تصدر خلال الأيام الماضية خبر مقتل الملازم في الجيش السوداني سابقا محمد صديق منصات التواصل السودانية، فمن هو وما قصته؟

الملازم أول محمد صديق ذاع صيته بعد أن أعلن مع مجموعة رفاقه في الجيش السوداني الانضمام إلى صفوف الثوار ضد حكم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم، في أبريل/نيسان 2019.

إلى الشهيد #محمد_صديق

بدمع القلب نبكي الشهيد محمدا
توسدتَ المجدَ في مثوىً مؤبدا

يا من سقانا كؤوس الحزن فخراً
في صبرك المحتسب قد كنتَ سيّدا

ضربوكَ ظلماً، فما نالت يدُ العدى
منك انكساراً، بل عزاً مؤيدا

أياديهم الآثمةُ جرحٌ في ضميرنا
وجرحَك صار فخراً وسؤددا

شهادتُك الغاليةُ… pic.twitter.com/V0K1RXjJ1k

— AMRO (@_amro_abdo_) May 20, 2024

وبعد عدة أشهر، أحيل محمد صديق للتقاعد في فبراير/شباط 2020، واختفى تمامًا عن الساحة، ولكنه عاد للظهور مجددا مع اندلاع الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023.

حينها، خرج محمد صديق في مقطع فيديو وأعلن انحيازه للجيش السوداني، وانضمامه لصفوف المقاومة الشعبية المعروفة باسم "المستنفرين".

????رسالة هامة من الملازم أول معاش محمد صديق إبراهيم (كُلنا جيييييش):
" الآن أعتبر نفسي مستنفراً و أنا الآن بشندي ، نتعاهد جميعاً منذ الآن أنه الدعم السريع تاني ما يشوف وش أيًّا من حريمنا … نتعاهد نكون أو لا نكون " و يقول أنه يمهل البرهان و قادة الجيش حتى الأول من يناير ٢٠٢٤… pic.twitter.com/eS3cwPJebZ

— سودان حر ديمقراطي (@sudanlibdem1) December 24, 2023

وكان الملازم صديق يقاتل بالمحور الشمالي لمصفاة الجيلي شمال الخرطوم بحري، ومنذ أيام انتشرت مقاطع فيديو تظهر أسر قوات الدعم السريع للملازم صديق، ومقطع آخر يظهر فيه وهو ملقى على الأرض.

لكن بحسب مشاهدات العين أن من صفع البطل محمد صديق هو قائد المليشيا المدعو (نيلو)
في نظري بنسبة ٩٩% هو هذا المرتزق : #نيلو#محمد_صديق https://t.co/0iQnFlzb3I pic.twitter.com/kNwk792BvS

— DR. ELFATIHⓇ (@ElfatihOfficial) May 20, 2024

وبعد انتشار هذه المقاطع، اتهم رواد العالم الافتراضي قوات الدعم السريع بتصفية الملازم صديق، وقالوا إن أفرادا من الدعم السريع نشروا مقاطع من معركة الجيلي، لكن هناك مقطعين من تلك المقاطع يشيران لوجود جريمة تصفية لأحد الأسرى.

فالمقطع الأول يظهر الشخص الأسير محاطا بمجموعة من قوات الدعم السريع وأحدهم يصفعه، وفي المقطع الثاني ظهر شخص مقتول، ويشير أحد المقاتلين إلى أنه الملازم محمد صديق، لكن من الواضح درجة التشابه الكبيرة بين الشخص في المقطعين والملابس نفسها.

إذن، فهناك جريمة تصفية تمت، وهي ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا حتى العاشرة، حسب قول أحدهم.

نشر افراد من الدعم السريع مقاطع من معركة الجيلي لكن هناك مقطعين من تلك المقاطع تشير لوجود جريمة تصفية لاحد الاسرى :
المقطع الاول يظهر الشخص الاسير محاط بمجموعة من الدعامة واحدهم يصفعه .
في المقطع الثاني ظهر شخص مقتول واحد الدعامة يشير الى انه الملازم محمد صديق لكن الواضح درجة…

— Hisham Abbas (@hishamkerma) May 19, 2024

وعلق أحدهم على خبر مقتل الملازم صديق بالقول "أنا ضد الحرب. ومع إيقاف الحرب من يومها الأول، ولكن هذا لا يمنعني أن أعزي أسرة الملازم محمد صديق، فقد اتخذ موقفا نبيلا أمام القيادة العامة مضحيا بروحه ووظيفته، ومن ثم اختار أن يدخل المعركة ضد قوات الدعم السريع وهو بالمعاش، أحترم موقفه وتقديراته".

أنا ضد الحرب.
ومع ايقاف الحرب من يومها الاول.
ولكن هذا لا يمنعني ان اعزي أسرة الملازم محمد صديق.

اتخذ موقفا نبيلا امام القيادة العامه مضحيا بروحه ووظيفته.
اختار ان يدخل المعركه وهو بالمعاش احترم موقفه وتقديراته.

طبت حيا وميتا يا محمد

له الرحمه والمغفره #لا_للحرب#لازم_تقيف pic.twitter.com/YvJilYy154

— khalid Saeed (@khalidMSaeed2) May 19, 2024

وقال آخرون إن "محمد صديق سيظل مصباحا للطريق، عنوانا لعزتنا، وتخليدا لصمودنا، وسيكتبه التاريخ مرتين، ما بين التضحية الأولى والثانية بحروف من ذهب عن صدق الوعد وبذل الروح لأرض وعلم ووطن، لا نبكيك، ولكن نقاوم".

#من_ياتو_ناحية
سيظل محمد صديق مصباحا للطريق
عنوانا لعزتنا وتخليدا لصمودنا
وسيكتب التاريخ مرتين
مابين التضحية الاولى والثانية بحروف عن صدق الوعد وبذل الروح لارض وعلم ووطن
لانبكيك ولكن نقاوم
رحمك الله ياسعادتك وثبتنا علي فقدك
وهي الاقدار
في الجنة يابطل????
ونحن جند الله جند الوطن pic.twitter.com/hHwl6PvBMo

— ‏???????? ‏ Apollo part 2 (@Apollo_Hak) May 22, 2024

وعلق مدونون بالقول "إذا كان خبر تصفية الملازم الأول البطل محمد صديق بعد أسره صحيحا، فهي أكبر رسالة في بريد الواهمين بأن المليشيات تحارب الفلول أو الحركة الإسلامية، فعندما كانت قوات الدعم السريع يسبحون بحمد انطوائهم تحت التنظيم الإسلامي، كان محمد صديق في صف من ثار على الفلول كما سمتهم نفس تلك المليشيات".

ونشر ناشطون مقاطع فيديو تظهر رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في عزاء الملازم أول محمد صديق.

البرهان في عزاء الملازم أول محمد صديق

المعركة مستمرة وسنسحق الأعداء وسنثأر لجنودنا وشعبنا، وسنأخذ حق السودانيين.#السودان pic.twitter.com/nqv98yIUQ1

— Hilal Nouri (@HelalNori) May 21, 2024

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الملازم أول محمد صدیق قوات الدعم السریع الملازم محمد صدیق pic twitter com

إقرأ أيضاً:

من انتقام الدفتردار (1822) إلى حملة “الدعم السريع”: تاريخ مستعاد

ملخص
(تقرأ أن اجتياح "الدعم السريع" قتلاً ونهباً وحصاراً لشمال وشرق الجزيرة هو حملة انتقامية. ولا أذكر من استدعى مماثلاً لها من تاريخنا حتى لو كان في شهرة "حملة الدفتردار الانتقامية)".
لم يكُن من مهرب للحرب الأهلية القائمة في السودان من استدعاء فصول من تاريخه في محاولة لفهمها على ضوئه. وكانت فترة الثورة والدولة المهدية (1881-1898) هي مربط فرس هذه الاستدعاءات. وبلغ تواتر هذه الإحالات لتاريخ المهدية مبلغاً حدا بنشرة "سودان وور مونيتر"، التي صدرت لتبلغ عن الحرب، لتخصص عدداً لنقض رواية عن شعب الرزيقات الذي يُزعم له أنه حاضنة قوات "الدعم السريع" في حربها ضد القوات المسلحة، عن دوره في المهدية ثورةً ودولة. وبدا من هذه الاستدعاءات وكأن التاريخ يعيد نفسه. وعقيدة إعادة التاريخ لنفسه من مكروهات علم التاريخ والمجتمع حتى سخر منها كارل ماركس قائلاً "يعيد التاريخ نفسه حقاً، في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمسخرة". ولكن لا مهرب أمام الناس مع ذلك من إحالة حاضرهم إلى ماضيهم بالطبع. وربما كانت العبارة الأمثل عن استدعاء الماضي في زحام الحاضر هي ما جاء على لسان الكاتب الأميركي مارك توين الذي قال إن التاريخ لا يعيد نفسه، فكل ما في الأمر أنه يأتي للحاضر "على قافية" (rhyme)، في قول المصريين.
يخضع شمال ولاية الجزيرة وشرقها منذ الـ20 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لانتهاكات فظة على يد قوات "الدعم السريع" ثأراً لانسلاخ قائده في الولاية أبو عاقلة كيكل (52 سنة) عنهم وانضمامه إلى الجيش السوداني. فاقتحمت "الدعم السريع" المنطقتين لانتماء كيكل إليهما، خصوصاً بلدتي تمبول والهلالية اللتين احتلت وقائع استباحتهما الخطوط الرئيسة للوسائط الإعلامية. وكيكل من جنس مغامري "دولة الإنقاذ" (1989-2019) ممن أدوا خدمات مشبوهة أو أخرى لها، وانتهى مهرباً رباطاً. وكان أول ظهوره قائداً لقوات "درع السودان" بين ضباط معاشيين من القوات المسلحة قبيل الحرب بقليل، رأوا سخاء الدولة مع مسلحي دارفور في اتفاق جوبا (عام 2020) وأرادوا مثلها لقومهم في الشمال والوسط والشرق.
وما قامت الحرب حتى انضم إلى "الدعم السريع"، وكانت معركته الأولى قبل احتلال ولاية الجزيرة، هي الهجوم على ضاحية العيلفون بالخرطوم وتهجيره القسري لأهلها منها. ثم عيّنه محمد حمدان دقلو، قائد "الدعم السريع"، قائداً لمنطقة الجزيرة التي يقال إنه هو من احتلها لـ"الدعم" ربما بغير أمر من أعلى. وارتكب مع غيره من قادة "الدعم السريع" في الجزيرة انتهاكات واسعة بحق المدنيين من بينها القتل والنهب والحرق. وسلمت تمبول والهلالية إلى حين لما ذاع أنهما قبلتا بالتعايش مع "الدعم السريع" تحت مظلة كيكل
حتى زكّى ياسر عرمان، القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية والتقدمية "تقدم" ذلك التعاقد بين البلدتين و"الدعم السريع" لتأمين المدنيين، وقال إنه نموذج يسمح للمواطنين بإدارة أمورهم ووصى باستمراره وتعميمه في كل مناطق النزاع.
وأزعج انسلاخ كيكل، "الدعم السريع" بأنه جاء كمثل نصر مؤكد للقوات المسلحة عليه في سلسلة انتصارات أخيرة دفعت "حميدتي" إلى إلقاء خطابه الأخير الغاضب الذي حمّل فيه مصر مسؤولية انتكاساته. ولم يلطف الأمر على "الدعم" خروج أهل تمبول وغيرها بعد انشقاق كيكل في احتفالات بتحررهم من "الدعم السريع" غشتها أطواف من القوات المسلحة، ولكنها لم تبقَ وغادرت المكان مما جعل أهل البلد صيداً سهلاً لحملتهم التأديبية.
تقرأ أن اجتياح "الدعم السريع" قتلاً ونهباً وحصاراً لشمال الجزيرة وشرقها هو حملة انتقامية. ولا أذكر من استدعى مماثلاً لها من تاريخنا حتى لو كان في شهرة "حملة الدفتردار الانتقامية". وهذا اسمها في لسان العامة وفي المناهج. وصدر عنها من قريب كتاب مستقل بقلم حاتم الصديق محمد أحمد وعنوانه "فظائع الدفتردار في السودان". واشتهرت قصة للروائي بشرى الفاضل عنوانها "حملة عبد القيوم الانتقامية" جزئياً لصدى عنوانها التاريخي.
والدفتردار هو محمد خسرو الدفتردار (ت 1824) الموظف بإدارة محمد علي باشا في مصر وزوج ابنته نازلي. وكان بعثه في جيش على رأسه ابنه إسماعيل باشا لغزو السودان عام 1821. وكانت مهمة الدفتردار أن يستولي على منطقة كردفان التي كانت تحت حكم سلطنة دارفور. ونجح، ولكن ما عتم أن جاءته أخبار مقتل إسماعيل باشا على يد "المك نمر" زعيم شعب الجعليين في مدينة شندي على النيل. ووقع مقتل الباشا في سياق ثورات أهل مدينة الحلفاية شمال الخرطوم وغيرها في وجه السلطة المصرية من فرط مساوئ الجند التركية عليهم. وفي هذه الظروف كان إسماعيل قرر العودة إلى مصر. ووصل شندي في أكتوبر عام 1822. وكان يتهم "المك نمر" بأنه يقف وراء الثورة. فقرّعه وأمره بدفع جزية جرى تقديرها بـ30 ألف دولار و6 آلاف رأس من الرقيق خلال يومين. ولما قال المك للباشا أن ذلك فوق استطاعته، وبّخه ولطمه على وجهه بغليونه. فأسرّها في نفسه ليدعو إسماعيل وقادته إلى وليمة بقصره. وطوال ما كانوا يتناولون مطايب الأكل والشرب كان قوم "المك نمر "يطوقون المكان بالحطب والقش. وأشعلوها حريقاً قضى على إسماعيل وصحبه. ثم أحاطوا بالجنود الذين كانوا في موضع آخر فقتلوهم عن بكرة أبيهم. وانتظمت بين شعوب الحسانية والجموعية والجميعاب والقريات على النيل والنيل الأبيض ثورة بعد الحريق في وجه الحاميات المصرية في الدامر وسنار وكرري والحلفاية.
وما سمع الدفتردار بمقتل إسماعيل حتى قاد قوة ضاربة من كردفان إلى النيل ليعينه محمد علي باشا لاحقاً ساري عسكر السودان. وقتل عامله على بربر 7 آلاف من الجعليين في الدامر ممن أحدقوا بمدينة بربر، وحرق مسجد السادة المجاذيب "كأنه دار أصنام". ولم ينتظر "المك نمر" حملة الدفتردار، ففر بجماعته شرقاً مطارداً من موضع إلى آخر في اتجاه جنوب شرقي الحبشة. ثم توجه الدفتردار جنوباً مروعاً القرى في طريقه، فقاومه أهل العيلفون فهزمهم، وقتل فيهم وأهان من وقع في يده، ولاحق "المك نمر"، قاطعاً النيل الأزرق عند بلدة أبو حراز إلى الدندر والرهد. وبلغ نهر العطبرة، وحارب شعب الهدندوة والشكرية، يقتل وينهب ويخرب. وعلى رغم ذلك الخراب والتنكيل لم يعثر على "المك نمر" الذي لاذ بالحبشة وأقام ملكه هناك. وكان محمد علي باشا واقفاً على حيثيات الحملة الانتقامية تلك. فيأمرهم بالتوجه مثلاً لشعب الشكرية والبشاريين لينزلوا عليهم العقاب ويوبخهم للتقاعس. ومن سخرية القدر، أو مأساته، أن الجمعية الجغرافية في باريس قبلت الدفتردار عضواً في مجمعها للخرائط التي كان يرسمها بالدم في حملاته الانتقامية وأعجبتهم.
اختلفت حملة "الدعم السريع" الانتقامية عن حملة الدفتردار في أنها لم تجعل كيكل صيدها الملاحق تخوض له بحور الدم كما فعل الدفتردار. فاكتفى "الدعم السريع" بخوض بحور الدم في قبيلة كيكل دونه. فأرادوا إفراغ انشقاقه عليهم من معناه بشهادة من أهله في محاكمات نصبوها لهم في الجزيرة. فرأينا منادي منهم في بلدة السريحة التي خلت عن بكرة أبيها، ينادي لا أحد في طرقاتها المهجورة، "يا كيكل، يا كيكل، يا كيكل، يا كيكل، يا كيكل، يا كيكل، يا كيكل، ناس السريحة بسلمو عليك". ينعى عليهم تباعة قائد خذول لم ينجدهم ساعة الحارة.
وفي فيديوهات أخرى، ينتزع منسوب "الدعم السريع" (الدعامي) إدانة كيكل بأفواه من سعدوا بانشقاقه أول مرة. فعلى فيديو ثانٍ تجد الدعامي يتحدث إلى رجل فوق الـ60 من العمر:
-كيكل ركبكم زوط (مقلب، وقاموسياً هي تناول لقمة كبيرة تثقل على الفم فيضطر إلى ازدرادها) واللا ما ركبكم؟
-والله ركبنا خمسة أزواط.
-رسالتك ليهو شنو؟ (ما هي رسالتك له؟)
-المقلب العملتو فينا ربنا يرده عليك
وظهر على فيديو آخر دعامي أمامه جماعة من الشباب جلوساً على الأرض يلقنهم عار هيكل فيهم وسطوة "الدعم":
-كيكل مالو؟
-عرد (هرب).
-السبب شنو؟
-عرد عرد
-ما سامع ما سامع عرد مالو؟ كلكم!
-الجاهزية (بسبب الدعم السريع).
وتحدث دعامي وصف نفسه بأنه من "أبناء البيشي"، والبيشي قائد في "الدعم السريع" كان الجيش قتله، إلى أحد أقرباء كيكل في الهلالية. واستحصل منه إدانة له غالية:
-علاقتك بكيكل شنو. دا عم كيكل
-ود عمتي في الحسبة.
-كان كيكل بجيك في بيتك لشنو؟
-يجينا ويشرب قهوة ويسلم ويمشي.
-بتقول لكيكل شنو؟
-انت خائن. خنت ناسك.
ليست من خصائص بعينها تأذن لنا بالقول إن حملتي "الدعم السريع" والدفتردار مما يستعيد أحدهما الآخر سوى في وقوعهما في نطاق جغرافي واحد حتى في السودان، النيل والجزيرة. ولا تحتاج حملات "الدعم السريع" التأديبية إلى التاريخ لتواقع حملة من جنسها عليه. فتأديب "المتمرد" هو في الوصف الوظيفي الأصل في نشأة الدعم في دولة الإنقاذ الآفلة. فسجله في إخضاع "العصاة" مما سود الصفحات في دارفور في منتصف العقد الأول من القرن معروضاً أمام المجتمع الدولي ومؤسساته ومحاكمه. فليس ما اقترفه "الدعم السريع" في دارفور في 2004، ولا يزال، تاريخاً بعد. ولربما صدق هنا مارك توين في أن التاريخ "يقافي" (إذا صح التعبير) الحاضر لا يعيده كما تذهب العبارة. وهي "مقافاة" نطمئن بها على أن زمام الأمر مهما يكُن بيدنا لا يزال.

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • مواطنون يرون الانتهاكات التي تعرضوة لها من قبل قوات الدعم السريع بمنطقة الحلفايا – فيديو
  • السودان...تجددُ الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في الفاشر
  • شبان سودانيون: نقاتل إلى جانب جيش البلاد الذي عارضناه بالأمس
  • من انتقام الدفتردار (1822) إلى حملة “الدعم السريع”: تاريخ مستعاد
  • الدعم السريع جيش وطني لا جنيدي ولا عطوي
  • بنك الخرطوم ينفي علاقته بقوات الدعم السريع
  • ارتفاع عدد ضحايا حصار ميلشيا الدعم السريع لمدينة الهلالية إلى 522 قتيلا
  • محمد بن شمباس: الاتحاد الإفريقي يدين الجرائم الوحشية التي ارتكـبها الدعم السريع في الجنينة وولاية الجزيرة وغيرها
  • تجدد الإشتباكات بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم
  • الدعم السريع تهاجم “اللعوتة الحجاج” وتقتل 10 مواطنين