لبنان ٢٤:
2024-09-29@07:02:43 GMT

ظاهرة بيع شقق سكنية بلا قروض: احذروا خداعكم

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

ظاهرة بيع شقق سكنية بلا قروض: احذروا خداعكم

على رغم غياب القروض السكنيّة للسنة الخامسة على التوالي، تتجه أنظار اللبنانيين إلى القطاع العقاري، فتراهم يسألون دومًا عن العقارات وأسعارها، خصوصًا أنّ الحاجة إلى تملّك شقق، تزداد لدى الفئات الشابة، كما أنّ حملة "الفريش دولار" يتحيّنون فرصًا قد لا تتكرر في أسعار محروقة. لوحظ، في الآونة الأخيرة، كثرة الإعلانات التسويقيّة المروّجة لبيع شقق ومنازل، عبر منصّات التواصل الاجتماعي، بعضها اشترط الدفع نقدًا، واللافت أنّ البعض الآخر عرض بيع شقق بالتقسيط مع دفعة أولى، ليتجاوز هؤلاء المطوّرون العقاريون مسألة عدم إعطاء قروض مصرفيّة سكنيّة، فيقبلون بالبيع لقاء دفعة أولى وأقساط شهرية.

هل تُحرّكُ هذه المشاريع السوق العقاري؟ وهل عمليات البيع آمنة من خلالها؟ وهل عاود القطاع العقاري نشاطه؟
البيع رائج على الخريطة
رئيس نقابة الوسطاء والاستشاريين العقاريين في لبنان وليد موسى، لفت في حديث لـ "لبنان 24" إلى لجوء المطوّر العقاري والشركات العقارية إلى إيجاد حلول آنيّة تمكّنهم من البيع، بظل الجمود الحاصل، كعرض بيع العقارات بالتقسيط، ما يجذب الشاري. ولكن تبقى مسألة مدّة التقسيط، وما إذا كانت تناسب القدرة الشرائيّة للشاري، لاسيّما وأنّ تقصير المّدة يرفع من حجم المبالغ الشهريّة. "العملية الأكثر رواجًا هي في الشقق قيد الإنشاء، إي بيع الشقق على الخريطة، بحيث يعرض المطوّر تقسيطها على مدى خمس سنوات، فتبدأ عملية التقسيط الشهري بالتوازي مع عملية البناء، وبعد انقضاء ثلاث سنوات يسلّم المطوّر الشقة إلى الشاري من دون تسجيلها، فيكون قد تقاضى ما يوازي كلفة البناء تقريبًا، وفي السنتين المتبقّيتين يتقاضى أرباحه. هذه المشاريع تحصل فعلًا، وتجذب فقط المقتدرين أصحاب الفريش دولار، الراغبين في الشراء، ولكنّها لا تناسب الغالبية العظمى من اللبنانيين المقيمين، لأنّ الأقساط الشهريّة تبقى مرتفعة جدًا، مقارنة مع الرواتب والقدرة الشرائيّة. من هنا لا يمكن لهذه المشاريع أن تحرّك السوق العقاري".
موسى: لضمانات تحمي الشاري
الشراء عبر هذه المشاريع ليس آمنًا، يوضح موسى، والشاري الذي يتجرّأ على الإقبال للتملك وفق هذه العملية، يكون على معرفة شخصيّة بالمطوّر ولديه ثقة به، ولديه قبول بالمخاطرة "خصوصًا أنّ هناك العديد من الحالات المشابهة، حيث اشترى لبنانيون عقارات على الخريطة قبل الأزمة، ثم توقّفت ورش البناء خلال الأزمة، ولا زالت إلى يومنا هذا، وضاعت أموال الناس واستثماراتهم وحقوقهم، ولم يتمّ إيجاد حلّ لهذه المعضلة. من هنا نشدّد على أهمية تنظيم قانون تطوير العقار بفرض ضمانات، عبر إلزام المطوّر بتأمين يحمي الشاري في حال التعثّر، أو عبر حسابات  escrow account يدفع من خلالها الشاري إلى المصرف، ولا يتمّ تحويل المبلغ إلى المطوّر قبل التسليم، وهذه الضمانات بحاجة إلى قطاع مصرفي سليم".
الأمين العام لجمعية منشئي تجار الأبنية في لبنان المهندس أحمد ممتاز نبّه في اتصال مع "لبنان 24" الراغبين بالشراء عبر هذه المشاريع، إلى آلية التنفيذ، ونصحهم بربط الدفعات بإنجاز مراحل البناء.
ممتاز: السوق العقاري يتحرّك والاستثمار ينتظر التسوية
يتعذّر معرفة حجم البيوعات العقارية، بفعل إقفال الدوائر العقارية، وقد أظهرت دراسة للدولية للمعلومات ارتفاعًا في تملّك غير اللبنانيين بمساحة 39 مليون متر مربع، حيث ارتفعت النسبة في نهاية العام 2023 إلى 39,358,879 مترًا مربعًا أي بمقدار 681,023 مترًا مربعًا ونسبة 1.76.
السوق العقاري شهد حركة في الآونة الأخيرة، مقارنةً مع السنوات الأولى للأزمة، بظل الحاجة إلى السكن، ولكن ليس بالأسعار التي كانت عليه قبل الأزمة يلفت ممتاز "وهنا لا نتحدث عن الطبقة الوسطى وما دون، التي تنتظر معاودة القروض السكنيّة والمصرفيّة. أمّا القروض الممنوحة من مصرف الإسكان فلن تشكّل حلًّا لهم، بظل تراجع القدرة الشرائيّة للمواطنين". مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ نسبة مشاريع البناء في سنوات الأزمة لم تتجاوز الـ 10%. أمّا مرحلة الاستثمار في القطاع العقاري فلا زالت بحاجة إلى وقت.
يعوّل ممتاز على انعكاس أيّ انفراج على السوق العقاري "الذي أثبت أنّه قاعدة استثمارية مهمة" متحدّثًا عن مرحلة انتظار ما ستؤول إليه الأوضع في المنطقة خلال الشهرين المقبلين، وما إذا كانت ستتبلور التسوية الموعودة، إن لجهة نهاية الحرب أو انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة، وصولًا إلى حلول للأزمة المصرفيّة وإعادة ترميم الثقة مع المودعين.
الأسعار بحسب المناطق
تتفاوت الأسعار وفق توصيف المناطق وقاطنيها بين مقتدرين وذوي الدخل المحدود، يلفت موسى، وقد ارتفعت الأسعار بنسبة 25% في مناطق معينة،وبقيت على انخفاضها بنسبة 50% في مناطق أخرى.
من جهته يوصّف ممتاز السوق العقاري بغير التناسق في جغرافية لبنان، بحيث تختلف الأسعار بين المناطق وفق عوامل عدّة، أمنيّة وغيرها، كما وتختلف في المنطقة نفسها من بناية إلى أخرى. وقع عاودت الأسعار ارتفاعها عما كانت عليه، ووصلت في بعض المناطق إلى 25% لاسيّما في مشاريع في الواجهة البحرية لبيروت ومدن أخرى.
الإيجارات ترتفع 50%
الجمود في القطاع العقاري، وتراجع عمليات البناء والبيع، انعكس ارتفاعًا في بدلات الإيجار، يلفت ممتاز، حيث ارتفعت بنسة 50%، لاسيّما في بيروت ومدن وبلدات شمالية، كجبيل وجونيه وغيرهما، وساهم الضغط السكاني، نتيجة نزوح الأهالي من الجنوب، فضلًا عن مشابه من قبل نازحين سوريين، في زيادة الإقبال على استئجار الشقق.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القطاع العقاری السوق العقاری هذه المشاریع المطو ر

إقرأ أيضاً:

قروض الزواج كابوس يهدد الاستقرار

في عالم يتسم بتزايد تكاليف المعيشة، أصبحت مسألة الزواج تحديًا حقيقيًا للشباب، فبينما يحمل الزواج في طياته الوعود بالسعادة والاستقرار، يواجه المقبلون عليه ضغوطًا مالية متزايدة قد تؤثر على حياتهم الزوجية في المستقبل نتيجة قروض تغطية تكاليف الزفاف، والترف الاجتماعي الذي يشكل ثقافة التبذير التي قد تعرقل الطريق نحو حياة أسرية مستقرة.

وفي هذا السياق، يعد موضوع القروض وثقافة التبذير من القضايا بالغة الأهمية للمقبلين على الزواج، فالتعامل الخاطئ مع هذه الأمور يفرض تحديات كبيرة على الشريكين وقد يؤدي إلى آثار سلبية تؤثر في استقرار علاقتهما الزوجية.

آراء

يرى أحمد العبري، متزوج حديثًا، أن المشكلة لا تقتصر على متطلبات أهل الزوجة فقط، بل تشمل متطلبات أهل الزوج، ويقترح ضرورة فرض قوانين لتنظيم تكاليف الزواج وأهمية وجود حلول فكرية للنساء فيما يتعلق بالنفقات والتكاليف.

وقال أحمد الهنائي، أحد الشباب المقبلين على الزواج: يواجه الراغبون في الزواج العديد من المشكلات، حيث زادت حالات انفصال الأزواج نتيجة الأزمات التي أثرت على الاقتصاد، مشيرًا إلى أن هناك حلولا عديدة، أبرزها دعم الحكومة والقطاع الخاص من خلال المبادرات التي تخفف من تكاليف الزواج.

وتعتقد كوثر العبرية، أن عزوف الشباب عن الزواج يعود إلى النظرة الخاطئة للزواج وأهدافه، بالإضافة إلى التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى ضرورة تحسين الظروف المعيشية، مثل زيادة في الرواتب وتقديم منح مالية للباحثين عن عمل وفي نفس السياق تقترح ريم الحبسية أن تحدد الحكومة مبلغًا معيّنًا للمهر، وتنظر مزون الخروصية إلى ضرورة مراقبة الأسعار من قبل حماية المستهلك لمنع الاستغلال من قبل شركات تنظيم الأعراس والمصورات والمحنيّات والصالونات.

آثار سلبية

أشار عبدالله الهاشمي، أخصائي تربوي وأسري، فيما يخص تأثير القروض على العلاقات الأسرية، إلى أن اللجوء إلى القروض من أجل الزواج قد يحمل آثارًا سلبية على العلاقات الأسرية، فعندما يتحمل الفرد ديونًا كبيرة على عاتقه يصبح من الصعب عليه التخلص منها، مما يؤثر على استقراره النفسي والعاطفي بعد الزواج، مشيرًا إلى أن الضغوط المالية المرتبطة بالزواج تؤدي إلى الشعور بالإرهاق النفسي، حيث يُمكن أن تسبب الديون الاكتئاب والعزلة الاجتماعية، مما يؤثر سلبًا على حياته، داعيًا إلى تهيئة الشباب قبل الزواج، من خلال تقديم النصائح حول التوفير وعدم الانجذاب إلى الرفاهية المفرطة، ويجب أن يتعلم الشباب كيفية إدارة مواردهم المالية بشكل فعّال.

وينصح الهاشمي الأزواج الجدد بضرورة الادخار وتقسيم المصدر المالي "الراتب" بشكل منظم، مما يساعدهم على تلبية متطلبات الزواج دون الحاجة إلى القروض، ويجب تغيير بعض العادات الاجتماعية، مثل تقليل الولائم وتخفيف المهور؛ لتخفيف الأعباء المالية عن الأزواج الجدد. وأخيرًا يرى الهاشمي ضرورة وجود برامج توعوية حول التخطيط المالي للزواج؛ لمساعدة الشباب على الاستعداد بشكل أفضل لهذه المرحلة، وينصح الأسر بتقليل المطالب المالية عند الإقدام على الزواج، من خلال مراعاة الشباب ومساعدتهم في تحقيق حياة أسرية مستقرة.

أسباب العزوف

يرى المحامي أحمد الشكيلي أن غلاء المهور وتكاليف الزواج المبالغ فيها وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، هي أحد الأسباب الرئيسة للعزوف عن الزواج. مضيفًا أن عملية تأخر فرص التوظيف تعتبر قضية وأحد أكبر الأسباب بعد الغلاء، حيث إن عدم توفر فرص العمل وتأخرها يعيق الشباب لبناء أسرة، إضافة إلى ذلك الخوف من الفشل وتحمل المسؤولية ومشاكل الطلاق. كما أن التسريح من العمل يثقل كاهل الزوجين ويجعلهما أما حياة مليئة بالتعاسة والعناء.

وأكد أن اللجوء إلى القروض من أجل الزواج يُشكل عبئًا كبيرًا على الأفراد، فعندما يلجأ الشخص إلى أخذ قرض فإنه يقيّد نفسه بديْن قد يستمر لفترة طويلة، مما يؤثر سلبًا على حياته الزوجية والعائلية، وهذه الديون يمكن أن تؤدي إلى ضغوط نفسية متزايدة، مما يجعل من الصعب على الزوجين تحقيق الاستقرار والهدوء في حياتهم.

المشاكل الصحية

ويشير الشكيلي إلى أن الضغوط المالية المرتبطة بالزواج تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للشباب؛ فالأعباء المالية مثل الديون والمصاريف المرتفعة يمكن أن تؤدي إلى شعور بالإرهاق والعزلة، مما يزيد من خطر الاكتئاب ومشاكل الصحة النفسية الأخرى، ففي كثير من الأحيان يجد الأزواج أنفسهم تحت ضغط كبير، مما ينعكس سلبًا على علاقاتهم، داعيًا إلى التوعية القانونية والأسرية في المدارس والجامعات، حيث إن هذه المؤسسات التعليمية تعتبر السلم الأول في حياة الفرد، حيث يجب أن يتلقى الشباب المعلومات الضرورية حول حقوقهم وواجباتهم المتعلقة بتكاليف الزواج، إذا كان التأسيس التعليمي صحيحًا، فإن ذلك سيساعد على بناء جيل واعٍ قادر على اتخاذ قرارات مستنيرة في المستقبل.

حلول

وشدد المحامي على ضرورة وضع قوانين واضحة تحدد سقفًا معينًا وحدًا أدنى للمهور بالإضافة إلى بنود واضحة تحدد وتنظم مسألة تكاليف الأفراح مثل بعض الدول التي طبقت ذلك، فبعض الدول قد منعت الوجبات الرئيسية واكتفت بتقديم وجبات خفيفة ومشروبات معينة، حيث وضحت المادة (4) من قانون الأحوال الشخصية على أن الزواج عقد شرعي بين رجل وامرأة غايته الإحصان وإنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوج على أسس تكفل لهما تحمل أعبائها بمودة ورحمة ولا يوجد خلاف في ذلك، مبينًا أن وجود حلول يمكنها الحد من الأعباء المالية، مثل إنشاء وتوفير صناديق دعم لتسهيل الزواج، إضافة إلى توفير قروض تحت مسمى قرض زاوج بدون فوائد لجميع فئات المجتمع.

وينصح الأزواج الجدد بالتفاوض بشفافية مع عائلاتهم بشأن التكاليف المرتبطة بالزواج، ويجب على الزوج أن يوضح وضعه المالي بشكل صريح وأن يشرح لعائلة الزوجة أن التكاليف المرتفعة قد تشكل عقبة في تحقيق الأهداف المستقبلية، وأن التفاخر والمبالغة في متطلبات الزواج ليس له قيمة حقيقية، بل يمكن أن يؤدي إلى مشكلات مستقبلية.

يُشير المحامي إلى أن هناك دولًا تتبع عادات بسيطة في تكلفة المهر وتكاليف الزواج بالمجمل، مما يساعد على تخفيف الأعباء المالية، حيث إنه في بعض هذه الدول يتم تقسيم التكاليف بين الزوجين، مما يسهم في تقليل الضغط المالي على الطرفين، معتبرًا أن هذه النماذج يمكن أن تُحتذى بها في مجتمعاتنا لتخفيف الضغط المالي.

ويُوصي المحامي الأزواج الجدد بضرورة فتح نقاش حول كيفية إدارة الأمور المالية قبل الزواج، حيث يجب مناقشة ما إذا كانوا سيتعاملون بحسابات منفصلة أو سيتشاركون في الأمور المالية، معبرًا أن الصدق والشفافية هما المفتاح لتجنب الخلافات المالية في المستقبل.

ويرى الشكيلي أن على المجتمع دورًا أساسيًا في دعم الشباب الراغبين في الزواج، ولا يجب أن يقتصر الأمر على الحكومة أو جهة معينة، بل يجب على الأفراد أن يسعوا إلى توفير الدعم والمساعدة لبعضهم البعض، ويشجع المحامي الأفراد على العمل في التجارة الخاصة بهم وعدم الاعتماد فقط على الوظائف، حيث إن العمل في التجارة قد يكون أكثر فائدة ويساعد في بناء مستقبل أفضل.

مقالات مشابهة

  • قروض عقارية حكومية بمبالغ تصل إلى 150 مليون دينار.. الشروط والتفاصيل
  • قروض الزواج كابوس يهدد الاستقرار
  • غدًا.. 4 مواجهات في انطلاق الجولة الرابعة من ممتاز اليد
  • مفتشية الداخلية تحقق في استفحال البناء العشوائي ضواحي مراكش
  • مضر يتغلب على النور في قمة الجولة الثالثة من ممتاز اليد
  • المواعيد الشتوية لـ غلق وفتح المحلات.. احذروا عقوبة المخالفة
  • فترات سداد تصل إلى 9 و10 سنوات.. شركة مدار للتطوير العقاري تشارك بعروض حصرية بمعرض سيتي سكيب مصر 2024
  • الاحتلال يقصف شقة سكنية في الضاحية الجنوبية بزعم استهداف قيادي بحزب الله
  • قصف شقة سكنية في الضاحية الجنوبية.. والاحتلال يزعم استهداف قيادي بحزب الله
  • أسعار مواد البناء في السوق المصرية اليوم الخميس 26 سبتمبر 2024