“معركة التعلم”.. كيف يواجه طلبة الأردن تحديات اتقان اللغة الإنجليزية وما هي الحلول؟
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
تشهد الأردن ضعفا عاما في اتقان اللغة الإنجليزية ومهاراتها المساد: الفطرة الإنسانية علمتنا الطريقة الأسلم لتعلم اللغات المساد: مهارتي الإنصات والتعبير غير موجودتان في العملية التعليمية بالأردن ضعف اتقان اللغة الإنجليزية في الأردن.. الأسباب والحلول
خلال مؤتمر تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية، شدد وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي د.
اقرأ أيضاً : محافظة يكشف أسباب ضعف تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية بالأردن
وبين محافظة أن ذلك يتم من خلال استراتيجيات وآليات تدريس مستجيبة وشاملة لنظريات تعلم اللغة واكتسابها.
أسباب ضعف طلبة المدارس الحكومية في اللغة الإنجليزيةحديث محافظة وتسليطه الضوء على ضعف الطلبة الأردنيين في اتقان اللغة الإنجليزية دعا إلى البحث حول أسباب ذلك الضعف ومكامن القوة التي يمكن البناء عليها لصناعة جيل قادر على المنافسة العالمية.
المدير السابق للمركز الوطني لتطوير المناهج د. محمود المساد قال إن كشف وزير التربية والتعليم بنفسه عن معاناة وضعف الطلبة في اللغة الإنجليزية مهم.
وبين المساد خلال استضافته عبر برنامج "أخبار السابعة" الذي يعرض على شاشة "رؤيا" إنه تمنى لو كان الضعف موجودا في مباحث أخرى غير الإنجليزية نظرا لأهميتها.
وأكد أن التقييم العالمي والإختبارات الدولية وضعت ترتيب الأردن في اللغة الإنجليزية ضمن خانة الـ"ضعيف جداً"، ويأتي خلفها عدد محدود من الدول.
ونوه إلى الأردن يدرس اللغة الانجليزية من الصف الأول، كما وتركز رياض الأطفال على تلك اللغة، ما يدلل أن المشكلة عامة للنظام التعليمي ولكافة المواد وفقا للتصنيفات العالمية، إلا أن اللغة الإنجليزية هي الأضعف.
وحول أسباب ضعف الطلبة في تلك اللغة لا سيما في المدارس الحكومية دوناً عن الخاصة، أوضح المساد أن ذلك يجعلنا ندرك أن المدارس الخاصة باتت أفضل من المدارس الحكومية، رغم أن المعلمين المتواجدين في المدارس الحكومية أكثر خبرة وتأهيلاً من أقرانهم في المدارس الخاصة والذين يكونون عادة من حديثي التخرج، وفقا لحديثه.
وأضاف :"المشكلة ليست بالمعلم من حيث التأهيل والخبرة إنما تتصل بالبعد القيمي (الإهتمام والجدية) والخوف على الوظيفة وربط إنجاز الطلبة وأداء المعلمين بترقيتهم وعلاواتهم".
وبين أن الجانب الآخر يتمثل في وجود مساحة من الوقت في المدارس الخاصة لمزيد من الأنشطة والحصص وتدريس مواد أخرى في اللغة الإنجليزية، ما يدلل على وجود ممارسة أعلى للغة وإتاحة فرص أكبر للطلبة.
البيئة الحاضنة للغة الإنجليزية معيار للنجاحالمساد ذكر أن 35 بالمئة من المدارس في الأردن من المدارس الخاصة، منوهاً أن المميزة من تلك المدارس في تعليم اللغة الإنجليزية لا تتجاوز الـ7 بالمئة.
وقال إن تلك المدارس المميزة تأخذ فترة أطول من ساعات الدوام وتضع أنشطة داخلية وخارجية على مستوى عالٍ، ما يجعلها تصنع ما يزيد عن 40 حصة صفية.
وأكد أن العدد ليس العامل المهم الوحيد بقدر أهمية وجود بيئة حاضنة للغة الإنجليزية داخل تلك المدارس، من حيث توفر مختبرات لغة وأنشطة تتيح الفرصة للطالب للتعبير عن ذاته وممارسة اللغة.
أردنيون: التأسيس السيء والمعلم الضعيف سبب تراجع الطلبةحوار أجرته "رؤيا" مع عينة من الشارع الأردني حول أسباب ضعف الطلبة في اللغة الإنجليزية أوضح أن التعليم المدرسي عنصر أساسي تسبب في ذلك الضعف.
وقال أردنيون إن التأسيس في المدارس الحكومية حول اللغة الانجليزية يعد ضعيفا، على عكس ما توفره المدارس الخاصة الدولية لطلبتها.
واقترحوا تقوية النظام التعليمي، وتوفير دورات مكثفة للغة ترفع من سوية وقدرات الطلبة، فيما أرجع آخرون أسباب الضعف إلى ما اعتبروه تراجعا في اداء المعلم الأردني وعدم قدرة المَاطن على تسجيل الطلبك في مدارس تقوية خاصة بمبالغ مالية مرتفعة.
وأكدوا على أهمية دور الأهل في توجيه وتدريس أبنائهم، ومتابعة تقدمهم التعليمي في مختلف المناهج لا سيما اللغة الإنجليزية، بينما دعا البعض إلى ضرورة ممارسة "المحادثة" باللغة الإنجليزية بين الطلبة.
وأوضحوا أن تعليم الطلبة وفقا للطرق التقليدية لن يجدي نفعا ولن يمنحهم المهارات اللازمة لإتقان اللغة وتطبيقها بشكل سليم، مشيرين إلى أن المحادثة تصنع نوعا من الممارسة الذاتية التي ترفع من قدرات الطلبة شيئا فشيئا وتزيد من اتقانهم لها.
كيف نعلم الطلبة اللغة بشكل سليم؟المدير السابق للمركز الوطني لتطوير المناهج د. محمود المساد أوضح أن المناهج الأردنية للغة الإنجليزية لا تتمثل فقط في الكتب فقط، إنما تشمل المعلم وتدريبه وبيئة التعليم التقنية والنفسية.
وأشار إلى أن تلك العوامل مجتمعة تؤدي إلى صناعة المعرفة المرتبطة باللغة بشكل عام.
وأفاد أن الفطرة الإنسانية علمتنا طرق تعلم اللغات، بداية من الإنصات في الطفولة أولاً، والتحدث ثانياً، وثالثا تعلم الحروف في مرحلة أكثر تقدماً.
وقال إنه يمكن عكس تلك الفطرة خلال عملية تعليم اللغة، من خلال التركيز على كل مرحلة دون إغفال أخرى.
وأكد على ضرورة تركيز المدارس للطلبة في المرحلة الأولى على مهارة الاستماع، ومن ثم مهارة المحادثة والتعبير، وهما مهارتان غير موجدتان في الأردن، حيث يبدأ تعليم الطفل في رياض الأطفال بالحروف والكلمات.
وأفاد أن الطلبة في الأردن يملكون مهارات ممتاز ة في قراءة وكتابة الللغة الإنجليزية ولكن لا يكلكون مهارات في الاستماع والمحادثة.
وذكر أن تلك المراحل يتم انتاجها من خلال مختبر اللغة وذلك ما يوضح أهميته في عملية تعليم وصناعة اللغة.
المساد: خمس حلول لحل معضلة الضعف باللغة الإنجليزيةوأضاف المساد أن الحل لهذه المعضلة يبدأ من المعلم، الذي يشعر بمزيد من الإحباط وتدنٍ في القيمة المجتمعية داخل المدارس الحكومية، بينما يكون أفضل حالاً بالمدارس الخاصة؛ بحكم أن وظيفته مرتبطة بتقييم الآداء ومتابعة الطلبة.
وقال إن الدفع بالمعلم ليكون في وضع أفضل يمثل الحل الأول، بينما يتمثل الحل الثاني في فتح المجال امام مزيد من الوقت وصناعة أنشطة أوسع وقرية "إنجليزية" تجعل الطلبة يمارسون التعبير باللغة الإنجليزية.
وتابع:"الحل الثالث يكون من خلال التركيز على مختبرات اللغة، إضافة إلى ضمان دعم اللغة الإنجليزية بتشريع أسوة بدعم اللغة العربية".
أما حول آخر الحلول أشار إلى أنه يتمثل في المواد الأخرى التي تدرس باللغة الإنجليزية، ما يمنح فرصك أكبر ومجالاً أوسع لممارسة الطلبك لتلك اللغة.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم المدارس الخاصة المدارس الحكومية الطلبة تطوير المناهج المعلمين فی المدارس الحکومیة فی اللغة الإنجلیزیة باللغة الإنجلیزیة للغة الإنجلیزیة المدارس الخاصة تعلیم اللغة الطلبة فی أسباب ضعف فی الأردن من خلال
إقرأ أيضاً:
المناظرة.. تجربة إنسانية تبني جسر الحوّار البنّاء والتفكير المنطقي
تُعيد المناظرات تعريف علاقتنا باللغة؛ يراها البعض مجرّد فن للإقناع، ولكنها في حقيقتها وسيلة للارتباط باللغة العربية بوصفها لغة فكر ومنطق ومساحة للحوار البنّاء.
وهذا ما أكدته فعاليات البطولة الآسيوية، إذ تُذكّرنا كل مناظرة بأنها "تجربة" إنسانية تُبرز أن اللغة العربية، بما تحمل من دقة وثراء، هي لسان الفكر المتزن والسليم مهما اختلفت هوية المتحدث بها.
تفاصيل الاستضافة
قال ناصر الهنائي، الرئيس التنفيذي لمركز مناظرات عُمان: إن استضافة عُمان للنسخة الثالثة من البطولة تأتي في إطار تحقيق أهداف المركز من خلال تمكين مجتمع المناظرة في سلطنة عُمان من استضافة الأحداث المرتبطة بهذا الفن، سواء كانت الإقليمية أو الدولية، أو حتى الفعاليات المصاحبة المشتقة من فن المناظرة.
وأضاف الهنائي: إن هذه الاستضافة "تمثّل أهمية كبرى من ناحية إشراك العدد الأكبر من المهتمين بهذا الفن على مختلف المستويات؛ على مستوى التحكيم، والتناظر، والتطوع، والتنظيم".
وأشار إلى أن إشراك هذا العدد الواسع في الأحداث القارية، إلى جانب الشراكة مع مركز مناظرات قطر، أسهم في نقل خبرات متعددة وذات مستوى عال في تنظيم الأحداث المحلية، مما انعكس على البطولة الوطنية للمناظرات التي استمرت للسنة التاسعة على التوالي.
وأوضح الهنائي، أن من أهم الأهداف هو «مدّ جسور تواصل الحوار بين الشباب بمختلف جنسياتهم الآسيوية، ومناقشة قضاياهم المشتركة وقضايا التنمية التي تسهم في تشكيل المستقبل».
وتابع: «حرصنا في هذه النسخة على إشراك أكبر عدد من الكفاءات العُمانية، حيث يشارك ستة فرق عُمانية، وهو العدد الأكبر منذ انطلاق البطولة، إلى جانب ثلاثين حكما محليا، وأكثر من ثلاثين منظما، وخمس وأربعين متطوعا في إنجاح الحدث».
وبيّن الهنائي، أن مركز مناظرات عُمان تقدّم في مايو 2024 بملف استضافة الحدث وسط تنافس من سبع دول، وأُعلن في نوفمبر من العام نفسه عن فوز سلطنة عمان بالاستضافة، مشيرًا إلى أن التحضيرات انطلقت مبكرًا من خلال شراكات فاعلة مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في المديرية العامة للشباب، إضافة إلى الجامعة العربية المفتوحة التي فتحت أبوابها كمقر رئيسي للحدث، والجامعة الشرقية كراعٍ برونزي، والشركة العُمانية للأعلاف والموساد كراعٍ رئيسي.
منصة حوار شبابي
من جانبها، أكدت عائشة يوسف النصف، رئيسة قسم الاتصال والشؤون التنفيذية في مركز مناظرات قطر، أن البطولة الآسيوية تمثل إحدى البطولات الإقليمية التي ينظمها المركز، وانبثقت فكرتها من البطولة الدولية للمناظرات باللغة العربية.
وقالت: إن البطولة جاءت لتكون منصة تجمع متحدثي اللغة العربية في قارة آسيا، بهدف تعزيز ثقافة الحوار البنّاء والتفكير النقدي والتواصل الحضاري بين الشباب.
وأضافت: إن المركز يسعى من خلال هذه الفعاليات إلى توسيع دائرة الحوار خارج الحدود المحلية، وتمكين الشباب من تبادل الخبرات مع نظرائهم من الدول الآسيوية الشقيقة التي تجمعهم اللغة والعادات والمنطقة الجغرافية الواحدة، مما يسهم في رفع مستوى التنافس ويُثري المشهد الفكري في المنطقة.
وحول التجربة في سلطنة عُمان، أشارت النصف إلى أن العلاقة بين مركز مناظرات قطر وسلطنة عُمان «تمتد منذ تأسيس المركز، وتطورت لتشمل إنشاء مركز مناظرات عُمان وتنظيم بطولاتٍ محلية ناجحة، إلى جانب مشاركة الشباب العُماني في الفعاليات الإقليمية والدولية».
وأوضحت، أن استضافة السلطنة للبطولة الآسيوية للمرة الثانية "تعكس عمق التعاون بين الجانبين"، وقالت: لقد لمسنا تنظيمًا عالي المستوى وكرما عُمانيا أصيلا يعكس الصورة المشرفة لعُمان وقدرتها على احتضان الفعاليات الكبرى بروح من التميّز والاحترافية.
التعبير عن الأفكار بدقة وعمق
ومن بين المشاركين، قال مجيب الرحمن، الطالب اليمني في الجامعة المحمدية في جاكرتا بإندونيسيا: "كانت سلطنة عُمان من أكثر الدول التي رغبت في زيارتها منذ زمن، لقربها الثقافي والجغرافي من اليمن. وجودي هنا فتح أمامي أبوابًا جديدة للتعامل مع ثقافاتٍ أخرى من ماليزيا وتايلاند وغيرها".
وأضاف: إن استعدادات فريقه قبل البطولة «كانت مكثفة من خلال مناظرات داخل الجامعة ومع فرق محلية في إندونيسيا، وقد منحنا ذلك ثقة كبيرة قبل الوصول إلى مسقط.
وأشار إلى أن دخوله عالم المناظرات بدأ عند التحاقه بقسم اللغة العربية في الجامعة بهدف تقوية لغته الفصحى، لكنه اكتشف أنه مجال ممتع ومفيد بجوانب عدة، ليس لغويا فحسب، بل فكريا أيضا.
وأكد مجيب أن اللغة العربية في المناظرات تمثل «مساحة للإبداع، لأنها تُسهّل التعبير عن الأفكار بدقةٍ وعمق، وكلما أتقنتها أصبح من السهل أن توصّل فكرتك بوضوح».
وقال في رسالة إلى الشباب: "أنصح الشباب بدخول هذا المجال، لأنه يُنمّي التفكير النقدي، ويجعلهم أكثر قدرة على تحليل الخطاب ومواجهة التضليل والأخبار الزائفة بالفكر والمنطق".
تأكيد على هوية اللغة
وفي السياق ذاته، قالت نهاد بنت خالد الراشدية، المحكّمة والمدرّبة الدولية في مركز مناظرات عُمان:
خبرتي في مجال المناظرات بدأت منذ الأكاديمية الأولى التي نظّمها المركز، والتي خرجت نخبةً من المحكّمين الذين عمل على تأهيلهم وتدريبهم التدريب الأمثل حتى يكونوا اليوم مشاركين في مثل هذه البطولات الدولية، ويغطّوا الاحتياج في البطولات الوطنية.
وأضافت: استعداداتنا لهذه البطولة بدأت في 25 أكتوبر الجاري من خلال ورشٍ تدريبيةٍ مكثفة أشرف عليها مدربون من مركز مناظرات قطر، وركّزت على التغذية الراجعة، وبناء المواقف، وتسجيل الدرجات، واستمرت لثلاثة أيام.
وأشارت إلى أن هذه التجربة تعني لها الكثير، وتعتبرها إنجازا شخصيا ووطنيا، لأنها تتيح لها نقل الخبرة إلى زملائها، وتمثل أيضًا إنجازًا لعُمان في قدرتها على المشاركة بتحكيم بطولة بهذا الحجم.
وبيّنت الراشدية، أن المناظرات تصنع شخصياتٍ حقيقية وتُنمّي الكاريزما القيادية، وتعلّم أدب الحوار واستراتيجيته.
وفي حديثها عن حضور اللغة العربية تشير الراشدية إلى أنه تأكيد على هويتنا ومسؤوليتنا تجاه لغتنا الأم، خصوصًا ونحن نرى فرقا غير ناطقة بالعربية تتناظر بلغة فصيحة، مما يشكّل دافعا إضافيا للحفاظ عليها وإبقائها حيّة في وجدان الأجيال.
نافذة على الثقافة العربية
وقالت ربا نزال من الجامعة الأسترالية الوطنية: إن "البيئة في أستراليا، كحال الدول الغربية جميعها، لا تساعد على ممارسة العربية الفصحى، لذلك نحاول دائمًا التواصل مع متحدثين بالعربية من بلدان أخرى. وكما ترون اليوم، فريقنا مكوّن من أستراليين ليسوا من أصلٍ عربي، ولكنهم يتحدثون العربية بفصاحة.
وأضافت: المشاركة هنا منحتنا فرصة لممارسة اللغة والتفكير بها في سياقٍ واقعي، وهذا مكسب كبير لنا كطلاب نعيش خارج العالم العربي".