لماذا يتوجب على الحامل اتباع نظام صحي غني بالبروتين؟ وكيف يؤثر نقصه على وجه الجنين؟
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
من المعروف أن الجينات الوراثية للوالدين تلعب دورا أساسيا ومحوريا في تحديد مظهر وملامح وجه الأبناء، غير أن ثمة عوامل بيئية يمكن أن تؤثر كذلك على تفاصيل وجه الطفل الذي لم يُولد بعد، ومن بين هذه العوامل نمط حياة الأم أثناء الحمل، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الإجهاد أو التعرّض للسموم أو سوء التغذية إلى إعاقة نمو الجنين وحدوث تشوهات هيكلية خلقية.
دراسة حديثة، نشرت في أبريل/نيسان الماضي، كشفت أن ملامح الوجه الفريدة لكل شخص تتأثر جزئيا بما تناولته أمه خلال الحمل، وأن النظام الغذائي الصحي الغني بالبروتين خلال أشهر الحمل يتحكم بشكل كبير في تكوين بنية عظام الوجه أثناء المرحلة الجينية، مثل: شكل الفك، وطول الأنف، وحجم غضروفه، وحجم الخدين، كما يحد من التشوهات القحفية الوجهية (اضطرابات تؤثر على شكل عظام الجمجمة وحجم عظام الوجه).
ووفق الدراسة التي قام بها مجموعة من الباحثين الدوليين، ونُشرت في مجلة "نيتشر"، فإن التغذية الغنية بالبروتين، تحفز وتنظم نشاط الجينات المسؤولة عن تحديد ملامح الوجه والمعروفة باسم (mTORC1).
النظام الغذائي مرتفع البروتين يساهم في تحفيز نشاط التعبير الجيني المسؤول عن ملامح الوجه داخل الرحم (شترستوك) تغيّرات ملحوظة وملامح متسقة وواضحةوفي الدراسة، قدم الفريق البحثي بقيادة دكتور أندريه شاجين، أستاذ الطب الجزيئي بجامعة غوتنبرغ، وجبات غذائية تحتوي على مستويات مختلفة من البروتين لمجموعة من الفئران الحوامل وأسماك الزرد.
وكشفت المقارنة أن النظام الغذائي مرتفع البروتين ساهم في تحفيز نشاط التعبير الجيني المسؤول عن ملامح الوجه داخل الرحم، ما أدى إلى اختلافات ملحوظة في الشكل القحفي للوجه مع ظهور ملامح متسقة وواضحة للنسل، على عكس مستويات البروتين المنخفضة التي أدت إلى ظهور وجوه نحيلة بملامح مدببة.
وشدد الفريق البحثي على أهمية الحفاظ على نظام غذائي صحي متوازن خلال الحمل، مع إيلاء اهتمام خاص بتناول البروتين، للوقاية من تشوهات الوجه المختلفة.
النظام الغذائي المتكامل يعزز صحة الجنينوأشارت أبحاث علمية أخرى إلى أهمية النظام الغذائي الغني بالبروتين وعلاقته بصحة الجنين، ومنها دراسة قامت بها جامعة توركو الفنلندية عام 2022، وكشفت أن جودة غذاء الأم ترتبط بتطور لغوي أفضل لدى طفلها، وتوصلت إلى علاقة مماثلة بين استهلاك الأم للأسماك والنمو العصبي للطفل.
ونوهت دراسة صينية، صدرت في عام 2022، إلى العلاقة بين تناول النساء الحوامل كمية أكبر من البروتين، لا سيما البروتين الحيواني وبروتين الألبان، وبين ولادة طفل بحجم طبيعي وانخفاض مخاطر الإصابة بنقص الوزن عند الولادة أو تأخر النمو داخل الرحم.
أما جامعة إلينوي الأميركية، فأجرت دراسة نشرت نتائجها في العام 2015، ربطت بين الاستهلاك غير الكافي للبروتين من قِبل الأمهات الحوامل وإصابة أطفالهن بمشاكل صحية مزمنة في مرحلة البلوغ، وضعف عضلات هيكلهم العظمي.
على المرأة الحامل الاهتمام بتناول البروتين لوقاية جنينها من تشوهات الوجه المختلفة (بيكسلز) ما كمية البروتين التي تحتاجها الحامل؟تزداد حاجة المرأة الحامل إلى البروتين، خصوصا خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، ووفق هيئة التغذية البريطانية، يبلغ القدر الغذائي الموصى به من البروتين للبالغين 0.75 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا، يُضاف عليها 6 غرامات للنساء الحوامل.
لذلك، تحتاج امرأة تزن 60 كيلوغراما إلى 60 × 0.75 غرام/يوم، أي 45 غراما من البروتين، بينما تحتاج إلى 51 غراما أثناء الحمل، وتوصي وزارة الزراعة الأميركية بإضافة 25 غراما بدلا من 6 غرامات على الكمية الموصي بها لغير الحوامل.
أطعمة غنية بالبروتينينبغي التأكد من إمداد الجسم بالكمية الموصي بها من البروتين يوميا، وضمان الحصول على ما يكفي أثناء الحمل، لنمو خلايا الجنين وعظامه وعضلاته، وكذلك الحد من مضاعفات الحمل والولادة.
ويعد دمج الأطعمة الغنية بالبروتين في الوجبات الغذائية أفضل طريقة لتلبية احتياجاتكِ اليومية واحتياجات الجنين، مثل:
الحليب ومنتجات الألبان: يمكن أن يوفر كوب الحليب قليل الدسم 8 غرامات من البروتين، في حين يوفر كوب من الزبادي اليوناني 17 غراما من البروتين، إلى جانب الكالسيوم وفيتامين "ب 12". المحار والأسماك: يوصى بتناول وجبتين من الأسماك أسبوعيا، لا سيما سمك السلمون، ولكن، تجنبي الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق، إذ يمكن أن تضر بالجهاز العصبي لطفلك. الدواجن: يمكن لصدر دجاج واحد بحجم 3 أونصات ونصف أن يوفر حوالي نصف احتياجاتك من البروتين طوال اليوم. البيض: يوفر البروتين بالإضافة إلى عناصر غذائية مهمة مثل "فيتامين د" اللازم لنمو العظام، والكولين الذي يدعم نمو دماغ الجنين. اللحوم الحمراء: ليست مصدرا للبروتين فحسب، بل تعد مصدرا مهما كذلك للحديد. البقوليات: توفر 15 إلى 18 غراما من البروتين لكل كوب مطبوخ، ومنها الفاصولياء والعدس والبازلاء والفول. الفواكه المجففة والبذور والمكسرات: توفر حصة إضافية من البروتين، وتعد وجبة صحية وخفيفة في منتصف النهار، مثل: الفول السوداني والجوز والكاجو والفستق وبذور الكتان واليقطين والسمسم. هل مسحوق البروتين آمن أثناء الحمل؟تعد مساحيق البروتين مصدرا سهلا ومريحا لإمداد الجسم بالبروتين، لكن لا ينصح بها للحوامل لعدة أسباب:
تحتوي بعض أنواع مساحيق البروتين على كميات كبيرة من البروتين والكافيين والمحليات الصناعية، التي قد تكون ضارة لك ولطفلك. تُدعم مساحيق البروتين بالمزيد من الفيتامينات والمعادن، والتي قد تكون موجودة بالفعل ضمن فيتامينات ما قبل الولادة التي تتناولينها، مما يعني الحصول على كميات زائدة وأكثر مما يحتاجه الجسم. تعد مساحيق البروتين من المكملات الغذائية، لذلك لا تخضع للرقابة والتنظيم مثل الغذاء والدواء، ولم يتم اختبار سلامتها على الحوامل.إذا كنتِ تعتقدين أنكِ تعانين من نقص البروتين، ينبغي استشارة الطبيب قبل تناول هذه المساحيق، لأن الجرعات الزائدة من البروتين قد تضر بالأم والجنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات النظام الغذائی ملامح الوجه أثناء الحمل من البروتین یمکن أن
إقرأ أيضاً:
خبيرة تغذية: نقص البروتين يؤدي إلى تكرر نزلات البرد
روسيا – أعلنت الدكتورة صوفيا كوفانوفا خبيرة التغذية أن نقص البروتين في النظام الغذائي هو السبب في تكرر الإصابة بنزلات البرد والأمراض الموسمية الأخرى.
وتقول: “يعتقد الجميع أن تناول البروتين هو فقط من أجل نمو العضلات. ولكن في الواقع، الحديث يدور عن منظومة المناعة وتطبيع كافة العمليات ووظائف جميع أجهزة الجسم. لذلك، إذا كان النظام الغذائي للشخص يفتقر إلى البروتين، فسوف يعاني من مشكلات في منظومة المناعة وأمراض متكررة”.
وتشير موضحة، إلى أنه إذا أظهرت المؤشرات الطبية أن الشخص لا يمكنه تناول البروتينات الحيوانية لأسباب طبية، فعليه تعويضها بالبروتينات ذات الأصل النباتي. حيث يمكنه الحصول على الدهون من المكسرات والزيوت النباتية والفواكه، مثل الأفوكادو، مع مراعاة حاجة جسمه دون الحاجة للإفراط في تناول الطعام أو الجوع.
ووفقا لها، تتضمن “الحمية الغذائية للمناعة” تغذية سليمة ومتوازنة، مشيرة إلى إمكانية إضافة العناصر المعدنية والفيتامينات للنظام الغذائي عن طريق تناول أطعمة غنية بها لدعم الجسم أثناء نزلات البرد.
وتقول: “مثلا، إذا تحدثنا عن فيتامين С الذي يساعد، ويعمل بشكل عام ليس فقط كداعم، ولكن أيضا كمضاد للأكسدة، فيجب إضافة الحمضيات إلى النظام الغذائي، خاصة في فصل الشتاء”.
المصدر: aif.ru