الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة

قبل التخرج في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، قمت بدراسة تحسين الأبقار في الإمارات، لإنتاج الألبان.

​كان ترددي على الأستاذ الدكتور محمد توفيق رجب أستاذ علوم الأغذية والإنتاج الحيواني، وأساتذة قسم الألبان، وكان من بينهم من درسوا في الجامعات الأجنبية، وخرجت من مقابلة ذوي الاختصاص بالآتي:

سلالة «الفريزيان» «Friesian»: سلالة من أبقار الحليب موطنها شمال غرب ألمانيا، أصبحت هذه السلالة الرئيسية في مزارع إنتاج الحليب في العالم؛ نظراً لغزارة إنتاجها من الحليب، فكان إنتاجها السنوي للحليب من 7500 إلى 11000 لتر.

أبقار «الجيرسي» «Jersey» هي سلالة أصغر، ذات شعر بني ناعم وعيون كبيرة وجميلة، وتنتج حليباً من أغنى أنواع الحليب، وغالباً ما يستخدم لإنتاج الزبدة والجبن، تعود أصول أبقار جيرسي إلى بريطانيا. ينتج القطيع نحو 4500 لتر من الحليب في 300 يوم من فترة الرضاعة.

​لكن أبقار «الفريزيان» و«الجيرسي»، تتطلب درجات حرارة معينة، والتي لا نجدها في الإمارات، حيث درجات الحرارة في صيف الإمارات مرتفعة جداً.

كنت قد قررت أن أحسّن من أبقار الإمارات، حيث كان إنتاج البقرة الواحدة في السنة 1000 لتر، وإذا ما هجّنّاها بالذكور من «الفريزيان» أو «الجيرسي» فإن البقرة ستنفق حسب اعتقادي، حيث العجل أكبر من أحشاء البقرة المحلية، فعدلت عن ذلك.

مبنى شركة «كاتيراج» للألبان في ساتارا – بونا

من بين أساتذة قسم الألبان، قد ذكر لي أنه قرأ دراسة إنجليزية تتحدث عن نوع آخر من الأبقار وهي: أبقار «ساهيوال» «Sahiwal»، سلالة هندية، تنتج نحو 1600 لتر إلى 2650 لتراً سنوياً.

قررت الذهاب إلى الهند، لدراسة أبقار «ساهيوال»، وفي تلك الفترة، من نهاية شهر رمضان سنة 1390ه، الموافق شهر أكتوبر عام 1970م، حيث ستأتي إجازة عيد الفطر المبارك لسنة 1390ه.

ركبت الطائرة من مطار القاهرة إلى مطار بومبي، ومن هناك أخذني سائق سيارة الأجرة والذي امتدح فندق «تاج محل»، لكنه نصحني بأن ذلك الفندق أسعاره غالية، فقلت له: لا بأس.

في فندق «تاج محل» تعرفت على مدير الفندق وشرحت له سبب زيارتي للهند، فرد عليّ مدير الفندق قائلاً: أنا أعرف شركة تأسست في منطقة «بونا» «Pune»، وأعرف مدير فندق «بونا»، حيث كثير من السائحين والذين ينزلون في فندق «تاج محل»، يطلبون الحجز في فندق «بونا».

وأضاف قائلاً: هل ترغب أن أحجز لك هناك؟، فوافقته على أن أرحل إلى مدينة «بونا» في اليوم التالي.

في صباح اليوم التالي، كان مدير فندق «تاج محل» ينتظرني عند مكتب الاستقبال لدفع مصاريف الفندق، وقال: لقد أرسلت برقية إلى مدير فندق «بونا» وبيّنت له طلب نوع الإقامة حسب ما كانت في فندق «تاج محل»، وبيّنت له الغرض من تلك الزيارة.

ثم التفت إليّ وقال: لقد أحضرت لك تذكرة السفر على القطار السريع المخصص للسائحين ورجال الأعمال، فقلت له: ما هي مدة السفر إلى «بونا»؟

قال: ثلاث ساعات.

قلت: أدفع لك قيمة التذكرة.

قال: احتسبناها مع مصاريف الفندق.

توجهت من فندق «تاج محل» إلى محطة القطارات وركبت القطار السريع الذي انطلق بنا إلى مدينة «بونا»، وهو يقطع تلك المساحات، حيث وضع الله تعالى أجمل ما في الطبيعة، والقطار ينسرب في أنفاق في الجبال بين تلك المساحة الجميلة، وكان عددها خمسة أنفاق.

بعد ثلاث ساعات، وصلت إلى مدينة «بونا»، وأخذت طريقي إلى فندق «بونا»، وعند مدخل الفندق، كان مدير الفندق في استقبالي ومرحّباً بقدومي وهو يقول: مرحباً بك في فندق «كتن بونا» «Ketan Pune»، مع مدير الفندق المكون من دورين فقط، وهو يقول: هذا الفندق جديد ومحدود الغرف.

سألت مدير الفندق عن مزرعة الألبان فقال: تقع شركة الألبان في قرية «ساتارا» «Satara»، والتي تبعد عن «بونا» قرابة الساعتين، وبالطريق السريع ثلاثة أرباع الساعة، واسمها «كاتيراج، شركة الألبان في ساتارا- بونا» «Kateraj, Dairy Farm Company in Satara Village-Pune».

في اليوم التالي من وصولي إلى فندق «بونا» أحضر مدير الفندق سيارة تقلني إلى قرية «ساتارا» وسلّم السائق رسالة منه بها تعريف عني قال فيها: سلطان بن محمد القاسمي، طالب من جامعة القاهرة يدرس أبقار «ساهيوال»، وهو نزيل بالفندق في «بونا».

انطلقت بي السيارة إلى قرية «ساتارا» بالطريق السريع حيث وصلنا إلى القرية في أقل من ساعة، بين المزارع التي انتشر بها العاملون في الزراعة، وإذا بذلك المبنى الأبيض عند نهاية طريق «بونا» كتب عليه: طريق «ساتارا».

تمّ استقبالي من قبل مدير الشركة والباحثين في الشركة، ودار بيننا الحديث على مدى ثلاثة أيام من الصباح إلى المساء، وقد شرحوا لي أعمال الشركة والدراسات التي قاموا بها، ثم ذكروا أن إنتاج اللبن من أبقار «ساهيوال» التي ذكرتها لهم وهي 1600 لتر في السنة غير صحيحة، لأن ذلك في الأبقار العادية، أما الأبقار المنتقاة والمحسّنة النسل تصل كمية اللبن بها إلى 2650 لتراً من البقرة الواحدة في السنة.

أما أنك تستعمل ذكر «الجيرسي» في تلقيح أبقار «ساهيوال»، فقد فكرت الشركة في ذلك. ومن الدراسة التي قامت بها الشركة تبيّن أن أستراليا قد هجّنت أبقار «ساهيوال» بثور «جيرسي»، فقد أعطت النتيجة التالية:

1- الجيل الأول: جيد.

2- الجيل الثاني: جيد.

3- الجيل الثالث: ينحل ويضعف، يقال لها باللغة الإنجليزية: «Decay»، ويتدهور القطيع.

ونصحوني أن أتعاون معهم في تكوين قطيع من أبقار «ساهيوال» المحسّنة.

في أحد الأيام من تلك الأيام التي قضيتها في مبنى شركة «كاتيراج» طلبت أن أزور قرية «ساتارا» حتى إذا وصلنا إلى وسط القرية، قال مرافقي: سآخذك إلى «دبا»، قلت في نفسي: هل هو ساحر؟، أين نحن من دبا؟!.

توقفت السيارة عند مقهى شعبي، وطلب مني أن أنزل، نزلت وأنا أقول لمرافقي: أين دبا؟، فرد عليّ قائلاً: هذا دبا، المقهى يقال له: دبا باللغة الهندية.

سافرت من مدينة «بونا» إلى بومبي ومنها إلى القاهرة؛ لألتحق بكُليتِي كلية الزراعة بجامعة القاهرة؛ لأتخرج فيها مهندساً زراعياً.

في الشارقة وبعد أن عدت من القاهرة، عُينت مدير مكتب الحاكم في حكومة الشارقة، ومن بعد ذلك وزيراً للتربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تأسست في تلك الفترة. وما هي إلا أشهر قليلة حتى أصبحت بعدها حاكماً للشارقة، وانشغلت عن الزراعة.

بعد سنتين من بداية استلام الحكم في الشارقة، قررت الشروع في مشروع الألبان في الشارقة، وكلفت شركة إنجليزية أن تشترك مع شركة متخصصة في بناء محطة للأبقار في منطقة الذيد، حتى إذا ما أتت تلك الشركات لمناقشة المشروع، حضر مندوبون عن شركة أسترالية وعرضوا أن يقوموا ببناء المحطة كاملة وتزويدها بالأبقار.

قلت: ما نوع الأبقار؟

قالوا: «ساهيوال» هندي، مهجّن ب«الجيرسي» الإنجليزي.

قلت: أيّ جيل؟

قالوا: الجيل الثاني، والأبقار عشراوات.

قلت: الذي في بطنها سيصبح الجيل الثالث!!

قالوا: نعم.

قلت: إذن سنحضر الشرطة، لضبط عملية الغش والاحتيال.

قالوا: لماذا؟

قلت: إن الجيل الثالث من الهجين «ساهيوال» و«الجيرسي» سيخرج وجيناته قد تدهورت وانحلّت، وهي عملية يقال لها باللغة الإنجليزية: «Decay».

قالوا: نحن لا ذنب علينا، فقد تلقينا هذا العرض من شركة الأبقار الأسترالية.

قلت: اذهبوا، لا أريد مشروعكم.

ولم يكتب لذلك المشروع التنفيذ.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة مدیر الفندق فی الشارقة الألبان فی من أبقار فی فندق

إقرأ أيضاً:

الشارقة تشهد انطلاق دورة استثنائية من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال»

الشارقة - الخليج
بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، انطلقت اليوم (السبت) فعاليات الدورة الثامنة من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال»، بمشاركة نخبة من قادة الأعمال العالميين، وصناع التغيير، وكبار الشخصيات المؤثرة والملتزمة بتشكيل مستقبل ريادة الأعمال في المنطقة، منهم، الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، مؤسِّسة ورئيسة «مؤسسة الشارقة للفنون»، والأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، الأمينة العامة وعضوة مجلس أمناء «مؤسسة الوليد للإنسانية»، وعلياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال.
في إنجاز غير مسبوق في مجال تكنولوجيا التواصل، شهد حفل افتتاح المهرجان الكشف عن «إشارة»، أول نظام من نوعه في العالم لترجمة لغة الإشارة العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذي طوره الفائزون في برنامج Dojo+ التابع لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، ليشكل خطوة رائدة نحو تمكين ذوي الإعاقة السمعية وتعزيز الاندماج والتواصل.


تقارب الثقافات
وخلال اليوم الافتتاحي للمهرجان، استضافت جلسة نقاشية بعنوان «معالجة التحديات الاجتماعية وتعزيز التقارب بين الثقافات من خلال الفن والعمل الخيري والإنساني»، الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، والأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، اللتين ناقشتا دور الفن في ترسيخ الحوار والتفاهم الثقافي وأثر العمل الخيري والإنساني على تعزيز صناعة التغيير المجتمعي المنشود، وسلطت الجلسة الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه التعبير الإبداعي والعطاء الجماعي المشترك في التغلب على التحديات العالمية.
وفي حديثها خلال الجلسة، أكدت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي أن كل مشروع تعمل عليه يعكس رؤيتها الخاصة مستلهمة هذا المبدأ من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤكد دائماً أهمية أن يكتب المجتمع تاريخه بنفسه بدلاً من أن يُكتب له من قبل الآخرين. مشيرةً إلى أهمية التكامل بين الثقافة وريادة الأعمال، وأن دعم قطاعات المتاحف والثقافة والتعليم، وغيرها تقع على عاتق الأفراد والمؤسسات لضمان استدامتها وتعزيز تأثيرها في المجتمع.
وأوضحت الشيخة حور القاسمي أن شعار المهرجان «حيث ننتمي» يلهمنا جميعاً للنظر إلى من هم بحاجة حول العالم، والعمل على أن يصبح كل فرد جزءاً من مجتمع آمن يضمن له حياة كريمة. لافتة إلى أن عملها مع مؤسسات عالمية أتاح لها فرصة اختبار دور الفنون كمساحة مفتوحة للحوار.
وحول عملها في عدة مشاريع فنية عالمية، أكدت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي أنها تجد شغفها في مواجهة التحديات، مشيرةً إلى أنها تعمل في مشاريع متعددة تمتد بين الشارقة واليابان وسيدني في وقت واحد، ومنها مشاركتها في مئوية سيدني. وأضافت أن الفرص لا تأتي مرتين، وعلى الإنسان أن يستثمرها عند توافرها، وأن التغيير لا يتحقق إلا من خلال تحدي الذات أولاً.
كما أشارت الشيخة حور القاسمي إلى أنها تعشق ما تقوم به، حيث تعمل على مشاريع مختلفة لكنها مترابطة، يجمعها الفن كأداة للتعبير والتغيير. مشيرة إلى أن جامعة الدراسات العالمية، التي سيتم افتتاحها في الرابع من فبراير، ستكون فضاءً جديداً للأبحاث الأكاديمية وتعزيز الحوار الثقافي.


جسور للتواصل وتمكين المجتمعات
من جانبها، أكدت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود أن التنوع الكبير في المجتمعات والتطور التكنولوجي يفرضان علينا البحث عن طرق فعالة للوصول إلى المستفيدين، مشددةً على أهمية ردم الفجوة بين المجتمعات وبناء جسور تواصل تعزز التعاون. وأوضحت أن مؤسسة الوليد للإنسانية تؤمن بقوة العمل المشترك، حيث تدير مشاريعها من الألف إلى الياء، لكن مع احترام احتياجات المجتمعات المحلية وتمكينها.
وأشارت الأميرة لمياء أن رؤية الأمير الوليد بن طلال تعتمد على دراسة كل مشروع بشكل مستقل، حيث لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، بل يتم تصميم المبادرات وفقاً لاحتياجات كل منطقة لضمان تحقيق الأثر المطلوب، لافتة أن قياس الأثر لا يقتصر فقط على البيانات، بل لا بد من نتائج ملموسة على أرض الواقع، لافتةً إلى أن التأثير الحقيقي يُقاس بمدى التغيير الذي يحدث في حياة الأفراد المستفيدين من هذه المشاريع.
وأضافت الأميرة لمياء أن المؤسسة تعاونت مع مؤسسة أمير ويلز لدعم الحرفيات والفنانات في أفغانستان وفلسطين وغيرها، مما أسهم في تمكين النساء عبر توفير فرص اقتصادية لهن. وأوضحت أن هذه المبادرات حققت مخرجات ملموسة، حيث تمكنت النساء، اللاتي يشكلن 95% من المستفيدات، من اكتساب المهارات التي جعلتهن رائدات أعمال وأتاح لهن فرصة إعالة أسرهن، مما يثبت أن الاستثمار في الفن والثقافة يمكن أن يكون أداة قوية للتنمية المجتمعية.
خارطة طريق 
وتأكيداً على جهود الإمارات في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وسعياً لبناء جيل جديد من رواد الأعمال المؤسسين، ألقت علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، خلال حفل الافتتاح، كلمة رئيسية بعنوان «خارطة طريق لدولة ريادية» The Blueprint of a Startup Nation.
وأشارت في كلمتها إلى إطلاق منظومة ريادة الأعمال وصندوق «ريادة» بالتعاون مع 16 جهة حكومية، بهدف دعم وتطوير ريادة الأعمال في الدولة، ورفع معدل نجاح رواد الأعمال الشباب من 30% إلى 50% بحلول 2031، موضحة أن الصندوق خصص 300 مليون درهم كحوافز لتشجيع الخريجين على دخول قطاع ريادة الأعمال.
وقالت: «كما أطلقنا العام الماضي النسخة الثانية من مبادرة (100 شركة من المستقبل)، الرامية إلى دعم وتحفيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تساهم في تطوير القطاعات الاقتصادية المستقبلية لدولة الإمارات، كما أطلقت الوزارة مبادرة (50 شركة من المستقبل)، التي تركز على تقديم الدعم المتخصص، وتعزيز التواصل وتبادل المعرفة بين الشركات الإماراتية الصغيرة والمتوسطة».
وأكدت علياء المزروعي أن السياسات والتشريعات الاتحادية أعطت الأولوية للتنوع الاقتصادي، وأضافت: «أثبت اقتصاد الإمارات مرونته، مع اعتماده على الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل 95% من إجمالي الشركات في دولة الإمارات، وتوظِّف ما يقارب 86% من إجمالي القوة العاملة في القطاع الخاص، والمساهمة بنسبة 63.5% في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي».
التأثير مقياس النجاح
وفي كلمتها خلال فعاليات اليوم الافتتاحي، أكدت نجلاء المدفع، نائب رئيس مجلس إدارة مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، أن المهرجان يجمع رواد الأعمال وصناع التغيير من حول العالم، ويعكس رؤية «شراع» في تمكين المؤسسين وتعزيز بيئة ريادية مستدامة. وأشارت إلى أن المركز، منذ تأسيسه عام 2016، احتضن أكثر من 200 شركة ناشئة جمعت استثمارات تفوق مليار درهم، وساهم في رفع تصنيف الشارقة إلى المرتبة الرابعة خليجياً في ريادة الأعمال، إضافة إلى استقطاب أكثر من 40 ألف مشارك عبر المهرجان السنوي.
وأضافت نجلاء المدفع: «تقدم الشارقة نماذج حية على كيفية بناء مشاريع تستمر لعقود، فمبادرات مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب، وبينالي الشارقة للفنون، اللذين يواصلان اليوم تأثيرهما العالمي بقيادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي والشيخة حور بنت سلطان القاسمي، أثبتت أن النجاح الحقيقي يُبنى على قيم راسخة ورؤية بعيدة المدى، وليس على إنجازات سريعة ومؤقتة».
وشددت على أن تحقيق النجاح المستدام يتطلب رؤية واضحة، وصبراً لمواصلة المسيرة، وفريق عمل مؤمناً بالفكرة وقادراً على تحويلها إلى واقع، مؤكدةً أن اجتماع الشغف مع التعاون هو ما يصنع الفرق الحقيقي في ريادة الأعمال.


التزام راسخ 
من جهتها، رحّبت سارة عبدالعزيز بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، بالمشاركين، مؤكدة التزام»شراع«الراسخ ببناء مجتمع مستدام وحيوي، يحتضن الإبداع ويفتح الآفاق أمام الطموحات.
وقالت:«لطالما عُرفت الشارقة بأنها عاصمة التعليم والثقافة في المنطقة، لكنها اليوم أصبحت أيضاً وجهة عالمية لصنّاع التغيير، حيث يجد المبتكرون ورواد الأعمال بيئة تنتمي إليهم وتدعمهم». وأشارت إلى أن لقاءاتها مع رواد الأعمال جعلتها تدرك أن ريادة الأعمال لا تقتصر على تطوير التطبيقات الرقمية أو بناء شركات مليارية، بل هي عقلية تحتفي بها فعاليات مهرجان الشارقة لريادة الأعمال، وهو ما ينعكس في تنوع المواضيع والشخصيات والقصص التي يتناولها المهرجان على مدار يومين.
وكشفت سارة النعيمي في كلمتها عن إضافة جديدة للمهرجان هذا العام، وهي منطقة»صُنع في الشارقة«، التي تحتفي بالإنجازات البارزة في ريادة الأعمال، والفن، والتعليم، والثقافة داخل الإمارة. كما أعلنت عن إطلاق»عطر الشارقة«، الذي سيكون متاحاً قريباً للشراء، داعيةً كل من أنجز مشروعاً مميزاً في الشارقة إلى مشاركة قصته.
واختتمت بالقول:«أرجو أن يخرج جميع المشاركين من المهرجان بروح متجددة لإثراء التجربة الإنسانية المشتركة، واكتسابهم فهماً أعمق لمفهوم (حيث ننتمي)، فمهرجان الشارقة لريادة الأعمال أصبح احتفاء بطاقة المشاركين جميعاً، سواء كانوا من الزوار الدائمين أو ممن يختبرون التجربة لأول مرة».
تكريم شركاء المهرجان
وكرَّمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي شركاء»مهرجان الشارقة لريادة الأعمال«تقديراً لدورهم في نجاح دورته الثامنة، وهم، »أرادَ«، و»إعمار«، و»دو«، و»إمارات«، و»مجلس سيدات أعمال الشارقة«، و»بنك الشارقة«، و»بنك الاستثمار«، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، إلى جانب»مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار«، شريك الموقع، و»بلدية الشارقة«، شريك التمكين.


تجربة إماراتية متكاملة لكبار الشخصيات
كما افتتحت الشيخة بدور القاسمي، خلال الحفل، منطقة»فولت«المخصصة لكبار الشخصيات في مهرجان، حيث واطّلعت على تفاصيل تصميمها، إذ جاءت في تجسيد جمالي لرحلة الغوص بحثاً على اللؤلؤ وفي تشبيه رمزي لمسيرة ريادة الأعمال، حيث تعبّر الحبال عن أدوات الغواصين، بينما يرمز الرمل إلى أماكن استخراج اللؤلؤ، وصولاً إلى اليابسة التي تمثل النجاح بعد تحديات الرحلة.
وتجولت الشيخة بدور القاسمي في»المجلس«المكان الذي يعكس روح البيئة الإماراتية بتصميم مبتكر من المصممة الإماراتية جواهر الخيال، واستمعت إلى شرح حول تصميمه الذي جاء على هيئة المندوس الإماراتي، (الصندوق الخشبي الذي تحفظ فيه الأشياء الثمينة)، وذلك في تعبير عن قيمة ومكانة كبار الشخصيات، وأطلعت على تجربة إنتاج»عطر الشارقة«، الذي تم إطلاقه خلال المهرجان بمكونات مستوحاة من الطبيعة الإماراتية مثل الزعفران والهيل.
مذكرتا تفاهم 
وبعد حفل الافتتاح، شهدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي توقيع مذكرتي تفاهم، الأولى بين شركة»مايكروسوفت الإمارات«و»شراع«و»شروق«و»الجامعة الأمريكية في الشارقة«تستهدف خلق فرص جديدة للطلاب ورواد الأعمال الطموحين من خلال ربط التحصيل الأكاديمي بالخبرة العملية، وضمت قائمة الموقعين كلاً من، نعيم يزبك، مدير عام»مايكروسوفت الإمارات«، وسعادة سارة عبدالعزيز بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي ل»شراع«، وأحمد القصير، المدير التنفيذي ل»شروق«، والدكتور تود لورسن، مدير»الجامعة الأمريكية في الشارقة«.
كما وقع حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي ل»مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار«، ومارينا دونوهو، مديرة البحوث والابتكار في»إنتربرايز إيرلندا«Enterprise Ireland، بحضور أليسون ميلتون، سفيرة جمهورية إيرلندا لدى دولة الإمارات، مذكرة التفاهم الثانية بين الجانبين بهدف تعزيز البحث والتعاون التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إيرلندا.

    

مقالات مشابهة

  • انطلاق دورة استثنائية من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال»
  • الشارقة تشهد انطلاق دورة استثنائية من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال»
  • 3 سنوات سجنا نافذا لصاحب فندق في سطيف
  • إعفاء مدير ومسؤولي فندق ريتز كارلتون بالرباط بعد تسمم شخصية رفيعة من القصر الملكي
  • سلطان القاسمي يعيد تنظيم قوة الشرطة والأمن في الشارقة
  • سلطان القاسمي يصدر قانوناً بشأن الموارد البشرية للعسكريين في الهيئات النظامية بالشارقة
  • سلطان القاسمي يصدر قانوناً بتعديل أحكام الموارد البشرية للعسكريين بالهيئات النظامية
  • سلطان القاسمي يصدر قانوناً بتعديل القانون رقم (2) لسنة 2021م بشأن الموارد البشرية للعسكريين في الهيئات النظامية في إمارة الشارقة
  • سلطان القاسمي يصدر قانوناً بشأن إعادة تنظيم قوة الشرطة والأمن في إمارة الشارقة
  • سلطان يعيد تنظيم قوة الشرطة والأمن في الشارقة