بات من الواضح أن "المعارضة اللبنانية" تلقّت انتكاسة في الأيام الماضية، إذ إنّ "لقاء معراب" الذي تسبّب من دون أدنى شكّ بتضرّر رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع سياسياً ، أثبت بالدليل القاطع ضعف المعارضة وتشتّتها إضافة الى عدم نجاح "القوات" في تزعّمها.

 أرادت "القوات" من خلال اللقاء الظهور بمظهر القادر على تصدّر قوى المعارضة وترؤسها تمهيداً للمرحلة المُقبلة، أو بمعنى أدقّ تحضيراً للاشتباك السياسي قبل التسوية الكاملة.

ولكنّ النتائج أتت عكس التوقّعات، إذ إنّ قوى المعارضة تعرّضت لنكسة كبرى بعد انكشاف انقسامها وتشرذمها وعدم توحّدها خلف موقف واحد.

 وبالتوازي مع الحديث عن امكانية حصول تسوية في قطاع غزّة، بدأ النقاش الجدّي داخل الأروقة السياسية عن مدى تمكّن "حزب الله" من السيطرة على الواقع السياسي اللبناني بعد انتهاء الحرب، وذلك نتيجة الواقع السياسي والعسكري والميداني وتفاوض الدول الكبرى معه. انطلاقاً من هُنا كان لا بدّ لقوى المعارضة من إظهار الحدّ الأدنى الممكن من الوحدة، لكن  "لقاء معراب" تظهّر على شكل "دعسة ناقصة" وكشف التصدّعات التي جرى اخفاؤها طوال المرحلة الفائتة؛ فلا القوى المسيحية المُعارضة لـ "حزب الله" استطاعت أن تبدو متماسكة وذلك عائد حتماً الى رفضها تزعّم جعجع للمعارضة، ولا القوى الاخرى ظهرت ككُتلة صلبة مع المعارضة.

تقول مصادر سياسية متابعة أن حرب غزّة استطاعت إلغاء البعد الطائفي من حالة التضامن الشعبي الواسع في لبنان، ولأنّ "لقاء معراب" كان واضحاً لجهة العنوان امتنعت عالبية القيادات السنيّة عن المشاركة فيه، ليس رفضاً لتطبيق القرار 1701 الذي جعلته "القوات" بنداً أساسياً في لقائها، وإنما إدراكاً منها أنّ هذا القرار لا يمكن تطبيقه إن لم تلتزم به إسرائيل كاملاً، حيث أن كل المراحل السابقة كانت كفيلة لإثبات فكرة عدم التزام اسرائيل يوماً بأي قرارات دولية، لذلك، وبحسب المصادر، فإنّ ما تريد "القوات" تطبيقه على لبنان وبمعنى أوضح على "حزب الله"، يجب أن يطبّق على اسرائيل اولاً وذلك من خلال إيجاد رادع دولي لانتهاكات العدوّ المتواصلة واختراقه المستمر للقرار براً وبحراً وجواً اضافة الى انسحابه من الاراضي اللبنانية التي يحتلّها. وتضيف المصادر أن "القوات" لم تلحظ هذا البند في "لقاء معراب"، فحمّلت "الحزب" الحرب المُحتملة على لبنان وذلك لعدم التزامه بالقرار الدولي. 

من جهة اخرى، تؤكد مصادر سياسية أن ثمة اتصال مفاجىء عابر للبحار تلقّته بعض الشخصيات السنيّة من مرجع سنّي، والذي طلب "بالمونة" من بعض القيادات عدم المشاركة في "لقاء معراب" وعدم منحه شرعية تُتيح "للقوات" الافادة منها لتمرير زعامتها للشارع المُعارض. الأمر الذي بدا واضحاً جداً خلال اللقاء الذي غابت عنه القيادات السنيّة الوازنة في لبنان. 

وبدا لافتاً ايضا خروج "الحزب التقدمي الاشتراكي" بشكل كامل من المعارضة، بحيث أنه لم يشارك في "لقاء معراب" ولا حتى بأي تمثيل، وهذا بحدّ ذاته اعلان شبه رسمي عن أن النائب السابق وليد جنبلاط قد تموضع في موقع منفصل، او اقلّه في موقع وسطي، بعيداً عن المسار الذي ينتهجه جعجع في مواجهة "الحزب".  

وشدّدت المصادر على  أن المقاطعة السنيّة للّقاء أظهرت أن حرب غزّة وجنوب لبنان ومواكبة "حزب الله" للحرب هناك عبر إسناد عسكريّ، أعادت توحيد الصفّ السنيّ-الشيعي، وهذا الامر يقلق المُعارضة ويضعها أمام اختبار حاسم في المرحلة المقبلة، فإمّا أن توحّد صفوفها، وهو الامر الذي لا يبدو سهلاً على الاطلاق، أو أن تبدأ في البحث عن خطّة بديلة ومُجدية في الحوار اللبناني - اللبناني، والا فإنّ هذا المسار من شأنه أن يؤثر سلباً على وزنها وحضورها على الساحة اللبنانية.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لقاء معراب حزب الله السنی ة

إقرأ أيضاً:

الهلال يسعى لاستعادة الصدارة.. وهاجس مفاجأة الرياض يلوح في الأفق

المناطق_متابعات

يقبض فريق الهلال الأول لكرة القدم مُجدّدًا على الصدارة، الجمعة، إذا فاز على الرياض، ضيفه في ملعب «المملكة أرينا»، ضمن الجولة الـ 20 من دوري روشن السعودي. لكنها ستكون صدارة مؤقتة، في انتظار ما تسفر عنه مواجهة الوحدة والاتحاد، المتصدر بـ 49 نقطة، بفارق نقطتين أمام حامل اللقب.

وغفا للرياضية :يخوض الأزرق رابع مواجهاته مع الرياض في دوري المحترفين، بعدما كسِب الثلاث السابقة، بين الموسمين الماضي والجاري، وأحرز 12 هدفًا مقابل اثنين فقط لأبناء «مدرسة الوسطى».

أخبار قد تهمك “الأرصاد”: استمرار الأمطار والبرودة على 6 مناطق منها الرياض 14 فبراير 2025 - 5:40 مساءً المربع الجديد يستعرض فرص التعاون مع القطاع الخاص في منتدى صندوق الاستثمارات العامة 14 فبراير 2025 - 4:17 مساءً

ويسعى حامل اللقب، الذي يدربه البرتغالي جورجي جيسوس، إلى استعادة نغمة انتصاراته المعتادة، منذ بداية الموسم الماضي، وتعويض مشجعيه عن التعادل مع ضمك 2ـ2 خلال الجولة الـ 19، قبل الاصطدام بالاتحاد، السبت بعد المقبل، لحساب الجولة التالية.

بدوره، يتطلّع الرياض، مع مدربه الفرنسي صبري لموشي، إلى تحقيق المفاجأة أمام كوكبة النجوم الهلالية، بعدما عطّلته الجولة الماضية، بالخسارة 2ـ3 من الخلود.

وفيما يضع الهلال النقطة 50 نُصب عينيه، يحتل الفريق الأحمر والأسود المركز السابع برصيد 28 نقطة.

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم برج العقرب الاثنين 17 فبراير 2025.. نمو مهني يلوح في الأفق
  • فيديو.. 3 قتلى في هجمات إسرائيلية جنوبي لبنان
  • إتصال.. هذا ما قاله وزير الدفاع لـقائد اليونيفيل
  • لبنان يجدد التأكيد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل
  • بعد حادثة طريق المطار.. إتصال من قائد الجيش بـقيادة اليونيفيل
  • إسرائيل ترد على المقترح الفرنسي بشأن الانسحاب من جنوب لبنان
  • الهلال يسعى لاستعادة الصدارة.. وهاجس مفاجأة الرياض يلوح في الأفق
  • برلماني: جهود مصر الفرصة الأخيرة لإنقاذ السلام واصطفاف العرب
  • مشروع رفيق الحريري... الذي انتقم له التاريخ!
  • هكذا اتفقوا في سوريا على إنهاء الحريري!