عربي21:
2025-01-23@18:26:15 GMT

ميزانية لحكومة حماد وحكومة ادبيبة تنتظر التوافق

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

أقر مجلس النواب في ليبيا خطة الميزانية التي قدمتها الحكومة المكلفة من قبلها برئاسة أسامة حماد، وطلب حماد الإذن بإنفاق نحو 90.5 مليار دينار ليبي (15 مليار دولار تقريبا)، وتتوزع الميزانية المقترحة من حكومة حماد على إنفاق 56 مليار دينار على المرتبات و20 مليار على الدعم و11.3 لتسيير الجهاز الحكومي و3.2 تقريبا على مشروعات التنمية، والتي جاءت تحت اسم النفقات الرأسمالية، وهي التسمية غير المعهودة ولا المعمول بها في الدولة.



وينبغي التنبيه أولا أنها ليست المرة الأولى التي تعتمد فيها ميزانية للحكومة الموازية لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا، والتي لا تزال تمارس صلاحيات إدارة المالية العامة، وتستلم الإيرادات العامة وتقرر أوجه صرفها، فحتى العام الماضي ما تزال أبواب الميزانية الأساسية وهي المرتبات والدعم والنفقات التسييرية تنفذ من قبل حكومة الوحدة الوطنية، بما في ذلك مرتبات أعضاء مجلس النواب الذين أقروا ميزانية حكومة حماد.

إنفاذ ميزانية حكومة حماد في شقيها، الإيرادات والنفقات، يحتاج إلى ترتيبات وإجراءات معقدة لا يمكن أن تقع بمجرد إعطاء الأذن للحكومة الموازية بإنفاق ما يزيد عن 90 مليار دينار، ولأن البلد تعيش أزمة حادة يتدخل المجتمع الدولي فيها بقوة ويفرض إرادته على إرادة أطراف النزاع الليبي، فإن إنفاذ هذه الميزانية يتطلب موافقة دولية، وهذا ما لم يمكن الجزم به بعد، والإرادة الدولية متجهة إلى إبقاء الوضع المالي والإداري للدولة على ما هو عليه إلى حين الاتفاق على التغيير الحكومي.

إن بعض الخلاف الذي وقع بين رئيس حكومة الوحدة، عبدالحميد ادبيبة والمحافظ، الصديق الكبير، إنما يعود إلى اتجاه الكبير للتعامل مع الحكومة الموزاية في الشرق الليبي، خاصة في تمويل مشروعات التنمية.. قرار إخضاع عوائد النفط، التي تشكل 95% من الإيرادات المتضمنة في الميزانية الجديدة، ليس بيد مجلس النواب، وقطاع النفط ليس تابعا للحكومة الموازية حتى هذه اللحظة، وكذا الإيرادات السيادية (الضرائب والرسوم وما في حكمها) والبالغة 4.1 مليار دينار حسب الأرقام الواردة في خطة الميزانية التي أقرها مجلس النواب، ليس لحكومة حماد يد على أغلبها، ونقل صلاحيات إدارتها، جباية وإنفاقا، يتطلب أكثر بكثير من مجرد المصادقة على ميزانية حكومة ما تزال لا تحظى بالاعتراف الدولي ولا تتعامل معها أغلب المصالح والمؤسسات العامة في الدولة.

الهامش المالي الذي يمكن أن تتمتع به حكومة حماد هو المتعلق بالنفقات الرأسمالية أو مشروعات التنمية، فالمصرف المركزي لن يقبل، ولا يستطيع، أن يحيل مخصصات المرتبات والدعم والنفقات التسييرية لحكومة حماد لإدراكه أنه يتسبب في فوضى سيكون مسؤولا عنها بشكل أو آخر، لكنه يمكن أن يجد فسحة في مخصصات باب التنمية، وهذه ليست صلاحيات أصيلة للمصرف المركزي، وإنما هي تجاوز يعود للوضع السياسي والإداري الدولة، وللثقافة السائدة في المنتظم البيرواقرطي الليبي الذي يغيب فيه احترام القانون والوقوف عند الصلاحيات والمسؤوليات التي يقررها لمؤسسات الدولة، وتتعاظم فيه سلطة ونفوذ رئاسة تلك المؤسسات.

بحسب مصادر مطلعة، فإن بعض الخلاف الذي وقع بين رئيس حكومة الوحدة، عبدالحميد ادبيبة  والمحافظ، الصديق الكبير، إنما يعود إلى اتجاه الكبير للتعامل مع الحكومة الموزاية في الشرق الليبي، خاصة في تمويل مشروعات التنمية، ولأن الخلاف بين ادبيبة والكبير لم ينته إلى اتفاق، وأن تقاربا قد وقع بين الأخير ومجلس النواب مؤشره الأبرز التناغم في فرض رسوم على بيع العملات الأجنبية بنسبة 27%، الذي اقترحه المركزي وأصدر مجلس النواب قرار بشأنه، فليس من المستبعد أن يسيَّل الكبير النفقات الرأسمالية ومشاريع التنمية لحكومة حماد، ولديه حجة وهي أن ميزانية حماد يتوفر لها غطاء قانوني بعكس حكومة ادبيبة التي تقوم بإصدار قرارات التغطية المالية وتنفذها.

يوجد بعد سياسي يمكن أن يفهم من خلاله بعض ما يجري من تطورات على الساحة الليبية وهو أن الحراك الاقتصادي والمالي يصب في اتجاه تغيير حكومي تضغط باتجاهه جبهة الشرق، فقد سبق إقرار الميزانية إعلان رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح عن اتفاق بينه وبين رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، بخصوص التغيير الحكومي، وأكد الأخير كلام عقيلة صالح، بل أشار إلى علم ادبيبة بذلك وعدم تحفظه عليه، وإذا قرنا ذلك بالتدابير التي وقعت بخصوص البعثة الأممية المعنية بالأزمة الليبية بتعيين ستيفاني خوري، الأمريكية الجنسية، نائبة لرئيس البعثة، ليتبع ذلك استقالة باتيلي، يمكن القول أن المعادلة السياسية التي تبلورت بعد اتفاق تونس ـ جنيف مطلع العام 2021م في اتجاهها للتغيير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا الميزانية الاقتصادي ليبيا اقتصاد ميزانية رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة عالم الفن سياسة رياضة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشروعات التنمیة حکومة الوحدة ملیار دینار مجلس النواب لحکومة حماد حکومة حماد یمکن أن

إقرأ أيضاً:

القادري لـ سانا: ندعو جميع الكوادر التعليمية إلى وضع أنفسهم تحت تصرف مديرياتهم الأصلية التي هم على ملاكها، كما يمكن للراغبين بالنقل تقديم طلباتهم عند فتح باب النقل قريباً، بما يضمن تنظيماً قانونياً وإحصائيات دقيقة

2025-01-23sanaسابق القادري لـ سانا: قررنا إلغاء العمل بنظام تحديد مركز العمل لضمان الالتزام بالقوانين وتنظيم العملية بشكل سليم انظر ايضاًالقادري لـ سانا: قررنا إلغاء العمل بنظام تحديد مركز العمل لضمان الالتزام بالقوانين وتنظيم العملية بشكل سليم

آخر الأخبار 2025-01-23وزير التربية والتعليم نذير القادري في تصريحٍ لـ سانا: بعد التقييمات التي أجرتها اللجان الوزارية، تبين وجود حوالي 23 ألف معلم غير ملتزمين بمراكز عملهم المحددة سابقاً، وهو إجراء غير قانوني 2025-01-23وصول أول طائرة ركاب تركية إلى مطار دمشق الدولي بعد انقطاع دام نحو 13 عاماً 2025-01-23بعد توقف 13 عاماً… انطلاق أول رحلة جوية من تركيا إلى سوريا 2025-01-23تركيا تجدد دعمها لسوريا في ضمان سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها 2025-01-23وصول طائرتي مساعدات قطرية وسعودية إلى مطار دمشق الدولي 2025-01-23التعليم العالي تعدل التقويم الجامعي للتعليم المفتوح… وبدء الامتحانات 16 ‏آذار القادم ‏ 2025-01-23وزارة الإعلام تدين اغتيال مصور سانا إبراهيم عجاج 2025-01-22جلسة حوارية لعدد من الإعلاميين مع وزير الدفاع 2025-01-22التربية والتعليم: اعتماد نتائج الفصل الدراسي الثاني فقط في تحديد نجاح ‏ورسوب الطلاب في محافظتي الرقة والحسكة للعام الحالي 2025-01-22الاتحاد الأوروبي: نأمل بالتوصل لاتفاق سياسي بشأن تخفيف العقوبات على سوريا

صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين ‏دبلوماسيين 2024-12-05 الخارجية تعلن أسماء المقبولين للاشتراك في المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين دبلوماسيين 2024-12-03حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • "لا يمكن ممارسة الوصاية على الفضاء السياسي".. بايتاس يرد على تعبير "البام" و"الاستقلال" عن طموحهما قيادة "حكومة المونديال"
  • القادري لـ سانا: ندعو جميع الكوادر التعليمية إلى وضع أنفسهم تحت تصرف مديرياتهم الأصلية التي هم على ملاكها، كما يمكن للراغبين بالنقل تقديم طلباتهم عند فتح باب النقل قريباً، بما يضمن تنظيماً قانونياً وإحصائيات دقيقة
  • فؤاد مخزومي: لحكومة مصغرة تنال ثقة مجلس النواب
  • مجلس النواب يعقد اجتماعا مع صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا
  • بالصور | حماد ومدير صندوق التنمية والإعمار يفتتحان مقر إدارة المشاريع في مدينة بنغازي
  • رئيس الحكومة الليبية ومدير صندوق التنمية والإعمار يفتتحان مقر إدارة المشاريع في بنغازي
  • نيابة عن رئيس الدولة..مبعوث وزير الخارجية لدى جزر الكاريبي والباسيفيك يحضر تنصيب رئيس وحكومة بالاو
  • الكتائب: لحكومة لا تتخطى القواعد التي أرساها خطاب القسم
  • القصة التي لا تنتهي بسبب عدم التزام حكومة البارزاني بقوانين الموازنات..تشكيل لجنة لحل “مشكلة رواتب الإقليم”
  • عمومية نادي طاقة تعتمد الميزانية والحسابات الختامية