هل يُساعد النوم الدماغ في التخلّص من السموم؟
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
إن التأثير الإنعاشي للنوم الجيد أثناء الليل معروف على نطاق واسع، وكان التفسير العلمي الشائع هو أن الدماغ يتخلص من السموم أثناء النوم.
ولكن، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن النتائج الجديدة تشير إلى أن هذه النظرية، التي أصبحت وجهة النظر السائدة في علم الأعصاب، قد تكون خاطئة.
فقد وجدت الدراسة أن تصريف وحركة السوائل في أدمغة الفئران انخفضت بشكل ملحوظ أثناء النوم والتخدير.
وقال البروفيسور نِك فرانكس، وهو أستاذ الفيزياء الحيوية والتخدير في جامعة إمبريال كوليدج لندن، والمشارك في قيادة الدراسة: "بدت وكأنها فكرة تستحق الحصول على جائزة نوبل".
وأضاف: "إذا كنت محروما من النوم، فإن أشياء لا حصر لها تسوء، فأنت لا تتذكّر الأشياء بوضوح، ويكون التنسيق بين اليد والعين ضعيفا. إن فكرة قيام دماغك بعملية الصيانة الأساسية أثناء النوم تبدو منطقية".
ومع ذلك، قال فرانكس إنه "لا يوجد سوى دليل غير مباشر على أن نظام إزالة الفضلات في الدماغ يزيد من نشاطه أثناء النوم".
وفي أحدث دراسة نشرت في مجلة Nature Neuroscience، استخدم الباحثون صبغة الفلورسنت لدراسة أدمغة الفئران. وقد سمح لهم ذلك بمعرفة مدى سرعة انتقال الصبغة من التجاويف المملوءة بالسوائل، والتي تسمى البطينات، إلى مناطق أخرى في الدماغ، ومكنهم من قياس معدل إزالة الصبغة من الدماغ مباشرة.
وأظهرت الدراسة أن تصفية الصبغة انخفضت بنحو 30 في المئة في الفئران النائمة، و50 في المئة في الفئران التي كانت تحت التخدير، مقارنة بالفئران التي ظلت مستيقظة.
قال فرانكس: "لقد ركز المجال بشكل كبير على فكرة التصريف كأحد الأسباب الرئيسية التي تجعلنا ننام، وكنا بالطبع مندهشين للغاية عندما لاحظنا العكس في نتائجنا. لقد وجدنا أن معدل إزالة الصبغة من الدماغ انخفض بشكل ملحوظ في الحيوانات التي كانت نائمة، أو تحت التخدير".
ويتوقع الباحثون أن النتائج سوف تمتد إلى البشر، حيث أن النوم هو حاجة أساسية تتقاسمها جميع الثدييات.
وقال البروفيسور بيل ويسدن، وهو المدير المؤقت لمعهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة في إمبريال كوليدج لندن والمؤلف الرئيسي المشارك: "هناك العديد من النظريات حول سبب نومنا، وعلى الرغم من أننا أظهرنا أن إزالة السموم قد لا تكون سببا رئيسيا للنوم فإنه لا يمكن الجدال في أن النوم مهم".
ولهذه النتائج أهمية بالنسبة لأبحاث الخرف بسبب الأدلة المتزايدة على وجود صلة بين قلة النوم وخطر الإصابة بمرض الزهايمر. ولم يكن من الواضح ما إذا كانت قلة النوم قد تسبب مرض الزهايمر، أم أنها مجرد عرض مبكر. افترض البعض أنه بدون نوم كافٍ، قد لا يتمكن الدماغ من التخلص من السموم بشكل فعال، لكن أحدث الأبحاث تثير الشكوك حول مدى معقولية هذا التفسير.
وقال فرانكس: "لأن هذه الفكرة كانت لها مثل هذا التأثير، فمن المحتمل أنها زادت من قلق الناس من أنهم إذا لم يناموا سيكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف".
وقال ويسدن: "إن النوم المتقطع هو أحد الأعراض الشائعة التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالخرف؛ ومع ذلك، ما زلنا لا نعرف ما إذا كان هذا نتيجة أو عامل دافع لتطور المرض. وربما يساعد الحصول على نوم جيد في تقليل خطر الإصابة بالخرف لأسباب أخرى غير إزالة السموم".
وأضاف: "الجانب الآخر لدراستنا هو أننا أظهرنا أن تصفية الدماغ تكون ذات كفاءة عالية أثناء حالة اليقظة. وبشكل عام، فإن الاستيقاظ والنشاط وممارسة الرياضة قد ينظف الدماغ من السموم بشكل أكثر كفاءة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة علم الأعصاب مرض الزهايمر علم الأعصاب مرض الزهايمر النوم الجيد المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أثناء النوم من السموم
إقرأ أيضاً:
حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر
اكتشف باحثون في جامعة براون الأمريكية “أنه يمكن مستقبلاً استخدام جزيئات الذهب النانوية لاستعادة البصر لدى الأشخاص المصابين بمرض “التنكس البُقعي”، وغيره من أمراض شبكية العين”.
وفقا للدراسة التي “تم تطبيقها على الفئران في الولايات المتحدة فإن حقن الذهب في العين قادر على علاج التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) ومشاكل العين الأخرى”، و”يؤثر التنكس البقعي على الملايين في جميع أنحاء العالم ويزداد احتماله مع تقدمنا في العمر، ويتسبب في ضبابية الرؤية ومشاكل أخرى”.
ويقول المهندس الحيوي جياروي ني، من جامعة براون في ولاية رود آيلاند: “هذا نوع جديد من دعامات الشبكية لديه القدرة على استعادة الرؤية المفقودة بسبب التنكس الشبكي دون الحاجة إلى جراحة مُعقدة أو تعديل جيني، نعتقد أن هذه التقنية قد تُحدث نقلة نوعية في أساليب علاج حالات التنكس الشبكي”.
وأوضح ني نتائج التجربة قائلا: “أظهرنا أن الجزيئات النانوية يمكن أن تبقى في الشبكية لعدة أشهر دون سمية كبيرة، وأثبتنا أنها يمكن أن تحفز النظام البصري بنجاح. وهذا أمر مشجع للغاية للتطبيقات المستقبلية”.
وبحسب الدراسة، “يتم دمج جزيئات نانوية من الذهب دقيقة جدا، أرق من شعرة الإنسان آلاف المرات، مع أجسام مضادة تستهدف خلايا معينة في العين، ثم يتم حقنها في الغرفة الزجاجية المليئة بالهلام بين الشبكية وعدسة العين، بعد ذلك، يتم استخدام جهاز ليزر صغير بالأشعة تحت الحمراء لتحفيز هذه الجزيئات النانوية وتنشيط الخلايا المحددة بنفس الطريقة التي تعمل بها الخلايا الحساسة للضوء”.
وحسبما ذكر موقع “ساينس أليرت” العلمي، “على الفئران التي تم اختبار العلاج عليها، والتي تم تعديلها لتصيبها اضطرابات شبكية، كان العلاج فعالا في استعادة الرؤية جزئيا على الأقل (من الصعب إجراء اختبار رؤية كامل على الفئران)”.
وكما هو الحال في معظم الدراسات على الفئران، “فهناك فرصة جيدة لترجمة النتائج وتطبيقها على البشر، لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت للوصول إلى استخدام آمن يمكن للسلطات الصحية الموافقة عليه”.