سر طول العمر.. دراسة تكشف عن علاقة مذهلة بين قصر القامة والحماية من الأمراض
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
الأشخاص المصابون بمتلازمة «لارون» أو نقص مستقبلات هرمون النمو، يتمتعون بصفات وراثية مختلفة عن الباقين، ما دفع العلماء إلى دراستها والربط بينها وبين مختلف الأمراض والظواهر التي يتعرض لها الأشخاص الطبيعيين بفعل التقدم في العمر، وذلك لمعرفة المميزات المحتملة للطفرة الجينية المسؤولة عن قصر القامة لديهم.
العلاقة بين التقزم والحماية من الأمراض الخطيرةفي العام الماضي، توصلت تجربة أجرت على مجموعة من الفئران تعاني من متلازمة «لارون» المسؤولة عن قصر القامة، إلى أن هذه الفئران تعيش لمدة أطول بنسبة 40% من الفئران العادية، وذلك وفقًا لمجلة «nature»، التي نشرت دراسة جديدة تُثبت وجود علاقة بين التقزم وعدد من التأثيرات الصحية الإيجابية مثل الحماية من مرض السكر والسرطان، موضحةً أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة «لارون» أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بفضل تمتعهم بانخفاض تراكم الدهون في الشرايين.
الدراسة التي نشرتها مجلة «nature» شملت 24 شخصًا من قصار القامة في دولة الإكوادور، ويعلق «فالتر لونجو»، عالم الشيخوخة الحيوية وأحد المؤلفين المشاركين في الدراسة، بأنّ الاستنتاج الذي توصل إليه فريق البحث يمكن الاستفادة منه في تطوير أدوية أو أنظمة غذائية ذات تأثيرات وقائية مماثلة لما تقدمه الطفرة الجينية المتسببة في التقزم، إذ تعتبر حماية لهم من جميع الأمراض الرئيسية المرتبطة بتقدم العمر، وهو ما يمكن أن يغيّر نظرتنا إلى التقزم لنعتبره ميزة للمصابين به.
الباحثون مهتمون باحتمالية أن يعيش الأشخاص المصابون بمتلازمة «لارون» لفترة أطول، مقارنةً بالأشخاص العاديين الذين تظهر عليهم أمراض الشيخوخة بشكل مبكر، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض القلب، ويأمل الباحثون أن يتوصلوا إلى إشارة واضحة في تجاربهم إلى إمكانية العيش لفترات أطول، بالنسبة للبشر مثلما حدث في تجربة العام الماضي، التي أجريت على الفئران.
وعن كيفية الاستفادة من نتائج الدراسة الجديدة في تطوير أدوية لمحاربة الأمراض المزمنة مثل السكر والسرطان، أضاف «لونجو» أنّ هذه الفكرة لا تزال قيد التطوير، حتى يتمكن العلماء من استخدام الطفرة الجينية المسببة لمتلازمة «لارون» بشكل آمن، يمنع الأمراض الخطيرة ولا يسبب أضرارًا محتملة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأقزام قصار القامة قزم الأمراض الخطيرة طفرة جينية السرطان
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف سر الطفولة الضائعة.. لماذا تختفي ذكرياتنا الأولى؟
لطالما أثار فقدان الذكريات المبكرة لدى الإنسان تساؤلات العلماء، إذ لا يتذكر معظم الأشخاص أحداث طفولتهم الأولى، خاصة تلك التي وقعت قبل سن الثالثة، حيث كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة Science أن الأمر لا يتعلق بعدم امتلاك هذه الذكريات، بل بعدم القدرة على الوصول إليها لاحقًا.
وقام الباحثون في جامعة ييل بفحص 26 رضيعًا تتراوح أعمارهم بين 4.2 و24.9 شهرًا، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى تضم أطفالًا تقل أعمارهم عن 12 شهرًا، والثانية تشمل من تتراوح أعمارهم بين 12 و24 شهرًا.
وخضع الأطفال لتجربة داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، حيث تم عرض سلسلة من الصور الفريدة عليهم لمدة ثانيتين لكل صورة، بهدف رصد النشاط في الحُصين، وهو الجزء من الدماغ المرتبط بالذاكرة والعواطف.
وأوضح الدكتور نيك تورك-براون، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم النفس بجامعة ييل، أن دراسة الذاكرة لدى الرضع تعد تحديًا علميًا، نظرًا لحركتهم المستمرة وعدم قدرتهم على اتباع التعليمات.
وأشار إلى أن الحُصين، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في معالجة الذكريات، يصعب رصده بالوسائل التقليدية، مما دفع الفريق لتطوير منهجية جديدة لدراسة كيفية عمل الذاكرة لدى الأطفال الصغار.
وبعد فترة قصيرة من التجربة، تم عرض صورتين جنبًا إلى جنب على الأطفال: إحداهما مألوفة سبق أن شاهدوها، والأخرى جديدة تمامًا. قام الباحثون بتتبع حركات أعين الرضع لمعرفة الصورة التي ركزوا عليها لفترة أطول.
وأظهرت النتائج أن الرضع الأكبر سنًا كانوا أكثر قدرة على التعرف على الصور المألوفة، مما يشير إلى أنهم تمكنوا من استرجاع الذكريات المخزنة. في المقابل، لم يظهر الرضع الأصغر من 12 شهرًا نفس القدرة على التمييز، ما يوضح أن ذاكرتهم ما زالت في مراحلها الأولى.
وعند تحليل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، لاحظ الباحثون أن الحُصين كان أكثر نشاطًا لدى الأطفال الأكبر سنًا أثناء تشفير الذكريات، بالإضافة إلى ذلك، رُصد نشاط ملحوظ في القشرة الجبهية الحجاجية، وهي منطقة في الدماغ تلعب دورًا رئيسيًا في اتخاذ القرارات المتعلقة بالذاكرة والتعرف على المعلومات.
ووفقًا للدكتورة سيمونا جيتي، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا، فإن هذه الدراسة تقدم دليلًا قويًا على العلاقة بين تنشيط الحُصين والقدرة على تشفير الذكريات لدى الرضع.
ووأضافت أن الأبحاث السابقة أكدت قدرة الرضع على تكوين الذكريات، لكن هذه الدراسة تعد الأولى التي توضح كيفية تشفير الدماغ للمعلومات في المراحل العمرية الأولى.
وعلى الرغم من أن الرضع يكوّنون الذكريات، إلا أنهم لا يتمكنون من استرجاعها لاحقًا عندما يكبرون، ويفترض الدكتور تورك-براون أن السبب قد يعود إلى طريقة معالجة الدماغ لهذه المعلومات، فبينما يخزن الحُصين الذكريات، يبدو أن الدماغ لا يطور في تلك المرحلة "مصطلحات البحث" المناسبة التي تمكّنه من استرجاعها لاحقًا.
وبالإضافة إلى ذلك، يمر دماغ الطفل الرضيع بتغيرات كبيرة، تشمل النمو السريع للحُصين وتطور الإدراك واللغة والقدرات الحركية، ما يؤثر على طريقة تخزين الذكريات ومعالجتها، هذه التغيرات تجعل استرجاع الذكريات المبكرة أمرًا صعبًا، حيث يتم استبدال طرق تخزين المعلومات القديمة بأساليب جديدة تتناسب مع التطور المعرفي للطفل.
وأشارت الدكتورة جيتي إلى أن هذه الدراسة تؤكد أهمية السنوات الأولى من عمر الطفل في تشكيل شخصيته وقدراته الإدراكية، حتى لو لم يتمكن لاحقًا من تذكر تفاصيلها، فالرضع يكتسبون مهارات هائلة في هذه المرحلة، مثل تعلم اللغات وربط الأصوات بالمعاني، بالإضافة إلى تكوين توقعات حول البيئة والأشخاص المحيطين بهم.
وأكدت الباحثون أن توفير بيئة غنية بالمحفزات البصرية والسمعية والتفاعلية يساعد في تعزيز تطور الطفل المعرفي. كما أن التكرار في الأنشطة اليومية، مثل قراءة نفس القصة أو غناء نفس الأغنية، يسهم في بناء روابط عصبية قوية تدعم التعلم المستقبلي.