إتصال مفاجىء تسبب بانتكاسةلقاء معراب..واصطفاف سنّي - شيعي في الأفق!
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
بات من الواضح أن "المعارضة اللبنانية" تلقّت انتكاسة في الأيام الماضية، إذ إنّ "لقاء معراب" الذي تسبّب من دون أدنى شكّ بتضرّر رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع سياسياً ، أثبت بالدليل القاطع ضعف المعارضة وتشتّتها إضافة الى عدم نجاح "القوات" في تزعّمها.
أرادت "القوات" من خلال اللقاء الظهور بمظهر القادر على تصدّر قوى المعارضة وترؤسها تمهيداً للمرحلة المُقبلة، أو بمعنى أدقّ تحضيراً للاشتباك السياسي قبل التسوية الكاملة.
وبالتوازي مع الحديث عن امكانية حصول تسوية في قطاع غزّة، بدأ النقاش الجدّي داخل الأروقة السياسية عن مدى تمكّن "حزب الله" من السيطرة على الواقع السياسي اللبناني بعد انتهاء الحرب، وذلك نتيجة الواقع السياسي والعسكري والميداني وتفاوض الدول الكبرى معه. انطلاقاً من هُنا كان لا بدّ لقوى المعارضة من إظهار الحدّ الأدنى الممكن من الوحدة، لكن "لقاء معراب" تظهّر على شكل "دعسة ناقصة" وكشف التصدّعات التي جرى اخفاؤها طوال المرحلة الفائتة؛ فلا القوى المسيحية المُعارضة لـ "حزب الله" استطاعت أن تبدو متماسكة وذلك عائد حتماً الى رفضها تزعّم جعجع للمعارضة، ولا القوى الاخرى ظهرت ككُتلة صلبة مع المعارضة.
تقول مصادر سياسية متابعة أن حرب غزّة استطاعت إلغاء البعد الطائفي من حالة التضامن الشعبي الواسع في لبنان، ولأنّ "لقاء معراب" كان واضحاً لجهة العنوان امتنعت عالبية القيادات السنيّة عن المشاركة فيه، ليس رفضاً لتطبيق القرار 1701 الذي جعلته "القوات" بنداً أساسياً في لقائها، وإنما إدراكاً منها أنّ هذا القرار لا يمكن تطبيقه إن لم تلتزم به إسرائيل كاملاً، حيث أن كل المراحل السابقة كانت كفيلة لإثبات فكرة عدم التزام اسرائيل يوماً بأي قرارات دولية، لذلك، وبحسب المصادر، فإنّ ما تريد "القوات" تطبيقه على لبنان وبمعنى أوضح على "حزب الله"، يجب أن يطبّق على اسرائيل اولاً وذلك من خلال إيجاد رادع دولي لانتهاكات العدوّ المتواصلة واختراقه المستمر للقرار براً وبحراً وجواً اضافة الى انسحابه من الاراضي اللبنانية التي يحتلّها. وتضيف المصادر أن "القوات" لم تلحظ هذا البند في "لقاء معراب"، فحمّلت "الحزب" الحرب المُحتملة على لبنان وذلك لعدم التزامه بالقرار الدولي.
من جهة اخرى، تؤكد مصادر سياسية أن ثمة اتصال مفاجىء عابر للبحار تلقّته بعض الشخصيات السنيّة من مرجع سنّي، والذي طلب "بالمونة" من بعض القيادات عدم المشاركة في "لقاء معراب" وعدم منحه شرعية تُتيح "للقوات" الافادة منها لتمرير زعامتها للشارع المُعارض. الأمر الذي بدا واضحاً جداً خلال اللقاء الذي غابت عنه القيادات السنيّة الوازنة في لبنان.
وبدا لافتاً ايضا خروج "الحزب التقدمي الاشتراكي" بشكل كامل من المعارضة، بحيث أنه لم يشارك في "لقاء معراب" ولا حتى بأي تمثيل، وهذا بحدّ ذاته اعلان شبه رسمي عن أن النائب السابق وليد جنبلاط قد تموضع في موقع منفصل، او اقلّه في موقع وسطي، بعيداً عن المسار الذي ينتهجه جعجع في مواجهة "الحزب".
وشدّدت المصادر على أن المقاطعة السنيّة للّقاء أظهرت أن حرب غزّة وجنوب لبنان ومواكبة "حزب الله" للحرب هناك عبر إسناد عسكريّ، أعادت توحيد الصفّ السنيّ-الشيعي، وهذا الامر يقلق المُعارضة ويضعها أمام اختبار حاسم في المرحلة المقبلة، فإمّا أن توحّد صفوفها، وهو الامر الذي لا يبدو سهلاً على الاطلاق، أو أن تبدأ في البحث عن خطّة بديلة ومُجدية في الحوار اللبناني - اللبناني، والا فإنّ هذا المسار من شأنه أن يؤثر سلباً على وزنها وحضورها على الساحة اللبنانية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لقاء معراب حزب الله السنی ة
إقرأ أيضاً:
اعلام القوات: بعد خراب البصرة يطالبون السياديين بالتحرُّك
صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، البيان الآتي:
"انتقل بعض المسؤولين في "حزب الله" في الآونة الأخيرة إلى نغمة جديدة بعد نغمة توازن الردع التي سقطت وأسقطت معها لبنان، ومفادها ان الفريق السيادي في لبنان لا يحرِّك ساكنا حيال التمادي الإسرائيلي في الجنوب.
يهم "القوات اللبنانية" ان تذكِّر جميع هذه الأصوات ان الشريحة الأكبر من اللبنانيين ومن ضمنها الشريحة السيادية وبشكل خاص "القوات اللبنانية" حذروا مرارا وتكرارا من الانعكاسات السلبية إن لوضع اليد على قرار الحرب، أو توريط لبنان في الحروب، أو عدم تطبيق الدستور والقرارات الدولية، وطالبوا بتطبيق القرار 1701 الذي لم يطبّق منذ إقراره، وعقدت "القوات" مؤتمرا بهذا الخصوص، ولو تمّ الالتزام بتوصيات هذا المؤتمر لتوقفت الحرب وما توسعّت، ولكن ضرورات "حزب الله" الإيرانية حالت، ويا للأسف، دون تجنيب اللبنانيين الموت والكوارث". اضاف البيان: "بعد خراب البصرة يطالبون السياديين بالتحرُّك، ويصمّون آذانهم لمطالبة هؤلاء السياديين بوجود دولة فعلية في لبنان تُمسك وحدها بقرار الحرب، ويُحصر السلاح بمؤسساتها، فيما الطريق الوحيد الذي يحمي لبنان واللبنانيين هو طريق الدولة والمؤسسات، والخروج عن خط الدولة نتائجه معروفة: موت ودمار وتهجير وخراب وويلات".
وختم: "إن الطريقة الوحيدة لإنقاذ ما تبقى تكمن في وقف التذاكي، وتطبيق الترتيبات التي أقرتها الحكومة في 27 تشرين الثاني الماضي، وتسليم السلاح غير الشرعي، وحصر القرار العسكري والأمني بيد الجيش والقوى الأمنية، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية سيادي وإصلاحي يعيد الاعتبار للجمهورية اللبنانية الحرة والمستقلة والسيدة والمزدهرة والمستقرة، وذلك من أجل ان يحظى لبنان من جديد باحترام الدول الغربية والعربية، وهذه هي الطريقة الوحيدة لانتشال البلد من حيث أوصلتموه.