العُمانية / كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من سلطنة عُمان والمملكة المتحدة عن احتواء النمور العربية التي توجد في مراكز الإكثار في شبه الجزيرة العربية على جينات وراثية مميزة لم تكتشف في النمور البرية.

وقد توصلت الدراسة التي نُشرت في مجلة التطبيقات التطورية العلمية المحكمة ( Evolutionary Applications ) إلى أن إدخال هذه الجينات عن طريقة عملية الإنقاذ الوراثي يمكن أن تُسهم في استعادة التنوع الوراثي في المجموعات البرية التي تُعاني من التزاوج الداخلي وانخفاض تنوعها الوراثي.

وفي هذا السياق، قال الدكتور هادي بن مسلم الحكماني - أحد الباحثين في الدراسة - لوكالة الأنباء العُمانية: إن الإنقاذ الجيني هو إجراء يُستخدم لإنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض من خلال إدخال جينات جديدة إلى النوع في البرية من أجل زيادة التنوّع الوراثي، إذ يمكن للإنقاذ الجيني أن يكون حلًّا فاعلًا لإنقاذ النوع الذي يواجه تهديدا كبيرا بالانقراض.

وأضاف أن النمر العربي هو نوع فرعي نادر من النمور، وقد تناقصت أعداده كثيرا بسبب القتل المباشر وفقدان موائله الطبيعية، ويعد مهددًا بالانقراض بشكل حرج، مبينًا أن التنوع الوراثي الضئيل يزيد من خطر انقراضه.

وأكد على أنه من خلال استخدام تقنيات الإنقاذ الجيني، يمكن إدخال جينات جديدة من نمور أخرى كتلك الموجودة في مراكز الإكثار لزيادة التنوّع الوراثي للنمور في البرية ما يؤدي إلى تعزيز صحة السلالة والتقليل من فرص انقراضها.

وأشار الدكتور هادي الحكماني إلى أن الإنقاذ الجيني يمكن أن يكون أداة فاعلة لإنقاذ النمر العربي في شبه الجزيرة العربية، لكنه يجب أن يتم ضمن استراتيجية شاملة لحماية هذا النوع وموائله الطبيعية.

واستخدمت الدراسة عينات نمور عربية متنوعة من سلطنة عُمان واليمن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ويعود تاريخ بعض هذه العينات إلى الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كما وفّرت الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية المتخصصة في الجينات الوراثية والتنوّع الأحيائي فرصة لتقييم التنوّع الوراثي للنمر العربي في جبال محافظة ظفار خلال 50 سنة ماضية.

يشار إلى أن نطاق انتشار النمر العربي في الوقت الحاضر أصبح محصوراً في مجموعات صغيرة منفصلة عن بعضها في جنوب سلطنة عُمان "محافظة ظفار"، وجبال جنوب وشرق اليمن، وعدد محدود في جنوب المملكة العربية السعودية، ويُعدّ سلالة نادرة من النمور، ومصنف بأنه مهدد بالانقراض بالمستوى الحرج - حسب تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة-.

وتسعى سلطنة عُمان إلى حماية النمر العربي من الانقراض والحفاظ على ديمومة مناطقه البيئية الطبيعية؛ بهدف تحقيق التوازن البيئي والتنوّع البيولوجي في مختلف مكونات البيئة، منها مشروع دراسة النمر العربي وحمايته من الانقراض، وإنشاء المحميات الطبيعية التي تشمل نطاق انتشاره مثل محمية جبل سمحان الطبيعية ومحمية خور خرفوت الطبيعية في جبل القمر بالإضافة إلى تنفيذ مشروع تعويض حالات افتراس الماشية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: النمر العربی ع الوراثی

إقرأ أيضاً:

باحثون كوريون يتغلبون على السرطان

في تقدم رائد في علاج السرطان، طور الباحثون في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا تقنية تحول خلايا سرطان القولون إلى خلايا شبيهة بالخلايا الطبيعية دون تدميرها.

 ويمثل هذا النهج المبتكر، بقيادة البروفيسور كوانغ هيون تشو ، من قسم الهندسة البيولوجية والدماغية، ابتعاداً كبيراً عن علاجات السرطان التقليدية التي تعتمد على قتل الخلايا السرطانية، مما يؤدي غالباً إلى آثار جانبية شديدة ومخاطر تكرار المرض، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".





وقال تشو: "إن حقيقة أن الخلايا السرطانية يمكن تحويلها مرة أخرى إلى خلايا طبيعية هي ظاهرة مذهلة، تثبت هذه الدراسة أنه يمكن إحداث مثل هذا الانعكاس بشكل منهجي".
وفي مقدمة ورقتهم البحثية، يشرح الباحثون بالتفصيل كيف أظهر البحث في سرطان الدم النقوي الحاد وسرطان الثدي وسرطان الخلايا الكبدية أن تشجيع الخلايا السرطانية على التمايز أو التمايز المتبادل يمكن أن يحقق هذا الانعكاس، غير أن تحديد المنظمومة الرئيسية المسؤولة عن هذه العمليات لا يزال يشكل تحدياً، وفي حال تم تحديدها، وتطبيقها على الخلايا السرطانية، فقد تقدم بديلاً واعداً لعلاجات السرطان الحالية.

 

 


توأم رقمي


واتبع فريق KAIST نهجاً مختلفاً جذرياً من خلال استهداف الأسباب العميقة لتطور السرطان، وتعتمد أبحاثهم على فكرة أن الخلايا السرطانية، أثناء تحولها من خلايا طبيعية، تتراجع على طول مسار التمايز - العملية التي تنضج بها الخلايا الطبيعية إلى أنواع وظيفية محددة - و لمعالجة هذا، أنشأ الباحثون توأما رقمياً لشبكة الجينات المشاركة في مسار تمايز الخلايا الطبيعية، سمح لهم هذا النموذج الحسابي بمحاكاة وتحليل التفاعلات الجينية المعقدة التي تنظم تمايز الخلايا.
ومن خلال المحاكاة، حدد الفريق مفاتيح جزيئية رئيسية قادرة على توجيه الخلايا من سرطان القولون إلى حالة شبيهة بالحالة الطبيعية، وقد تم التحقق من صحة هذه النتائج من خلال التجارب الجزيئية والدراسات الخلوية والتجارب على الحيوانات، مما يدل على فعالية هذا النهج.

 


 نحو علاج السرطان القابل للعكس


إن الآثار المترتبة على هذا البحث عميقة فمن خلال تحويل التركيز من تدمير الخلايا السرطانية إلى عكسها، يمكن أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى صياغة فئة جديدة من علاجات السرطان، ومعالجة بعض التحديات الأكثر إلحاحًا في علم الأورام.
وبينما ركزت الدراسة على سرطان القولون، يمكن توسيع المبادئ الأساسية لتشمل أنواعاً أخرى من السرطان، و من خلال تطبيق تقنية التوأم الرقمي على شبكات جينات السرطان المختلفة، يأمل الباحثون في تحديد مفاتيح جزيئية مماثلة في سياقات مختلفة، مما يمهد الطريق لعلاجات السرطان العكسية القابلة للتطبيق على نطاق واسع.
 

مقالات مشابهة

  • بدء تطبيق الاختبار الجيني لفحوص ما قبل الزواج من اليوم
  • “النمر”: مستوى الكوليسترول الضار يجب أن يكون أقل من 55 لدى مرضى جلطات القلب
  • شاهد بالصورة.. زوجة الحرس الشخصي لقائد الدعم السريع تظهر بإطلالة مثيرة وتتغزل في نفسها: (أنا الحرب التي لا يمكن الفوز بها)
  • محمية عروق بني معارض.. أيقونة البرية في الجزيرة العربية
  • رئيس مدينة أشمون يتابع أعمال التطوير بحديقة عصفور الجنة
  • د. لبيب قمحاوي .. التحديات التي تجابه المنطقة العربية في الحقبة القادمة
  • دراسة جديدة لـ”تريندز”.. “الذكاء الاصطناعي أصبح واقعاً معاشاً.. ما الذي يمكن فعله؟”
  • دراسة: الحيتان يمكن أن تتجاوز عمر الـ 100 عام
  • ما المخاطر التي تحملها «مسكنات الألم الشائعة»؟
  • باحثون كوريون يتغلبون على السرطان