هن .. مخترعات حققن إنجازات ملموسة
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الاختراعات والمخترعين ومجالات التكنولوجيا والتطور لا تقتصر على الرجال فقط لكن أغلب الاختراعات التى تفيد البشرية وتجد أغلبها فى المنازل والشوارع وساعدتنا كثيرا للعيش بشكل أفضل هى اختراعات تعود لسيدات استطعن تغير الواقع وحققن إنجازات كثيرة فى مجال الاختراعات.
نلقي الضوء على دور النساء الرائدات اللاتي ساهمن بشكل كبير في تشكيل مسار التقدم التكنولوجي مما ساعد على وجود تغييرات جذرية في حياتنا اليومية في العديد من المجالات وكالعادة تترك النساء بصمة لا تنسى على مر التاريخ.
نستعرض أبرز المخترعات ، ونستكشف تأثيرهن العميق على عالم الابتكار والتكنولوجيا.
شيرلي آن جاكسون
شيرلي آن جاكسون مبتكره نظام التعرف على المتصل
تعتبر جاكسون واحدة من أبرز الشخصيات في مجال الفيزياء في الولايات المتحدة، ولدت في واشنطن العاصمة عام 1946، وحصلت جاكسون على درجتي البكالوريوس والدكتوراه في الفيزياء، كما عملت جاكسون كفيزيائية وأستاذة جامعية، وتولت رئاسة الجامعة.
وعملت أيضا في العديد من المؤسسات الشهيرة مثل إيه تي آند تي وجامعة روتجرز ولجنة تنظيمية نووية ومعهد رينسيلار للعلوم التطبيقية، وتميزت بأبحاثها الرائدة في فيزياء المواد المكثفة.
ساهمت أبحاثها في تطوير تقنيات حيوية مثل الفاكس وكابلات الألياف الضوئية والخلايا الشمسية والمساعدة فى معرفة هوية المتصل، وقد حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات من بينها قلادة أورستد، وجائزة منتدى جوزيف، وجائزة الدكتوراه الفخرية من جامعة هارفارد
مارجريت ويلكوكس صاحبة جهاز تدفئة السيارات
تعد ويلكوكس من أهم المخترعات فى أمريكا وهى مهندسة ميكانيكا، استطاعت أن تخترع جهاز تدفئة للسيارات عام 1893، وهى من مواليد شيكاغو عام 1838، حيث تعتبر من أهم النساء اللواتي أثرن في تطوير صناعة السيارات بأفكارهن المبتكرة.
منذ طفولتها تحاول استثمار وقتها في تصميم الأجهزة لتسهيل الحياة على الآخرين، وقد اكتشفت حاجة سائقي السيارات لنظام تدفئة، مما دفعها لابتكار نظام يعتمد على توجيه الهواء الدافئ من المحرك لإعطاء الدفء للسائقين.
واجهت العديد من التحديات في عالم الرجال حيث لم تُسمح للنساء بتسجيل براءات الاختراع بأسمائهن فى هذا الوقت ، لكن تم تغيير القانون عام 1893 للسماح للنساء بتسجيل براءات الاختراع بأسمائهن.
آن تسوكاموتو اول باحثة فى مجال الخلايا الجذعية
تعد آن تسوكاموتو أول الباحثين الذين قاموا بتحديد وعزل الخلايا الجذعية المكونة للدم؛ فهى مخترعة وعالمة في مجال الخلايا الجذعية، ولدت عام 1952 بكاليفورنيا.
حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا بسان دييغو وأجرت أبحاثًا ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، كما عملت في شركة SyStemix في مجال التكنولوجيا الحيوية وانضمت فيما بعد إلى StemCells Inc.
نتيجة لأبحاثها نجحت عمليات زرع النخاع العظمي في إنقاذ حياة آلاف الأشخاص الذين يكافحون سرطان الدم في عام 1991، وكرست حياتها للبحث والتطوير في مجال الخلايا الجذعية.
كانت رائدة في العزل البشري للكبد والخلايا الجذعية العصبية لمجموعة متنوعة من الأمراض، وحازت على 12 براءة اختراع تتعلق بأبحاثها.
مارى أندرسون مخترعة مساحة الزجاج للسيارة
تعد ماري إليزابيث أندرسون مخترعة شفرة مسّاحة الزجاج الأمامي، ولدت في مقاطعة غرين ألاباما عام 1866، وانتقلت إلى برمنغهام، وقامت ببناء عقارات في فيرمونت
بـ هايلاند أفنيو وكانت تقوم بإدارة مزرعة مواشي.
في شتاء عام 1903، قامت بزيارة لنيويورك، لاحظت خلالها صعوبة سائق عربة ترولي في رؤية النوافذ بعد سقوط المطر المتجمد، مما دفعها إلى التفكير فى ابتكار جهاز تنظيف الزجاج الأمامي التلقائي وهي عبارة عن ذراع داخل السيارة تتحكم في شفرة مطاطية على الزجاج الأمامي لتنظيفه بشكل فعال.
بالفعل تقدمت بطلب للحصول على براءة اختراع، وبعد عدة محاولات لبيع حقوق اختراعها دون جدوى، أصبحت مسّاحات الزجاج الأمامي جزءًا من المعدات القياسية في السيارات بدءًا من عام 1922
ماريون دونوفان أول من اخترعت حفاضات الأطفال وحصلت على براءة اختراع
ماريون دونوفان اول من اخترع حفاضات الأطفال، ولدت في 15 أكتوبر 1917 في فورت واين في الولايات المتحدة، وابتكرت "الطاقية"، حافظة قابلة للغسل وإعادة الاستخدام، وعرضتها تجاريًا في عام 1949.
نالت ابتكاراتها استحسانًا واسعًا، وحصلت على عدة براءات اختراع لتطويرها لحفاضات الأطفال، وأحدثت تغييرًا كبيرًا في صناعة الحفاضات وساهمت في تحسين حياة الآلاف من الأمهات والأطفال حول العالم.
مما جعلها تصبح مبتكرة في صناعة الحفاضات بأكملها عام 1961، وانتقلت فكرتها إلى "فيكتور ميلز"، الذي أسس شركة "بامبرز"، التي حققت نجاحًا باهرًا في العالم.
آدا لوفليس أول مبرمجة في التاريخ
ولدت الكونتيسة لفليس، او كما يطلق عليها آدا لوفليس عام 1815، وهى كاتبة وعالمة رياضيات إنجليزية عرفت بعملها على المحرك التحليلي، الذي كان مقترحًا لحاسوب ميكانيكي للأغراض العامة من تصميم تشارلز بابيج.
هى أول من أدرك أن لهذه الآلة تطبيقات تتجاوز مجرد الاعمال الحسابية، وقد نشرت أول خوارزمية يمكن أن تقوم بها هذه الآلة، مما جعلها أول مبرمجة في التاريخ.
هى ابنة الشاعر اللورد بايرون وزوجته آن إيزابيلا ميلبانكي، وُلدت بعد انفصال والديها، تزوجت آدا من وليام كنغ وأصبحت كونتيسة لفليس،كان لها دور كبير في تطوير فكرة قدرات الحواسيب على تجاوز مجرد الحساب.
طرحت أسئلة مهمة حول العلاقة بين الفرد والمجتمع والتكنولوجيا، وتوفيت بسرطان الرحم عام 1852.
ماري فان بريتان براون رائدة تطوير أنظمة الأمان المنزلي
ولدت ماري فان بريتان براون في نيويورك عام 1922، وبعد تخرجها، عملت كممرضة تزوجت من ألبرت براون، وعاشت في حي جامايكا وعانت ماري وزوجها كثيرا فقد عاشا في حي غير آمن تماما.
مما دفعها لاتخاذ إجراءات لتأمين منزلها، وإبتكرت نظامًا متطورًا للأمان في عام 1960، يتضمن كاميرات وميكروفونات تسمح لها بمراقبة الباب والتواصل مع الزوار.
تقدموا بطلب براءة اختراع لنظام الأمان الخاص بهما في عام 1966، ورغم الموافقة على البراءة عام 1969، إلا أن النظام لم يصبح متاحًا للجمهور بسبب تكلفته العالية.
جوزفين كوكران أول من اخترعت غسالة الأطباق
جوزفين أول من اخترع غسالة الأطباق لتيسير المهام المنزلية على النساء ،وُلدت فى أوهايو عام 1839 لعائلة هندسية تميزت بالابتكار والإبداع والتميز ،وبفضل تأثير بيئتها العائلية.
نشأت جوزفين مع شغف لعالم الابتكار وحل المشاكل الهندسية وكانت تعانى من فكرة غسيل الأطباق وتحاول إيجاد حلول لهذه المشكلة.
بعد وفاة زوجها عاشت ظروف مالية صعبة، وكانت هذه الظروف دافعًا لها لتحويل حلمها في ابتكار غسالة الأطباق إلى واقع، فقد نجحت جوزفين في تصميم غسالة الأطباق الأولى التي تعتمد على ضغط الماء والصابون.
حصلت على العديد من الجوائز اهمها جائزة أفضل بناء ميكانيكي في معرض الكولومبي العالمي.
مارجريت نايت
مارجريت نايت ابتكرت الأكياس الورقية
مارجريت نايت، هى رائدة أعمال ومخترِعة أمريكية، ولدت في 14 فبراير 1838 في الولايات المتحدة ،اشتهرت بابتكارها لأكياس الورق ذات القواعد المربعة في عام 1870، مما ساهم في تسهيل حمل المشتريات.
كما حصلت على 20 براءة اختراع لمخترعاتها المتنوعة المميزة، من بينها آلة الترقيم وإطار النافذة، بالإضافة إلى ذلك قامت بابتكار جهاز يقوم بإيقاف الماكينات الصناعية في حالة العطل، مما ساهم في تقليل الحوادث والإصابات.
ستيفانى كووليك
ستيفاني كووليك مخترعة الياف كيفلار
ستيفاني كووليك كيميائية أمريكية،وُلدت في نيوكنسينغتون، وعرفت باختراع ألياف كيفلار واكتشفت أول عائلة من الألياف الاصطناعية ذات القوة والصلابة الاستثنائية" بولي بي فينيلين تيرفثالاميد".
حصلت على درجة البكالوريوس في الكيمياء عام 1946، وعملت في شركة دوبونت لأكثر من 40 عاماً، ثم كرمتها الشركة بإعطائها قلادة لافوازييه للإنجاز الفني المتميز بسبب اكتشافاتها.
تم اختيارها كأحد أعضاء قاعة مشاهير المخترعين الوطنيين في عام 1995 و تلقت العديد من الجوائز من بينها القلادة الوطنية للتكنولوجيا وجائزة الإنجاز من معهد البحوث الصناعية وقلادة بيركين.
هيدي لامار ساعدت تقنيتها فى ظهور الواى فاى والبلوتوث
هيدي لامار، المعروفة أيضًا باسم هيديويغ إيفا ماريا كيزلر، ممثلة ومخترعة نمساوية أمريكية، وُلدت في فيينا عام 1914، شهرتها ارتبطت بأفلامها مع شركة مترو غولدوين ماير.
اشتهرت بمساهمتها في اختراع القفز الترددي في الاتصالات الراديوية، وكان من اهم اعمالها السينمائية فيلم "شمشون ودليلة" عام 1949، لكنها بعد ذلك كرست حياتها للبحث العلمي والتكنولوجيا.
ويعتبرها بعض العلماء المخترعة الحقيقية للهاتف المحمول، حيث سجلت براءة اختراع لنظام اتصالات لاسلكية سرية خلال الحرب العالمية الثانية، واستخدمت تقنياتها فيما بعد فى ظهور الواي فاي والبلوتوث.
غريس هوبر
غريس هوبر رائدة في عالم البرمجة والبحرية الأمريكية
اشتهرت هوبر بتطويرها لأول مصرف للغة البرمجة ولعبت دورًا مهمًا في تطوير لغة كوبول، ولدت في نيويورك عام 1906 ، وهى عالمة برمجة وضابطة في البحرية الأمريكية
تميزت منذ طفولتها بفضولها الشديد، والذي ظل يصاحبها طوال حياتها، فقد قامت بدراسة الرياضيات والفيزياء، وحصلت على درجة الماجستير من جامعة ييل في عام 1930، والدكتوراه في الرياضيات في عام 1934.
عملت كأستاذة في الرياضيات قبل أن تنضم إلى البحرية الأمريكية وتساهم في تطوير الحواسيب وبرمجياتها، كما تم تكريمها بتسمية مدمرة أمريكية باسمها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البوابة نيوز الخلایا الجذعیة الزجاج الأمامی غسالة الأطباق براءة اختراع العدید من حصلت على فی تطویر فی مجال ولدت فی فی عام أول من لدت فی
إقرأ أيضاً:
المرأة البحرينية.. إنجازات وعطاء مشهود النشرة النسوية لوكالة أنباء البحرين ضمن ملف (فانا)
(العُمانية) – (فانا)/ تمثل مسيرة تمكين وتقدم المرأة في مملكة البحرين قصة نجاح لافتة، ورحلة ممتدة من العطاء، امتزجت فيها الجهود الرسمية في سبيل إتاحة المجال أمام المرأة لتشارك إلى جانب الرجل في الشأن العام بكل كفاءة واقتدار، وفتح آفاق واسعة لها لبناء وطنها وإثبات مكانتها على الساحة الدولية، والمساهمة بكل سخاء في السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والتعليم، ما أبرز دورها الحيوي في تحقيق التنمية والتقدم في المجتمع البحريني.
وقد أدركت مملكة البحرين منذ وقت مبكر أن تمكين المرأة هو جزء لا يتجزأ من تحقيق أهدافها المستقبلية المتعلقة بالتنمية الشاملة على جميع المستويات، حتى أصبحت نموذجًا رائدًا وسباقًا في منح المرأة حقوقها من خلال وضع القواعد القانونية والتشريعية التي تدعم المساواة وإدماج المرأة في المجتمع، وتبني مجموعة من البرامج والاستراتيجيات التي انتقلت بواقع المرأة البحرينية إلى آفاق أرحب، وهو الأمر الذي أسهم في زيادة تمثيل المرأة وحضورها البارز في كل المجالات.
وتمتلك المرأة البحرينية تاريخًا عريقًا في المشاركة في الحياة العامة، إذ شاركت إلى جانب الرجل في الانتخابات البلدية عام 1926، حيث مُنحت حق التصويت في الانتخابات البلدية بعد 6 أعوام من صدور قانون بلدية المنامة الأساسي، الذي صدر في 20 يوليو 1920 ، كما شاركت في الانتخابات الأولى للسلطة البلدية المركزية في العام 1951م، إلى جانب إسهاماتها في مجالات التعليم والصحة والعمل الاجتماعي منذ عشرينيات القرن الماضي، ولكن حضور ونشاط المرأة البحرينية تزايد مع تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين مقاليد الحكم في العام 1999م، انطلاقًا من إيمان جلالته بقدرات المرأة البحرينية وإسهاماتها في خدمة مملكة البحرين في شتى ميادين العمل، والدور المهم الذي تنهض به في بناء المجتمعات وتشكيل هويتها، من خلال تنشئة الأجيال وتحقيق التماسك والاستقرار الأسري.
وفي جميع المناسبات، يؤكد جلالة ملك البحرين دعمه واهتمامه بتعزيز مكانة المرأة البحرينية وتمكينها في جميع جوانب الحياة، ومنها على سبيل المثال ما جاء في الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالته في الأول من ديسمبر 2024م بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة البحرينية، حيث قال جلالته: "إن إسهامات المرأة البحرينية في البناء الوطني لم تكن أبدًا وليدة اللحظة، بل هي قصة وطن، وعنوانها الفخر والاعتزاز بمكانة ودور ابنته البارة، وهي تباشر مع أخيها الرجل جهود التعمير والتحديث منذ عشرينيات القرن الماضي، لتصل اليوم إلى ذروة عطائها الوطني المبشّر بالمزيد من الإنجازات".
وأضاف جلالته:" ويبقى الأمر الثابت في رحلة التطوير والتجديد في مملكتنا العزيزة هو ذلك الإصرار والعزم الذي تسعدنا به المرأة البحرينية على الدوام، والذي يزيد من حرصنا على مساندة جهودها وتذليل أية مصاعب تعتري طريقها".
كما أن حكومة ملك البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني تحرص على الاهتمام بالمرأة ورعايتها وذلك من خلال دمجها في مختلف خطط التنمية وبرامج العمل الحكومية، الأمر الذي عزز من إسهام المرأة المباشر في المسيرة التنموية الشاملة التي تشهدها مملكة البحرين، مستمدة الدعم في ذلك من تقدير سموه لأهمية دور المرأة البحرينية ضمن "فريق البحرين"، وإشادة سموه المستمرة بإنجازات المرأة البحرينية في كافة المجالات وما تمتلكه من قدرات مميزة مكنتها من المشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية، إلى جانب دورها المهم والحيوي في إنجاز الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030 .
وتضمن برنامج عمل الحكومة "تعزيز تقدم المرأة البحرينية وإسهاماتها في الحياة العامة والاقتصاد الوطني" كأحد الأهداف العامة للبرنامج، لتحقيق جودة حياة المرأة، بالمحور السيادي والتشريعي على النحو التالي: (تعزيز الأمن والاستقرار: الإسهام في ترسيخ قيم المواطنة والانتماء والترابط المجتمعي والأسري، ترسيخ الحقوق والحريات الدستورية وتعزيز برامج تقدم المرأة: مواصلة الجهود الوطنية الموجهة لتعزيز مشاركة المرأة البحرينية في التنمية الوطنية من خلال تفعيل وتطوير سياسات ومبادرات النموذج الوطني للتوازن بين الجنسين).
وشكّل العام 2001م علامة فارقة في تاريخ المرأة البحرينية، حيث أرسى ميثاق العمل الوطني اللبنات الأولى لحصول المرأة على حقوقها السياسية الكاملة، ثم جاء دستور البحرين في العام 2002 ليضع الإطار التشريعي والقانوني الراسخ الذي منح المرأة الحق في الانتخاب والترشح في الانتخابات النيابية والبلدية، وهو ما كان له عظيم الأثر في تمكين المرأة البحرينية في كافة الميادين، وجعلها عنصرًا مؤثرًا من عناصر التنمية.
كما وضع الدستور البحريني المعدل 2002م مبادئ أساسية لتمتع المرأة بحقوقها الاقتصادية، وهي المساواة والعدالة الاجتماعية والتوفيق بين دورها في الأسرة وممارساتها لتلك الحقوق، حيث نصت المادة (5) فقرة (ب) على أن "تكفل الدولة التوفيق بين واجبات المرأة نحو الأسرة وعملها في المجتمع، ومساواتها بالرجال في ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية"، كما اعتبر الدستور العمل ليس مجرد حق ولكن واجب، إذ نصت المادة (13) فقرة (أ) على أن "العمل واجب على كل مواطن، تقتضيه الكرامة ويستوجبه الخير العام، ولكل مواطن الحق في العمل، وفي اختيار نوعه وفقًا للنظام العام والآداب".
ويعد إنشاء المجلس الأعلى للمرأة في العام 2001 برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البحرين الحدث الأبرز في مسيرة المرأة البحرينية، باعتباره مرجعًا رسميًا في شؤون المرأة على المستوى الوطني، ومظلة وطنية رسمية توفر الأطر الدستورية والمدنية لرعاية مصالح وحقوق المرأة، وتنظيم ودعم أنشطتها في مختلف المجالات.
كما أن تولي صاحبة السمو الملكي قرينة ملك البحرين لرئاسة المجلس أسهم في تحقيق مزيد من النجاح في مسيرة تقدم المرأة البحرينية، حيث تمكنّت سموها برؤيتها الثاقبة وخطواتها الرائدة من أن تترجم الرؤية الملكية في الإشراف على متابعة تقدم المرأة البحرينية وضمان تمتعها بكافة حقوقها، إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع.
ولتحقيق هذه الغايات أعدّ المجلس الأعلى للمرأة البحرينية الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية التي اعتمدها جلالة الملك المعظم في عام 2005 كأول استراتيجية نوعية معنية بالمرأة تعتمد من رأس الدولة في الوطن العربي، بهدف تمكين المرأة البحرينية وإدماج احتياجاتها في برامج التنمية، بما يضمن استدامة استقرارها الأسري وترابطها العائلي، وتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص لضمان تنافسية المرأة البحرينية، وضمان تعدد وتنوع الخيارات المتاحة للمرأة البحرينية للارتقاء بجودة حياتها في إطار من التشريعات والسياسات الداعمة.
كذلك اعتمد المجلس الأعلى للمرأة النموذج الوطني للتوازن بين الجنسين، الذي يعد مرجعًا ودليل عمل وطني لواضعي السياسات والاستراتيجيات العامة والمشرعين ومنفذي البرامج والخطط، بما يضمن إدماجًا حقيقيًا ومستدامًا للمرأة البحرينية في العملية التنموية.
وتم إصدار عدد من القرارات الداعمة، منها انشاء "لجان تكافؤ الفرص دائمة في الوزارات والمؤسسات الرسمية الحكومية والأهلية" منذ عام 2014. وفي هذا الصدد، بادرت مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني بشكل تطوعي بتبني منهجيات التوازن بين الجنسين وإدماج احتياجات المرأة البحرينية حيث بلغ عدد هذه اللجان حتى منتصف مايو 2024 حوالي 63 لجنة في القطاع العام، و25 لجنة في القطاع الخاص، و21 لجنة في مؤسسات المجتمع المدني.
ولقد أسهمت كل هذه الجهود في تبوء مملكة البحرين مراتب الصدارة، فوفقًا للتقرير السنوي للفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس 2024)، حققت البحرين المرتبة 116 من أصل 146 دولة، وبلغت نسبة سد الفجوة بين الجنسين 66.6 بالمائة كما أن نسبة سد الفجوة في مجال المشاركة الاقتصادية والفرص بلغت حوالي 57.3 بالمائة، وفي مجال المشاركة السياسية حوالي 14.6 بالمائة، وفي الصحة 95.9 بالمائة، أما في مجال التعليم، فقد بلغت النسبة 98.6 بالمائة.
كما جاءت مملكة البحرين في المرتبة الأولى عالميًا في سد الفجوة في الالتحاق بالتعليم الابتدائي والتعليم العالي.واستطاعت مملكة البحرين سد الفجوة بين الجنسين في مؤشر الأجر في الأعمال المماثلة بنسبة 75.3 بالمائة، لتحتل المركز 16 دوليًا في سد الفجوة لهذا المؤشر من أصل 146 دولة. كما أشارت نتائج التقرير لعام 2024 إلى أن مملكة البحرين في المركز الأول خليجيًا فيما يتعلق بنسبة الوزيرات في الحكومة، حيث بلغت النسبة حوالي 22 بالمائة.
وعلى المستوى الخارجي، انضمت مملكة البحرين، وصادقت على العديد من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق المرأة، وعلى رأسها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو"، و"منهاج عمل بيجين"، فضلًا عن العهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية حماية الطفولة، واتفاقية رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، واتفاقيات منظمة العمل الدولية بما فيها الاتفاقية رقم 100 الخاصة بمساواة العمال والعاملات في الأجر لدى تساوي قيمة العمل، والاتفاقية رقم 111 الخاصة بالتمييز في مجال الاستخدام والمهنة.
إن مملكة البحرين في ظل التوجيهات السديدة لجلالة ملك البحرين أولت اهتمامًا واضحًا بالمرأة وتعزيز إسهاماتها في مسيرة التنمية، ووفرت كل المقومات التي تضمن لها المساواة وعدم التمييز وتكافؤ الفرص، حتى باتت المرأة البحرينية عنصرًا فاعلاً في كل مجالات العمل الوطني، وامتد نجاحها إلى الصعيد الخارجي من خلال تحقيق العديد من الإنجازات التي رفعت اسم مملكة البحرين عاليًا في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، فضلاً عن مساهمتها في تنشئة جيل واعٍ محافظ على هويته البحرينية وغرس القيم والأخلاق الحميدة في نفوس أبناء الوطن.