمام الشباب، كي يعرضوا أعمالهم المسرحية أمام كبار المسرحيين والنقاد والمهتمين من الجمهور، حيث يستمعون في الجلسات النقدية، لأهم الملاحظات على صعيد النص والأداء والإخراج والسينوغرافيا، وغيرها من عناصر العرض المسرحي، التي تحتاج إلى كثير من الخيال والتجريب.

مقالات مشابهة

  • معهد أمريكي يحذر: النووي الإيراني وصل لمرحلة بالغة الخطورة
  • فتوح يطالب العالم باتخاذ مواقف بحق إسرائيل لإغلاقها مدارس للأونروا
  • انتخابات نوفمبر وصراع الشرعية: مفترق سياسي حاسم
  • «الفجيرة الدولي للمونودراما» ينطلق اليوم بنسخته الـ11
  • محلل إسرائيلي: ترامب فهم تداعيات مهاجمة إيران.. وإسرائيل في مفترق طرق
  • المملكة تعلن اكتشاف أطول سجل مناخي في العالم
  • حماس: مجازر العدو الصهيوني تمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي
  • عمره ملايين السنين.. الإعلان عن كشف أثري جديد بالمملكة اليوم
  • عاجل - عمره ملايين السنين.. الإعلان عن كشف أثري جديد بالمملكة اليوم
  • الجزائر.. ترميم 17 ألف وثيقة وإدراج مخطوطين في سجل ذاكرة العالم