البكاء والعويل على وثيقة قحت الدستورية المعطوبة
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
خالد هاشم خلف الله
منذ أن أدلى الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة بتصريحه مؤخرا لقناة العربية عن عزمهم الغاء الوثيقة الدستورية التى بموجبها اسست الشراكة السياسية بين القوات المسلحة وبين جماعة قحت فى اغسطس ٢٠١٩ ، وهى الشراكة التى ظلت قائمة ببن الطرفين حتى قام الجيش بفضها فى أكتوبر ٢٠٢١ ، وما تبع ذلك من حل لحكومة حقت برئاسة حمدوك والمعروف ان هذه الوثيقة الدستورية المعطوبة عكف على صياغتها شخصان محامى ليست له أدنى صلة بصياغة الدساتير وانما جل نشاطه منحصر فى المرافعة أمام المحاكم فى القضايا المدنية وغيرها والتوثيق القانونى للمعاملات التجارية من بيع وشراء يعنى بالمختصر محامى سوق وسماسرة ، اما الشخصية الثانية التى عهد لها بمشاركة محامى عمارة الضرائب ( مقر سماسرة الاراضى والسيارات فى الخرطوم المكلومة والمحتلة من قبل الجنجويد ) فهى استاذة جامعية فى القانون الدستورى وهى قد تكون جديرة بعضوية لجنة موسعة لكتابة دستور بحكم تخصصها الدقيق لكن ليس عضوا فى لجنة تقتصر عضويتها عليها وعلى محامي سماسرة عمارة الضرائب .
ولا اعرف سر المناحة والبكاء والعويل الذى يمارسه القحاتة على وثيقتهم الدستورية المعطوبة منذ أن أدلى الفريق ياسر العطا بتصريحه لقناة العربية بالعزم على الغائها ووضعها فى مذبلة التاريخ كاحط واوضع نص دستورى تحكم به دولة وشعب ، فهى وثيقة بلا اى قيمة ولا تساوى ثمن الحبر الذى كتبت به وكان الأجدر بل اوراقها الصفراء ونقعها فى الماء وتقديمها عصيرا للقحاتة فى مؤتمر واجهتهم الجديدة تقدم المنعقد هذه الايام فى أديس أبابا.
ومن يرى مناحة القحاتة على وثيقتهم الدستورية العليلة يظن انها وثيقة كتبتها لجنة موسعة تضم فى عضويتها خبراء وفقهاء فى القانون الدستورى وليس لجنة مكونة من شخصين احدهم محامى لسماسرة عمارة الضرائب فى الخرطوم المحتلة من قبل الجنجويد ذراع القحاتة العسكرى ، هذه الوثيقة الدستورية هى بالنسبة لجماعة قحت مثل صنم العجوة يقدسونها وقت ما يشاؤون و ياكلونها حين يقرصهم الجوع وتصرخ امعاؤهم .
كان القحاتة أنفسهم اول من انتهك الآجال الدستورية لوثيقتهم التى نصت على تكوين المجلس التشريعى بعد ثلاثة أشهر من بدء تشكيل الحكومة الانتقالية والمجلس السيادى اى فى نوفمبر ٢٠١٩ أذ أن حكومة قحت الأولى برئاسة حمدوك شكلت فى اغسطس ٢٠١٩ بعد أيام من توقيع قائد الجيش ورئيس المجلس العسكرى وقتئذ الفريق البرهان على الوثيقة الدستورية لتكتسب فعاليتها ونفاذها بتوقيعه هو كرئيس للمجلس العسكرى ولولا هذا التوقيع لما أصبحت لوثيقة قحت الدستورية أى قيمة ولم تكن لتسوى شروى نقيرولاصبحت هى والعدم سواء أى أن توقيع رئيس المجلس العسكرى للقوات المسلحة نفخ روح النفاذ والفعالية فى هذه الوثيقة المعيبة المنبتة وليس توقيع حمدوك ولا الدقير ولا بابكر فيصل او غيرهم من قادة قحت الذين درجوا على سواقة الناس بالخلاء حتى يوم الناس هذا بالقول بأن حمدوك لا يزال هو رئيس الحكومة الشرعي وأن لا شرعية للبرهان بعد ما وقوع ما يرونه هم وحدهم انقلابا فى أكتوبر،،٢٠٢١ وهو لم يكن انقلابا وانما فض شراكة سياسية بين الجيش واحد مكونات الحكم الانتقالى الذى كان مكونا من ثلاثة أطراف حتى أكتوبر ٢٠٢١ وهى الجيش وقحت والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا فى أكتوبر ٢٠٢٠ واختلف قادة الجيش مع احد أضلاع هذا المثلث وهم جماعة قحت فقام الجيش بفض شراكته معهم مع الحفاظ عليها مع الضلع الثالث وهى الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا ، هذا هو التشريح الحقيقى والواقعى للوضع السياسى للبلاد منذ أكتوبر ٢٠٢١ وحتى يوم الناس هذا الذى تقاتل فيه القوات المسلحة والحركات المسلحة والمقاومة الشعبية المسلحة غزاة الجنجويد الذين ترفدهم جماعة قحت بالدعم السياسى والاعلامى فى حربهم ضد الشعب السودانى .
وبالعودة لموضوع انتهاك قحت للمواعيد الدستورية التى ضمنتها وثيقتها الدستورية هو انتهاك الموعد الذى نصت عليه الوثيقة الدستورية وهو ان يتم تشكيل المجلس التشريعى بعد مضى ثلاثة أشهر من تشكيل مجلسى السيادة والوزراء وكان المبرر الذى قدمته قحت لعدم احترام ميقات دستورى قررته هى نفسها لانها هى وحدها - اى قحت - من صاغت مواد ومواقيت وثيقتها الدستورية كان المبرر ان مفاوضات السلام فى جوبا مع الحركات المسلحة قد انطلقت وأنه لابد من الانتظار لحين الانتهاء منها وتوقيع اتفاق سلام نهائى مع الحركات المسلحة والتى كان لابد أن يكون لها نصيب من مقاعد المجلس التشريعى ، وقد كانت هذه حجة واهية إذ كان من الممكن تشكيل المجلس التشريعى وأن يبدأ ممارسة مهامه واختصاصاته وحين يتم التوصل لاتفاق سلام مع الحركات المسلحة كان يمكن إخلاء مقاعد لها فى المجلس التشريعى وفقا للنسبة التى تحددها بنود اتفاقية السلام كما فعلت حكومة السودان فى مفاوضاتها مع الحركة الشعبية فى نيفاشا إذ ظل المجلس الوطنى يمارس مهامها التشريعية حتى تم التوصل لاتفاق نيفاشا مع الحركة الشعبية فى يناير ٢٠٠٥ والذى نص على تخصيص مقاعد لها فى المجلس الوطنى وكل الذى حدث ان المؤتمر الوطنى الحزب الحاكم وقتها اخلى مقاعد تعادل ما أتفق عليه فى اتفاقية نيفاشا من عدد مقاعد فى البرلمان للحركة الشعبية ولا أظن أن مثل هذه المعالجة كانت غائبة عن ذهن جماعة قحت ، ولكن كان هناك سببين رئيسين لعدم تشكيل قحت للمجلس التشريعى وتجاوز الميقات الذى حددته الوثيقة الدستورية لتشكيله ، السبب الأول هو تنازع مكونات قحت على نسبة المقاعد المخصصة لهم وهى كانت تشكل نسبة ٦٣% من مقاعد المجلس التشريعى ( فعلا من بيده القلم ما بكتب نفسه شقى وضمنت قحت أغلبية ميكانيكة لها فى المجلس التشريعى تستطيع أن تمرر بها اى تشريع تريده او ترفض اى تشريع لا يروق لها يعنى برلمان مثل برلمانات الدكتاتوريات الصريحة التى لا تدعى لنفسها نسبا فى الديمقراطية كما تفعل قحت ) حيث أراد حزب الامة نسبة ٦٠% من نصيب قحت فى المجلس التشريعيى بحجة انه الحزب صاحب اكبر كتلة فى برلمان الديمقراطية الثالثة قبل انقلاب البشير فى يونيو ١٩٨٩ ، اما السبب الاخر فهو الأهم فقد بدأت قحت فى نسج خيوط علاقاتها مع مليشيا الجنجويد وتقوية اواصرالتحالف معها، فقحت تستبطن عداء وكراهية عميقتين للقوات المسلحة رغم ان قادة القوات المسلحة قد ارتكبوا خطأ تاريخيا بتسليم السلطة التنفيذية خلال فترة انتقالية لاحزاب سياسية مثل جماعة قحت دون أن يكون لها تفويض شعبى عبر صناديق الاقتراع وليس عبر الشارع كما كانت تبرر قحت استحواذها على السلطة ، وعلى الرغم من التمييز الذى عاملت به القوات المسلحة جماعة قحت الا أنها اى جماعة قحت استمرت فى عدائها للقوات المسلحة حتى خلال مشاركتها السلطة السياسية قبل أن يقوم الجيش بفض تلك الشراكة فى أكتوبر ٢٠٢١ ويبدأ تصحيح ذلك الوضع الشاذ وغير المستساغ، فى ذات الوقت عملت قحت على التودد لمليشيا الجنجويد وقائدها حميدتى ونسج خيوط الواصل والتوطئة للتحالف بينهما ولعل ذلك كان بتأثير مباشر من حزب الامة الذى رأى فى مليشيا الجنجويد الظلال القديمة لمليشياته التى كان يستجلبها من دارفور وكردفان لذبح وقتل اهالى الخرطوم كما فعل فى أحداث نوفمبر ١٩٥٤ التى فعلت فيها مليشيا حزب الامة نفس ما فعلته مليشيا الجنجويد فى الخرطوم والجزيرة ودارفور وبعض أجزاء كردفان اليوم ، فحزب الامة هو الحزب التاريخى للجنجويد واسلافهم ، ولما كان تحالف قحت مع مليشيا الجنجويد يستوجب استمرار وجود المليشيا المجرمة ووضعها كترياق مضاد للجيش كان لابد من تغييب المجلس التشريعى الانتقالى لانه كان ستكون من ضمن عضويته جماعات تعادى مليشيا الجنجويد وتنادي بحلها وتصفيتها تماما مثل بعض لجان المقاومة ومثل الحزب الشيوعي الذى خرج لاحقا من تحالف قحت وربما كان الموقف من مليشيا الجنجويد هو أحد اسباب خروجه من تحالف قحت والخشية على مصير مليشيا الجنجويد والحرص على بقائها هو ما دفع قحت لانتهاك الميقات الدستورى الذى خطته بيمينها لتكوين المجلس التشريعى الانتقالى خشية من طرح بعض القوى لقانون لحل جناحها العسكرى مليشيا الجنجويد ، والان وقد كشفت وقائع الحرب الحالية الصلة العضوية اللصيقة بين مليشيا الجنجويد وقحت وأن العلاقة بين الطرفين مثل علاقة التؤام السيامى التصاق تام لا يستطع مبضع جراح فصله وكيف ان قحت فى كل ما تطرحه من حلول تقول انها لانهاء الحرب وانما تجد فى صميمها بقاء مليشيا الجنجويد ، فقحت ومن يقفون خلفها وخلف مليشيا الجنجويد لن يتخلوا عن الاهداف الاستراتيجية لحرب الجنجويد الحالية ضد الشعب السودانى وأهم هذه الأهداف هزيمة القوات المسلحة وتصفيتها بشكل كامل ، وتهجير الشعب السودانى من مدنه وقراه وإحلال المستوطنين الجنجويد من تشاد و النيجرومالى محلهم ، وبعدها يحلو لقحت وبقية أطراف التحالف الشيطانى تنفيذ مخططهم ولكنهم لن يفلحوا .
kld.hashim@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الوثیقة الدستوریة الحرکات المسلحة ملیشیا الجنجوید المجلس التشریعى للقوات المسلحة القوات المسلحة أکتوبر ٢٠٢١ فى المجلس فى أکتوبر
إقرأ أيضاً:
وثيقة مسربة تكشف علم مسؤولي الاتحاد الأوروبي بجرائم الحرب الإسرائيلية في غزة
نشر موقع "ذي انترسبت" تقريرا للصحفي آرثر نيسلين قال فيه إن وثيقة داخلية للاتحاد الأوروبي قد تحرم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من "الإنكار المعقول" لعلمهم بجرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، بحسب خبراء.
فقد رفض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دعوة لإنهاء مبيعات الأسلحة لـ"إسرائيل" الشهر الماضي، على الرغم من الأدلة المتزايدة على جرائم الحرب - وربما الإبادة الجماعية - التي قدمت لهم في تقييم داخلي حصل عليه موقع "إنترسبت".
ووفقا لمحامين وخبراء وزعماء سياسيين، فإن محتويات التقييم المكون من 35 صفحة والذي لم يكن معروفا من قبل قد تؤثر على محاكمات جرائم الحرب المستقبلية لسياسيين من الاتحاد الأوروبي بتهمة التواطؤ في هجوم "إسرائيل" على غزة.
وقد كتب التقييم الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان أولوف سكوغ وأرسله إلى وزراء الاتحاد الأوروبي قبل اجتماع المجلس في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، كجزء من اقتراح قدمه رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بتعليق الحوار السياسي مع "إسرائيل". وقد رفض مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الاقتراح.
وقد عرض تحليل سكوغ أدلة من مصادر الأمم المتحدة على جرائم الحرب التي ارتكبتها "إسرائيل" وحماس وحزب الله منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وتقدر الأمم المتحدة أن حوالي 45 ألف شخص لقوا حتفهم في غزة منذ ذلك الحين، ويُقدر أن أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
ورغم أن التقييم لم يوفّر حماس وحزب الله، إلا أن الكثير من أقوى لغته كانت مخصصة للقوات الإسرائيلية.
ويقول التقرير الداخلي: "للحرب قواعد. ونظرا للمستوى المرتفع من الضحايا المدنيين والمعاناة الإنسانية، تركز الادعاءات بشكل أساسي على كيفية فشل الجهات المسؤولة، بما في ذلك قوات الدفاع الإسرائيلية، على ما يبدو في التمييز بين المدنيين والمقاتلين واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين والأهداف المدنية من آثار الهجمات، في انتهاك للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي".
ويشير سكوغ إلى زيادة استخدام "اللغة التي تنزع صفة الإنسانية [تجاه الفلسطينيين]" من قبل القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، والتي قد "تساهم في إثبات النية" لارتكاب الإبادة الجماعية.
ويقول التقرير: "إن التحريض على التمييز أو العداء أو العنف - مثل ما ورد في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين - يشكل انتهاكا خطيرا لقانون حقوق الإنسان الدولي وقد يرقى إلى الجريمة الدولية المتمثلة في التحريض على الإبادة الجماعية".
ولم يغفل يانيس فاروفاكيس، وزير المالية اليوناني السابق والأمين العام لحركة الديمقراطية في أوروبا 2025، عن العواقب المترتبة على كبار المسؤولين من الدول المصدرة للأسلحة إلى "إسرائيل" مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
وقال فاروفاكيس لموقع "إنترسبت" إنه إذا وجدت المحكمة الجنائية الدولية مسؤولين إسرائيليين مذنبين بارتكاب جرائم حرب، فإن توزيع التقرير على وزراء الاتحاد الأوروبي يحمل أهمية كبيرة لأن الأوروبيين لن يتمكنوا من التذرع بالجهل.
وقال فاروفاكيس: "لا يمكنهم أن ينكروا بشكل معقول أنهم كانوا مطلعين على الحقائق بالنظر إلى محتويات تقرير الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي الذي كان عليهم واجب أخذه بعين الاعتبار. والآن يعرف العالم أنهم كانوا يعلمون أنهم انتهكوا القانون الدولي لأن الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان أخبرهم بذلك صراحة. وسوف يحكم عليهم التاريخ بقسوة. وربما تفعل المحكمة الجنائية الدولية نفس الشيء".
نشأت الورقة من طلب تقدمت به إسبانيا وأيرلندا في شباط/ فبراير لتقييم ما إذا كانت حرب "إسرائيل" في غزة تنتهك مواد حقوق الإنسان في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل"، والتي مكنت، من بين أمور أخرى، من إتمام تبادل تجاري بقيمة 46.8 مليار يورو في عام 2022.
لو كانت المفوضية الأوروبية قد حددت خرقا، لكانت قد وضعت تعليق الاتفاقية على جدول الأعمال. ومع ذلك، رفضت رئيسة المفوضية المؤيدة لـ"إسرائيل" أورسولا فون دير لاين التصرف.
ونتيجة لذلك، تم تكليف سكوغ من قبل الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وهي خدمة العمل الخارجي الأوروبية، للتحقيق. وقد قدم تقييما أوليا في تموز/ يوليو. وحصل موقع "انترسبت"على نسخة من التقييم تم تحديثها في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقد نوقشت الوثيقة، التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، داخليا كجزء من اقتراح الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي بتعليق "الحوار السياسي" مع "إسرائيل"، وهو الجانب الوحيد من العلاقة الذي تتمتع الخدمة الخارجية للاتحاد بالسلطة عليه. وقد دعمت ورقة سكوغ فعليا خطة تجميدها. ومع ذلك، رفض وزراء الاتحاد الأوروبي الاقتراح، إلى جانب توصية بحظر تصدير الأسلحة إلى "إسرائيل".
وخلص التقرير إلى أنه نظرا لأن عدد القتلى في غزة يتوافق مع التقسيم الديموغرافي للسكان المدنيين في المنطقة، فإن نمط القتل يشير إلى "هجمات عشوائية" يمكن أن تشكل جرائم حرب.
وأضاف التقييم: "عندما تُرتكب كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد السكان المدنيين، فقد تنطوي أيضا على جرائم ضد الإنسانية".
ودعا سكوغ دول الاتحاد الأوروبي إلى "رفض ترخيص التصدير" - للأسلحة - "إذا كان هناك خطر واضح من أن التكنولوجيا أو المعدات العسكرية التي سيتم تصديرها قد تُستخدم في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي".
وفي أعقاب هذا التقييم، سوف يكون بعض الساسة في الاتحاد الأوروبي معرضين لخطر التواطؤ إذا ثبت أن "إسرائيل" ارتكبت جرائم حرب، كما قال طيب علي، الشريك في شركة المحاماة البريطانية "Bindmans"، التي رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية بسبب صادراتها من الأسلحة إلى "إسرائيل".
وقال علي لموقع "انترسبت": "يراقب المحامون في جميع أنحاء أوروبا هذا الأمر عن كثب، ومن المرجح أن يبادروا إلى إنشاء آليات مساءلة محلية ودولية. إن المصالح الاقتصادية ليست دفاعا عن التواطؤ في جرائم الحرب. من المدهش أنه بعد محتويات هذا التقرير، قد تفكر دول مثل فرنسا وألمانيا حتى عن بعد في إثارة قضايا الحصانة لحماية مجرمي الحرب المطلوبين مثل نتنياهو وغالانت".
وأشارت ديانا بوتو، المستشارة القانونية السابقة والمفاوضة للسلطة الفلسطينية، إلى أن رفض الدول الأعضاء لتحليل الاتحاد الأوروبي كان سياسيا.
وقالت بوتو: "من الناحية القانونية، نحن نعرف أين يجب أن تسقط أحجار الدومينو. لقد كان السؤال هو ما إذا كانت السياسة ستتوافق مع القانون، وللأسف لم يحدث ذلك".
لم يتردد تقرير سكوغ في التعامل مع الفظائع التي ارتكبتها حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث وصف احتجاز الرهائن، على سبيل المثال، بأنه "انتهاك للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب".
وقال إن الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس وحزب الله كانت "عشوائية بطبيعتها ... وقد تشكل جريمة حرب".
كما أشار التحقيق إلى أن استخدام الأنفاق في المناطق المدنية يعادل استخدام الدروع البشرية، وهو ما يشكل أيضا جريمة حرب. ومع ذلك، لم يقدم الجيش الإسرائيلي "أدلة جوهرية" لدعم هذا الادعاء، والذي حتى لو ثبت، لن يبرر الهجمات العشوائية أو غير المتناسبة على المناطق المدنية.
ودحض التقرير دفاعا إسرائيليا رئيسيا ضد مزاعم جرائم الحرب بشأن استهداف المستشفيات في قطاع غزة. ويزعم تقييم سكوغ أن "الاستهداف المتعمد للمستشفيات ... قد يرقى إلى مستوى جرائم الحرب"، بغض النظر عن أي نشاط لحماس هناك.
ويقول سكوغ في تقييمه إن القانون الدولي يسمح لـ"إسرائيل" "بالحق والواجب في حماية سكانها"، ولكن هذا لا يمكن ممارسته إلا ردا على هجوم مسلح أو هجوم وشيك ويجب أن يكون متناسبا. ولأنها قوة احتلال، يقول التقييم، فإن "إسرائيل" ملزمة أيضا بضمان سلامة وصحة أولئك الذين يعيشون تحت الاحتلال.
وقالت أنييس بيرتراند سانز، الخبيرة الإنسانية في منظمة "أوكسفام"، إن التقييم "يعزز الدعوى القائلة بأن حكومات الاتحاد الأوروبي كانت تتصرف بتواطؤ مع جرائم إسرائيل في غزة".
وقالت: "حتى عندما قدمت لهم الحقائق، رفضوا التصرف. أولئك الذين استمروا في تصدير الأسلحة إلى إسرائيل في تحد لنصيحة التقرير الواضحة، متورطون في حالة صارخة من التواطؤ الإجرامي".