باحثون عُمانيون ودوليون: الإنقاذ الجيني للنمر العربي سيسهم في استعادة تنوعه الوراثي في البرية
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
العُمانية / كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من سلطنة عُمان والمملكة المتحدة عن احتواء النمور العربية التي توجد في مراكز الإكثار في شبه الجزيرة العربية على جينات وراثية مميزة لم تكتشف في النمور البرية.
وقد توصلت الدراسة التي نُشرت في مجلة التطبيقات التطورية العلمية المحكمة ( Evolutionary Applications ) إلى أن إدخال هذه الجينات عن طريقة عملية الإنقاذ الوراثي يمكن أن تُسهم في استعادة التنوع الوراثي في المجموعات البرية التي تُعاني من التزاوج الداخلي وانخفاض تنوعها الوراثي.
وفي هذا السياق، قال الدكتور هادي بن مسلم الحكماني - أحد الباحثين في الدراسة - لوكالة الأنباء العُمانية: إن الإنقاذ الجيني هو إجراء يُستخدم لإنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض من خلال إدخال جينات جديدة إلى النوع في البرية من أجل زيادة التنوّع الوراثي، إذ يمكن للإنقاذ الجيني أن يكون حلًّا فاعلًا لإنقاذ النوع الذي يواجه تهديدا كبيرا بالانقراض.
وأضاف أن النمر العربي هو نوع فرعي نادر من النمور، وقد تناقصت أعداده كثيرا بسبب القتل المباشر وفقدان موائله الطبيعية، ويعد مهددًا بالانقراض بشكل حرج، مبينًا أن التنوع الوراثي الضئيل يزيد من خطر انقراضه.
وأكد على أنه من خلال استخدام تقنيات الإنقاذ الجيني، يمكن إدخال جينات جديدة من نمور أخرى كتلك الموجودة في مراكز الإكثار لزيادة التنوّع الوراثي للنمور في البرية ما يؤدي إلى تعزيز صحة السلالة والتقليل من فرص انقراضها.
وأشار الدكتور هادي الحكماني إلى أن الإنقاذ الجيني يمكن أن يكون أداة فاعلة لإنقاذ النمر العربي في شبه الجزيرة العربية، لكنه يجب أن يتم ضمن استراتيجية شاملة لحماية هذا النوع وموائله الطبيعية.
واستخدمت الدراسة عينات نمور عربية متنوعة من سلطنة عُمان واليمن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ويعود تاريخ بعض هذه العينات إلى الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كما وفّرت الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية المتخصصة في الجينات الوراثية والتنوّع الأحيائي فرصة لتقييم التنوّع الوراثي للنمر العربي في جبال محافظة ظفار خلال 50 سنة ماضية.
يشار إلى أن نطاق انتشار النمر العربي في الوقت الحاضر أصبح محصوراً في مجموعات صغيرة منفصلة عن بعضها في جنوب سلطنة عُمان "محافظة ظفار"، وجبال جنوب وشرق اليمن، وعدد محدود في جنوب المملكة العربية السعودية، ويُعدّ سلالة نادرة من النمور، ومصنف بأنه مهدد بالانقراض بالمستوى الحرج - حسب تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة-.
وتسعى سلطنة عُمان إلى حماية النمر العربي من الانقراض والحفاظ على ديمومة مناطقه البيئية الطبيعية؛ بهدف تحقيق التوازن البيئي والتنوّع البيولوجي في مختلف مكونات البيئة، منها مشروع دراسة النمر العربي وحمايته من الانقراض، وإنشاء المحميات الطبيعية التي تشمل نطاق انتشاره مثل محمية جبل سمحان الطبيعية ومحمية خور خرفوت الطبيعية في جبل القمر بالإضافة إلى تنفيذ مشروع تعويض حالات افتراس الماشية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: النمر العربی ع الوراثی
إقرأ أيضاً:
ذوبان الصفائح الجليدية في "أنتاركتيكا" يبطئ أقوى تيار محيطي في العالم
اكتشف باحثون أستراليون ونرويجيون، أن ذوبان الصفائح الجليدية في القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" سيؤدي إلى تباطؤ أقوى تيار محيطي في العالم.
وكشفت دراسة، قام بها باحثون من جامعة ملبورن ومركز الأبحاث النرويجي "نورس"، أن التيار المحيطي القطبي الجنوبي قد يتباطأ بنسبة تصل إلى 20% بحلول عام 2050، بسبب ارتفاع الانبعاثات الكربونية.
ويشكل التيار المحيطي القطبي الجنوبي، الذي يزيد قوته على تيار الخليج بأكثر من 4 مرات، جزءاً أساسياً من "حزام المحيطات" العالمي، الذي ينقل المياه حول العالم، ويربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي.
وسيؤدي ذوبان الصفائح الجليدية، إلى تدفق المياه العذبة إلى المحيط الجنوبي، مما يغير من ملوحته ودورته. وقام عالم ميكانيكا السوائل، بيشاخداتا جاين، وعالم المناخ، تيمور سهيل، وعالم المحيطات، أندرياس كلوكر، بتحليل محاكاة عالية الدقة للمحيطات والجليد البحري لتشخيص تأثير تغير درجات الحرارة والملوحة وظروف الرياح.
وقال جاين، إن المحيط معقد للغاية ومتوازن بشكل جيد.
وأضاف جاين، أنه "إذا تعطل هذا "المحرك" للتيار، فقد تكون هناك عواقب وخيمة، من بينها المزيد من تقلبات المناخ، مع زيادة التطرفات في بعض المناطق، وتسارع الاحتباس الحراري العالمي، بسبب انخفاض قدرة المحيط على العمل كمستودع للكربون.