ميزانية لحكومة حماد وحكومة ادبيبة تنتظر التوافق
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
أقر مجلس النواب في ليبيا خطة الميزانية التي قدمتها الحكومة المكلفة من قبلها برئاسة أسامة حماد، وطلب حماد الإذن بإنفاق نحو 90.5 مليار دينار ليبي (15 مليار دولار تقريبا)، وتتوزع الميزانية المقترحة من حكومة حماد على إنفاق 56 مليار دينار على المرتبات و20 مليار على الدعم و11.3 لتسيير الجهاز الحكومي و3.2 تقريبا على مشروعات التنمية، والتي جاءت تحت اسم النفقات الرأسمالية، وهي التسمية غير المعهودة ولا المعمول بها في الدولة.
وينبغي التنبيه أولا أنها ليست المرة الأولى التي تعتمد فيها ميزانية للحكومة الموازية لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا، والتي لا تزال تمارس صلاحيات إدارة المالية العامة، وتستلم الإيرادات العامة وتقرر أوجه صرفها، فحتى العام الماضي ما تزال أبواب الميزانية الأساسية وهي المرتبات والدعم والنفقات التسييرية تنفذ من قبل حكومة الوحدة الوطنية، بما في ذلك مرتبات أعضاء مجلس النواب الذين أقروا ميزانية حكومة حماد.
إنفاذ ميزانية حكومة حماد في شقيها، الإيرادات والنفقات، يحتاج إلى ترتيبات وإجراءات معقدة لا يمكن أن تقع بمجرد إعطاء الأذن للحكومة الموازية بإنفاق ما يزيد عن 90 مليار دينار، ولأن البلد تعيش أزمة حادة يتدخل المجتمع الدولي فيها بقوة ويفرض إرادته على إرادة أطراف النزاع الليبي، فإن إنفاذ هذه الميزانية يتطلب موافقة دولية، وهذا ما لم يمكن الجزم به بعد، والإرادة الدولية متجهة إلى إبقاء الوضع المالي والإداري للدولة على ما هو عليه إلى حين الاتفاق على التغيير الحكومي.
إن بعض الخلاف الذي وقع بين رئيس حكومة الوحدة، عبدالحميد ادبيبة والمحافظ، الصديق الكبير، إنما يعود إلى اتجاه الكبير للتعامل مع الحكومة الموزاية في الشرق الليبي، خاصة في تمويل مشروعات التنمية.. قرار إخضاع عوائد النفط، التي تشكل 95% من الإيرادات المتضمنة في الميزانية الجديدة، ليس بيد مجلس النواب، وقطاع النفط ليس تابعا للحكومة الموازية حتى هذه اللحظة، وكذا الإيرادات السيادية (الضرائب والرسوم وما في حكمها) والبالغة 4.1 مليار دينار حسب الأرقام الواردة في خطة الميزانية التي أقرها مجلس النواب، ليس لحكومة حماد يد على أغلبها، ونقل صلاحيات إدارتها، جباية وإنفاقا، يتطلب أكثر بكثير من مجرد المصادقة على ميزانية حكومة ما تزال لا تحظى بالاعتراف الدولي ولا تتعامل معها أغلب المصالح والمؤسسات العامة في الدولة.
الهامش المالي الذي يمكن أن تتمتع به حكومة حماد هو المتعلق بالنفقات الرأسمالية أو مشروعات التنمية، فالمصرف المركزي لن يقبل، ولا يستطيع، أن يحيل مخصصات المرتبات والدعم والنفقات التسييرية لحكومة حماد لإدراكه أنه يتسبب في فوضى سيكون مسؤولا عنها بشكل أو آخر، لكنه يمكن أن يجد فسحة في مخصصات باب التنمية، وهذه ليست صلاحيات أصيلة للمصرف المركزي، وإنما هي تجاوز يعود للوضع السياسي والإداري الدولة، وللثقافة السائدة في المنتظم البيرواقرطي الليبي الذي يغيب فيه احترام القانون والوقوف عند الصلاحيات والمسؤوليات التي يقررها لمؤسسات الدولة، وتتعاظم فيه سلطة ونفوذ رئاسة تلك المؤسسات.
بحسب مصادر مطلعة، فإن بعض الخلاف الذي وقع بين رئيس حكومة الوحدة، عبدالحميد ادبيبة والمحافظ، الصديق الكبير، إنما يعود إلى اتجاه الكبير للتعامل مع الحكومة الموزاية في الشرق الليبي، خاصة في تمويل مشروعات التنمية، ولأن الخلاف بين ادبيبة والكبير لم ينته إلى اتفاق، وأن تقاربا قد وقع بين الأخير ومجلس النواب مؤشره الأبرز التناغم في فرض رسوم على بيع العملات الأجنبية بنسبة 27%، الذي اقترحه المركزي وأصدر مجلس النواب قرار بشأنه، فليس من المستبعد أن يسيَّل الكبير النفقات الرأسمالية ومشاريع التنمية لحكومة حماد، ولديه حجة وهي أن ميزانية حماد يتوفر لها غطاء قانوني بعكس حكومة ادبيبة التي تقوم بإصدار قرارات التغطية المالية وتنفذها.
يوجد بعد سياسي يمكن أن يفهم من خلاله بعض ما يجري من تطورات على الساحة الليبية وهو أن الحراك الاقتصادي والمالي يصب في اتجاه تغيير حكومي تضغط باتجاهه جبهة الشرق، فقد سبق إقرار الميزانية إعلان رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح عن اتفاق بينه وبين رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، بخصوص التغيير الحكومي، وأكد الأخير كلام عقيلة صالح، بل أشار إلى علم ادبيبة بذلك وعدم تحفظه عليه، وإذا قرنا ذلك بالتدابير التي وقعت بخصوص البعثة الأممية المعنية بالأزمة الليبية بتعيين ستيفاني خوري، الأمريكية الجنسية، نائبة لرئيس البعثة، ليتبع ذلك استقالة باتيلي، يمكن القول أن المعادلة السياسية التي تبلورت بعد اتفاق تونس ـ جنيف مطلع العام 2021م في اتجاهها للتغيير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا الميزانية الاقتصادي ليبيا اقتصاد ميزانية رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة عالم الفن سياسة رياضة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشروعات التنمیة حکومة الوحدة ملیار دینار مجلس النواب لحکومة حماد حکومة حماد یمکن أن
إقرأ أيضاً:
النواب يوافق على إتفاقية اكتتاب مصر في زيادة رأس مال بنك التنمية الإفريقي
وافق مجلس النواب في جلسته العامة، اليوم الأحد، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي على تقرير اللجنة المشتركة من هيئة مكاتب اللجان الاقتصادية والخطة والموازنة والشئون الإفريقية بشأن اتفاقية "اكتتاب جمهورية مصر العربية في الزيادة العامة لرأس المال القابل للاستدعاء في بنك التنمية الإفريقي بعدد 554.770 سهما بما يعادل 7.4 مليار دولار أمريكي".
وتهدف الإتفاقية إلى ترسيخ المكانة المتميزة لجمهورية مصر العربية في بنك التنمية الإفريقي، التي استمرت لمدة تقارب 60 عاماً منذ إنشاء البنك وحتى الآن، وذلك باعتبار أن مصر من الدول المؤسسة لهذا البنك، وثاني أكبر دولة إقليمية مساهمة في رأسماله.
وتأتي الإتفاقية في إطار توجه الدولة إلى تعزيز وتعميق الوجود المصري في المؤسسات المالية الإقليمية، وحفاظاً على مكانة مصر الرائدة في القارة الإفريقية ودعمها الدائم لمؤسساتها التنموية.
وكشف تقرير اللجنة البرلمانية المشتركة عن أن مصر تستهدف من القرار المعروض دعم القوة التصويتية لمصر لدى بنك التنمية الإفريقي، حيث تحتل مصر المرتبة الثانية على مستوى الدول الإقليمية المساهمة في رأسمال البنك بعد نيجيريا، والمرتبة الثالثة على مستوى كافة الدول المساهمة في البنك بعد نيجيريا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلي زيادة قدرة مصر على تحقيق التنمية المستدامة، حيث ترتبط مصر ارتباطا وثيقا وفاعلا مع البنك، لا سيما فيما يتعلق بجانب الاستثمارات.
وأشار التقرير إلي أن بنك التنمية الأفريقي يستهدف من الاكتتاب المعروض تعزيز الهيكل الرأسمالي للبنك على غرار العديد من البنوك الإنمائية متعددة الأطراف، وزيادة إجمالي رأس المال المصرح به للبنك من نحو 152 مليار وحدة حسابية (ما يعادل نحو 201.5 مليار دولار أمريكي)، كما في مايو 2024 ، ليصل بذلك إلى ما قيمته نحو 240 مليار وحدة حسابية بما يعادل نحو 318 مليار دولار أمريكي).
كما يهدف إلى المحافظة على التصنيف الائتماني للبنك عند مستوى (AAA)، باعتبار أن زيادة رأس المال المصرح به للبنك تعد أحد المعايير الأساسية لتحديد التصنيف الائتماني لأي بنك، حيث تعبر عن مدى قوة الدعم الذي يتلقاه البنك من دوله الأعضاء، وتمكنه من تعبئة الموارد المالية من خلال إتاحة فرص الاقتراض من الأسواق المالية العالمية بهدف تلبية الطلب المتزايد على التمويل الإنمائي من مختلف دوله الأعضاء.
وبموجب الإتفاقية المعروضة فإن نصيب جمهورية مصر العربية يبلغ في تلك الزيادة العامة لرأس المال القابل للاستدعاء، وفقا لنسبة مساهمتها في البنك (pro-rata)، نحو 5,5 مليار وحدة حسابية ما يعادل نحو 7.4 مليار دولار أمريكي)، وبما يقابل أسهم عددها 554770 سهما، ليصل بذلك إجمالي عدد أسهم مصر بعد الاكتتاب في هذه الزيادة إلى 1.491.898 سهما، بدلا من 937.128 سهما كما في ديسمبر 2024 لترتفع بذلك نسبة مساهمة مصر في رأسمال البنك لتبلغ 6.212%.
وأشارت الإتفاقية إلي أنه في حالة استدعاء رأسمال البنك القابل للاستدعاء، فإن أيا من الأسهم الإضافية التي اكتتبت فيها الدول الأعضاء تخضع للاستدعاء وفقا لذات نسبة المساهمة المحددة للقوة التصويتية الخاصة بكل دولة ، ولأغراض استدعاء رأس المال القابل للاستدعاء للبنك، يحدد البنك عملة السداد ويحدد سعر صرف الوحدة الحسابية مقابل عملة السداد.
وتضمنت الاتفاقية أنه يحق لكل دولة عضو الاكتتاب في نسبة من الأسهم الجديدة تعادل نسبة حيازتها من مجموع رأس المال مباشرة قبل دخول هذا القرار حيز النفاذ فور اعتماد هذا القرار، يقوم البنك بإبلاغ كل عضو كتابياً بعدد الأسهم الجديدة التي يحق له الاكتتاب فيها.