هزاع أبوالريش (أبوظبي)
حين يكون للمبدع الإماراتي حضور لافت، وتكون أعماله الأدبية ضمن المشاركات الدولية التي تمثل الحراك الثقافي المحلي، يصبح الإبداع الإماراتي عابراً للحدود، ومتواصلاً بفاعلية مع الإبداع الإنساني. وهناك العديد من الجهات الثقافية داخل الدولة أسهمت بشكل مباشر في دعم المبدع الإماراتي، من خلال ترجمة أعماله الأدبية إلى عدة لغات ضمن المحافل الدولية الثقافية.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب حارب الظاهري: مشروع ترجمة النصوص الأدبية المحلية إلى اللغات الأخرى مسألة مهمة وملهمة ومؤثرة، وذات صلة بالتراث العالمي، فهناك مجموعة من اللغات الأجنبية يجب أن تستهدف وأن تحدد بشكل دقيق ومهم، وعلى ثقافتنا الإبداعية المحلية أن تصل إليهم ليطلعوا على ما لدينا من ثقافة ومعرفة وإبداع يستحق الإطلاع والقراءة. مضيفاً: مشروع الترجمة للإبداعات المحلية يجب ان يُدار من قبل مؤسسات ثقافية حكومية وبإشراف مجموعة من الأدباء والكتّاب واختيار النصوص التي فعلاً تستحق أن تصل إلى الآخر وأن تطلع عليها الشعوب الأخرى، لأنها ستعد رسالة مهمة للآخرين لما لدينا من كُتاب ومؤلفات وإبداعات أدبية في أعلى معايير الطرح القيّم من محتوى ومضمون يمثل ما تحتويه ساحتنا المحلية من إنتاجات ثقافية رفيعة، وجديرة فعلاً لأن تصل وتستوعبها الشعوب الأخرى.

أخبار ذات صلة بطولة العالم للجودو على موعد مع نزالات «العمالقة» 5.29 مليون درهم «الأثر الاقتصادي» لبطولتي «تحدي الجولف» في أبوظبي

جسر بين الشعوب
وأوضحت الدكتورة رفيعة غباش، كاتبة، ومؤسس متحف المرأة، ورئيس مجلس أمناء جائزة عوشة بنت خليفة السويدي «فتاة العرب»، تلعب ترجمة الأعمال الأدبية المحلية دوراً بالغ الأهمية في تعزيز الثقافة الوطنية وتعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة. في عالم يزداد ترابطه وتداخله، تأتي ترجمة الأدب كجسر يربط بين الشعوب والأمم، ويسمح بتبادل الأفكار والمشاعر والتجارب الإنسانية، حيث إنه من خلال ترجمة الأعمال الأدبية المحلية، يتم تسليط الضوء على التراث الثقافي والتاريخي للأمة. لمضيفة: وهذا ما جعلنا في جائزة عوشة بنت خليفة السويدي نترجم بعض القصائد كمبادرة من الجائزة، وإيماناً منا بدور الترجمة، ومساهمة  في نقل الإبداع المحلي إلى جمهور أوسع، مما يعزز الفخر بالهوية الثقافية ويساعد في الحفاظ على التراث الأدبي، وحين تُترجم الأعمال الأدبية المحلية إلى لغات أخرى، تتاح الفرصة للقراء من مختلف أنحاء العالم للتعرف على الثقافة المحلية وفهمها بشكل أعمق. 
وتابعت: تساهم هذه العملية في بناء جسور التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة، وتساعد في تقليل الحواجز الثقافية وتعزيز الحوار بين الشعوب، أما بالنسبة للكاتب، تعني ترجمة أعماله الأدبية الوصول إلى جمهور أوسع يتجاوز الحدود الجغرافية واللغوية. وتختتم بقولها: يمكن للكاتب أن يشارك أفكاره وقصصه مع قراء من خلفيات ثقافية متنوعة، مما يزيد من انتشار أعماله ويعزز مكانته في الساحة الأدبية العالمية، وينعكس هذا التوسع تطوير الكاتب ونموه حيث يحصل من خلال ترجمة أعماله على فرصة لتلقي ردود فعل من جمهور دولي فيتمكن من التعرف على كيفية استقبال أعماله في ثقافات أخرى وما الذي يمكنه تحسينه في كتاباته المستقبلية، كما أنها فرصة جيدة للكاتب قد تمكنه من تعزيز مكانته في الأدب العالمي، وقد يحصل على جوائز أدبية دولية، ويُدعى إلى المهرجانات الأدبية العالمية، ويصبح جزءاً من الحوارات الأدبية على نطاق أوسع.

فهم الآخر
وأشارت الشاعرة والروائية صالحة عبيد، رئيسة المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، إلى أن بإجماع الكتاب والمثقفين والمهتمين بنشر المعرفة،  فإن الترجمة ضرورة مهمة لنشر الثقافة الإنسانية عموماً والثقافة المحلية لكل بلد على وجه الخصوص،  فالترجمة باب من أبواب تحقيق الترابط البشري والتواصل المعرفي وتبادل القراءات بين الشعوب، فما لدي من ثقافة من المهم أن يطلع عليها شعب ما، وما لدى هذا الشعب سيضيف إلى معارفنا ويجنبنا الجهل بشأن من الشؤون التي تهمنا. وبالنسبة للأدب المحلي، فهناك جهود في ترجمة النجاح الإماراتي من الأدب سواء عن طريق مؤسسات رسمية تعنى بالشأن الثقافي والأدبي  أو عن طريق جهود شخصية حين يرى الكاتب نفسه أنه من الضروري أن ينظر الآخر في كتابه، ولعل تجربة هيئة الشارقة للكتاب من أبرز التجارب في هذا الأثر، حيث تعنى بترجمة الكتاب الإماراتي ولا تكتفي بذلك، ولكن تسعى لنشره في بلاد أصحاب اللغة التي ترجم الكتاب إليها، وهو ضمن استثمارات العلاقات الثقافية بين الإمارات والبلاد التي تختار الشارقة ضيف شرف في معرض كتابها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإبداع الإماراتي الإمارات المعارض الدولية الترجمة رفيعة غباش صالحة عبيد بین الشعوب

إقرأ أيضاً:

طالبة إماراتية تحقق المركز الأول في تحدي الشرق الأوسط للرياضيات

رأس الخيمة - وام
حققت طالبة في إحدى مدارس رأس الخيمة، المركز الأول في بطولة «تحدي الشرق الأوسط للرياضيات 2025»، التي أقيمت في دبي، خلال المدة من 18 إلى 20 إبريل الجاري، بمشاركة أكثر من 40 ألف طالب وطالبة من نحو 100 مدرسة في أنحاء الشرق الأوسط.
وحازت الطالبة جينا من فرع أكاديمية رأس الخيمة في الحمرا كأس الفائز في فئة الصفين الثاني والثالث الأساسيين، وذلك عقب تأهل تسعة طلاب من الأكاديمية إلى نهائيات البطولة؛ حيث تنافسوا في ثلاث جولات مكثفة من التحديات الرياضية هي كويست، وأوديسي، وأدفنتشر، اختبرت خلالها مهاراتهم في الحساب الذهني، والتفكير المنطقي، وحل المشكلات المتقدمة.
وقال غراهام بيل، المدير التنفيذي لأكاديمية رأس الخيمة، إنّ تأهل 9 متسابقين من طلبة المدرسة من بين أكثر من 40 ألف مشارك يُعدّ إنجازاً كبيراً، وإن حصول إحدى المتأهلات على المركز الأول في فئتها أمرٌ مُلهمٌ، مؤكداً التزام الأكاديمية بتشجيع التفوق الأكاديمي، وحرصها على مشاركة طلبتها في المسابقات الإقليمية والدولية.
من جانبها قالت كارولينا يانكوفسكا، مديرة فرع الأكاديمية في الحمرا، إن هذا النجاح يعد انعكاساً لجهود الطلبة ودعم عائلاتهم وتفاني هيئة التدريس في المدرسة.

مقالات مشابهة

  • مبادرات إماراتية لدعم وإغاثة اللاجئات والنازحات في السودان
  • افتتاح معرض "إبداعات التصميم" بالمعهد العالي للفنون التطبيقية
  • العين تستضيف النسخة الأولى لمعرض الخليج للتدريب
  • محافظ المنوفية يتفقد ممشى شبين الكوم والأعمال الإنشائية لمدرسة مصر المتكاملة للغات
  • أهم التهديدات التي تواجه الأمن القومي المصري.. ندوة بجامعة الملك سلمان الدولية
  • محافظ القليوبية يشهد ختام الأنشطة التربوية ويشيد بأداء الطلاب
  • صرخات صور الذكاء الاصطناعي.. هل كانت تسلية عابرة ام وراءها هدف سندفعه؟
  • مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض يدشن مشروع الطاقة الشمسية
  • مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض و”توتال إنرجيز” يدشّنان مشروعا رائدا للطاقة الشمسية
  • طالبة إماراتية تحقق المركز الأول في تحدي الشرق الأوسط للرياضيات