أعلنت جمعية خبراء الضرائب المصرية، أنها تتفق مع مجلس الشيوخ في المطالبة بعودة العمل بالقانون رقم 153 لسنة 2022 بالتجاوز عن مقابل التأخير والضريبة الإضافية لكنها في الوقت ذاته لا ترى أن زيادة عدد لجان فض المنازعات سيكون الحل الأمثل لمشكلة المتأخرات الضريبية وإنما تطالب الجمعية بوضع آلية دائمة ومستقرة لإنهاء المنازعات الضريبية.

وأوضح المحاسب الضريبي أشرف عبد الغني، مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، أن النائب أكمل نجاتي أمين سر اللجنة الاقتصادية بمجلس الشيوخ، طالب بدراسة الأثر التشريعي للقانون رقم 153 لسنة 2022 بالتجاوز عن مقابل التأخير والضريبة الإضافية وتجديد العمل بالقانون رقم 79 لسنة 2016 لإنهاء المنازعات الضريبية.

قال "عبد الغني"، إن الدراسة التي أجراها مجلس الشيوخ خلصت إلى المطالبة بتجديد العمل بقانون التجاوز عن مقابل التأخير والضريبة الإضافية من أجل التركيز علي جمع الحصيلة الضريبية المستهدفة بدلًا من إضاعة الوقت والجهد في حل منازعات مضى على بعضها أكثر من 20 عامًا.

أوضح أشرف عبد الغني، أن المتأخرات الضريبية وفقًا لتصريحات رشا عبدالعال رئيسة مصلحة الضرائب قاربت على 380 مليار جنيه وهي تنقسم إلى نوعين الأول الناتج عن عدم السداد أو الشيكات المرتدة وهذا النوع محله القضاء بعد إعطاء مهلة للسداد أما النوع الثاني فيتعلق بالمنازعات الناتجة في غالبها عن فروق الفحص والعقوبات المالية والتأخير في اعتماد قرارات لجان فض المنازعات في اللجنة الوزارية وإعتماد الوزير.

وأكد "عبد الغني"، أن جمعية خبراء الضرائب المصرية تطالب بتجديد العمل بالقانون رقم 153 لسنة 2022 خاصة أنه عند تطبيقه حقق لخزانة الدولة أكثر من 40 مليار جنيه.

أشار إلى أن مصلحة الضرائب أنشأت منذ يناير الماضي منظومة إلكترونية لمتابعة المتأخرات الضريبية وتصنيفها وتقسيمها ومتابعة تطورها وذلك يعكس رغبة مؤكدة من وزارة المالية ومصلحة الضرائب للانتهاء من أزمة المتأخرات الضريبية المزمنة.

قال "مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية"، إن الحل الأسرع الذي نقترحه هو تجديد العمل بقانون التجاوز عن مقابل التأخير والضريبة الإضافية على أن يلي ذلك وضع آلية دائمة ومستقرة لإنهاء المنازعات الضريبية من أجل زيادة حصيلة خزانة الدولة واستقرار المراكز الضريبية للممولين والحد من حالات التهرب الضريبي ومد جسور الثقة بين أطراف المنظومة الضريبية وتشجيع المستثمرين على التوسع في الإنتاج.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: تصريح قرار التركيز قسم اللجنة الاقتصادية تجديد محاسب مشكلة خاصة مجلس الشيوخ الضرائب فض المنازعات وزارة المالية اللجنة الوزارية جمعیة خبراء الضرائب المصریة المتأخرات الضریبیة عبد الغنی

إقرأ أيضاً:

الحرب الناعمة وإلهاء العرب عن المطالبة بتحرير فلسطين

يمانيون../
في السنوات الأخيرة، شهدت المنطقة العربية تأثيرات عميقة نتيجة ما يُعرف بـ “حرب أمريكا الناعمة”، التي تمثلت في استراتيجيات تستخدم القوة الناعمة لفرض السيطرة والتأثير على المجتمعات. هذه الحرب لم تكن مجرد صراع عسكري، بل استهدفت العقول والقلوب، مستفيدة من أدوات الإعلام والثقافة والتعليم لإلهاء الشعوب عن القضايا الجوهرية، وأبرزها القضية الفلسطينية.
تظهر آثار هذه الحرب بوضوح في كيفية تشتيت الانتباه عن المطالبات بتحرير فلسطين. استخدمت الولايات المتحدة وسائل الإعلام لترويج سرديات معينة، حيث تركزت القصص والأخبار على القضايا الاجتماعية والاقتصادية اليومية، مما ساهم في تهميش القضية الفلسطينية. هذا التهميش لم يكن مجرد صدفة بل كان جزءًا من استراتيجية مدروسة تهدف إلى تفتيت الوحدة العربية وزرع الفتنة بين الشعوب، مما أضعف من الحراك الشعبي الذي قد يدعم القضية الفلسطينية.
علاوة على ذلك، ساهمت الثقافة الغربية في تعزيز نمط استهلاكي لا يعير اهتمامًا للقضايا السياسية. من خلال الأفلام والموسيقى والبرامج التلفزيونية، تم تقديم نمط حياة يجسد الرفاهية والحرية، مما جعل العديد من الشباب ينشغلون في البحث عن حياة مريحة بدلاً من الانخراط في القضايا السياسية الكبرى. هذه الظاهرة تسببت في تآكل الوعي العام حول أهمية القضية الفلسطينية، حيث أصبحت الأجيال الجديدة أقل اهتمامًا بالموضوع، معتقدةً أن الأمور قد تُحل بطريقة سلبية أو بعيدة عن الانخراط الفعّال.
كما أن الدعم الغربي للأنظمة العربية لم يكن مجرد دعم سياسي واقتصادي، بل شمل أيضًا أدوات القوة الناعمة. تم استخدام التعليم والتدريب لخلق نخبة محلية تتبنى السياسات الغربية وتتجاهل قضايا مثل فلسطين. هذه النخبة التي تم تشكيلها في بيئات تعليمية مشبوهة، قد تخلت عن مسؤولياتها تجاه شعوبها، مما جعلها تؤيد سياسات تقود إلى مزيد من التهميش للقضية الفلسطينية.
وقد هيمنت وسائل الإعلام والسيطرة على السرد -المدعومة من الغرب- في العديد من الدول العربية على النقاشات العامة. على سبيل المثال تركزت التغطيات الإخبارية على أحداث مثل الربيع العربي، مما جعل القضايا الكبرى مثل فلسطين تحتل مساحة ضئيلة من النقاش العام. هذا التوجه ساهم في تهميش القضية الفلسطينية في عقول الكثيرين.
كما أن انتشار الثقافة الاستهلاكية من خلال الأفلام والبرامج التلفزيونية الغربية التي تروج لنمط حياة يتجاهل القضايا السياسية، أدى إلى تراجع الوعي بالقضية الفلسطينية. على سبيل المثال أفلام هوليوود التي تركز على قصص شخصية لا تتعلق بالقضايا السياسية ساهمت في إلهاء الشباب عن الانخراط في العمل السياسي.
إضافة إلى ذلك فإن أغلب الجامعات والمدارس في العالم العربي تتبع مناهج تعليمية تأثرت بشكل كبير بالثقافة الأمريكية، مما أدى إلى نشوء جيل يُفضل البحث عن وظائف مريحة بدلاً من الانخراط في القضايا الاجتماعية والسياسية. هذه النخبة المتعلمة غالبًا ما تكون بعيدة عن القضايا الوطنية بما في ذلك القضية الفلسطينية، وقد ساهم استخدام منصات التواصل الاجتماعي في نشر المعلومات المضللة أو السرديات التي تروج للسلام دون عدالة.
ولا ننسى أن النظام العالمي بقيادة واشنطن، عزز من قبضة الأنظمة القمعية في العالم العربي، وهي بدورها تعمل على قمع أي حركات تدعو للتحرر، بما في ذلك دعم حقوق الفلسطينيين. هذا الدعم أضعف من الحراك الشعبي وخلق بيئة من الخوف والرقابة، كما أن الترويج للسلام الاقتصادي عبر بعض الاتفاقيات مثل “صفقة القرن” التي تم الترويج لها كحل للصراع العربي الإسرائيلي، كانت تهدف إلى إبعاد النظر عن الحقوق الفلسطينية الأساسية. هذا التوجه ألهى العديد من الدول العربية عن المطالبة بتحرير فلسطين، حيث تم تقديم الحلول الاقتصادية كبديل.
تلك الشواهد تعكس كيف أن حرب أمريكا الناعمة لم تقتصر على التأثير السياسي فقط، بل امتدت إلى الثقافة والتعليم والوعي الجماهيري، مما أدى إلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية في العديد من الأوساط العربية.
ويُظهر تأثير حرب أمريكا الناعمة على العالم العربي كيف يمكن للأدوات الثقافية والإعلامية أن تكون أكثر فاعلية من الحروب التقليدية في تحقيق الأهداف السياسية. هذا التأثير ساهم في تخدير الشعوب، مما جعلها تبتعد عن المطالبة بتحرير فلسطين، بينما تواصل القوى الغربية استراتيجياتها لضمان السيطرة على المنطقة. من المهم أن تستعيد المجتمعات العربية وعيها وتفهم أهمية القضية الفلسطينية، وأن تتجاوز الانشغالات اليومية لتعيد التركيز على ما يُعتبر حقًا أساسيًا.

السياسية محمد الجوهري

مقالات مشابهة

  • الحرب الناعمة وإلهاء العرب عن المطالبة بتحرير فلسطين
  • بي دبليو سي الشرق الأوسط تطلق فعاليات ندوتها الضريبية والقانونية السنوية في مصر لعام 2025
  • وزير الشباب ونظيره الليبي يلتقيان أعضاء نموذج محاكاة مجلس الشيوخ
  • مُحافظ جدة يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية ترميم للتنمية بمنطقة مكة المكرمة
  • في إطار العمل المؤسسي والاحترافي المتكامل .. جمعية «نماء» تكرم منسوبيها تقديراً لجهودهم وقدراتهم
  • «لا يقل عن 60 عاما».. حسم سن المعاش بقانون العمل الجديد (تفاصيل)
  • الوزراء يعتمد عددا من قرارات فض المنازعات
  • ما شروط تقديم العامل استقالته بقانون العمل الجديد؟.. القانون يجيب
  • لماذا أجلت لجنة القوى العاملة بـ النواب مناقشة مواد العقوبات بقانون العمل الجديد؟
  • قوى النواب تناقش المواد الجدلية بقانون العمل.. ورئيس اللجنة: نستهدف مشروع متوازن