عربي21:
2024-06-29@14:32:24 GMT

ميزانية لحكومة حماد وحكومة ادبيبة تنتظر التوافق

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

أقر مجلس النواب في ليبيا خطة الميزانية التي قدمتها الحكومة المكلفة من قبلها برئاسة أسامة حماد، وطلب حماد الإذن بإنفاق نحو 90.5 مليار دينار ليبي (15 مليار دولار تقريبا)، وتتوزع الميزانية المقترحة من حكومة حماد على إنفاق 56 مليار دينار على المرتبات و20 مليار على الدعم و11.3 لتسيير الجهاز الحكومي و3.2 تقريبا على مشروعات التنمية، والتي جاءت تحت اسم النفقات الرأسمالية، وهي التسمية غير المعهودة ولا المعمول بها في الدولة.



وينبغي التنبيه أولا أنها ليست المرة الأولى التي تعتمد فيها ميزانية للحكومة الموازية لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا، والتي لا تزال تمارس صلاحيات إدارة المالية العامة، وتستلم الإيرادات العامة وتقرر أوجه صرفها، فحتى العام الماضي ما تزال أبواب الميزانية الأساسية وهي المرتبات والدعم والنفقات التسييرية تنفذ من قبل حكومة الوحدة الوطنية، بما في ذلك مرتبات أعضاء مجلس النواب الذين أقروا ميزانية حكومة حماد.

إنفاذ ميزانية حكومة حماد في شقيها، الإيرادات والنفقات، يحتاج إلى ترتيبات وإجراءات معقدة لا يمكن أن تقع بمجرد إعطاء الأذن للحكومة الموازية بإنفاق ما يزيد عن 90 مليار دينار، ولأن البلد تعيش أزمة حادة يتدخل المجتمع الدولي فيها بقوة ويفرض إرادته على إرادة أطراف النزاع الليبي، فإن إنفاذ هذه الميزانية يتطلب موافقة دولية، وهذا ما لم يمكن الجزم به بعد، والإرادة الدولية متجهة إلى إبقاء الوضع المالي والإداري للدولة على ما هو عليه إلى حين الاتفاق على التغيير الحكومي.

إن بعض الخلاف الذي وقع بين رئيس حكومة الوحدة، عبدالحميد ادبيبة والمحافظ، الصديق الكبير، إنما يعود إلى اتجاه الكبير للتعامل مع الحكومة الموزاية في الشرق الليبي، خاصة في تمويل مشروعات التنمية.. قرار إخضاع عوائد النفط، التي تشكل 95% من الإيرادات المتضمنة في الميزانية الجديدة، ليس بيد مجلس النواب، وقطاع النفط ليس تابعا للحكومة الموازية حتى هذه اللحظة، وكذا الإيرادات السيادية (الضرائب والرسوم وما في حكمها) والبالغة 4.1 مليار دينار حسب الأرقام الواردة في خطة الميزانية التي أقرها مجلس النواب، ليس لحكومة حماد يد على أغلبها، ونقل صلاحيات إدارتها، جباية وإنفاقا، يتطلب أكثر بكثير من مجرد المصادقة على ميزانية حكومة ما تزال لا تحظى بالاعتراف الدولي ولا تتعامل معها أغلب المصالح والمؤسسات العامة في الدولة.

الهامش المالي الذي يمكن أن تتمتع به حكومة حماد هو المتعلق بالنفقات الرأسمالية أو مشروعات التنمية، فالمصرف المركزي لن يقبل، ولا يستطيع، أن يحيل مخصصات المرتبات والدعم والنفقات التسييرية لحكومة حماد لإدراكه أنه يتسبب في فوضى سيكون مسؤولا عنها بشكل أو آخر، لكنه يمكن أن يجد فسحة في مخصصات باب التنمية، وهذه ليست صلاحيات أصيلة للمصرف المركزي، وإنما هي تجاوز يعود للوضع السياسي والإداري الدولة، وللثقافة السائدة في المنتظم البيرواقرطي الليبي الذي يغيب فيه احترام القانون والوقوف عند الصلاحيات والمسؤوليات التي يقررها لمؤسسات الدولة، وتتعاظم فيه سلطة ونفوذ رئاسة تلك المؤسسات.

بحسب مصادر مطلعة، فإن بعض الخلاف الذي وقع بين رئيس حكومة الوحدة، عبدالحميد ادبيبة  والمحافظ، الصديق الكبير، إنما يعود إلى اتجاه الكبير للتعامل مع الحكومة الموزاية في الشرق الليبي، خاصة في تمويل مشروعات التنمية، ولأن الخلاف بين ادبيبة والكبير لم ينته إلى اتفاق، وأن تقاربا قد وقع بين الأخير ومجلس النواب مؤشره الأبرز التناغم في فرض رسوم على بيع العملات الأجنبية بنسبة 27%، الذي اقترحه المركزي وأصدر مجلس النواب قرار بشأنه، فليس من المستبعد أن يسيَّل الكبير النفقات الرأسمالية ومشاريع التنمية لحكومة حماد، ولديه حجة وهي أن ميزانية حماد يتوفر لها غطاء قانوني بعكس حكومة ادبيبة التي تقوم بإصدار قرارات التغطية المالية وتنفذها.

يوجد بعد سياسي يمكن أن يفهم من خلاله بعض ما يجري من تطورات على الساحة الليبية وهو أن الحراك الاقتصادي والمالي يصب في اتجاه تغيير حكومي تضغط باتجاهه جبهة الشرق، فقد سبق إقرار الميزانية إعلان رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح عن اتفاق بينه وبين رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، بخصوص التغيير الحكومي، وأكد الأخير كلام عقيلة صالح، بل أشار إلى علم ادبيبة بذلك وعدم تحفظه عليه، وإذا قرنا ذلك بالتدابير التي وقعت بخصوص البعثة الأممية المعنية بالأزمة الليبية بتعيين ستيفاني خوري، الأمريكية الجنسية، نائبة لرئيس البعثة، ليتبع ذلك استقالة باتيلي، يمكن القول أن المعادلة السياسية التي تبلورت بعد اتفاق تونس ـ جنيف مطلع العام 2021م في اتجاهها للتغيير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا الميزانية الاقتصادي ليبيا اقتصاد ميزانية رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة عالم الفن سياسة رياضة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشروعات التنمیة حکومة الوحدة ملیار دینار مجلس النواب لحکومة حماد حکومة حماد یمکن أن

إقرأ أيضاً:

“الدبيبة” يبحث الميزانية التنموية ويتابع قطاع النفط والغاز

الوطن| رصد

عقد صباح اليوم بمقر ديوان المحاسبة اجتماع ضم رئيس الحكومة المنتهية عبدالحميد الدبيبة ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، حيث تناول الاجتماع مناقشة عدد من الملفات الخدمية وملامح الميزانية التنموية للعام 2024، بالإضافة إلى متابعة قطاع النفط والغاز.

و تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة تطوير الخطة التنموية وضمان التدفقات المالية للمشروعات الجارية، ومتابعة المشروعات التنموية لقطاعي الكهرباء والنفط وتهدف هذه الجهود إلى استقرار شبكة الكهرباء ومعالجة التحديات في عدد من البلديات وتوفير المواد التشغيلية اللازمة.

كما أكد الدبيبة خلال الاجتماع على أهمية التركيز على مشروعات المياه والصرف الصحي وإعطائها الأولوية في كافة الخطط التنموية، لضمان وصول مياه الشركة لكافة البلديات والمناطق، ومعالجة مشاكل الصرف الصحي من خلال إنشاء المحطات الأساسية.

و تم الاتفاق أيضًا على ضرورة الاستمرار في دعم الأجهزة التنفيذية وقطاعي الكهرباء والنفط، ودفع عجلة التنمية، إلى جانب دعم جهود الحكومة في نقل الاختصاصات للبلديات وتنفيذ التنمية المحلية وتفعيل دور البلديات.

كما حضر الاجتماع وزير النفط والغاز المكلف، ووزير التخطيط المكلف، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، ومدير الإدارة العامة للقطاع السيادي، ومدير الإدارة العامة للقطاع الخدمي بديوان المحاسبة.

الوسوم#شبكة الكهرباء #قطاع النفط التنمية المحلية الميزانية التنموية مشروعات المياه

مقالات مشابهة

  • عبد العزيز لـ الكبير: حتى لو عندك مشكلة مع حكومة الوحدة لا تعالج بهذه الطريقة
  • “يحيى” يناقش عرض اللجنة الأفريقية للطاقة النووية بشأن تسخير الطاقة لأغراض التنمية المستدامة
  • المهندس “بالقاسم حفتر” يطلع رئيس مجلس النواب على سير مشاريع التنمية والإعمار
  • الاستقرار: حماد يشكل لجنة فنية لدراسة أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الأورام
  • “حماد” يلتقي رئيس مجلس النواب وأعضاء لجنة إعادة هيكلة الميزانية العامة للدولة
  • “التكبالي”: الفوضى في رأس اجدير تظهر حاجة ليبيا إلى حكومة قوية
  • الحكومة تبحث مع ديوان المحاسبة عدد من الملفات الخدمية وملامح الميزانية التنموية للعام 2024
  • “الدبيبة” يبحث الميزانية التنموية ويتابع قطاع النفط والغاز
  • دفاع النواب: 30 يونيو منعطف تاريخي أظهر معدن الشعب المصري
  • مرسومان سلطانيان بالتصديق على اتفاقيتين مع مصر واندونيسيا