اكتشاف طبي مذهل.. كيف يساهم الحليب في علاج أمراض مزمنة؟
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
الحليب يحتوي على مجموعة من الأحماض الدهنية المفيدة للجسم، أصبح من الممكن الاستفادة منها في علاج بعض الأمراض المزمنة مثل القولون العصبي والسرطان، بعد مقاومة الجينات الخاصة بها بالعلاجات البيولوجية التي اُعتقد لأعوامٍ طويلة أنه لا يمكن دخولها إلى الجسم إلا عن طريق الحقن، لكن دراسة جديدة كشفت إمكانية الجمع بين المذاق اللذيذ للحليب والاستفادة من خصائصه العلاجية.
اكتشاف جديد توصلت إليه دراسة نشرتها مجلة «Nature»، قد تفتح الباب أمام علاجات بديلة يمكن الحصول عليها بتكلفة أقل، إذ توصلت إلى أن حليب البقر يحتوي على جزيئات نانوية يمكن استخدامها لتقديم علاج الحمض النووي المعدل لبعض الأمراض مثل القولون العصبي والقلب والسكر، والذي يُقدم عن طريق الحقن، غير أنها لا تكون خياراً مثالياً في كثير من الحالات، لذلك أجرى العلماء عدداً من التجارب لتحويل العلاجات القابلة للحقن إلى أدوية يمكن تناولها عن طريق الفم وعند ذلك لاحظوا أنها لا تستطيع تحمل البيئة القاسية للأمعاء، مما يؤدي إلى ضعف الفاعلية البيولوجية لها، أي قدرة الدواء على الامتصاص وممارسة تأثير علاجي على الجسم.
المركبات الكهربائية للحليبتناول الأدوية عن طريق الفم هو الطريقة الأكثر سهولة وملاءمة لفئة كبيرة من المرضى، خاصةً أنها أرخص ثمناً من الحقن، لذلك تزداد أهمية البحث عن حلول لتقديم الأدوية البيولوجية، مثل علاجات الحمض النووي، وتحويلها إلى كبسولات تؤخذ عن طريق الفم، وبحسب الدراسة التي قام بها أطباء في جامعة «Kings college» في لندن، أصبح من الممكن حل المشكلة باستخدام التكنولوجيا المعتمدة على مركبات الحليب الكهربائية التي ثُبت مؤخراً انها تلعب دورًا مهمًا في التواصل بين الخلايا واستهدافها بالمادة العلاجية، لذلك طوّر الباحثون في الدراسة طريقة فعالة لاستخدام المركبات الكهربائية المستخرجة من الحليب البقري كوسيلة لتوصيل الأدوية إلى الجهاز الهضمي الذي يعاني من مشكلات صحية عند تناول علاجات الحمض النووي.
تجربة تفتح آفاقاً جديدة لعلاج الأمراض المزمنةسبق أن تم فحص جزيئات الحليب لمعرفة إمكاناتها العلاجية في مرض القولون العصبي على نماذج من فئران المختبر، حينها اكتشف العلماء أن الكائنات الحية الدقيقة عبرت جدار الأمعاء باستخدام خلايا عضوية قريبة الشبه من الأمعاء البشرية، وبناءً عليه قاموا بتحميل تلك الكائنات الدقيقة بعامل نخر الورم «ألفا» المضاد لالتهاب الأمعاء ونجحت التجربة في علاج القولون العصبي لدى الفئران، الأمر الذي يعتبر إنجازاً علمياً غير مسبوق خاصةً بعد نجاح المركبات الكهربائية المستخرجة من الحليب البقري في مواجهة الخلايا الجذعية السرطانية وتحسين حالة جدار القولون مما يمكن الاستفادة منه في تصنيع علاجات الحمض النووي عن طريق الفم بأسعار معقولة بعد حقن المادة الفعالة داخل جزيئات الحليب بحيث تمثل لها غلافاً يقي المعدة من أي أضرار محتملة.
الحليب ومرض السرطانخلال حديثه لـ«الوطن» أوضح الدكتور أحمد عبدالمنعم استشاري التغذية العلاجية أن العلاقة بين تناول الحليب ومرض السرطان لا تزال غامضة، فبعد ثبوت فاعلية بروتين «Lfein4» الذي يحتويه الحليب في تقليل نمو الخلايا السرطانية، خرجت دراسة أخرى لتحذر الأطفال المصابين بالسرطان من الإفراط في تناول الحليب إذ من الممكن أن تحفز الخلايا السرطانية في الأمعاء محققةً لها مزيداً من الانتشار في خلايا الجسم.
لكن بشكل عام يمكن الاستفادة من بعض جزيئات الحليب لتحمل علاجاً بداخلها بفضل الدهون الذي تكسبه قواماً سميكاً يمثل وعاءً لتوصيل العلاج إلى المناطق المصابة بالمرض.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحليب اللبن السرطان العلاج الجيني القولون العصبي فوائد الحليب علاج السرطان الادوية القولون العصبی الحمض النووی عن طریق الفم
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر: الحليب الخام ينقل فيروسات الإنفلونزا للبشر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة أجرها باحثون جامعة ستانفورد عن قدرة الحليب الخام على نقل فيروسات الإنفلونزا للبشر، وفقالما نشرته مجلة Gizmodo.
يقول الباحثون إن الحليب الخام قد يكون أكثر خطورة مما كان مفترضا بعد أن وجدوا أدلة على أن فيروسات الإنفلونزا التي تنتهي في الحليب الخام يمكن أن تظل معدية لمدة تصل إلى أسبوع تقريبا.
وكشفت الدراسة أن فيروس الإنفلونزا قد يبقى معديا في الحليب الخام لمدة تصل إلى خمسة أيام عند حفظه في درجات حرارة مبردة ما يظهر أن الحليب الخام يمثل مسارا محتملا لنقل فيروس الإنفلونزا خاصة سلالات إنفلونزا الطيور التي تنتشر حاليا بين الأبقار.
وتهدف الدراسة إلى قياس مخاطر انتقال فيروس الإنفلونزا عبر الحليب الملوث وأظهرت النتائج أن السلالة المعنية من فيروس H1N1 تبقى قابلة للعدوى لمدة خمسة أيام في الحليب الخام المبرد ما يجعل الحليب الخام يشكل مصدر خطر صحي كبير وأن منتجات الألبان غير المبسترة تشكل خطرا صحيا حيث وجد تحليل أجري عام 2018 أن منتجات الحليب الخام والجبن تسبب 96% من الحالات الموثقة للأمراض الغذائية المرتبطة بالألبان خلال فترة خمسة أعوام.
وأدى ظهور سلالة H5N1 من فيروس إنفلونزا الطيور شديد العدوى (HPAI) في الأبقار الحلوب هذا العام إلى جعل الحليب الخام أكثر خطورة.
وأجرى الباحثون تجارب على عينات من الحليب الخام أضيف إليها جرعة من سلالة H1N1 للإنفلونزا مماثلة لتلك المكتشفة في منتجات الحليب المعلبة المتداولة.
وأُبقيت العينات في درجات حرارة مبردة لفحص مدى بقاء الفيروسات معدية وأظهرت النتائج أن الفيروس يظل معديا لمدة تصل إلى خمسة أيام بينما يتم القضاء عليه بالكامل عند المعالجة الحرارية المعروفة بالبسترة.
وقالت الباحثة ألكساندريا بوم من جامعة ستانفورد:تظهر نتائجنا المخاطر المحتملة لنقل إنفلونزا الطيورعبر استهلاك الحليب الخام وأهمية المعالجة الحرارية كوسيلة للحد من هذا الخطر.
وبينما اعتمدمت الدراسة سلالة H1N1 وأن السلالتين (سلالةH5N1 وH1N1) تظهران معدلات تلاشي متشابهة عند التعرض لبيئات الحليب وهذا يعني أن سلالةH5N1 قد تشكل تهديدا مشابها.