الجزيرة:
2025-04-07@05:57:05 GMT

اللعب الخشن.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

اللعب الخشن.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك

عراك بالوسائد أو شقلبات أو حتى جلسة من المصارعة الخفيفة، كل هذه الألعاب غالبا ما يصاحبها نوبة عالية من ضحك وقهقهات الأطفال الذين يستمتعون بين حين وآخر بتلك النوعية من الأنشطة مع آبائهم.

ولكن قد يساور بعض الآباء والأمهات مخاوف من أن هذا الشكل من اللعب العنيف قد يؤذي صغارهم أو يعرضهم لمشكلات جسدية أو سلوكية، فما هو المعيار الذي يضمن سلامة واستمتاع الطفل؟

فوائد اللعب العنيف

من منا لا يقدّر سلامة الأطفال ويضعها المعيار الأول للعب في المقام الأول؟ ومع ذلك، يتضح أن اللعب الخشن أو الذي يتمتع ببعض "العنف الآمن" له العديد من الفوائد الحقيقية في حياة الأطفال.

اللعب الخشن يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية مسؤولة عن تغذية مناطق الدماغ المتعلقة بالذاكرة واللغة والمنطق (غيتي إيميجز)

فقد ألقى الباحثون نظرة علمية على تأثير الخشونة وما سموه بـ"العنف الآمن" في اللعب مع الأطفال الصغار في مراحل عمرية مختلفة، ووجدوا أنه:

يجعل الأطفال أكثر ذكاءً

من الناحية الفنية، يؤدي اللعب الخشن إلى إطلاق مواد كيميائية مسؤولة عن تغذية مناطق الدماغ المتعلقة بالذاكرة واللغة والمنطق، وهو ما يسهم بصورة غير مباشرة في تعزيز نمو الخلايا العصبية.

يساعد على بناء المهارات الاجتماعية

كما يساعد اللعب الخشن الأطفال على اكتساب ضبط النفس ويصبحون أكثر ثقة عاطفيا في الأقرباء منهم. ومن خلال الخشونة، يتعلم الأطفال قراءة مشاعر الآخرين، وكذلك التحكم في عواطفهم.

وبالرغم من الاعتقاد أن الأطفال الذين يعانون من سلوكيات عدوانية يتصرفون بهذه الطريقة لأنهم يقلّدون سلوكا عدوانيا شاهدوه لدى الآخرين. تظهر الأبحاث الحديثة أن العدوان يظهر بشكل تلقائي فطري عند الأطفال، لكنه يبدأ في الانخفاض عندما يتعلم الأطفال التعبير عن مشاعرهم بشكل مناسب، وبالتالي يكون هذا السلوك بمثابة تعبير عن مشاعرهم بشكل فعّال وصحي.

 

اللعب الخشن يساعد الأطفال على اكتساب ضبط النفس ويصبحون أكثر ثقة عاطفيا في الأقرباء منهم (غيتي إيمجيز) تعزيز اللياقة البدنية والشعور بالحرية

اللعب بخشونة قد يحسِّن أيضا من مستوى اللياقة البدنية عند الصغار، فاللعب الخشن لا يقتصر فقط على من لديه أكبر قوة، ومن يمكنه تثبيت الآخر بشكل أسرع عند لعبة العراك بين الأبوين من جهة والأطفال من جهة أخرى، بل يتضمن تحسين اللياقة البدنية لدى الصغار أيضًا من ناحية التعلم الحركي المعقد، والتركيز والتنسيق، ولياقة القلب والأوعية الدموية.

وقد يكون اللعب الخشن بمثابة تمرين رياضي يقوم الطفل بممارسته دوريا، مما يسهم في تعزيز صحته البدنية والنفسية بسبب تفريغ الطاقة وتقليل التوتر واللعب بحرية.

اللعب الخشن حسب الفئة العمرية

يستمتع الأطفال من مختلف الأعمار باللعب بشكل خشن، سواء كان ذلك فيما بينهم أو مع الوالدين. ويكون ذلك من خلال العراك الآمن، والرقص أو القفز أو رفع الطفل في الهواء، أو شقلبته على الفراش و"زغزغته" (الدغدغة) بمختلف الصور المعتادة الأخرى.

وفي مرحلة سن الرضع، يستمتع الطفل بالحركة المثيرة والمفاجئة، طالما أنه يشعر بالأمان. فيحب مثلا أن يقفز على ركبتي والديه أو أن يُرفع في الهواء. وهنا يجب أن يكون الأبوان لطيفين مع الأطفال الصغار لتجنب أي إصابة.

لاحقا، يحب الأطفال الصغار في طفولتهم المبكرة وخلال سنوات عمرهم الأولى لعب المطاردة أو اللعب بالدمى، والدوران والرقص، والعراك بالوسائد و"الزغزغة". ويعمل هذا النوع من اللعب النشط بشكل أفضل عندما يكون الأطفال يقظين تماما ولا يُتوقع منهم الذهاب للنوم قريبا.

أما الأطفال في سن المدرسة الابتدائية، فهم عادة ما يكونون الأكثر عنفا وحبا للعب الخشن، خاصة مع أصدقائهم. لذلك غالبا ما يستمتعون بالمصارعة الآمنة على الأسطح الطرية مثل الأسرّة، حيث يمكنهم السقوط أو التدحرج بأريحية.

اللعب بخشونة قد يحسّن أيضا مستوى اللياقة البدنية عند الصغار (غيتي إيميجز) محاذير اللعب بعنف لسلامة طفلك

الرضع، والأطفال الصغار خاصة معرضون للإصابة، لأن رؤوسهم أكبر من بقية أجسادهم، وعضلات رقبتهم ضعيفة، مما يجعل من الصعب عليهم دعم رؤوسهم.

إضافة لذلك، قد تكون جمجمة الطفل غير الناضجة أرق وأوعيته الدموية أكثر عرضة للتمزق من تلك الموجودة لدى الأطفال الأكبر سنا والبالغين.

ومع أن الآباء والأمهات لديهم طرق مختلفة للتواصل واللعب مع أطفالهم ولكن إذا ما رغبوا في ملاعبة صغيرهم بشكل عنيف، فيجب مراعاة ما يلي:

لا تهز الطفل بقوة أبدا: هز الطفل بقوة يمكن أن يسبب إصابات خطيرة ويؤدي إلى حالة تعرف باسم صدمة الرأس المسيئة (AHT) أو متلازمة الرضيع المهزوز التي قد تفضي إلى إعاقات خطيرة للعين والأذن والدماغ، أو حتى نزيف المخ والموت.

في المقابل قم بهز طفلك بلطف على ساقك، أو على أرجوحة، أو حركه بين ذراعيك بلطف.

لا ترمِ طفلك عاليا في الهواء، وبشكل خاص إذا كان عمره أقل من عامين. ومن الأفضل بدلا من ذلك رفعه بلطف وأمان وتحريكه في الهواء ببطء. أو يمكنك أرجحته بلطف من جانب إلى آخر.

لا ترفع طفلك أبدا من ذراعيه: خلال الأشهر القليلة الأولى، يجب رفع طفلك بلطف ووضع رقبته ورأسه في راحة يديك. وبمجرد أن يتمكن من الجلوس والوقوف، يمكن حمله بوضع يديك تحت إبطيه. أما إذا قمت بسحب طفلك للأعلى أو أرجحته من ذراعيه أثناء اللعب، فقد يؤدي ذلك لخلع مفاصل الكتف الحساسة.

وفي أعمار متقدمة نسبيا، مثل عمر 3 سنوات أو أكثر، من المهم التحدث مع الأطفال حول معايير وقوانين اللعب الخشن، خاصة فيما بينهم، لضمان استمتاع آمن وممتع للجميع.

إذ عادة ما يبتسم الأطفال ويضحكون في اللعب العنيف بشكل آمن، وتظهر عليهم الإثارة والمتعة والحماسة، ولا يتعرض أحد للمضايقة أو الأذى، أما إذا ظهر على أي طفل ملامح عبوس أو بكاء أو خوف أو غضب، فهذا ليس لعبا وقد تجاوز الأطفال حدودهم.

ومن المهم الانتباه إلى أن اللعب الخشن قد يؤدي في بعض الأحيان لعراك حقيقي، لذا يجب على الوالدين وضع بعض القواعد حول ما هو مقبول وما هو غير مقبول أثناء اللعب للحفاظ على سلامة الجميع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات اللیاقة البدنیة الأطفال الصغار فی الهواء

إقرأ أيضاً:

«الفارس الشهم 3» تقدم كسوة لأطفال من جنوب غزة

غزة (الاتحاد)
نفذت عملية «الفارس الشهم 3» فعالية إنسانية بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، شملت توزيع كسوة على الأطفال في مدرستين تأويان نازحين بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وذلك في إطار جهودها المستمرة لدعم الأطفال ومساندة العائلات المتضررة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من المشاريع والبرامج الإنسانية المستمرة، تنفذها العملية بهدف مساندة الأسر الفلسطينية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان القطاع، خصوصاً في مناطق النزوح التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
وتواصل عملية «الفارس الشهم 3» تقديم المساعدات الإغاثية في مختلف مناطق قطاع غزة، عبر برامج تشمل توزيع المواد الغذائية، والملابس، والمستلزمات الصحية، ضمن استجابة إنسانية شاملة للتخفيف من معاناة النازحين.
في غضون ذلك، أكدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أمس، أن الأطفال هم الأكثر استهدافاً بالعدوان الإسرائيلي، حيث قتل أكثر من 17 ألفاً منهم في قطاع غزة، معظمهم طلبة مدارس، منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت في بيان، بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الموافق 5 أبريل، إن «التعليم في فلسطين، وخاصة في غزة، يتعرض للاستهداف المباشر من الاحتلال، الذي لا يزال يدمّر المدارس ويعرقل وصول الأطفال إلى بيئة تعليمية آمنة».

أخبار ذات صلة تحرك مصري جديد لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة «الأونروا»: 1.9 مليون شخص تشردوا قسرياً في غزة

وبينت الوزارة أن الطلبة يواجهون يومياً العديد من التحديات جراء الظروف القاهرة التي يمرون بها، خاصة في قطاع غزة والقدس والمناطق المسماة (ج ) في الضفة الغربية»، لافتة إلى أن مقتل أكثر من 17 ألف طفل في غزة، يعكس عمق المأساة التي يعيشها الأطفال، ويكشف عن أن وراء كل رقم قصة حياة وذكريات ومواقف.
وفي السياق، اعتبرت منظمة عالمية أن القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، أصبحت حبراً على ورق، في ظل استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.
وبين مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، أن يوم الطفل الفلسطيني يمر هذا العام في ظل جرائم وانتهاكات غير مسبوقة ضد الأطفال الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023. وقال، إن تلك الانتهاكات لامست كل حقوق الأطفال المقرة ضمن الاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل، التي كان يفترض أن تقدم الرعاية والحماية للأطفال في مناطق النزاع أو تحت الاحتلال العسكري، مضيفاً أنه لم يبق أي حق للأطفال في غزة إلا تم اجتثاثه من الأساس، سواء الحق في الحياة أو التعليم والصحة وغيرها.
بدورها، دعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أمس، إلى ضرورة إنقاذ جميع أطفال قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية متواصلة، وشددت على الحاجة الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • دعاء دفع الكسل والخمول والعجز.. يجعلك أكثر نشاطًا ويشرح صدرك
  • للحوامل.. التعرض لهذه المادة الكيميائية الشائعة قد يؤثر على نمو دماغ طفلك
  • في يوم الطفل الفلسطيني:استشهاد وإصابة 100 طفل في غزة كل يوم وأكثر من 350 طفلاً في سجون الاحتلال
  • «الفارس الشهم 3» تقدم كسوة لأطفال من جنوب غزة
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أكثر من 350 طفلًا
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أكثر من 39 ألف يتيم في قطاع غزة
  • في يومهم الوطني أطفال غزة تحت مقصلة الإبادة الإسرائيلية
  • في يوم الطفل الفلسطيني: أكثر من 17 ألف طفل شهيد في غزة
  • استشهاد أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أين إنسانية العالم؟