دائما ما يحتار الإنسان ما بين الاختيار بين استخدام الأسانسير "المصعد" في الصعود داخل المباني لأعلى، وما بين استخدام السلالم "الدرج"، فالبعض يقول إن استخدام السلالم يعمل على زيادة اللياقة البدنية، ويعزز من صحة الإنسان، فيما يقول آخرون، إن هذا هدر للطاقة، وله تأثيرات كبيرة على القلب، وفي الغالب تجد كل فريق يدافع عن وجهة نظره، وكأنها مسلمة علمية، ولكن يبدو أن هذا الجدل قد انتهى.

 

 

ففي دراسة علمية حديثة، تم حسم الأمر، وكشفت نتائج تلك الدراسة، ما هو أفضل للإنسان، فبحسب تقرير نشرته صحيفة NPR الأمريكية، حسمت دراسة بريطانية الجدل، وذكرت أن هناك أدلة جديدة على أن صعود السلالم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب ويساعد الناس على العيش لفترة أطول، وأكدت الصحيفة الأمريكية أهمية نتيجة الدراسة، خصوصا أن الذي يمارس الرياضة أقل من نصف البالغين في الولايات المتحدة، وذلك بالقدر الموصى به من التمارين الرياضية.

الدراسة ومؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب

بحسب تحليل جديد تم تقديمه في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، فقد وجد أن الأشخاص الذين اعتادوا على صعود السلالم لديهم احتمال أقل بنسبة 39٪ للوفاة بسبب أمراض القلب، مقارنة بأولئك الذين لم يصعدوا السلالم، كما كان لديهم خطر أقل للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وتقول مؤلفة الدراسة الدكتورة صوفي بادوك، من جامعة إيست أنجليا ونورفولك ومؤسسة مستشفى جامعة نورويتش في المملكة المتحدة: "لقد فوجئت بأن مثل هذا الشكل البسيط من التمارين يمكن أن يقلل من الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب"، وبحسب ما ذكرته فقد نظرت هي وزملاؤها في بيانات حوالي 480 ألف مشارك، تتراوح أعمارهم بين منتصف الثلاثينيات ومنتصف الثمانينات، وكان نصفهم تقريبًا من النساء، وتقول بادوك إن النتائج تتناسب مع مجموعة من الأدلة التي تشير إلى فوائد التمارين متوسطة الشدة.

تلك حالة قلبك مع صعود السلم

وفي اللحظة التي تبدأ فيها صعود الدرج، يستجيب جسمك، وهو ما يوضحه الدكتور مانيش باريك، رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى نيويورك - بريسبيتيريان بروكلين ميثوديست، ويقول : "يرتفع معدل ضربات قلبك، ويرتفع إنتاج القلب، وتتحسن حالة الدورة الدموية لديك، وكل هؤلاء الذين نعرفهم لهم تأثيرات إيجابية".

إذًا، ما هو مقدار صعود الدرج الكافي؟ وجدت إحدى الدراسات أن صعود ست إلى عشر رحلات جوية يوميًا يرتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة، ووجدت دراسة أخرى أن صعود أكثر من خمس رحلات جوية يوميًا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 20٪.

 

هكذا تمت الحسبة

ولحساب ذلك، قام الباحثون بتحليل خطر إصابة المشاركين بأمراض القلب بناءً على عوامل تشمل ضغط الدم والكوليسترول وتاريخ التدخين والتاريخ العائلي وعوامل الخطر الجينية، وقام المشاركون بملء استبيانات حول أسلوب حياتهم وعاداتهم الرياضية بما في ذلك صعود الدرج، وعلى مدار 12 عامًا، كان أداء متسلقي السلالم أفضل في مقاومة أمراض القلب، والجدير بالذكر أن الأشخاص الذين توقفوا عن صعود السلالم خلال هذا الوقت شهدوا ارتفاعًا في مخاطرهم، فهو تذكير بأنه من أجل الاستفادة من التمارين الرياضية، عليك الاستمرار في القيام بذلك.

ويمكن أن تبدأ الفوائد بسرعة كبيرة، فقد وجدت مراجعة نُشرت في وقت سابق من هذا العام أن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن أربعة إلى ثمانية أسابيع للبدء في تحسين مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ووجدت الدراسة أن صعود الدرج بانتظام يمكن أن يحسن تكوين الجسم وضغط الدم وحساسية الأنسولين وضغط الدم.

عادة تستطيع أن تحولها إلى تمارين رياضية 

وإذا كنت تحاول دمج المزيد من الحركة في يومك، فإن إضافة عادة صعود الدرج يعد طريقة جيدة للحصول على دفعات سريعة من التمارين الرياضية، كما يقول الدكتور كارلين لونج، طبيب القلب بجامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، ويقول لونج: "أعتقد أنه إذا كان الناس قادرين على أداء ست إلى عشر جولات من التمارين على السلالم يوميًا، فسيكون ذلك هدفًا جيدًا، لكن هذا سيعتمد على مستوى لياقتك الشخصية.

ويقول لونج: "تعد التمارين الرياضية واحدة من أفضل الطرق للياقة القلب والأوعية الدموية، كما أن صعود الدرج يمكن أن يكون مريحًا"، ويضيف: "لا يتطلب الأمر عضوية في صالة الألعاب الرياضية، ويمكن للعديد من الأشخاص صعود السلالم في المنزل أو العمل، وهناك أيضًا قيمة في ممارسة التمارين الرياضية الأكثر استدامة، مثل ركوب الدراجة لفترة أطول، أو المشي أو الركض، أو جلسة المشي، لتلبية 30 دقيقة الموصى بها يوميًا من التمارين الرياضية.

تدريبات المقاومة لبناء العضلات

صعود السلالم يمكن أن يساعد أيضًا في بناء العضلات، وتقول الدكتورة تمارا هورويتش، طبيبة القلب في جامعة كاليفورنيا والتي تركز على صحة قلب المرأة: "يمكن أن يكون صعود السلالم مزيجًا رائعًا من التمارين الرياضية وتدريبات المقاومة، فأنت ترفع معدل ضربات قلبك وتمرن عضلاتك في نفس الوقت، وتضيف: "إنك تقوم ببناء عضلات الساق من خلال الاضطرار إلى رفع وزنك إلى الدرج التالي، وهذه فائدة رئيسية لأن 24% فقط من البالغين في الولايات المتحدة يحققون الأهداف الموصى بها لكل من التمارين الرياضية وتمارين تقوية العضلات".

وإذا لم تكن معتادًا على صعود السلالم، فقد تضطر إلى البدء ببطء، وإذا قمت بتتبع الخطوات على FitBit أو Apple، فيمكن استخدام هذه الأجهزة لتتبع التسلق أيضًا، وتقول: "لذلك بدلاً من مجرد النظر إلى الدرجات، يمكنك أيضًا النظر إلى عدد السلالم التي صعدتها ومحاولة زيادة ذلك، إنها طريقة جيدة لقياس التقدم".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: من التمارین الریاضیة بأمراض القلب صعود السلالم صعود الدرج یمکن أن یومی ا

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف العلاقة بين أعراض انقطاع الطمث وصحة الدماغ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت دراسة حديثة أجراها مجموعة باحثين من جامعة كالغاري في الولايات المتحدة وجامعة إكستر في المملكة المتحدة عن وجود ارتباط بين أعراض انقطاع الطمث وصحة الدماغ مما يشير إلى أن النساء اللائي يعانين من عدد أكبر من أعراض انقطاع الطمث قد يكن أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الذاكرة واضطرابات سلوكية خفيفة في المستقبل وفقا لما نشرتة مجلة ديلى ميل .

وأظهرت أبحاث سابقة أن النساء معرضات لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال وفى محاولة فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الخطر قام الباحثون بتحليل بيانات 896 امرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث حيث خضعن لتقييمات ديموغرافية ومعرفية وسلوكية. 

وطلب من المشاركات تسجيل أعراض انقطاع الطمث التي يعانين منها بما في ذلك عدم انتظام الدورة الشهرية والهبات الساخنة والقشعريرة وجفاف المهبل وزيادة الوزن وتباطؤ التمثيل الغذائي والتعرق الليلي ومشاكل النوم و تغيرات المزاج و عدم الانتباه أو النسيان و وأي أعراض أخرى وتم قياس الوظيفة الإدراكية باستخدام مقياس يقيم التغيرات في الذاكرة، اللغة، القدرات البصرية والمكانية، التخطيط، التنظيم، والوظائف التنفيذية بالإضافة إلى ذلك تم تقييم الأعراض العصبية النفسية باستخدام قائمة تركز على التغيرات العاطفية والسلوكية.

وكشفت التحليل أن النساء اللائي أبلغن عن عدد أكبر من الأعراض سجلن نتائج أسوأ في الاختبارات المعرفية وكن أكثر عرضة لإظهار علامات اضطرابات عصبية نفسية مع تقدم العمر. 

وأشار الباحثون إلى أن انخفاض هرمون الإستروجين بشكل حاد خلال انقطاع الطمث، قد يفسر هذا الارتباط.

ووجدت الدراسة أن العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) والذي يستخدم غالبا لإدارة أعراض انقطاع الطمث ارتبط بعدد أقل من الأعراض العصبية النفسية في مراحل لاحقة من الحياة على الرغم من أنه لم يكن له نفس التأثير على الوظيفة الإدراكية.

وأشار الفريق البحثي إلى إجراء المزيد من الدراسات للتحقيق في هذا الارتباط وما إذا كان يمكن أن يشكل جزءا من إنذار مبكر للخرف كما يرغبون في استكشاف ما إذا كان العلاج بالهرمونات البديلة يمكن أن يساعد في تقليل أي مخاطر محتملة.

مقالات مشابهة

  • وثائق تكشف عن فساد كبير في محافظة البصرة
  • دراسة تكشف تأثير أكل السمك على سلوك الأطفال
  • دراسة: استبدال الزبدة ببعض الزيوت النباتية قد يقلل بشكل كبير من خطر الوفاة
  • ما علاقة الكوابيس بالخرف؟.. دراسة حديثة تكشف
  • دراسة تكشف العلاقة بين أعراض انقطاع الطمث وصحة الدماغ
  • دراسة: صيام رمضان حل وقائي للقلب ضد أمراض الشريان التاجي
  • قلة النوم تسرق صحة المراهقين .. دراسة تحذّر من خطر يُهدّد قلوبهم
  • دراسة تربط قلة النوم عند المراهقين وفرص الإصابة بمرض خطير
  • دراسة: الصيام يحدّ من خطر تخثر الدم ويعزز صحة القلب
  • احذري! التوتر يدمر صحتك.. دراسة تربط بين القلق والسكتات الدماغية لدى النساء