لوفيغارو: قناة بنما شريان استراتيجي للتجارة العالمية مهدد بالجفاف
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
قالت صحيفة لوفيغارو إن قناة بنما، هذا الطريق البحري الذي يربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ منذ قرن من الزمان، يعاني من نقص خطير في المياه يعيق ملء ممراته العملاقة ويبطئ نشاطه منذ العام الماضي، مشيرة إلى أن الحلول المتوخاة تهدد بعض السكان.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير لمبعوثها الخاص إلى باناما كوينتين دوفال- أن السفن العملاقة المملوكة لكبار شركات التجارة البحرية العالمية ظلت تعبر قناة بنما لأكثر من قرن على مياه تربط بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، متدفقة على مساحة شاسعة من بحيرة غاتون.
وفي كل عام كان ما يقرب من 12 ألف سفينة حاويات، تعبر هذا الشريان الإستراتيجي، بحيث تستخدم واحدة من كل عشرين سفينة من الأسطول التجاري العالمي هذه القناة، كما يعبرها نحو 40% من الحاويات الأميركية.
لكن عدم كفاية هطول الأمطار عام 2023، فرض على هيئة قناة بنما أن تقلل حركة المرور، مما عطل هذا الباليه البحري بشكل خطير، وربما يطول هذا الوضع مع استمرار الجفاف، كما يقول مبعوث الصحيفة.
جفاف مؤثروقد تم تخفيض عدد الممرات اليومية بنسبة 40%، ليسمح بعبور 27 سفينة بدل 36 بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي في الاتجاهين.
ويقول ريكاردو غويتي كالديرون، عالم المياه (الهيدرولوجيا) الذي يعمل لدى القناة ويقيس عدة مرات في الأسبوع مستوى بحيرة غاتون، إنهم طلبوا من مالكي السفن تقليل حمولتها بسبب انخفاض الغاطس في الخزان الاصطناعي الهائل الذي يغذي السلالم ويسمح لسفن الحاويات بالتنقل، خاصة أن القناة لا تتزود من مياه المحيطات، لأنها تقع على ارتفاع 26 مترا فوق مستوى سطح البحر.
وبالإضافة إلى الحد من حركة المرور، وضعت الإدارة إستراتيجية لتوفير المياه داخل السلالم، بحيث يتم إرسال نصف المياه من الحوض الأول إلى الآخر للسماح لسفينة الشحن بالوصول إلى مستوى بحيرة غاتون، في عملية تستغرق 10 دقائق.
وبالتالي فإن الجفاف -كما يقول المراسل- يؤثر بشكل مباشر على سلاسل الإنتاج المعولمة من خلال إبطاء تسليم المنتجات أو تمديد وقت السفر بالنسبة للسفن التي تمر عبر كيب هورن، خاصة أن الضغط اشتد على قناة بنما عندما بدأ الحوثيون دعما لشعب غزة، بمهاجمة السفن التي تمر عبر قناة السويس والبحر الأحمر.
وتمثل عائدات القناة التي اكتمل العمل فيها عام 1914، اليوم 6% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة بناما الصغيرة في أميركا الوسطى، ويتعين على مجموعة دول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ أن تدفع ما يقرب من 2.5 مليار دولار لبنما كل عام، إلا أن العجز هذا العام يتراوح بين 150 و200 مليون دولار، وهو أقل بكثير من الـ700 مليون المعلن عنها بداية العام.
سفينة حاويات أثناء عبورها قناة بنما في الأول من يونيو/حزيران 2024 (الأوروبية) القناة الجافة كحلوفي مواجهة حالات الجفاف، تجري دراسة طرق بديلة مختلفة، وقد قدمت الحكومة السابقة مشروع "القناة الجافة" الذي يخطط لاستخدام السكك الحديدية والطرق والمطارات والمناطق الحرة كأدوات إضافية لتسهيل نقل البضائع، إلا أن تدشين خط السكة الحديد في المكسيك لربط المحيط الهادئ بالمحيط الأطلسي يشكل منافسا للطريق البنمي، مع أن النقل البحري يظل دائما أرخص من تفريغ وإعادة تحميل المنتجات.
والحل الآخر الذي تم النظر فيه هو بناء سد إضافي على نهر إنديو، الواقع على بعد 15 كيلومترا من بحيرة غاتون، لتوفير المياه لضمان مرور ما بين 11 و16 سفينة شحن إضافية كل يوم، وتقدر قيمة هذا المشروع الذي تمت دراسته عام 2006، بنحو 1.2 مليار دولار، إلا أن القانون يمنع حتى الآن امتداد سيطرة الهيئة إلى نهر إنديو.
وفي ليمون دي شاغريس، وهي قرية صغيرة تضم حوالي ستين عائلة، ينبغي بناء الخزان الجديد، ويقول أوليغاريو هيرنانديز (86 عاما) وهو يكافح لإخفاء مشاعره من خلال تخيل حياته بأكملها مغمورة تحت الماء، "هنا أزرع الذرة والكسافا، ولدي ماشية تأتي لترعى وكل شيء سيُغمر بالمياه"، كل شيء ينمو في هذه المنطقة الجبلية كالموز والأرز والفاصوليا والكسافا.
وتقدر الهيئة عدد المتضررين من هذا السد المستقبلي بألفي شخص، إلا أن السكان يعتقدون أنه سيكون ضعف ذلك أو ثلاثة أضعافه، مع الإشارة إلى أن سكان ليمون دي شاغريس لن يستفيدوا مهما كانت أمة بأكملها تعيش على القناة.
وختم المراسل بقول فلاح من هذه القرية إن قيمة مزرعته يجب أن تكون 7 آلاف دولار، لكن الشركة الفاحشة الثراء (هيئة القناة)، لا تريد أن تدفع، متسائلا كم تدفع السفينة مقابل المرور؟ الملايين، أليس كذلك؟.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات المحیط الأطلسی المحیط الهادئ قناة بنما إلا أن
إقرأ أيضاً:
"أكاديمية أدنوك" تستقبل دفعة المتدربين الرابعة من الكفاءات الإماراتية
أعلنت "أدنوك"، اليوم الخميس، عن قبول الدفعة الرابعة من المتدربين الإماراتيين في "أكاديمية أدنوك للتجارة والتداول"، التي تهدف إلى إعداد أصحاب الكفاءات الإماراتيين الشباب من موظفي الشركة وتأهيلهم لشغل وظائف ضمن عمليات التداول العالمية في شركتي "أدنوك للتجارة العالمية" و"أدنوك التجارية" التابعتين لها.
وبمناسبة قبول الدفعة الجديدة، أقيمت فعالية في مكاتب شركة "أدنوك للتجارة العالمية" بحضور الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، وسارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، وعدد من كبار مسؤولي قطاعات التعليم، والتوطين، والموارد البشرية، حيث اطلع الحضور على برامج الأكاديمية وإنجازات شركات "أدنوك" للتجارة والتداول. نمو كبير ومنذ تأسيسهما في عام 2020، حققت الشركتان نمواً وتوسعاً كبيرين لتصبحا ضمن شركات تجارة وتداول المنتجات المكررة والنفط الخام العالمية المتطورة، كما ارتفع عدد موظفي "أدنوك" المتخصصين في مجال التجارة والتداول من خمسة في عام 2019 إلى أكثر من 400 موظف حالياً.وتتبنى الشركتان نهجاً استباقياً في تداول وتجارة منتجات "أدنوك" لتحقيق أقصى قيمة ممكنة، كما تقدمان خدمات إدارة الشحنات، والتحوط لإدارة المخاطر والبضائع المنقولة، وذلك من خلال استخدام سفن "أدنوك للإمداد والخدمات". نقلة نوعية وأكد الدكتور سلطان الجابر، أهمية مساهمة نشاطات أدنوك في مجال تجارة وتداول المنتجات، من خلال شركتي "أدنوك التجارية" و"أدنوك للتجارة العالمية"، في تحقيق نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها المجموعة وتوسيع قاعدة عملائها، وتعزيز وزيادة القيمة من أعمالها، وخلق فرص جديدة للنمو والتطور.
وأشار إلى تركيز كلا الشركتين على استخدام التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات مدروسة تستند إلى البيانات تساهم في تحقيق أقصى قيمة من كل برميل نفط يتم إنتاجه وبيعه.
وقال الجابر، إن "أكاديمية أدنوك للتجارة والتداول" تواصل مهمتها الهادفة إلى إعداد جيل متخصص من المتداولين الإماراتيين وإكسابهم المهارات الخاصة في تداول وتجارة السلع بما يعزز نجاح وتطور "أدنوك". تعاملات يومية وللاستفادة من إمكانات نشاطات التجارة والتداول والنقل، أسست "أدنوك" شركتين تجاريتين جديدتين هما "أدنوك التجارية"، التي تختص بتداول النفط الخام، و"أدنوك للتجارة العالمية"، التي تختص بتداول المنتجات المكررة.
وتنفذ الشركتان تعاملات يومية تتجاوز ما كانت تقوم به "أدنوك" على مدى عام، وحققتا عائداً على الاستثمار بنهاية عام 2023 يزيد بمقدار 17 ضعفاً عن تكلفة تأسيس الشركتين.
وتعد "أكاديمية أدنوك للتجارة والتداول" مساهماً رئيساً في النجاح الذي تحققه شركتا "أدنوك" للتجارة والتداول، حيث تقدم الأكاديمية برنامجاً مكثفاً لمدة عامين مخصص لموظفي "أدنوك" من المواطنين، يتضمن تدريباً أثناء الخدمة يجمع بين المواضيع النظرية وتزويد المتدربين بالمهارات العملية، من خلال برامج المحاكاة وتحليل السوق في الوقت الفعلي لضمان استعدادهم وجاهزيتهم لمواكبة متطلبات الأسواق العالمية.
ومنذ تأسيسها في عام 2020، تخرج من "أكاديمية أدنوك للتجارة والتداول" حوالي 40 إماراتياً يعملون الآن في شركتي "أدنوك للتجارة العالمية" و"أدنوك التجارية".