كشفت دراسة جديدة أن التعرض لمستويات مرتفعة من هرمون التوتر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل يمكن أن يقلل من معدل ذكاء الأطفال الذكور قبل ولادتهم.

ومن المثير للدهشة أن مستويات الكورتيزول في الدم لم ترتبط بدرجات معدل الذكاء لدى الفتيات، ولكن ارتفاع مستوياته في البول أدى إلى تحسين درجاتهن.

وتسلط النتائج الضوء على الدور المهم الذي يلعبه الكورتيزول في نمو الجنين لدى الأولاد والبنات بشكل مستقل.

وعندما تكون المرأة حاملا، ترتفع مستويات الكورتيزول لديها بشكل طبيعي، وهو هرمون الستيرويد الذي يتم إطلاقه استجابة للتوتر، حيث أنه ضروري للنمو الصحي للطفل وله تأثير إيجابي على نمو دماغه.

ومع ذلك، فقد وجد الباحثون أن المستويات المفرطة من الهرمون خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل قد تعيق درجات معدل الذكاء لدى الأولاد في سن سبع سنوات.

ولفحص تأثيره على الوظيفة الإدراكية لدى الأطفال أثناء نموهم، قام الباحثون بتحليل البيانات المتعلقة بمستويات الكورتيزول لدى 943 امرأة حامل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، واختبارات الذكاء لأطفالهن في سن السابعة.

واكتشفوا أن النساء الحوامل اللاتي يحملن صبيا لديهن مستويات أقل من الكورتيزول في الدم مقارنة بالنساء اللاتي يحملن فتاة.

ومع ذلك، فإن الأولاد الذين تعرضوا لمستويات أعلى من الكورتيزول في الرحم سجلوا نتائج أقل في اختبارات الذكاء في سن السابعة. بينما لا يبدو أن الفتيات يتأثرن.

وقال الباحثون، من جامعة أودنسه في الدنمارك، إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الأولاد قد يكونون "أكثر تعرضا للكورتيزول قبل الولادة" مقارنة بالفتيات.

ووجدت دراسة سابقة، أجراها نفس فريق البحث، أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وثلاث سنوات لديهم مهارات كلامية ولغوية أكثر تقدما عندما يكون لدى أمهاتهم مستويات عالية من الكورتيزول خلال الثلث الثالث من الحمل.

وتوصلت تلك الدراسة إلى أن الأولاد الذين تعرضت أمهاتهم لمستويات عالية من التوتر يمكنهم قول المزيد من الكلمات في سن 12 إلى 37 شهرا، بينما كانت الفتيات أفضل في فهم المزيد من الكلمات في سن 12 إلى 21 شهرا.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة أنيا فينغر دراير: "على الرغم من أن دراستنا السابقة أظهرت أن التعرض للكورتيزول قبل الولادة كان مرتبطا بشكل إيجابي بتطور اللغة، إلا أنه في هذه الدراسة يرتبط التعرض للكورتيزول قبل الولادة سلبا بدرجات معدل الذكاء. وقد يعني هذا أن المستويات العالية من التعرض قبل الولادة قد يكون لها تأثير مؤقت على النمو المعرفي للطفل. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن المفردات لدى الأطفال الصغار تم الإبلاغ عنها من قبل الآباء في دراستنا السابقة، بينما تم تقييم معدل ذكاء الطفل في هذه الدراسة من قبل علماء نفس مدربين".

كما وجدت أبحاث منفصلة أن الأطفال الذين يتعرضون لمستويات عالية من الكورتيزول هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل سلوكية وأمراض مرتبطة بالتوتر في وقت لاحق من الحياة.

وفي الوقت نفسه، أشار الخبراء في السابق إلى أن النساء اللاتي يتعرضن للتوتر في وقت الحمل تزيد احتمالات إنجابهن لفتاة بمقدار الضعف.

تم تقديم النتائج في المؤتمر الأوروبي السادس والعشرين للغدد الصماء في ستوكهولم المنعقد في الفترة ما بين 11 و14 مايو.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التوتر هرمون التوتر الحمل ذكاء الأطفال الاطفال من الکورتیزول الکورتیزول فی قبل الولادة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مع قرب انتهاء حرب أوكرانيا وسقوط الأسد.. هل يؤثر ذلك على التواجد الروسي في ليبيا؟

طرحت الأنباء الواردة بخصوص قرب توقيع هدنة بين روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب وكذلك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا تساؤلات حول تأثير ذلك على الدور الروسي في المنطقة العربية خاصة ليبيا وما إذا كانت موسكو ستجد في ليبيا الملاذ الآمن ما يحول الأخيرة إلى بؤرة صراع دولي جديدة.

وذكرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية نقلا عن مسئولين أوكرانيين أن "كييف تتجه نحو تسوية مريرة قد تتنازل فيها عن مساحات شاسعة لموسكو مقابل ضمانات أمنية ووقف الحرب هناك، وأن هذه التسوية ستكون برعاية وموافقة أميركية وكذلك حلف شمال الأطلسي "الناتو".

سقوط بشار الأسد
كما مثل السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا ضغطا جديدا على روسيا وقواعدها العسكرية هناك، وسط توقعات بقيام موسكو بنقل قواعدها وترسانتها التسليحية إلى شواطئ ليبيا لعلاقتها الاستراتيجية مع قوات "حفتر" في شرق البلاد.

وبالفعل رصدت تقارير استخباراتية وغربية عن بدء نقل بعض هذا العتاد الروسي المخزن في سوريا إلى شرق ليبيا، وكشفت التقارير، نقلا عن مصادر عسكرية غربية وليبية، عن مغادرة طائرة شحن روسية من قاعدة حميميم الجوية السورية إلى شرق ليبيا، ليس هذا وفقط بل تم بالفعل بناء جسر جوي لتسيير طائرات شحن عسكرية بقصد نقل أصول دفاعية إلى هناك.

في حين كشف موقع “إيتاميل رادار” الإيطالي المتخصص بالملاحة الجوية، الذي التقطت أجهزته الرصدية صورا فضائية لميناء طرطوس تظهر أرصفة فارغة وسفنا روسية متمركزة في عرض البحر على بُعد 10 كيلومترات من الساحل، مشيرا إلى أنه لم يتضح حتى الآن هل يعدّ هذا الانسحاب مؤقتًا أو دائمًا، وأوصى الموقع الإيطالي بضرورة مراقبة الموانئ الروسية "الصديقة"، لتحديد وجهة الأسطول الروسي، خصوصًا ميناء طبرق في ليبيا الذي عدّه في مقدمة الموانئ التي من الممكن أن ينسحب إليها الأسطول الروسي.




فما تأثير وقف روسيا للحرب في أوكرانيا وقبله سقوط الأسد على التواجد والدور الروسي في ليبيا وفي إفريقيا عامة؟

صفقات مركبة
من جهته، قال عضو اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد الهادي إن "هناك صفقة مركبة تمت في سوريا وحتى الآن لم تتضح حدودها وأطرافها الأساسيين، ولعل جزء من هذه الصفقة هو سيطرة روسيا على بعض الأقاليم من أوكرانيا مقابل الخروج من سوريا".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "ليبيا هي نقطة تحول وقد يكون خروج روسيا منها هو جزء آخر من الصفقة التي ذكرناها، لذا أستبعد وجود صراع بين الأطراف الدولية داخل ليبيا ولعل إبقاء الوضع كما كان هو السيناريو القادم"، وفق قوله.

نقل المعارك إلى ليبيا
في حين رأى مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية "شريف عبدالله أنه "بخصوص مستقبل الصراع الروسي الأوكراني وكذلك التواجد الروسي في ليبيا أو أفريقيا عامة كلها ملفات تنتظر تحركات وخطى الإدارة الأميركية الجديدة والتسويات والصفقات التي سيقوم بها "ترامب"، المتوقع أن يرفع يده عن دعم أوكرانيا ومن ثم ستقدم الأخيرة تنازلات لموسكو".

وقال في تصريحه لـ"عربي21": "سيكون لذلك ارتدادات على ليبيا، فمن المحتمل أن تنتقل المعركة والصراع الدولي إلى الأراضي الليبية، كون التواجد الروسي في ليبيا هو تواجد خدمي أكثر منه وجودي، فروسيا تتعامل مع ليبيا كممر ومنفذ للمياه الدافئة، وأنها تشكل ضغط على الجناح الجنوبي لحلف الناتو وجنوب أوروبا، وكذلك منفذ وخط إمداد رئيسي على الصراع الموجود في أفريقيا".

وأوضح أن "الصراع سيكون على المستوى الاقتصادي والسياسي، ولدينا رؤية بالمركز الليبي للدراسات الأمنية أن جزء من التفاهمات وتقاطع المصالح بين روسيا وأميركا في تواجد روسيا في ليبيا هو جزء من السماح لوجودهم للضغط على أوروبا وجنوب أوروبا خاصة في قضايا الهجرة غير الشرعية والتهريب، وذلك لإبقاء أوروبا بحاجة إلى الحماية الأمريكية"، كما رأى.



تنازلات وانسحاب من ليبيا
الباحث الليبي وخبير العلاقات الدولية، أسامة كعبار قال من جانبه إن "القاسم المشترك بين المثلث السوري والليبي والأوكراني هي روسيا، وعليه فإن الترتيبات على أية ساحة منهم متعلقة بالتفاهمات في الساحات الأخرى، وروسيا منهكة جدا في أوكرانيا وتريد أن تنهي هذه الحرب بانتصار، على الأقل معنويا أمام دول العالم".

وبين أنه "من الواضح أن روسيا قدمت تنازلات في سوريا أملا في الحصول على تنازلات أميركية في أوكرانيا وإنهاء الحرب وفق الرغبات والمطالب الروسية، أما الساحة الليبية فلازالت غير واضحة المعالم، ليبيا مهمة جدا لروسيا من حيث كونها بوابة لأفريقيا، وحققت روسيا الكثير من المكاسب في منطقة الساحل والصحراء منذ دخولها لليبيا"، وفق تقديره.

وتابع في تصريحات لـ"عربي21": "أمريكا ترى أن هذه فرصة ذهبية لإخراج روسيا من ليبيا مقابل تفاهمات لصالح روسيا في أوكرانيا ووقف الحرب، وانتهاء الحرب في أوكرانيا مرتبط بالتواجد الروسي في ليبيا، والفرصة مواتية لأمريكا لحل هذه المعضلة بالشكل المناسب، وإجبار روسيا على الانسحاب من ليبيا"، كما يعتقد.

مقالات مشابهة

  • مع قرب انتهاء حرب أوكرانيا وسقوط الأسد.. هل يؤثر ذلك على الوجود الروسي في ليبيا؟
  • مع قرب انتهاء حرب أوكرانيا وسقوط الأسد.. هل يؤثر ذلك على التواجد الروسي في ليبيا؟
  • هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل أطفالنا؟
  • كيث يؤثر الانقلاب الشتوي على برجك الفلكي؟.. مفاجآت للجوزاء والعقرب
  • موعد أول رجب 2025.. «الإفتاء» تستطلع هلال الشهر في هذا الموعد
  • طقس العراق.. مرتفع جوي يؤثر على الأجواء والحرارة تنخفض مرة أخرى
  • صدمة صحية: أمراض الإسهال تستمر في حصد أرواح الأطفال وكبار السن!
  • كيف يؤثر نقص فيتامين د على الجسم وطرق الوقاية؟
  • طبيبة تكشف التأثير السلبي للتوتر المزمن على المرأة
  • طبيبة تكشف عن التأثير السلبي للتوتر المزمن على خصوبة المرأة