روى الدبلوماسي والشخصية البغدادية المرموقة منير الملائكة الذي يبلغ من العمر قرنا وعاما لبرنامج "قصارى القول" عبر RT عربية تفاصيل عن العراق في الحقبة الملكية، وسر عمره المديد.

  من جلبي إلى ملائكة

الدبلوماسي المخضرم منير الملائكة سليل أسرة بغدادية عراقية ذاع صيتها بفضل نخبة من الأسماء العلمية والثقافية بينهم الشاعرة نازك الملائكة، رائدة الشعر الحديث في العراق.


ولد منير الملائكة في بيت واحد مع ابنة أخته الشاعرة نازك، وقد توفيت في القاهرة عام 2007.

يشير الملائكة أن الأسرة المنحدرة حقبة فجر الإسلام من سبأ في اليمن قطنت على مدى قرون في أحياء بغداد التاريخية القديمة وكانت تلقب بـ ( الجلبي) قبل أن تكتسب لقب الملائكة في القرن التاسع عشر.
ويقول في حديث مع برنامج " قصارى القول التوثيقية" :

كان والي بغداد علي باشا يحرص على الصلاة في مختلف المساجد للموازنة بين أتباع المذاهب الإسلامية في العراق. وكان يصلي كل ثالث جمعة في الحضرة الكاظمية مرقد الإمام السابع لدى الشيعة الاثنى العشرية. ولم تكن في المدينة آنذاك فنادق فكان يحل ضيفا على ديوانية جدي الخامس الحاج محمود وشقيقه الحاج محمد، وأراد أن يرد لهم الجميل فاستأذن السلطان بمنح أسرتنا لقب (جلبي) الذي لا يمنح إلا بفرمان من الباب العالي العثماني في الاستانة وذلك في العام 1760 وبقيت الأسرة تحمل اللقب لعشرات السنين حتى تغير إلى الملائكة بفضل بيتين من الشعر قالهما نائب والي بغداد مدحت باشا وكان اسمه عبد الباقي العمري الفاروقي الذي وصف بيت اجدادي منشدا :

بيت تجاذبه التحدث بالوما.. فكأن من فيه ملائكة السماوازدان بالأدب الرفيع وقد سما.. ولكاد فيه الصمت أن يتكلما.


و هكذا صار بيتا الشعر حديث أهل الحي وصاروا يرددون؛ في بيت الجلبي تعيش الملائكة وشاع اللقب وأدخلناه في شجرة العائلة على مدى الأجيال المتعاقبة.

عاش الدبلوماسي المعمر مع الشاعرة نازك الملائكة التي تكبره بثلاثة أشهر في بيت واحد ويقول
 ولدت ونازك في العام ذاته، 1923 بفارق ثلاثة أشهر تقريباً وعشنا نحن الثلاثة، نازك الملائكة وأخي الدكتور نزار الملائكة، وهو أكبر من نازك بسنة، وأنا في منزل العائلة الكبير إلى عام 1929 حيث انتقلت نازك إلى بيتهم الجديد في حي الكرادة، أما نحن فغادرناه في عام 1938 بعد أن استولت عليه الدولة من أجل شق الطرقات والشوارع.

ينتمي منير الملائكة إلى جيل شهد أحداثا سياسية واجتماعية عاصفة في العراق أخطرها إطاحة النظام الملكي، وكان خاله محمد مهدي كبه مؤسس حزب الاستقلال أحد أبرز رموز المعارضة الوطنية للحكومات الملكية المتعاقبة وصولا الى انقلاب الضباط عام 1958 واستلام الزعيم عبد الكريم قاسم وعدد من العقداء والجنرالات دفة الحكم ودخول العراق في دوامة الانقلابات العسكرية على مدى العقود الأخيرة.
يقول:
 "عارض خالي الشيخ محمد مهدي كبه النظام الملكي متطلعا الى حياة نيابية ديمقراطية حقيقية واختلف مع نظام الضباط لنفس الأسباب وكان حزب الاستقلال يمثل تيارا قوميا معتدلا يختلف عن حرب البعث في شعاراته الراديكالية".

ويلفت منير الملائكة إلى أن العراق في الحقبة الملكية عاش عقودا من الاستقرار النسبي وساهمت مختلف فئات المجتمع العراقي في بناء الدولة العراقية الحديثة بمن في ذلك المسيحيون واليهود.
ويقول:

"شكل اليهود ثلث سكان بغداد تقريبا قبل الهجرة الى فلسطين في أربعينيات القرن الماضي. وكانوا مع المسيحيين يحتلون مناصب مفصلية في الدولة فيما كان الدينار العراقي قويا ويعادل جنيه إسترليني بفضل عائدات النفط التي كانت تحسب اسعارها بالذهب وليس بالأوراق المالية".

ويروي أن اضرابا عاما لليهود في بغداد شل الحياة في العاصمة العراقية أواسط الأربعينيات ويقول:
"توقفت الأعمال وحركة السير وكأن بغداد خلت من سكانها حتى أننا في صمت المدينة كنا نسمع هدير نهر دجلة الذي يشقها إلى ضفتين؛ الكرخ والرصافة".

يوكّد الملائكة أن فرص الدراسة خارج العراق كانت متاحة للحاصلين على درجات عالية عند التخرج من المدارس الإعدادية وأن طوائف المجتمع العراقي كانت تعيش بانسجام ووئام.
ويسرد الدبلوماسي جانبا من ذكرياته في موسكو حين عمل أواخر الستينيات من القرن الماضي في السفارة العراقية وحضر حفلات استقبال من بينها حفل استقبال إمبراطورة إيران ويقول:
-كانت موسكو تضج بحفلات الاستقبال لكني تجنبت المشروبات الكحولية وكنت أبلل شفتي مجاملة للضيوف .
ويعتقد ان الحياة الصحية المعتدلة هي سر عمره الطويل. ويقول :
- لا أشرب ولا أدخن وأحرص على المشي والتمارين الرياضية والسباحة والتنزه والسفر والاستمتاع بالحياة.

المصدر: RT 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: RT العربية أخبار العراق بغداد سلام مسافر موسكو

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: الأنبياء دائمًا تحيط بهم الملائكة وتحمي ظهورهم

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الأنبياء دائمًا تحيط بهم الملائكة وتحمي ظهورهم، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم في قول الله تعالى: "فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير"، مشيرًا إلى أن كلمة "ظهير" تعني السند والحماية. 

وتطرق خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، إلى تفسير قول الله تعالى: "فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين"، موضحًا أن سجود الملائكة لـ سيدنا آدم لم يكن عبادة، وإنما طاعة لأمر الله وتعظيمًا لقدرته في الخلق.

 وأشار خالد الجندي إلى أن السجود في هذا السياق له 3 معانٍ وهى السجود لله بسبب خلقه لآدم، أو السجود كتحية وتشريف لـ آدم بأمر الله، وليس كعبادة، أو الانغماس في التسبيح والذكر، كما تسجد الشمس والقمر والشجر لله بطريقة لا ندركها. 

كما تناول قصة سيدنا لوط عليه السلام، وسبب أمره باتباع أدبار أهله وعدم الالتفات، مبينًا أن ذلك كان لضمان عدم تأثرهم بالمشهد أو مخالفة أمر الله، مشددًا على أن الأنبياء دائمًا في معية الله وحفظه، وتحيط بهم الملائكة دعمًا وسندًا في أداء رسالتهم.

مقالات مشابهة

  • العراق ساحة المعركة القادمة .. بعد بيروت ودمشق إيران قد تفقد بغداد
  • ماكرون يبحث مع السوداني زيارته إلى العراق وعقد نسخة جديدة من مؤتمر بغداد
  • الشيباني في بغداد البراغماتية السياسية تنتصر
  • خالد الجندي: الأنبياء دائمًا تحيط بهم الملائكة وتحمي ظهورهم
  • الشيباني: الهدف من زيارتنا تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وإزالة العوائق التي تحول دون ذلك وفتح الحدود بين بلدينا سيكون خطوة أساسية في تنمية العلاقات
  • الشيباني من بغداد: إدارة الشرع تريد تعزيز العلاقة مع العراق
  • الآسيوي: قرعة الأبطال تمت وفقاً للوائح ولا مجاملة للهلال
  • ‎محسن جابر يكشف سر حيلته ليتفوق عمرو دياب على محمد منير
  • صلاة تجعل الملائكة تسأل عنك في رمضان.. يغفلها الكثيرون
  • ملكة كابلي تحول منزلها إلى ساحة تعكس أجواء شهر رمضان.. فيديو