في لقاء الكوادر الصحية الحواري… مقترحات وحلول لظاهرة هجرة الكفاءات الصحية
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
دمشق-سانا
المقترحات والحلول لظاهرة هجرة الكفاءات الصحية وأسبابها وتداعياتها الصحية والاقتصادية مثلت أبرز ما تم نقاشه في اللقاء الحواري، الذي عقدته وزارة الصحة اليوم على مدرج مشفى الباسل لأمراض وجراحة القلب بدمشق.
وتركزت مداخلات المشاركين على أهمية إيجاد موارد مالية لتأمين التحفيز المادي للكوادر الصحية، عبر إعطاء مرونة أكبر في عمل الهيئات العامة، كما ناقشوا التحديات وعوامل الخطر للمنظومة الصحية جراء هجرة الموارد البشرية والكفاءات الصحية، ولا سيما في ظل ضعف وعدم ثبات الدعم من الدول المانحة بما يخدم الأولويات الصحية الوطنية.
وتطرقت المداخلات إلى تأثير العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب على القطاع الصحي، إضافة إلى الهجرة الخارجية واستنزاف الكفاءات، واحتياجات المنشآت الصحية جراء الحرب الإرهابية، وغياب الإدارة الفعالة لنظم المعلومات الصحية، وضعف توافر التجهيزات الطبية النوعية وقطع الصيانة، وأضرار القطاع الصحي نتيجة الأعمال الإرهابية التي تفوق الإمكانات الراهنة.
وسلط المشاركون الضوء على أبرز العوامل المتسببة بهجرة الكوادر الطبية، وهو العامل الاقتصادي وما يتضمنه من تضخم وعدم كفاية للرواتب والأجور ونقص الحوافز والتعويضات مقابل ارتفاع أجور السكن والنقل والمعيشة بشكل عام، إضافة إلى عوامل إدارية تتعلق بتوظيف وتوزيع الكوادر الصحية وتطوير البنى التنظيمية والوظيفية.
واقترح المشاركون لوقف نزيف الموارد البشرية الصحية وهجرتها ضرورة وضع آليات لتحفيز مهنيي الصحة على تطوير أدائهم وتوفير موارد بشرية كفؤة وتطوير نظم إدارة الموارد البشرية، وتعزيز التطور المهني للكوادر العاملة في القطاع الصحي، وإيجاد نظم التحفيز المادي والمتابعة والتقييم.
وزير الصحة الدكتور حسن الغباش بين في مداخلة له أن تداعيات الحرب دفعت الكثير من العاملين في القطاع الصحي إلى الهجرة خارج سورية، وأن لقاء اليوم جاء لمناقشة الأسباب وتداعيات هذه الهجرة على القطاع الصحي، لتقديم مقترحات من قبل الكوادر الصحية بنفسها للحد من هذه الظاهرة قدر الإمكان والحفاظ على الكوادر الموجودة.
وتحدث الوزير الغباش عن الآثار الصحية والاجتماعية لهجرة الكفاءات وكيفية إيجاد حلول للحد منها، داعياً إلى إيجاد ورقة عمل تشاركية من الكوادر نفسها ليتم تقديمها للحكومة، بما يسهم في الحد من ظاهرة الهجرة والعمل للوصول إلى واقع صحي أفضل.
بدوره أوضح رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري أن هجرة الكفاءات الصحية خسارة كبيرة، ولكن سورية تستطيع بكوادرها الصحية الموجودة في ساحات العمل إيجاد الحلول وتقديم الخدمات الطبية على أكمل وجه، رغم العقوبات والحصار الاقتصادي على القطاع الصحي.
ودعا القادري إلى إيجاد حلول خلاقة وتلافي الأخطاء للحفاظ على الكوادر والخبرات المتبقية، من خلال تحسين الوضع المادي للكوادر الطبية العاملة عبر تأمين الدخل المناسب والتعويضات.
من جانبه بين نقيب أطباء سورية الدكتور غسان فندي أن هناك أسباباً عالميةً ومحليةً لهجرة الكفاءات الطبية، وأن هجرة العقول والكفاءات العربية معضلة مزمنة يعاني منها الوطن العربي وليس فقط سورية، لأسباب مختلفة، منها ما تواجهه الموارد البشرية من صعوبات في بلادها مثل الحروب أو البطالة أو قلة فرص التقدم الوظيفي أو ندرة مجالات البحث العلمي.
نقيب المهن الصحية في سورية يسرى ماليل أكدت ضرورة تطوير البنى التنظيمية والوظيفية للكوادر الصحية، وتوفير موارد بشرية جديدة للنهوض بالقطاع الصحي، موجهة الشكر لفريق العمل الصحي المتكامل الذي صمد في ظل الحرب وتداعياتها وخلال جائحة كورونا والزلزال المدمر.
شارك في اللقاء معاونا وزير الصحة، والمديرون المركزيون في وزارة الصحة، ومديرو الصحة والمشافي ومشافي الهيئات العامة، وممثلو النقابات الطبية.
بشرى برهوم وراما رشيدي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الموارد البشریة الکفاءات الصحیة هجرة الکفاءات القطاع الصحی
إقرأ أيضاً:
هيئة الرعاية الصحية تستعرض انجازات التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم الصعيد
أعلنت هيئة الرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي رئيس مجلس إدارة الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، إنجازات التأمين الصحي الشامل في محافظات إقليم الصعيد (الأقصر وأسوان)، وذلك منذ تطبيق المنظومة بهما وحتى الآن.
وأوضح رئيس هيئة الرعاية الصحية، أن منظومة التأمين الصحي الشامل بمحافظات الصعيد شهدت تسجيل نحو 2.3 مليون مواطن حتى الآن، فيما بلغت تكلفة تشغيلها حتى الآن أكثر من 27.5 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن إجمالي الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين تخطى 22 مليون خدمة طبية وعلاجية، وذلك من خلال 172منشأة طبية تابعة للهيئة بإقليم الصعيد، منهم 21 مليون خدمة بمحافظة الأقصر، ثاني المحافظات تطبيقًا للتأمين الصحي الشامل، ومليون خدمة طبية وعلاجية تم تقديمها بمحافظة أسوان، آخر محافظات المرحلة الأولى تطبيقًا لمنظومة التأمين الصحي الشامل.
وأشار رئيس هيئة الرعاية الصحية إلى إجراء ما يقرب من 350 ألف عملية وتدخل جراحي من خلال منشآت هيئة الرعاية الصحية بإقليم الصعيد، وبنسب نجاح عالمية، منها عمليات فائقة الدقة وتتم لأول مرة تحت مظلة التأمين الصحي الشامل، لافتًا أن المواطن لا يتحمل أكثر من 450 جنيه كنسبة مساهمة مهما بلغت تكلفة العملية، فهناك بعض العمليات تتخطى تكلفتها خارج التغطية الصحية الشاملة مليون جنيه
واستكمل: قدمت وحدات ومراكز طب الأسرة التابعة للهيئة بإقليم الصعيد أكثر من 13.7 مليون خدمة طب أسرة،من خلال 155 مركزًا ووحدة لطب الأسرة بالمحافظتين، بالإضافة إلى إجراء 1.2 مليون فحص طبي شامل، لافتًا أن منشآت طب الأسرة هي البوابة الأولى للمواطن للحصول على الخدمات الطبية بمنظومة التأمين الصحي الشامل، وأضاف: تم اعتماد 117 منشأة طبية وفقًا لدرجات الاعتماد المختلفة وفقًا لمعايير الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR)، المعترف بها دوليًا من منظمة الإسكوا الدولية (ISQua).
واختتم الدكتور أحمد السبكي بأن "تحسين مستوى الخدمات الصحية بإقليم الصعيد يسهم بشكل مباشر في رفع جودة الحياة للمواطنين، ودعم جهود التنمية الشاملة وذلك من خلال تمكين السكان من الوصول إلى خدمات طبية متطورة بأعلى معايير الجودة العالمية، مشيرًا أن الاستثمار في صحة المواطنين هو استثمار في مستقبل الوطن، وأن التطورات المحققة في منظومة التأمين الصحي الشامل بمحافظات الصعيد تعكس التزام الدولة بدمج الإقليم في مسيرة النهضة والتنمية الوطنية".
معربًا عن فخره بتخطي نسبة رضاء المنتفعين لدى قاطني إقليم الصعيد عن خدمات التأمين الصحي الشامل 90%، وخاصة في محافظة أسوان التي يتم تشغيل المنظومة بها تجريبيًا مع العلم أن محافظة أسوان من المحافظات النائية ومترامية الأطراف.