التغيير: وكالات

ألقت الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 ابريل 2023م، بظلالها على الميزانية وتحقيق الإيرادات في دولة جنوب السودان، نتيجة تأثر شحنات مبيعات النفط الخام- وفق ما أعلن مسؤول حكومي.

وقال وزير المالية والتخطيط بجنوب السودان أوو دانيال شوانق بحسب راديو (تمازج)، الخميس، إن هناك صعوبات في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية بسبب ضعف الإيرادات الوطنية.

وقال الوزير شوانق لدى مخاطبته المجلس التشريعي القومي الانتقالي بجوبا، إن أولوياته هو استقرار الأسعار في السوق، قبل النظر في دفع الرواتب، على الرغم من مضي ما يقرب من 8 أشهر دون دفع الرواتب لموظفي الخدمة المدنية.

وذكر أنه ليس لديه أموال كافية لسداد متأخرات رواتب موظفي الخدمة المدنية، وأشار إلى أن الوزارة تواجه صعوبات في تحقيق الإيرادات وتأثر شحنات مبيعات النفط الخام بسبب الحرب المستمرة في السودان.

وتابع: “ما يمكنني قوله هو أن معظم التحديات التي نواجهها في التمويل والتخطيط فيما يتعلق بإنتاج النفط الذي توقف، و 70% من النفط يأتي من ولاية أعالي النيل، خاصة من الحقلين 6 و7”.

وأضاف: “الباقي يأتي من روينق، وولاية الوحدة في الحقل 5 والحقل 5A. ويتدفق حوالي %30 إلى %35 فقط من النفط، وهذا من التحديات الجديدة التي تفرضها الحرب في السودان”.

وأوضح أنهم يستخدمون حاليا الإيرادات القليلة التي تجمعها الهيئة القومية للإيرادات غير النفطية لتغطية الرواتب، وأضاف أن الأموال التي جمعتها الهيئة غير كافية لتسوية متأخرات رواتب موظفي الخدمة المدنية.

وقال: “قبل تسلمي وزارة المالية، كنا نكافح للتأكد من أننا نستأنف إنتاج النفط، وتراكمت المتأخرات بسبب ذلك هذا العام، وأعلم يقينا أنه خلال السنوات القليلة الماضية عندما تم إعداد الميزانية، كانت هناك دائما فجوة بين الميزانية المقترحة والميزانية المحققة التي سيتم إنفاقها”.

وقال إن من ضمن التحديات التي تواجه الوزارة هو العمل مع اشخاص خارج الميزانية، وان ذلك أثر على سير الأنشطة الحكومية.

الوسومأوو دانيال شوانق الجيش الدعم السريع السودان النفط جنوب السودان حرب 15 ابريل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع السودان النفط جنوب السودان حرب 15 ابريل الخدمة المدنیة

إقرأ أيضاً:

الكشف عن مقبرة جماعية ومركز تعذيب في السودان.. واتهامات للدعم السريع

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن وجود أدلة تم الكشف عنها، تظهر مركز تعذيب ومقبرة جماعية شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، مشيرة إلى أن المركز كان واقعا تحت سيطرة قوات الدعم السريع، فيما قال الناجون الذين تم إنقاذهم؛ إنهم تعرضوا للتعذيب والتجويع وموت سجناء كانوا معهم.  

ويقدر أن أكثر 500 شخص تعرضوا للتجويع  وماتوا نتيجة للتعذيب، ثم تم دفنهم في مقبرة سرية في شمال الخرطوم، حسب الأدلة التي اطلعت عليها "الغارديان"، في تقرير ترجمته "عربي21".

وبعد زيارة تمت بعد فترة قصيرة من مغادرة قوات الدعم السريع وقام بها الجيش السوداني، عثر على مركز سري تنتشر فيه الأصفاد المعلقة من الأبواب، وغرف يبدو أنها استخدمت للتعذيب، وأرضية الغرف الملوثة بالدم.  

ووصف أشخاص اعتقلوا في المركز، التعذيب المستمر الذي مارسه جلادوهم عليهم. ووجد إلى جانب المركز مقبرة بـ 550 قبرا دون شواهد، بعضها حفرت حديثا، ومقابر تحتوي على أعداد من الأشخاص.
ويعد الموقع أكبر مقبرة مؤقتة يعثر عليها في السودان، في أثناء الحرب الأهلية، ولو تم التأكد منها فستكون أسوأ جريمة حرب ترتكب في الحرب السودانية الوحشية.  

إظهار أخبار متعلقة


وقال الأشخاص الذين تم إنقاذهم من المركز في الجزء الجنوبي للقاعدة العسكرية، التي تبعد 40 ميلا عن  العاصمة؛ إن الكثيرين ماتوا فيها ودفنوا في مقابر قريبة، حسب التقرير.

ولاحظ الأطباء الذين فحصوا الناجين علامات تعذيب، وتوصلوا إلى نتيجة أنهم تعرضوا للتجويع. وسيطرت قوات الدعم السريع على القاعدة الواقعة قرب غاري، التي استخدمها كمركز تدريب وتحكم بعد اندلاع القتال مع الجيش السوداني في 15 نيسان/أبريل 2023.

وتسببت الحرب بأسوأ مجاعة إنسانية في العالم، وقتل فيها عشرات الآلاف، وشردت أكثر من 14 مليون شخص. وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي حققت في انتهاكات خلال الحرب السودانية؛ إن الموقع قد يكون  واحدا من "أكبر مشاهد الجرائم التي ترتكب في السودان منذ بداية الحرب".   

ووجد الدكتور هشام شيخ، الذي قام بفحص 135 رجلا عثر عليهم هناك، بعد سيطرة القوات السودانية المسلحة على المكان في نهاية كانون الثاني/يناير. وقال؛ إن الأدلة السريربة تظهر تعذيبا وتجويعا مزمنا للمعتقلين.

وقال شيخ لـ "الغارديان"؛ إن الرجال كلهم مدنيون، كانوا في حالة من الصدمة عندما تم اكتشافهم ولم يكونوا قادرين على الكلام، مضيفا: "عندما وصلنا إلى هناك، لم يكونوا قادرين على المشي، وكان علينا حملهم وعليهم علامات خطيرة بسبب الضرب والتعذيب".

وأشار إلى أن "بعضهم كان يعاني من جراح سيئة بسبب التعذيب، وقد أصيب بعضهم برصاص في الساق، وتعرضوا للضرب بالعصي التي تركت علامات: ندوب مستقيمة نظيفة من الضرب. وتعرضوا جميعا للتعذيب".

وتعرض أحد الرجال للضرب بشكل متكرر من قبل حراس قوات الدعم السريع، لدرجة أنه اتخذ وضعية الجنين لفترة طويلة لحماية نفسه. وقال في بيان لطاقم طبي عسكري سوداني: "ضربوني صباحا وليلا واستهدفوني، واعتدت على الجلوس وركبتي مثنيتين، لدرجة أنني الآن لا أستطيع فرد ساقي للمشي".
  
وبحسب التقرير، فإن هذه النتائج تثير تساؤلات حول مصداقية قوات الدعم السريع، بعد أيام من توقيعها على ميثاق سياسي في كينيا، لإنشاء حكومة سودانية موازية في المناطق التي تسيطر عليها.

وتؤكد صور الأقمار الاصطناعية للقاعدة، أن القبور لم تظهر إلا بعد بدء الحرب وبعد احتلال قوات الدعم السريع للموقع. وتظهر صورة التقطت بعد أسابيع من بدء الحرب، عدم وجود أي أثر لتلال الدفن بجانب طريق أحادي المسار في القاعدة. وتكشف صورة أخرى للموقع نفسه، تم التقاطها بعد عام في 25 أيار/ مايو 2024، عن عدد كبير من التلال الممتدة على مسافة حوالي 200 متر.

وقال النقيب جلال أبكر من الجيش السوداني؛ إنه خدم في قاعدة غاري حتى اندلاع الحرب في عام 2023، وأضاف أنه لم يكن هناك موقع دفن حينها: "كنت هناك حتى رمضان في ذلك العام [22  آذار/مارس إلى 20  نيسان/أبريل 2023]، ولم تكن هناك مقبرة".

وقال الرقيب محمد أمين، الذي يعمل الآن في غاري: "كل الجثث المدفونة هناك ماتت في القاعدة"، حسب الغارديان.

وأضاف شيخ، أن الناجين تحدثوا عن وفاة أسرى آخرين، مردفا: "قال لي الكثير منهم؛ إن الكثير ماتوا في الداخل، وأن عددا منهم ماتوا بسبب التعذيب".

وقال ضابط كبير في الجيش السوداني، وهو العقيد بشير تاميل؛ إن المعتقلين عثر عليهم مقيدين بأيديهم وأرجلهم معا. وأضاف: "كانوا في حالة سيئة للغاية مع علامات على أجسادهم وإصابات".

وقال جان بابتيست غالوبين، من قسم الأزمات والصراع والأسلحة في منظمة "هيومان رايتس ووتش"؛ إنه من الضروري أن تعامل السلطات التي تسيطر على القاعدة باعتبارها موقعا محتملا لجرائم الحرب، وأن تبذل "جهودا فورية لتأمين وجمع وحماية الأدلة التي قد تكون حاسمة لجهود المساءلة".  

إظهار أخبار متعلقة


وحتى الآن، يبدو أن الموقع محفوظ بالكامل دون وصول عام، حيث يحمي الجيش السوداني الموقع لحماية الأدلة. ويأمل خبراء المقابر الجماعية الدوليون، أن يسمح للمحللين المستقلين بالوصول إلى الموقع. وقد وقعت العديد من الفظائع الأكثر في الصراع بالمنطقة الغربية من دارفور، حيث اتهمت قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها بالتطهير العرقي.  

وفي وقت سابق من هذا العام، اتهمت الولايات المتحدة المجموعة شبه العسكرية بالإبادة الجماعية. وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في الانتهاكات في دارفور، ويتم تسليم أدلة الجرائم ضد الإنسانية التي كشفت عنها صحيفة "الغارديان"، إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية.  

كما اتهم الجيش السوداني بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قادته.  

وتعتقد مصادر عسكرية، أن قوات الدعم السريع لم تتوقع أبدا العثور على مركز الاحتجاز ومقبرة بالقرب من غاري. وحتى وقت قريب، احتلت المجموعة الكثير من الأراضي في المنطقة، لدرجة أنها ربما اعتقدت أن الموقع آمن من الهجوم.

وتم الاتصال بقوات الدعم السريع للتعليق. وعندما اتهمت بارتكاب انتهاكات في الماضي، ردت المجموعة بإرسال مدونة سلوك تحظر إساءة معاملة المعتقلين وقالت؛ إنها لديها لجنة للتحقيق في الانتهاكات ومقاضاة المسؤولين عنها، وفقا لتقرير "الغارديان".

مقالات مشابهة

  • الكشف عن مقبرة جماعية ومركز تعذيب في السودان.. واتهامات للدعم السريع
  • من أشعل الحرب في الجنوب هو يقصد بها تأجيج الصراع في السودان، لسببين
  • واشنطن تدرس تفتيش ناقلات النفط الإيرانية لوقف تدفق الإيرادات
  • كفوا يدكم عن السودان واهتموا يشأن بلدكم واصلحوا ذات بينكم
  • إشتعال حرب في جنوب السودان سينعكس سلبا على السودان
  • جنوب السودان..اعتقال وزير النفط وضباط موالين لنائب الرئيس
  • التحديات التي تواجه خطة إعادة الإعمار
  • اعتقال وزير النفط وقادة عسكريين في جنوب السودان.. هل هي نذر حرب أهلية؟
  • منها حملات توعية وتثقيف.. المبادرات الرئاسية تلقي بظلالها على تطوير القطاع الصحي بسوهاج
  • شروط التعيين فى الوظائف القيادية والإدارة الإشرافية طبقا لقانون الخدمة المدنية