من المعروف أن الجينات الوراثية للوالدين تلعب دورا أساسيا ومحوريا في تحديد مظهر وملامح وجه الأبناء، غير أن ثمة عوامل بيئية يمكن أن تؤثر كذلك على تفاصيل وجه الطفل الذي لم يُولد بعد، ومن بين هذه العوامل نمط حياة الأم أثناء الحمل، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الإجهاد أو التعرّض للسموم أو سوء التغذية إلى إعاقة نمو الجنين وحدوث تشوهات هيكلية خلقية.

دراسة حديثة، نشرت في أبريل/نيسان الماضي، كشفت أن ملامح الوجه الفريدة لكل شخص تتأثر جزئيا بما تناولته أمه خلال الحمل، وأن النظام الغذائي الصحي الغني بالبروتين خلال أشهر الحمل يتحكم بشكل كبير في تكوين بنية عظام الوجه أثناء المرحلة الجينية، مثل: شكل الفك، وطول الأنف، وحجم غضروفه، وحجم الخدين، كما يحد من التشوهات القحفية الوجهية (اضطرابات تؤثر على شكل عظام الجمجمة وحجم عظام الوجه).

ووفق الدراسة التي قام بها مجموعة من الباحثين الدوليين، ونُشرت في مجلة "نيتشر"، فإن التغذية الغنية بالبروتين، تحفز وتنظم نشاط الجينات المسؤولة عن تحديد ملامح الوجه والمعروفة باسم (mTORC1).

النظام الغذائي مرتفع البروتين يساهم في تحفيز نشاط التعبير الجيني المسؤول عن ملامح الوجه داخل الرحم (شترستوك) تغيّرات ملحوظة وملامح متسقة وواضحة

وفي الدراسة، قدم الفريق البحثي بقيادة دكتور أندريه شاجين، أستاذ الطب الجزيئي بجامعة غوتنبرغ، وجبات غذائية تحتوي على مستويات مختلفة من البروتين لمجموعة من الفئران الحوامل وأسماك الزرد.

وكشفت المقارنة أن النظام الغذائي مرتفع البروتين ساهم في تحفيز نشاط التعبير الجيني المسؤول عن ملامح الوجه داخل الرحم، ما أدى إلى اختلافات ملحوظة في الشكل القحفي للوجه مع ظهور ملامح متسقة وواضحة للنسل، على عكس مستويات البروتين المنخفضة التي أدت إلى ظهور وجوه نحيلة بملامح مدببة.

وشدد الفريق البحثي على أهمية الحفاظ على نظام غذائي صحي متوازن خلال الحمل، مع إيلاء اهتمام خاص بتناول البروتين، للوقاية من تشوهات الوجه المختلفة.

النظام الغذائي المتكامل يعزز صحة الجنين

وأشارت أبحاث علمية أخرى إلى أهمية النظام الغذائي الغني بالبروتين وعلاقته بصحة الجنين، ومنها دراسة قامت بها جامعة توركو الفنلندية عام 2022، وكشفت أن جودة غذاء الأم ترتبط بتطور لغوي أفضل لدى طفلها، وتوصلت إلى علاقة مماثلة بين استهلاك الأم للأسماك والنمو العصبي للطفل.

ونوهت دراسة صينية، صدرت في عام 2022، إلى العلاقة بين تناول النساء الحوامل كمية أكبر من البروتين، لا سيما البروتين الحيواني وبروتين الألبان، وبين ولادة طفل بحجم طبيعي وانخفاض مخاطر الإصابة بنقص الوزن عند الولادة أو تأخر النمو داخل الرحم.

أما جامعة إلينوي الأميركية، فأجرت دراسة نشرت نتائجها في العام 2015، ربطت بين الاستهلاك غير الكافي للبروتين من قِبل الأمهات الحوامل وإصابة أطفالهن بمشاكل صحية مزمنة في مرحلة البلوغ، وضعف عضلات هيكلهم العظمي.

على المرأة الحامل الاهتمام بتناول البروتين لوقاية جنينها من تشوهات الوجه المختلفة (بيكسلز) ما كمية البروتين التي تحتاجها الحامل؟

تزداد حاجة المرأة الحامل إلى البروتين، خصوصا خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، ووفق هيئة التغذية البريطانية، يبلغ القدر الغذائي الموصى به من البروتين للبالغين 0.75 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا، يُضاف عليها 6 غرامات للنساء الحوامل.

لذلك، تحتاج امرأة تزن 60 كيلوغراما إلى 60 × 0.75 غرام/يوم، أي 45 غراما من البروتين، بينما تحتاج إلى 51 غراما أثناء الحمل، وتوصي وزارة الزراعة الأميركية بإضافة 25 غراما بدلا من 6 غرامات على الكمية الموصي بها لغير الحوامل.

أطعمة غنية بالبروتين

ينبغي التأكد من إمداد الجسم بالكمية الموصي بها من البروتين يوميا، وضمان الحصول على ما يكفي أثناء الحمل، لنمو خلايا الجنين وعظامه وعضلاته، وكذلك الحد من مضاعفات الحمل والولادة.

ويعد دمج الأطعمة الغنية بالبروتين في الوجبات الغذائية أفضل طريقة لتلبية احتياجاتكِ اليومية واحتياجات الجنين، مثل:

الحليب ومنتجات الألبان: يمكن أن يوفر كوب الحليب قليل الدسم 8 غرامات من البروتين، في حين يوفر كوب من الزبادي اليوناني 17 غراما من البروتين، إلى جانب الكالسيوم وفيتامين "ب 12". المحار والأسماك: يوصى بتناول وجبتين من الأسماك أسبوعيا، لا سيما سمك السلمون، ولكن، تجنبي الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق، إذ يمكن أن تضر بالجهاز العصبي لطفلك. الدواجن: يمكن لصدر دجاج واحد بحجم 3 أونصات ونصف أن يوفر حوالي نصف احتياجاتك من البروتين طوال اليوم. البيض: يوفر البروتين بالإضافة إلى عناصر غذائية مهمة مثل "فيتامين د" اللازم لنمو العظام، والكولين الذي يدعم نمو دماغ الجنين. اللحوم الحمراء: ليست مصدرا للبروتين فحسب، بل تعد مصدرا مهما كذلك للحديد. البقوليات: توفر 15 إلى 18 غراما من البروتين لكل كوب مطبوخ، ومنها الفاصولياء والعدس والبازلاء والفول. الفواكه المجففة والبذور والمكسرات: توفر حصة إضافية من البروتين، وتعد وجبة صحية وخفيفة في منتصف النهار، مثل: الفول السوداني والجوز والكاجو والفستق وبذور الكتان واليقطين والسمسم. هل مسحوق البروتين آمن أثناء الحمل؟

تعد مساحيق البروتين مصدرا سهلا ومريحا لإمداد الجسم بالبروتين، لكن لا ينصح بها للحوامل لعدة أسباب:

تحتوي بعض أنواع مساحيق البروتين على كميات كبيرة من البروتين والكافيين والمحليات الصناعية، التي قد تكون ضارة لك ولطفلك. تُدعم مساحيق البروتين بالمزيد من الفيتامينات والمعادن، والتي قد تكون موجودة بالفعل ضمن فيتامينات ما قبل الولادة التي تتناولينها، مما يعني الحصول على كميات زائدة وأكثر مما يحتاجه الجسم. تعد مساحيق البروتين من المكملات الغذائية، لذلك لا تخضع للرقابة والتنظيم مثل الغذاء والدواء، ولم يتم اختبار سلامتها على الحوامل.

إذا كنتِ تعتقدين أنكِ تعانين من نقص البروتين، ينبغي استشارة الطبيب قبل تناول هذه المساحيق، لأن الجرعات الزائدة من البروتين قد تضر بالأم والجنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات النظام الغذائی ملامح الوجه أثناء الحمل من البروتین یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الفبركة الإلكترونية والابتزاز الرقمي.. كيف تقع الضحية؟ وكيف تحمي نفسك؟

تزايدت في الآونة الأخيرة حوادث الفبركة الإلكترونية والابتزاز الرقمي، التي باتت تهدد الأفراد والمؤسسات على حد سواء، مستغلة التطور التقني في إنتاج محتوى مزيف يصعب تمييزه عن الحقيقي. ونتيجة لذلك، أصبح الكثير من الأشخاص عرضة لهذه الأفعال الإجرامية، التي تنتهك الخصوصية وتستغل الضحايا ماديًا ونفسيًا.

ويطرح هذا الواقع تساؤلات ملحة حول كيفية عمل هذه الفبركات، وما المقصود بالابتزاز الإلكتروني؟ وما موقف القانون المصري من هذه الجرائم؟ والأهم من ذلك، كيف يمكننا حماية أنفسنا من الوقوع ضحايا لتلك الألاعيب الرقمية؟

إيقاف دعم واتساب لبعض هواتف آيفون في مايو 2025.. ماذا يجب أن تعرف؟ «هواتف أيفون تطير سريعًا من الهند إلى أمريكا».. كيف واجهت «آبل» تحديات ترامب الجمركية؟ ما هي الفبركة الإلكترونية؟

تُعرف الفبركة الإلكترونية بأنها عملية تعديل أو إنشاء محتوى رقمي مزيف، سواء كان صورًا أو فيديوهات أو نصوصًا، بهدف خداع المتلقي وإيهامه بأنها حقيقية.


ويتم استخدام برامج وتطبيقات متقدمة مثل الفوتوشوب وتقنية "ديب فيك"، إلى جانب أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتيح تقليد الأصوات وإنشاء وجوه وهمية ومشاهد غير واقعية.

وتهدف هذه الفبركة في كثير من الأحيان إلى تشويه السمعة أو التضليل أو الابتزاز، سواء لأفراد عاديين أو شخصيات عامة أو حتى مؤسسات.

ما هو الابتزاز الإلكتروني؟

يُعد الابتزاز الإلكتروني أحد أخطر أنواع الجرائم الرقمية، ويقوم على تهديد شخص أو جهة ما بنشر معلومات حساسة أو محتوى خاص عبر الإنترنت، مقابل الحصول على مبالغ مالية أو خدمات غير مشروعة.

وغالبًا ما يستند المبتزون إلى محتوى تم الحصول عليه بطرق غير قانونية، مثل:

اختراق الأجهزة الإلكترونية.التجسس والتنصت.استخدام محتوى مفبرك تم إنشاؤه باستخدام أدوات تقنية متطورة.أنواع الفبركة الإلكترونية

تتنوع أساليب الفبركة الإلكترونية وفقًا لنوع المحتوى وطريقة التلاعب به، ويمكن تصنيفها إلى:

1. فبركة الصور والفيديوهات:

تشمل تعديل الصور الشخصية، أو تركيب وجه شخص على فيديو إباحي باستخدام "ديب فيك"، مما يعطي انطباعًا زائفًا بأنه ارتكب فعلًا مشينًا.

2. فبركة الأصوات:

تُستخدم تقنيات ذكاء اصطناعي لتقليد نبرة وصوت الشخص المستهدف، بهدف إنشاء مكالمات وهمية أو رسائل صوتية تحمل محتوى غير لائق أو مجرم.

3. فبركة النصوص والمستندات:

تشمل إنشاء مستندات مزورة مثل عقود أو مراسلات إلكترونية قد تستخدم لتوريط الضحية في قضايا قانونية أو فضائح اجتماعية.

أنواع الابتزاز الإلكتروني

تتنوع دوافع وأساليب الابتزاز الإلكتروني، ويمكن تلخيص أبرز أنواعه في النقاط التالية:

1. ابتزاز مالي:

طلب مبالغ مالية مقابل عدم نشر محتوى خاص أو صور شخصية للضحية.

2. ابتزاز عاطفي:

استغلال علاقات شخصية أو رسائل سابقة بهدف الضغط النفسي على الضحية، خاصة في العلاقات العاطفية.

3. ابتزاز جنائي:

تلفيق محتوى مزيف يورط الضحية في جريمة وهمية، للضغط عليه بهدف ابتزازه أو دفعه لتنفيذ أوامر معينة.

4. ابتزاز سياسي أو اجتماعي:

تشويه سمعة شخصيات عامة أو مؤسسات باستخدام محتوى مفبرك يتم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

العقوبات القانونية للفبركة والابتزاز الرقمي

وفقًا لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 في مصر، تم تحديد عقوبات صارمة للحد من هذه الجرائم، وتشمل:

الفبركة الإلكترونية:

الحبس حتى 3 سنوات

غرامة مالية تصل إلى 100،000 جنيه مصري

الابتزاز الإلكتروني:

الحبس من سنة إلى 5 سنوات

غرامة من 50،000 إلى 200،000 جنيه

وفي حال تسبب الابتزاز في ضرر نفسي أو جسدي جسيم، يمكن أن تصل العقوبة إلى السجن المؤبد.

كيف تحمي نفسك من الفبركة والابتزاز الإلكتروني؟

مع تصاعد هذه الظواهر الرقمية الخطيرة، من الضروري أن يتخذ كل فرد خطوات وقائية تحميه من الوقوع ضحية، ومن أبرز هذه الخطوات:

1. التحقق من صحة المحتوى:

استخدم أدوات مثل البحث العكسي عن الصور على Google للتأكد من صحة الصور أو الفيديوهات المنتشرة.

2. تأمين البيانات الشخصية:

لا تشارك بياناتك الحساسة أو صورك الشخصية على الإنترنت.

استخدم كلمات مرور قوية وفريدة.

فعّل ميزة التحقق بخطوتين على حساباتك.

3. الإبلاغ الفوري:

في حال التعرض لأي ابتزاز رقمي، يجب التوجه مباشرة إلى وحدة مكافحة جرائم الإنترنت بوزارة الداخلية أو الإبلاغ عبر بوابة الشكاوى الرسمية.

4. نشر الوعي المجتمعي:

تظل التوعية الرقمية هي خط الدفاع الأول، سواء في المدارس أو المؤسسات أو عبر الإعلام، لمنع انتشار هذه الجرائم والتصدي لها قبل وقوعها.

مقالات مشابهة

  • منع المساعدات لا يقل فتكًا عن القصف.. منظمات إغاثية: قطاع غزة مقبرة جماعية والمجاعة على الأبواب
  • هل يؤثر سد النهضة حقًا على أراضي طرح النيل؟ خبير يكشف مفاجأة
  • غزة : ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والأطفال الصغار
  • آكشن إيد: ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد في غزة
  • الفبركة الإلكترونية والابتزاز الرقمي.. كيف تقع الضحية؟ وكيف تحمي نفسك؟
  • الأنواء الجوية: منخفض أوروبي يؤثر على العراق مع فرصة لهطول أمطار
  • هل يؤثر الخوخ على مرضى القولون العصبي؟
  • دراسة صادمة: الملح يؤثر على مزاجك
  • دون الشعور بالشبع السريع.. نصائح لزيادة تناول البروتين بسهولة
  • ما حكم الحاسد في الشرع وكيف نتحصن من عينه؟.. مجدي عاشور يجيب