لا تدّخر الحكومة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ جهدًا في توفير كل ما من شأنه تحقيق رؤية عُمان 2040 في كافة القطاعات ومنها قطاع التعليم الذي يعد حجر الزاوية في نهضة الأمم والشعوب، فتحقيق النجاح في التعليم وتخريج جيل متسلح بالمعارف والمهارات سيؤدي بالضرورة إلى رفد القطاعات الأخرى بمتعلمين مهرة، يوظفون تلك المهارات في الارتقاء بالقطاعات التي سيعملون بها.

جزء مهم اشتمل عليه قانون التعليم المدرسي العُماني يحقق ما ورد في رؤية عُمان 2040 ضمن محور التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية ألا وهو البحث العلمي، فقد نصّ الفصل الخامس من القانون على أهمية البحث العلمي، وأنه أساس في تحسين الممارسات التدريسية، وحثَّ القانون الهيئة التعليمية على الانخراط في إجراء البحوث الإجرائية تحت إشراف الوزارة، وأن توضع نتائج تلك البحوث في خدمة العملية التعليمية التعلمية.

دور البحوث الإجرائية كبير في تطوير آليات التدريس والتعليم، واكتساب مهارات إجرائها يمكّن قيادات المدارس من إدارة فاعلة تدعم أداء المعلمين والطلبة في رحلة تعلمهم، وتمكّن المعلمين من معالجة كثير من التحديات التي تواجههم في الغرف الصفية، فهي مصممة لمواجهة المشكلات التي تواجه الأفراد أو المجموعات، وتسهم في تحسين مهارات المعلم في إدارة تعلم طلبته، وتكوين شخصيته المهنية في المجتمع المدرسي، خاصة أن البحوث الإجرائية تطبيقية، تقوم على التأمل والتفكر سعيًا لتحسين الممارسات وحل المشكلات، ومن جهة أخرى فإن من يجري هذا النوع من البحوث هم متمرسون ومنخرطون في مهنة التعليم، وعلى دراية تامة بما يواجه المعلمين من تحديات وعقبات، ينبغي التعامل معها يوميًا ومواجهتها باستمرار، وتكاد تواجه أغلب المعلمين في المراحل الدراسية .

تتيح البحوث الإجرائية للمعلمين عندما يتقنونها فرصة لتقييم أدائهم، وتحديد الجوانب التي تحتاج تحسينًا ومعالجة وتطويرًا، وهذا التقييم سيرتبط بعدم تحقق أهداف التعلّم، وعند معالجة تلك الجوانب فإن شعور المعلم بالرضا الذاتي سيرتفع، ورؤية الطلبة يتميزون بأداء المهمات والأنشطة سيدفع المعلمين والمعلمات لبذل مزيد من العطاء. هذا التحسين سيكون إجرائيًا وليس نظريًا، فعندما يسألنا معلم عن حل لمشكلة يواجهها، ويكون أحد المعلمين أو المعلمات قد توصّل لحل لها عن طريق بحث إجرائي فإن هذا الحل سيكون صالحًا للتطبيق في البيئة الصفية، فهو حل اختبر داخل الغرفة الصفية، ولم يكن مجرد فرضية لم تخضع لتجريب، مع الأخذ بعين الاهتمام تباين البيئات المدرسية واختلافها بين محافظات السلطنة.

رغبة الباحث في التفكير تعززها البحوث الإجرائية، إذ يسعى المعلمون لتميز طلبتهم دومًا، وأن يكونوا في طليعة طلبة المدرسة، وستكون البحوث الإجرائية أداة فعالة بين يدي المعلمين والمعلمات عندما يبدعون في رصد المشكلات التي تحول دون تميز الطلبة، ثم التعاون للوصول إلى حل يبني المعرفة، ثم يختبرها في البيئات المدرسية، ويجعلها صالحة للنقل والتبادل في بيئات تعليمية أخرى ذات ظروف مشابهة ووفق أعلى درجات المصداقية.

فوائد البحوث الإجرائية لا تقتصر على الغرف الصفية والبيئة المدرسية، بل تمتد لتعيد نظر المعلم إلى نفسه بوصفه باحثًا، وليس فقط مجرد ميسّر للمعرفة في الصفوف، فيصبح المعلم منتجًا للمعرفة، وشريكًا في رفد الميدان التربوي بحلول عميقة لمشكلاته وتحدياته.

مجالات البحوث الإجرائية واسعة ومتعددة، وجعل مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية بيئة داعمة للبحوث الإجرائية يحتاج:

1-قيادة مدرسية واعية متفهمة تتبنى نهج البحوث الإجرائية في التنمية المهنية المستدامة.

2-مجتمعات مهنية تعلمية فاعلة.

3- حضور معلمين ومعلمات يقتنعون بأهمية البحوث الإجرائية في تحسين ممارساتهم التدريسية.

4- الدعم والتحفيز من قيادة المدرسة للمعلم الباحث وتذليل الصعوبات كافة.

5- التدريب المستمر على إعداد البحوث الإجرائية بصورة علمية صحيحة.

6-التطبيق على مشكلات حقيقية وواقعية، تعود معالجتها بتحسن حقيقي للأداء المدرسي.

إيمان بنت محمد المعولية مديرة مدرسة مزون العلم للتعليم الأساسي

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی تحسین تحسین ا

إقرأ أيضاً:

«خليفة التربوية»: بدء عمليات تحكيم أعمال المرشحين للدورة الـ 18

أبوظبي/ وام
أعلنت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية - إحدى مؤسسات إرث زايد الإنساني- بدء عملية تحكيم أعمال المرشحين للدورة الثامنة عشرة 2025، من خلال لجان مختصة تغطي المجالات والفئات المقدمة إليها هذه الأعمال، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
وتطرح الجائزة في هذه الدورة عشرة مجالات موزعة على 17 فئة من بينها مجال جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر، الذي يُعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم، ويستهدف تسليط الضوء على أفضل الممارسات العلمية والتطبيقية التي تأخذ بها المؤسسات الأكاديمية والبحثية العريقة في العالم لتهيئة بيئة محفزة على الإبداع والابتكار لفئة الطفولة المبكرة.
وأكد حميد الهوتي، الأمين العام للجائزة، تقدير الأمانة العامة للمشاركة الواسعة التي تلقتها خلال هذه الدورة من مرشحين من مختلف أنحاء العالم؛ حيث توزعت أعدادهم على أكثر من 48 دولة، ما يترجم المكانة المرموقة التي تحظى بها الجائزة على كافة الصعُد المحلية والإقليمية والدولية.
وأوضح أن عملية التحكيم تتم وفق أرقى المعايير والممارسات فيما يتعلق بالشفافية والموضوعية، التي تستند إليها لجان التحكيم في تقييم الأعمال المرشحة، بما يضمن ترسيخ رسالة الجائزة كمنصة بارزة لنشر ثقافة التميز في الميدان التعليمي والاحتفاء بالمبادرات والمشاريع التي تثري الميدان التربوي والتعليمي بجميع مراحله الدراسية وفي مختلف قطاعات التعليم التي تغطيها المجالات والفئات المطروحة.
ولفت حميد الهوتي إلى أنه وفقاً للخطة الزمنية للدورة الحالية فإن عملية التحكيم تستمر حتى 24 مارس/آذار المقبل، من خلال آلية دقيقة تشارك فيها لجان عمل متخصصة تضم نخبة من الخبراء والأكاديميين كلٌّ في مجاله.

مقالات مشابهة

  • مستشار ترامب يشبه زيلينسكي بـالصديقة السابقة التي تريد الجدال بدلا من تحسين العلاقة
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المعايشة التربوية... تكامل البناء
  • وفد تايلاندي يطلع على استراتيجية «دبي لرعاية النساء»
  • برلماني: مواصلة تحسين جودة التعليم تضمن إعداد أجيال مؤهلة ومتميزة
  • اختتام ملتقى التحسين الأول بأمانة الطائف
  • وزير الاتصالات وتقانة المعلومات المهندس حسين المصري لـ سانا :حول ‏افتتاح صالة الخدمات البريدية الجديدة بالمؤسسة السورية للبريد في دمشق : ‏تمكنا بفضل الجهود المتميزة من تجاوز العديد من المشاكل التي خلفها النظام ‏البائد، وخاصة تلك المتعلقة بالطوابير الطويلة
  • «خليفة التربوية»: بدء عمليات تحكيم أعمال المرشحين للدورة الـ 18
  • نقيب المعلمين يعزي أسرة مدير مدرسة بالشرقية توفي خلال طابور الصباح
  • مات في طابور الصباح.. المعلمين تنعى مدير مدرسة بالشرقية
  • نقيب المعلمين ينعى مدير مدرسة توفى أثناء طابور الصباح بالشرقية