لجريدة عمان:
2024-07-02@09:38:50 GMT

مستجدات نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

دشّنت شركة «OpenAI» التابعة لشركة «ميكروسوفت» الاثنين الماضي بتاريخ 13 مايو نسختها الحديثة لـ«شات جي بي تي» الذي أطلقت عليه «شات جي بي تي ٤»؛ لتكون نسخة متطورة من النموذج التوليدي «شات جي بي تي 4» تحمل بعض خصائصه إلا أن النسخة المستحدثة تتفوق على سلفها بعدة مزايا سنعرضها لاحقًا. تأتي هذه النسخة متاحة -وفقًا لما أُعلن- بشكل مجاني إلى حد معيّن؛ إذ أمكن للبعض تجربتها بشكل مجاني -في حين لم يتمكن البعض- دون الحاجة -في حال الاستعمال المحدود- لدفع شهري مثل نسخة «شات جي بي تي 4» التي تأتي مصحوبة بكثير من النماذج الذكية الأخرى مثل الخاصة بتوليد الصور والمقاطع المرئية، وسبق لنا الحديث عن نسخة «شات جي بي تي 4» ومقارنتها مع النسخة الأقدم «شات جي بي تي 3.

5» ومع نموذج «بارد Bard» التابع لشركة جوجل الذي تغيّر اسمه إلى «جيميني Gemini»، وكانت المقارنة استنادًا إلى عدة مفاصل منها بنية كل نموذج من حيث عدد البيانات المُستعملة في عملية التدريب والمتغيرات «Parameters»، وقدرات كل نموذج وكفاءته. نحن اليوم مع تطويرات جديدة تخص نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، وهذه المرة مع نموذج «شات جي بي تي» بنسخته الجديدة «٤» التي أحدثت دويًا رقميًا أيقظ المجتمع الرقمي وأفزع بعض أفراده، وهذا ما يفتح باب المنافسة بين الشركات الرقمية على مصراعيها؛ فنحن على موعد قريب -كما يتداول- مع تطويرات متسارعة أخرى في نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى خصوصًا التوليدية مثل نموذج «جيميني Gemini» الذي يُتوقع أن تُعلن شركة «جوجل» عن مستجدات نسخته القادمة التي ستسعى بواسطتها إلى دخول نادي المنافسة الرقمية مع غريمتها «OpenAI» خصوصًا بعد صدور نسخة «شات جي بي تي» الجديدة. سنحاول عبر هذا المقال أن نطَّلع على مستجدات هذا النموذج التوليدي المطّور، ونتعرف على بعض ملامحه وميَزاته التي تميّزه عن سلفه «شات جي بي تي 4»؛ لرفد الوعي الرقمي، والتعريف بتطويراته المتسارعة التي تسهم في تغيير أسلوب حياتنا وطابع تفاعلنا المجتمعي بكل زواياه.

قادتني تجربتي القصيرة -بعد يوم من صدور النموذج الأحدث- مع نموذج «شات جي بي تي ٤» عبر تجربة بعض خصائصه المميزة، وعن طريق أسلوب الحوار والتفاعل معه إلى فهم بعض ملامح هذا النموذج ومقارنته مع النموذج السابق «شات جي بي تي 4». من المهم أن نؤكد أنّ نسخة «شات جي بي تي ٤» تعدّ نسخة محسنّة من نسخة «شات جي بي تي4»، ويتركّز هذا التحسين في تطوير قدرات أكبر للنسخة التوليدية في معالجة اللغات الطبيعية، وتكمن أسباب هذا التفوق في مضاعفة كمية البيانات المستعملة في تدريب النموذج الجديد وكمية المتغيرات التي لم تصرّح الشركة المالكة للنموذج -حتى الآن- بحجم البيانات والمتغيرات المستعملة في تدريب النموذج الجديد إلا أنّها أقرّت أن الكمية زادت، وهذا ما يُفسّر سر التفوق. يتميّز «شات جي بي تي ٤» بدقته العالية في معالجة اللغة وفهم السياقات المعقّدة مقارنة بقدرات النسخة السابقة؛ إذ يستطيع «شات جي بي تي ٤» إنشاء إجابات ونصوص تتميز بالوضوح والمعلومات الدقيقة بسرعة عالية بما في ذلك الموضوعات ذات الطابع المعقّد الذي يمكنه أن يخوض حوارًا عميقًا فيها بلغة أكثر رصانة، وبتحليل أعمق عن نموذج «شات جي بي تي 4» ما يمنحه صبغة لغوية أكثر قربا للأسلوب البشري. كذلك نلحظ أن النموذج الجديد قادر على إنشاء سياق نصي طويل دون توقف معوق مقارنة بالنسخة السابقة التي كانت تفتقد هذه الميَزَة التي تُفقده خاصية المحافظة على اتساق المعلومات التي يتضمنّها النص.

إحدى أهم الميزَات التي أعطت النموذج الجديدة التفوق الاستثنائي امتلاكه لقدرات التحاور عبر النص والصوت والصورة رغم وجود هذه الخصائص في النموذج السابق إلا أن تفاعله الصوتي والمرئي لا يتسّم كثيرًا بطابع بشري مقارنة بالنسخة الأحدث، حيث وجدتُ تفاعلَ «شات جي بي تي ٤» مع المستخدم عبر الحوار الصوتي ذكيًا وسريعًا بعد تجربته ومقارنته بالنموذج السابق؛ إذ يمكن للمستخدم تحديد نبرة خاصة لصوت النموذج ولغة التحدث واللهجة بما في ذلك اللهجات العربية مثل: العُمانية والمصرية وغيرها التي شهدت تجربتها مع النموذج أثناء الحوار، وكذلك بواسطة الصورة -التي استطعت تطبيقها بشكل مذهل- التي بمجرد أن تصوّر صورة مباشرة للنموذج أو ترفعها من الصور المحفوظة وتطلب منه وصفها وتحديدها؛ فيكون تفاعله عاليًا ودقيقًا وسريعًا مقارنة مع النموذج السابق الذي يفتقد في حالات كثيرة دقة الوصف الذكي وكفاءته، وكذلك التفاعل مع المقاطع المرئية «الفيديو» -التي لم أجرّبها حتى اللحظة لعدم تفعيلها للجميع- التي أظهرت شركة «OpenAI» بعض المشاهد المرئية التي تعرض قدرات «شات جي بي تي ٤» مع التفاعل المرئي، منها قدرته على عمله معلما خاصا لطالب يساعده على تعلّم حل مسائل رياضية، وقدرته على مساعدة أعمى في توصيف دقيق للبيئة الخارجية. فيما يخص الأمان والخصوصية؛ فإن النموذج الجديد يتميّز بقدرة أفضل في التعامل مع البيانات والمعلومات -العامة والخاصة- من حيث مستويات الخصوصية والأمان وتقليل مخاطر تسريب المعلومات والهجمات السيبرانية بفضل التحديثات التي أُدخلت في خوارزميات النموذج.

يتبين لنا عبر هذا السرد المختصر الذي حاولنا بواسطته تتبع مسار تطويرات نماذج الذكاء الاصطناعي ورصد مستجداتها أنّ النمو الرقمي يشق طريقه بسرعة كبيرة نحو الذكاء الاصطناعي العام الذي يعبّر عن بلوغ ذكاء يتجاوز ذكاء الإنسان ووظائفه في الحياة؛ فنجد نموذج «شات جي بي تي ٤» عبر قدراته الحوارية السريعة والدقيقة أنه نموذج أقرب للطبيعة البشرية التي تملك قدرات التفاعل مع المشاعر والأحاسيس ما يُنبىء بقدرات أكثر ذكاءً للنموذج التوليدي القادم الذي من الممكن أن يكون «شات جي بي تي 5»، وحتى ذلك الوقت سنحاول تخصيص مقال آخر -بإذن الله- يأخذ طابع الحوار التفاعلي مع «شات جي بي تي ٤»؛ لنقترب أكثر من فهمه وتحديد ملامح ذكائه الرقمية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نماذج الذکاء الاصطناعی النموذج الجدید شات جی بی تی ٤ شات جی بی تی 4 الاصطناعی ا

إقرأ أيضاً:

هل أثر الذكاء الاصطناعي على معدلات التوظيف في الولايات المتحدة؟

كشف مسح أجراه بنك الاحتياطي الفدرالي أن ما يقارب من نصف الشركات الأميركية التي تطبق الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) منذ أوائل عام 2022 تفعل ذلك بهدف تقليل تكاليف التوظيف والعمالة.

وأظهر الاستطلاع، الذي أُجري في وقت سابق من هذا الشهر ونقلته بلومبيرغ، أن 45% من الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في منطقة ريتشموند بالولايات المتحدة تعمل على أتمتة المهام التي كان يؤديها الموظفون سابقا لخفض النفقات.

زيادة الإنتاجية وتغيرات القطاع

وأبرز الاستطلاع الذي أجراه بنك الاحتياطي الفدرالي أيضا أن جميع الشركات التي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تقريبا تهدف إلى تعزيز إنتاجها.

الاستطلاع وجد أن تطبيق الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارا في قطاع التصنيع مقارنة بالخدمات (الجزيرة)

وأشار رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في ريتشموند، توماس باركين، في خطاب ألقاه أمس الجمعة "ربما نشهد أيضا ارتفاعا في الإنتاجية، مدفوعا ربما بالأتمتة أو حتى الذكاء الاصطناعي".

ويشير هذا -وفقا لبلومبيرغ- إلى التركيز المزدوج على خفض التكاليف وتعزيز الإنتاجية بين الشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي.

ووجد الاستطلاع أن تطبيق الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارا في قطاع التصنيع مقارنة بالخدمات. وعلى وجه التحديد، أفادت 53% من شركات التصنيع بأنها تستخدم الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام، في حين أن 43% فقط من شركات قطاع الخدمات فعلت الشيء نفسه، وفق ما نقلته الوكالة.

وبشكل عام، قامت 46% من جميع الشركات التي شملتها الدراسة بدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي منذ يناير/كانون الثاني 2022.

وعلى النقيض من النتائج التي تم التوصل إليها في منطقة ريتشموند، أظهرت البيانات الصادرة عن بنك الاحتياطي الفدرالي في دالاس أنه من بين ما يقارب من 40% من شركات تكساس التي تستخدم حاليا الذكاء الاصطناعي، كان التأثير على التوظيف ضئيلا للغاية.

وهو ما يشير إلى أنه على الرغم من استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام، فإنه لم يؤد بعد إلى إزاحة الوظائف على نطاق واسع في جميع المناطق.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تتبنى قرارا صينيا حول الوصول للذكاء الاصطناعي
  • الصواريخ الدقيقة.. تأثير الذكاء الاصطناعي والتحديات الهجومية للمقاومة اللبنانية
  • في ذكرى ميلاده.. كيف وصف الذكاء الاصطناعي وحيد حامد؟
  • أفضل 5 بدائل شات جي بي تي المتاحة عبر الإنترنت
  • 14 طالباً يمنياً يشاركون في معسكر خليجي للذكاء الاصطناعي
  • أصعب 7 نماذج امتحانات في اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. لا يخرج عنها الامتحان
  • ضرورة محاربة أمية الذكاء الاصطناعي
  • خبراء «الذكاء الاصطناعي» يزورون مجمع حمدان الرياضي
  • هل أثر الذكاء الاصطناعي على معدلات التوظيف في الولايات المتحدة؟
  • باحثون بجامعة أكسفورد يقترحون منهجية جديدة لاكتشاف هلوسة الذكاء الاصطناعي