لماذا تعتبر النرويج من أكثر الدول إنتاجية؟
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
شارك سوندر كفام، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "ناير"، وهي منصة للواقع الافتراضي مقرها في أوسلو (عاصمة النرويج)، رؤى مع موقع "بيزنس إنسايدر" حول سبب تصنيف النرويج باستمرار بين الدول الأكثر إنتاجية وسعادة في العالم.
وتبرز النرويج، التي غالبا ما يتقدم عليها الاقتصاد السويدي الأكبر حجما، بإنتاجيتها المبهرة، حيث تظهر بشكل ملحوظ ضمن المراكز الثلاثة الأولى على مستوى العالم عند النظر في الناتج المحلي الإجمالي لكل ساعة عمل.
وأشار كفام، الذي يتمتع بخبرة واسعة في كل من النرويج والولايات المتحدة، إلى الاختلافات الرئيسية في ثقافة العمل بين البلدين. وأكد: "في النرويج، لدينا فصل واضح بين العمل والحياة الشخصية، والالتزام بالمواعيد أمر مفروغ منه".
على عكس الولايات المتحدة، حيث يمكن أن تمتد ساعات العمل إلى 80 ساعة في الأسبوع مع أنشطة مثل صالة الألعاب الرياضية وتناول الطعام في كثير من الأحيان.
يلتزم النرويجيون بشكل صارم بساعات العمل التقليدية، عادة من الساعة 8 صباحا حتى 4 مساء، مع التركيز بشكل مكثف على مهامهم خلال هذه الأوقات.
في الولايات المتحدة يمكن أن تمتد ساعات العمل إلى 80 ساعة في الأسبوع (شترستوك) دور التعاون في الإنتاجيةترجع فعالية نموذج العمل النرويجي جزئيا إلى الممارسات التعاونية بين أصحاب العمل والموظفين والنقابات وفقا لكفام. على سبيل المثال، يتعين على الشركات التي تضم أكثر من 30 موظفا أن تضم "ممثلا للموظف" في مجالس إدارتها.
علاوة على ذلك، فإن مفاوضات الرواتب السنوية تشمل النقابات وجمعيات أصحاب العمل، التي تحدد معايير الأجور على مستوى الصناعة ولكنها تسمح بالمرونة لمكافأة أصحاب الأداء العالي.
التركيز على العمل العميق"العمل العميق هو الوضع الافتراضي هنا"، قال كفام، مسلطًا الضوء على التركيز على الإنتاجية دون تشتيت الانتباه مثل المهام الشخصية أو فترات الراحة الطويلة. ويتم تسهيل ذلك من خلال المعايير العامة، مثل الاستخدام الواسع النطاق لسماعات الرأس المانعة للضوضاء في المكاتب لتقليل حالات الانقطاع.
التوازن بين العمل والحياة والوقت الشخصييقدر المجتمع النرويجي أيضا التوازن بين العمل والحياة، مع وجود لوائح صارمة بشأن ساعات العمل والتركيز على الوقت الشخصي. على سبيل المثال، يقوم كفام بتخصيص إعدادات الإشعارات الخاصة به لتقليل انقطاعات العمل خارج ساعات العمل، وهو ما يعتقد أنه يساعد في الحفاظ على الإنتاجية والإلهام.
أهمية الالتزام بالمواعيدالالتزام بالمواعيد هو حجر الزاوية الآخر في آداب المهنة النرويجية. التأخر لا يعتبر مجرد زلة بسيطة، بل خطأ خطير، "إذا لم تكن متقدما، فأنت متأخر"، قال كفام، موضحا أن انتظار شخص متأخر يعتبر مضيعة للوقت والمال.
التحديات في إطار الثقافة المتوازنةوفي حين تتفوق النرويج في الحفاظ على ثقافة عمل منتجة ومتوازنة، فإنها لا تزال تواجه تحديات نموذجية في مكان العمل.
ويشير كفام إلى أهمية الحفاظ على حدود صارمة، وهي ممارسة تجسدها زوجته، عالمة البيانات التي تضمن الحد الأدنى من التدخل في حياتها الشخصية عن طريق إغلاق الإشعارات بعد ساعات العمل بينما لا يستطيع فعله هو كما يقول. ويساعد هذا النهج المنضبط في تخفيف التوتر المحتمل ويعزز الرضا الوظيفي بشكل عام.
ولا تعمل هذه الإستراتيجية على تعزيز مكانة النرويج كدولة رائدة عالميا في الإنتاجية فحسب، بل تعمل أيضا كنموذج مثالي لتحقيق توازن متناغم بين الإنجازات المهنية والرفاهية الشخصية، وفقا لكفام، حيث تحقق النرويج إنتاجية عالية وانسجاما بين العمل والحياة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ريادة بین العمل والحیاة ساعات العمل
إقرأ أيضاً:
لماذا هانى أبوريدة؟
لم يكن مفاجأة اختيار المهندس هانى أبوريدة قائمته التى خاض بها قيادة اتحاد الكرة لأربع سنوات مقبلة، وهى قائمة يغلب على أعضائها أنها مغمورة ولم يمارسوا لعبة كرة القدم.
وعندما وقعت عيناى على القائمة قبل الانتخابات تفاءلت وتوقعت نجاحها، وتأكد لى أن أبوريدة سيحقق إنجازاً عندما نجح بالتزكية.
ليس لأن نجوم الكرة سبب فشل الكرة المصرية، أو أنهم قليلو الخبرة، أو أن الرجل عنده «عقدة» من النجوم كما يحاول البعض أن يحلل سبب إعطاء أبو ريدة ظهره لكل ما هو تحت مظلة الكرويين.
فالرجل بحكم خبرته الدولية والمحلية يرى أن أولى خطوات النجاح العمل فى بيئة هادئة بعيدة عن الصراعات والتغنى بالنجومية، والتعالى على الآخرين، وكأن من «لعب» كرة قدم دون دراسة أو عمل إدارى والتدرج بسلمه يحق له فعل أى شىء وقيادة أى منظومة كروية، لا سيما أن هناك قرارات مصيرية تحدد ملامح مستقبل وسمعة الكرة المصرية على المستويين الإفريقى والدولي، وهى فى حاجة لأشخاص قادرين إدارياً على العمل فى أجواء صحية، والسرية هى عنوان النجاح وعدم خروجها من الغرف المغلقة.
ونجح أبو ريدة فى رهانين وليس رهاناً واحداً، الأول.. اختياره أدرجية بامتياز، والثانى تهيئة الأجواء القادرة على القذف بالكرة المصرية خطوات كبيرة للأمام.
وأيّا كانت الأسباب وراء انسحاب الجميع من أمام أبو ريدة وتفسير البعض لها بمسميات غريبة، إلا أنها فى النهاية إمكانيات تضع عضو المكتب التنفيذى بالاتحادين الإفريقى والدولى فى المكانة المناسبة لقيادة الكرة المصرية، خاصة أن عمله بالفيفا أكسبه خبرات ومعرفة كبيرة بـدهاليز الساحرة المستديرة.
وعندما يتعرض رجل مرشح ومنافس لضغوط للانسحاب مهما كان اسمه فهو غير جدير بقيادة الكرة المصرية، والبعض فضل الانسحاب لرغبته فى أن يعيش بقية حياته فى هدوء رغم أنه يعشق النجاحات فى العمل الإدارى احترامًا لشخصه وللمكانة التى حققها من قبل فى صمت دون تجريح أو استثارة غضب الآخرين.
أبوريدة عايش عمالقة الإدارة الكروية فى مصر وكان أحد أعضاء مجلس إدارة المرحوم- بإذن الله- سمير زاهر، ومن المقربين له وصديق عمره ويعلم ما عاناه الراحل صباح مساء، يصحو على مشكلة صباحًا وينام على أخرى وتتخذ قرارات سرية وتذاع فى الفضائيات بعد دقائق، ولا يجد الرجل أمامه سوى «لطم الخدود»!
وأحد الأسباب الرئيسية التى تدعو للتفاؤل أن أبو ريدة بين يديه سلبيات السنوات العجاف الماضية التى تسببت فى أوجاع كثيرة للكرة المصرية بسبب أخطاء إدارية ساذجة أصابت العاملين فى المنظومة، وهو قادر على تلافيها ومن معه من أعضاء المجلس.
وعليه اختيار لجنة فنية تضم 5 أو 6 أفراد، كل عضو مميز فى تخصصه «التحكيم والمسابقات وشئون اللاعبين.. إلخ» يتمتعون بالخبرة والثقة والأمانة.
ويبقى الاختبار الأصعب فى كيفية أن يصبح اتحاد الكرة أقوى من الأندية خاصة الأهلى والزمالك وعدم المحاباة وكيفية مساندة المظلوم وهو تحدٍ سقط كثيرون فى بئر نسيانه وخرج ملف بعضهم رغم بعض النجاح به ثقوب سوداء!