إسرائيل تواصل مناوراتها الدبلوماسية بمقترح كاذب لوقف الحرب فى غزة
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
حماس تكبد الاحتلال خسائر فادحة وتتمسك بالانسحاب الكامل كشرط لبدء المفاوضات
عشرات المحارق بالأسلحة الأمريكية المحرمة دوليًا فى مختلف مناطق القطاع
حزب الله يقصف التجهيزات التجسسية المستحدثة لتل أبيب.. وترقب لجلسة مجلس الأمن
صعَّدت أمس قوات الاحتلال الصهيونى عملياتها العسكرية فى رفح جنوب قطاع غزة وعززت انتشارها فى وسط المدينة وسط تنديد دولى وإقليمى للمحارق مستمرة على خيام النازحين، واستشهد وأصيب مئات الفلسطينيين بينهم أطفال فى غارات جوية وقصف مدفعى مكثف على أحياء مختلفة فى قطاع غزة.
وسلمت تل أبيب مقترحها إلى مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن استئناف مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين فى غزة ووقف إطلاق النار، فيما رجحت المصادر المشاركة فى المفاوضات أن ينعكس توسيع العملية فى رفح على رفح سلبا على سير المحادثات، بل ويصعّب من مهمة الوسطاء فى التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل وتضمن الاقتراح، تمديد فترة وقف إطلاق النار ورفع حجم المساعدات الإنسانية للقطاع وعرضًا بانسحاب تدريجى من رفح وزيادة أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم. ونقل موقع «أكسيوس» الأمريكى عن مصادر تأكيدها استعداد الجانب الإسرائيلى لمناقشة مطلب حماس المتعلق بالهدوء المستدام. وأعلنت مصادر فى حركة المقاومة الفلسطينية حماس أنه لن تكون هناك مفاوضات إلا بوقف شامل للعدوان على كامل القطاع، والانسحاب من معبر رفح وإعادة الإدارة السابقة له. ودعا وزراء فى الحكومة الإسرائيلية الرافضين مناقشة اليوم التالى للحرب على إعادة إقامة المستوطنات فى قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين وأعلن حزب الله، استهداف التجهيزات التجسسية المستحدثة فى موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة الأمر الذى أدى إلى تدميرها. واستهداف إسرائيليين فى موقع بياض بليدا. وقال حزب الله، فى بيان له، إنه «بعد متابعة وترقب فى موقع بياض بليدا وعند رصد تحرك الجنود الإسرائيليين داخل الموقع تم استهدافهم بقذائف المدفعية وأصابوهم إصابة مباشرة». وأعلن الاتحاد الأوروبى عزمه دعوة مجلس الشراكة مع إسرائيل للانعقاد بصفة عاجلة. وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية إن الاتحاد لديه توصية من وزراء الخارجية لبحث إجراءات ملموسة ضد إسرائيل.
نائب فرنسى يرفع العلم الفلسطينى خلال جلسة البرلمان ..ومظاهرات حاشدة بأوروبا
أشعل أمس النائب اليسارى الفرنسى «سيباستيان ديلوجو» منصات التواصل الاجتماعى، برفع العلم الفلسطينى مساندة منه لأهالى قطاع غزة خلال جلسة مساءلة للحكومة فى البرلمان، لتتم معاقبته بتعليق عضويته 15 يوماً. ورفع «ديلوجو» العلم الفلسطينى فى حدث غير مألوف، داخل مجلس النواب الفرنسى - خلال جلسة مساءلة للحكومة عن الوضع فى غزة، مما تسبب فى تعليق إجراءات الجلسة لنحو ساعة. وقال «ديلوجو» للصحفيين «لوحت بالعلم الفلسطينى فى الجمعية الوطنية العامة، لأن فى الوقت الذى أتحدث فيه تبيع فرنسا أسلحة وتبيع مكونات لإمداد الجيش الإسرائيلى، وهناك إبادة جماعية تحدث»، ليتقرر بعدها تعليق عضويته لمدة 15 يوما بسبب موقفه من طرف الجمعية الوطنية العامة «البرلمان الفرنسى». وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى،على نطاق واسع صورة البرلمانى رافعا العلم الفلسطينى، واصفين ما قام به البرلمانى بالحدث تاريخى الذى لقى استحسان كثيرين. ووجد بعض النشطاء أن ما يحدث مؤخرا فى البلدان الغربية من مواقف مساندة للقضية الفلسطينية، أن طوفان الأقصى غيّر الموازين. أقيمت وقفات احتجاجية وتظاهرات فى نحو 10 مدن فى القارة الأوروبية، لليوم الثالث على التوالى، احتجاجاً على المجازر الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين فى مدينة رفح بقطاع غزة الذى يتعرض لإبادة جماعية منذ نحو 236 يوماً على التوالى. وتظاهر المئات فى ساحة «هرمان» فى العاصمة الألمانية برلين، تنديداً بالمجازر الإسرائيلية المستمرة فى مدينة رفح، والتى أسفرت عن ارتقاء وجرح عشرات الفلسطينيين، جراء قصف الاحتلال لخيام النازحين الفلسطينيين. وردد المشاركون هتافات تطالب بـ «وقف إطلاق النار» و«الحرية لفلسطين» و«أوقفوا الإبادة الجماعية»، منددين بالموقف الألمانى الداعم للإبادة الجماعية فى القطاع، داعين إلى وقف توريد السلاح إلى الاحتلال. ونظم الوقفةَ الاحتجاجية اللجنةُ الوطنية الفلسطينية الموحدة فى برلين، حيث طالب المشاركون بوقف شامل لإطلاق النار فى القطاع، وإنهاء الحصار، وإدخال المواد الغذائية والطبية إلى القطاع. كما انتقد المشاركون فى الوقفة الصمت العالمى إزاء الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطينى، مطالبين بالحرية لفلسطين وغزة، داعين الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبى إلى اتخاذ موقف واضح يُدين «إسرائيل» على جرائمها. وتجمع عشرات الشبان الفلسطينيين والمتضامنين العرب فى ساحة «شتفان» وسط العاصمة النمساوية فيينا، فى اعتصام عفوى صامت، حاملين الأعلام الفلسطينية، حيث تخللها تلاوة للقرآن الكريم، حداداً على أرواح المجازر الإسرائيلية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحرب في غزة غزة إسرائيل بدء المفاوضات لجلسة مجلس الأمن نائب فرنسي العلم الفلسطینى إطلاق النار مدینة رفح قطاع غزة فى مدینة رفح جنوب فى رفح
إقرأ أيضاً:
كفر حمام جنوب لبنان.. ذخائر الاحتلال تحول المزارع لـحقول موت
تعاني بلدة كفر حمام جنوب لبنان من آثار حرب الاحتلال الإسرائيلي كغيرها من بلدات حدودية عديدة، والتي خلفت أعدادا كبيرة من القنابل العنقودية والألغام الأرضية غير المنفجرة، فضلا عن دمار واسع.
وشكلت الذخائر خطرا مباشرا وقاتلا على حياة المدنيين، ووفق المواطنين بالبلدة وتحديدا المزارعين الذين يعتمدون على أراضيهم مصدرا أساسيا للرزق.
وفي ظل بطء عملية كشف السلطات اللبنانية والدولية عن تلك الذخائر، مع استمرار خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار، يطلب المعنيون في البلدة سرعة التحرك للكشف عن مخلفات الحرب.
وحوّلت هذه المخلفات القاتلة الأراضي الزراعية الخصبة إلى حقول موت، مما زاد من معاناة الأهالي، وفق مراسل الأناضول.
وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول / سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ وقف إطلاق النار بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ارتكب الاحتلال ما لا يقل عن 2766 خرقا، ما خلّف 195 شهيدا و486 جريحا على الأقل، استنادا لبيانات رسمية حتى الأحد.
وتنصل الاحتلال الإسرائيلي من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 شباط/ فبراير الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
أراضٍ محرمة
المسؤول في بلدية كفر حمام حسيب عبد الحميد قال إن "سكان البلدة، وخاصة المزارعين، يعانون منذ حرب عام 2006 من وجود القنابل العنقودية وذخيرة غير منفجرة أطلقتها إسرائيل، وزاد ذلك مع الحرب الأخيرة".
وأضاف: "لم يستطع الناس الوصول إلى كروم (حقول) الزيتون والتين والصنوبر نتيجة القنابل العنقودية والقذائف غير المنفجرة، وحُرموا من استثمارها طيلة مدة الحرب".
وأوضح أنه "خلال الحرب الأخيرة أصبحت بعض المناطق ملوثة بالقنابل العنقودية".
واستدرك: "ولكن الأخطر من ذلك المناطق الكبير التي تعرضت لقصف مدفعي كثيف، يُقدر بأكثر من ألفي قذيفة مدفعية، سقطت في أراضي بلدة كفر حمام".
و"الصعوبة تكمن اليوم (في) أننا لم نستطع تحديد الأماكن التي تعرضت للقصف، لأنه لم يكن أي من السكان خلال الحرب في البلدة، بعد أن نزحوا بسبب تصاعد القصف"، كما أردف عبد الحميد.
وأفاد بأن "جزءا كبيرا من هذه القذائف تسبب بالقضاء على الثروة الحرجية، مثل التين والزيتون والصنوبر؛ جراء الحرائق التي أحدثتها خلال الحرب".
مصدر الرزق
ووفق عبد الحميد فإن "كل ما بوسعنا فعله هو تحذير المواطنين من الاقتراب من الأجسام المشبوهة، رغم تواصلنا مع الجيش اللبناني".
وأضاف أن الجيش "مهمته في البداية (هي) رصد المنازل المدمرة جراء القصف، أما الأراضي الزراعية لم يحصل عليها الكشف الميداني".
ودعا إلى "التحرك بسرعة كبيرة للكشف في البداية على الأرضي القريبة للبلدة، وخاصة الزراعية التي يعتاش منها الناس، وخاصة أننا نعيش وسط أزمة ومأساة، لأن معظم سكان البلدة اعتمادهم بشكل أساسي على الزراعة".
عبد الحميد شدد على أن "خسائر المزارعين كبيرة جدا، ولم تقتصر على خسارة مواسم التين والزيتون والصنوبر، وإنما خسارة الأراضي التي استُهدفت جراء قلع الزيتون أو إحراق الصنوبر من قبل إسرائيل".
زيتون من 500 سنة
علي أحمد طه (65 عاما)، وهو صاحب كرم زيتون في البلدة: "كرمي فيه الكثير من الزيتون المعمر من 400 إلى 500 سنة"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وأردف: "لا أستطيع الذهاب إليه، ولكن الدفاع المدني أخبرني أنه احترق بالكامل، وأرسلوا لي الصور".
وتابع: "أنا في البلدة منذ خمسة أشهر (بعد العودة من نزوح قسري)"، واستدرك: "ولكن لا أجرؤ على الذهاب لأكشف على حقلي، خوفا من بقايا الذخائر غير المنفجرة فيه، وخاصة أنه تعرض لقصف كثيف من قبل إسرائيل خلال الحرب".
ولفت طه إلى أنه "لم يحصل حتى الآن أي مسح شامل للأرض لنطمئن، عندما كنت أذهب إليها قبل الحرب (الأخيرة) وأجد فيها عددا من القنابل العنقودية من مخلفات حرب 2006 كنت أخبر الجيش ويأتي لإتلافها".
وكشف أن "مساحة واسعة من أراضي البلدة تعرضت لقصف بالقنابل الفوسفورية والعنقودية بشكل يومي خلال الحرب، وداخل البلدة من يجد من المواطنين أي قذيفة غير منفجرة يبلغ الجيش ومن ثم يأتي لتفجيرها بمكانها".
ودعا "الدولة والجيش خاصة إلى إجراء مسح شامل للبلدة، لأن المزارعين لا يستطيعون الذهاب إلى أرضهم لاستثمارها واستصلاحها وزرعها من جديد.. هذا من المستحيلات".
كذلك "رعاة الماعز لا يستطيعون رعي ماشيتهم في الحقول، خوفا من انفجار ذخيرة أو لغم أرضي.. هنا خوف شديد لأنها كانت حرب همجية واستخدموا (الإسرائيليين) جميع أنواع الأسلحة"، كما أكد طه.
ظاهرة غريبة
أما أحمد قاسم، وهو مزارع آخر، فقال: "بعد وقف إطلاق النار رجعنا، ولكن تفاجأنا بوجود حشرات غريبة وفئران منتشرة بمنطقة واسعة ومنها بلدتنا، وهي ظاهرة غريبة لم نعتد عليها من قبل".
وأضاف: "منذ صغري وأنا فلاح لم أرَ في حياتي هكذا ظواهر.. فئران وحشرات غريبة تخرج من الأرض بعد أن كنا نخاف من الأجسام أو القنابل، ولكن هذه الحشرات والحيوانات تخرج من الأرض بغير مواسمها".
وقال قاسم إن "المزارعين في البلدة يهتمون بالأراضي القريبة من البيت فقط، وليست بعيدة أو وعرة".
وأكد أن "أذى المحتل الإسرائيلي لم يعد يقتصر على إرهابنا بالمتفجرات أو الهجوم المسلح والذي لم نتوقعه، هو يرهبنا بالحيوانات".
وأوضح أن "الإسرائيلي يأتي بخنازيرهم ويقتحم مزارعنا التي تعبنا عليها لسنوات، إذا كُسرت أي شجرة فإن المزارع بحاجة للانتظار من 3 إلى 5 سنوات لتعود وتنتج ثمارا".
و"أرضنا نزرعها بالزيتون والتين والعنب، ولكن اليوم حُرمنا من استثمارها لنؤّمن حاجات أولادنا، حُرمنا من جميع الجهات بويتنا دُمرت وطُرقاتنا مقطوعة ولا يوجد كهرباء ولا ماء"، كما ختم قاسم.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.