في قوله تعالى: «وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً» لماذا يفسر باعتبار الفعل «ترى» أنها في الحياة الدنيا بينما الآية التي قبلها ذكر فيها النفخ في الصور كذلك في سورة الرحمن «فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ» أليس الأنسب أنها تتحدث عن أهوال يوم القيامة؟

آية النمل «وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ» هذه الآية الكريمة فيها خلاف كثير عند المفسرين، هل المقصود بذلك ما يحصل من تناثر الأجرام السماوية، واختلال نظام الكون عند قيام الساعة، وهذا هو قول أكثر المفسرين من المتقدمين، وذهب بعض المتقدمين وعدد من المتأخرين إلى أن الآية الكريمة ليست في أحداث قيام الساعة، وإنما هي آية من آيات الله تبارك وتعالى المبثوثة في الكون في هذه الحياة، ليستبصر بها المخاطبون، ولتكون علامة على أن هذا الكتاب العزيز إنما هو وحي من عند الله تبارك وتعالى وهذا القول الأخير، هو الذي تطمئن إليه النفس فنحن إذا نظرنا إلى الآية نفسها سنجد ما لا شفاء له عند المتقدمين من الذين يقولون بأن الآية في أحداث القيامة فالآية الكريمة تقول: وترى الجبال تحسبها جامدة إذن الصورة هنا هي صورة الرائي الذي يحسب الجبال جامدة فهو يراها جامدة فيحسبها جامدة أما يوم القيامة فإن الله تبارك وتعالى يسير الجبال ويدكها دكا، ويعني هذه الأوصاف المتعلقة بما يحصل للجبال والأرض عند قيام الساعة مشاهدة هي ليست مجرد تشبيه تختفي معها معالم الجبال: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفا * فَيَذَرُهَا قَاعا صَفْصَفا * لاّ تَرَىَ فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتا» هكذا يحصل للجبال.

أما هنا فيقول بأنك تراها فتحسبها جامدة هذا الأمر الأول في الآية نفسها ثم بعد ذلك يقول يشبهها بالسحاب، «وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ» إذن يشبه حركتها، يبين أنها تتحرك كما يتحرك السحاب فحركتها ملحوظة منظورة مشاهدة، لكن حركة الجبال لا ترى لكن الحقيقة أن وجه الشبه هنا أنها متحركة، إذن لا يستقيم أن يقال إن هذا مما يحصل عند قيام الساعة، لأن هذا التشبيه يراد به هذا إظهار وجه الشبه لتبين هذه الآية أن هذه الجبال تمر، وأنها كالجبال كما السحاب تجري السحب فكذلك هذه الجبال تمر.

ثم إن الله تبارك وتعالى بيّن أن ذلك يعني في الآية نفسها أنه من آيات إتقانه في صنعته قال صنع الله الذي أتقن كل شيء، فهذا دليل على أن المطلوب من المخاطب أن يتعرف على إبداع هذه الصنعة، وعلى وجوه الإتقان فيها وأنه يتعرف على إبداع هذه الصنعة وأن الصانع المبدع إنما هو الله تبارك وتعالى هو الذي أبدعها هو الذي أتقنها ثم قال: «إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ»، فمعلوم أن هذا التذييل مع ما تقدم من الإرشاد إلى آية في الكون تدل على عظيم صنع الله تبارك وتعالى، وإبداعه في خلقه، وإتقانه له، لأن هذا الصانع المبدع الحكيم خبير بما تفعله، فليستعد هذا المخاطب بهذه الآية التي يراها ليستعد لما سينقل إليه.

إذن الآية نفسها فيها وجوه لا تجد لمن قال إنها تتحدث عن أحداث القيامة لا تجد جوابا عنها، فهذه الوجوه لا تجد عند المتقدمين الذين يتحدثون عنها بأنها تتحدث عن أحداث القيامة لا تجد عندهم تفسيرا لها، أما ما يتعلق بالسياق الذي وردت فيه فصحيح، وكما قال السائل إن الآية قبلها في النمل تتحدث عن النفخ في الصور:

أما آية « فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ» فِي الرحمن فأنا لم أطلع على أن أحدا قال إن هذا حدث وأنه في هذه الحياة الدنيا وإنما هو السياق، والآية تتحدث عن ما يحصل من اختلال نظام الكون عند قيام الساعة، فلا أحفظ أن أحدا قال حتى يعترض بأنه لماذا تحمل على أنها آية في هذه الحياة، اللهم إلا أن يكون بعض المعاصرين رأى بعض الصور التي تنشر من وكالات الفضاء الدولية ناسا وغيرها وأن انفجار بعض النجوم يعطي شكلا كالوردة، ويستشهد بهذه الآية قد يكون هذا من باب التشبيه أن هذا هو الذي يحصل في هذه الأجرام السماوية لكن الحديث نفسه في سورة الرحمن في هذا السياق يتحدث عن علامات أو ما يحصل عند قيام الساعة ولم يذكر أحد من المفسرين المتقدمين أو المتأخرين أنها تتعلق بآية مشاهدة في الحياة الدنيا ولذلك اختلفوا في بعض المفردات فيها، فإذا انشقت السماء فانشقاق معلوم فكانت وردة كالدهان بعضهم أخذ المعنى الظاهر من الوردة وهي الوردة قالوا التشبيه بالحمرة، وأن هذه الحمرة كحمرة الوردة، وبعضهم قال بأنها الوردة، وكانت العرب تسمي الفرس إذا كان لونها يتغير نهارا ومساء فتكون شقراء ثم تصبح كميت فيسمونها وردا ووردة.

الحاصل أن اللون هو المقصود فهمه حتى حينما يذكرون الفرس فإنهم يذكرون لون الفرس حينما يذكرون الوردة فإنهم يذكرون لونها كالدهان، قيل إنه الدهن الزيت وهل المقصود به لمعانه وصفاؤه فكأن هذه السماء تنشق فتذوب، فتكون كالزيت المذاب بصفائه ولمعانه أو المقصود هو الكثافة الجسمانية المادية أن الجرم يصبح غليظا منسابا، كما هو الحال في الدهن في الزيت فهذه أقوال وقيل إن المقصود بالدهان الأديم لكن أيضا حتى عند من قال بأنه الأديم، فهم يتحدثون عن اللون وردة كالدهان، لكن الحاصل بأن الآية لا تتحدث عن آية من الآيات الكونية المشاهدة، وإنما تتحدث عن ما يحصل يوم القيامة.

ومما ذكره الطاهر بن عاشور هو أن إفراد الخطاب في الآية الكريمة على خلاف ما قبلها أنه دليل على أنها آية خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، مما كشفه له ربه تبارك وتعالى دون سواه ليأتي المسلمون من بعد فيكتشفون، ولذلك في الآية هنا قال «وترى الجبال» فهو يجعل أن المخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن هذا مما آثره به ربه تبارك وتعالى وكشف له مما لا يعلمه الناس في ذلك الوقت، ثم يأتي الناس من بعد فيكتشفون هذه الحقيقة العلمية، وقد ذكر بعض المفسرين بأن الآية إذا دلت على هذا فهي تدل على أن الجبال تتحرك بالأرض، وأن الأرض هي التي تتحرك، وإن كانت هذه النظرية يعني كانت موجودة باعتبار أن الجرم الأصغر هو الذي يتبع الجرم الأكبر، فإذا بالآية تؤكد أنه هذا ليس يعني أن الآية لا تشير إلى هذا وإنما تشير إلى حقيقة أن الأرض بما فيها من جبال أنها متحركة وأن حركتها هذه تشبه إلى حد يعني أقرب ما يمكن أن يرى الناظر إليه وحركة السحاب، هي يمكن أن تكون من يعني الآيات التي يستدل بها على الإشارات العلمية في كتاب الله عز وجل. والله تعالى أعلم.

ما صحة هذا الحديث وما معناه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم»؟

هذا الحديث يدور حول قصة النعمان بن بشير فيما يتعلق باستشهاده لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العطية لولده وقد ورد بألفاظ متقاربة جدا فالرواية صحيحة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين استشهد سأله أكل ولدك نحلت فقال: لا. وفي بعض الروايات أنه قال «فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم في العطية» وفي بعضها «اذهب فإني لا أشهد على جور» وأمره أن يعدل بين أولاده في العطية وفي بعض الروايات جاءت هذه الزيادة التي ذكرها السائل في آخر هذا الحديث «كما تحبون أن يبركم أولادكم» ووردت أيضا بصيغ متقاربة.

فالحديث صحيح ودلالته ظاهرة فهي أمر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعدل بين الأولاد في العطية وهو موضوع تناولناه كثيرا، والمقصود بذلك ما كان محض عطية أي لم يكن في مقابل عوض كحق لولد على أبيه، أو مقابل خدمة أداها إليه، أومقابل مزيد من الرعاية والعناية والبر به، كأن يفرغ نفسه لأبيه أو لأحد والديه فيقومان بتعويضه، هذا لا يدخل في العطية المحضة وإنما الكلام أو كان ناشئا عن استحقاق لسبب، كحفظ لكتاب الله عز وجل، أو حيازة لعلم، فمن فعل ذلك من أولاده فإنه يكرمه بمثل تلك الجائزة، فهنا لا يلزم التسوية، ولا يلزم العدل، وإنما الكلام عما هو محض عطية ونحلة من الوالد إلى أولاده ويدخل في ذلك الوالدان لأنه لا فرق بينهما وما ورد.

في هذه الرواية كما تحبون أن يبركم أولادكم حكمة أو علة لتفهيم سبب الأمر بالعدل في العطية بين الأولاد، فكما أن الوالدين يحبان البر من أولادهم ولا يحبان أن يبرهما أحد أولادهما ويجفوهما الآخرون، فكذلك الأولاد تجد أنهم يتنافسون على نيل محبة الوالدين وعلى أن يعدل بينهم آباؤهم وأمهاتهم، فالحكمة والعلة ظاهرة وهناك خلاف في التفاصيل هل العدل يعني التسوية في العطية أو العدل هو مراعاة الحال.

فلا يلزم من ذلك أن تكون هناك تسوية فهل ما ينال ما يكون من عطية للذكور يكون على الضعف مما يكون للإناث كما هو الشأن في الميراث هذا قول، أو أنه على التسوية بينهم ذكورا وإناثا وهو الذي عليه الفتوى، إذ قسمة الميراث قسمة استأثر بها ربنا تبارك وتعالى لنفسه، فهي قسمة خاصة، وأما العطايا في الحياة الدنيا مع هذه العلة، وهي علة مراعاة البر من الأولاد، فهذه تدعو إلى أن العدل يقتضي التسوية في هذا السياق، هذا ما يتعلق بالرواية. والله تعالى أعلم.

كيف يوفق الإنسان بين حاجة الإنسان للنوم وبين اجتهاده للعبادة؟ هل يصح أن يرغم نفسه ضد طباعها فيقلل من وقت النوم لزيادة وقت العبادة؟

نعم يصح له ذلك إن لم يفض إلى ضرر يصيبه، فإن كان في حدود احتماله فلا حرج أن يأخذ من وقت راحته لوقت عبادته، وأن يأخذ من وقت نومه لقيامه الليل ولتهجده ولتعلمه، فهذا لا حرج فيه ولكن على ألا يفضي إلى ضرر يمكن أن يصيبه، فبقدر ما يحتمل أن يتدرج بنفسه فيأخذها شيئا فشيئا إلى أن تعتاد، وما يذكره كثير من المعاصرين فيما يتعلق بساعات النوم التي يحتاجها الإنسان في النفس منه شيء، وفي تتبع سير العلماء لا نجد هذا الاطراد.

بل حتى هؤلاء الأطباء الذين يقولون إن احتياج الإنسان البالغ إلى النوم هو من سبع إلى ثماني ساعات، أنا لا أعرف إذا كانوا هم أيام الدراسة والطلب والجد والاجتهاد ينامون ثماني ساعات، لا أظن أنهم ينامون ثماني ساعات، لكن بقدر احتمال البدن ودون إصابة بضرر أو أذى، فينبغي أن يجتهد الإنسان في العلم النافع والتنفل والقربات لله تبارك وتعالى قدر استطاعته لأن في ذلك خيرا كثيرا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الله صلى الله علیه وآله وسلم الله تبارک وتعالى الحیاة الدنیا الآیة الکریمة فی العطیة هذه الآیة ما یتعلق تتحدث عن فی الآیة ما یحصل هو الذی على أن أن هذا فی هذه فی بعض لا تجد

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: المفتي الماجن أخطر من الجاهل الصريح لأنه يدعو إلى فتنة تفسد المجتمع كله

قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن مما ابتُليت به الأمة في عصورها المتأخرة أن تصدر للقول في دين الله من لم يحط بأصول العلم، ولم يرسخ قدمه في مدارج الفهم، فصار يتكلم في المسائل الكبار، ويخوض فيما لا علم له به، خروجًا عن الجماعة العلمية المعتبرة، وتخليًّا عن الضوابط المرعية التي بها يحفظ الدين وتصان الدنيا.

وأشار عبر منشور عبر صفحته على فيس بوك، إلى أن سيدنا رسول الله ﷺ حذَّر من هذا المسلك الخطير، فقال: «فعليكم بالسواد الأعظم»، وقال: «ومن شذ شذ في النار» (رواه ابن ماجه).

وبين أن الجماعة العلمية ليست مجرد اجتماع أشخاص، بل هي مقام الأمة في علمها، وضميرها في فهم نصوصها، وميزانها في ضبط استنباط الأحكام وتنزيلها على الوقائع. والخروج عنها شذوذ، والشذوذ مهلكة في الدين والدنيا معًا.

متى يظهر الشذوذ عن الجماعة

الشذوذ عن الجماعة العلمية يظهر عندما يتكلم من لم تكتمل فيه شروط الإفتاء والاجتهاد:

- فلا يحسن فهم النصوص الشرعية ولا يفرق بين قطعيها وظنيها.

- ولا يدرك الواقع المعيش بكل تعقيداته وتغيراته.

- ولا يراعي المصالح الشرعية، ولا المقاصد الكلية، ولا المآلات المستقبلية للأقوال والأفعال.

- ولا يزن الفتوى بميزان اللغة العربية وأعرافها المرعية.

فإذا اجتمع هذا الجهل المركب، خرج المفتون عن سواء السبيل، وصار تجديدهم تبديدًا، وتقريبهم تبعيدًا، وإصلاحهم إفسادًا.

وهؤلاء إذا رأوا مشكلة، هربوا منها بآراء غريبة، وكلمات تهدم أصول الدين من حيث لا يشعرون، فيتناقض أول كلامهم مع آخره، وتضطرب أقوالهم اضطراب السقيم في خطواته. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقد نبه علماء الأصول إلى هذا الصنف من الناس، وسموه "المفتي الماجن"، وهو الذي خرج عن الجماعة العلمية، وخالف القواعد المرعية، ولم يبالِ بإجماع ولا مصالح ولا مقاصد.

قالوا: المفتي الماجن أخطر من الجاهل الصريح؛ لأنه يلبس على الناس أمر دينهم، ويدعو إلى فتنة لا تقتصر على الدين وحده، بل تفسد المجتمع كله، وتهدد الأمن المجتمعي الذي يقوم على سقف الشريعة الإسلامية.

والفرق بين الفقه والإفتاء واضح عند العلماء:

- الفقه هو تحصيل المسائل العلمية من نصوص الكتاب والسنة.

- أما الإفتاء فهو تنزيل الأحكام على وقائع الناس وأحوالهم، بعد فهم النصوص وفهم الواقع معًا، وضبطهما بالضوابط الشرعية الدقيقة.
 

أركان الإفتاء

ولذا، فإن الإفتاء يحتاج إلى ثلاثة أركان:

1. إدراك النص (بأقسامه: نص مقدس، ونص اجتهادي).

2. إدراك الواقع (بأبعاده الأربعة: الأشياء، الأشخاص، الأحداث، الأفكار).

3. الربط بين النص والواقع وفق قواعد الاجتهاد وضوابط الفتوى.

ينقسم النص في الشريعة إلى:

- نص مقدس، كالقرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة بالسند الصحيح، وهما المصدران المعصومان.

- ونتاج بشري، هو اجتهادات العلماء والمجتهدين عبر العصور، التي بذلوا فيها الوسع، وجعلوا العلم فوق حياتهم وأهوائهم.

ومع النتاج البشري ينبغي ألا نقف عند مسائلهم الجزئية، بل نغوص في مناهجهم الاستنباطية التي تجاوزت الزمان والمكان، وكان منهاجهم مستوعبًا لطبيعة تغير الأحوال والأزمان.

ولا يصح لمن يتصدر للفتوى أن يتخير من أقوال الفقهاء ما يشتهي دون ضابط، بل عليه أن يتحرى في ضوء:

- قواعد الاجتهاد المقررة.

- ضوابط المصالح والمقاصد والمآلات.

- مراعاة الإجماع واللغة العربية.

وقد أُلِّفَت مجلدات في تحرير هذه الضوابط، مثل ما كتبته دار الإفتاء المصرية في خمسة مجلدات متينة بعنوان "ضوابط الاجتهاد الفقهي".

ليس ما نراه اليوم من فتن الفتاوى الشاذة جديدًا، بل له جذور قديمة:

- في سنة 1930 ظهر محمد أبو زيد الدمنهوري فأنكر المعجزات، وخالف في أحكام الحدود والميراث والخمر والحجاب، ورد عليه العلماء في مجلة الأزهر في ردود مفحمة، وسكنت الفتنة.

- ثم ظهر محمد نجيب، فأنكر السنة، وألف كتابًا سماه "الصلاة"، زعم فيه أن الصلوات عشر، واستدل استدلالات سخيفة، حتى صار مضرب المثل في الجهالة والضلال، حتى ارتد عن الإسلام ومات سنة 1960.

- ثم تتابعت بعده فتن: أباح بعضهم التدخين في رمضان، وآخرون استباحوا القبلات علنًا، وكلما ماتت فتنة بعث الله لها علماء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فدحضوا الباطل ودافعوا عن الدين.

طريق الشذوذ العلمي طريق مظلم يقود إلى ضياع الدين والدنيا معًا.

ولا نجاة إلا بالرجوع إلى الجماعة العلمية، والتأدب بأدب العلم، ومراعاة أصول الشريعة ومقاصدها.

فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأله أن يحفظ ديننا وأمتنا من شذوذ المفتين ومجانة المتجرئين، وأن يردنا إلى الحق ردًا جميلا.

والله المستعان وعليه التكلان.

طباعة شارك والفرق بين الفقه والإفتاء أركان الإفتاء الفرق بين الفقه والإفتاء المفتى الماجن

مقالات مشابهة

  • المفتي من أوزباكستان: المدرسة الماتريدية أنموذج أصيل للتسامح العقائدي
  • محمد نجيب عوضين: آيات الميراث التفصيلية نزلت بسبب امرأة
  • أمين عام هيئة كبار العلماء: أنصبة المواريث إلزامية ومن خالفها ضال
  • الآية اليمانية…
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • علي جمعة: المفتي الماجن أخطر من الجاهل الصريح لأنه يدعو إلى فتنة تفسد المجتمع كله
  • علامة قبول التوبة من الذنب وشروطها.. المفتي السابق يحدد
  • فضل الصدقة على المسلم.. تبارك المال وتطهر القلب
  • الآية اليمانية
  • لا تتعجل.. 3 بشائر أخبر عنها النبي في حالة عدم إجابة الدعاء