بوابة الفجر:
2024-12-22@19:18:56 GMT

ربيع جودة يكتب: علمونا بالألغاز

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

كنت سأختار الجلوس معه.. حتى مع فقداني لرفاهيه الوقت في تلك الليله.. وقد كنت على عجله من أمري.. لكني وجدت فيه من رسوخ الرأي.. ورجاحة العقل.. ما يجبرني على اطاله الحديث معه.. وقليل ما تجد في هذه الايام من يحنو عليك بخبره السنين. وكان حديثنا عن التربيه.. فقال بابتسامه تحمل الحنين إلى الماضي.. لقد علمني والدي بالالغاز!!.

. فتغيرت ملامحي إلى نظره تعجب كيف رباك والدك بالالغاز!!؟.. فقال الرجل كان والدي قليل الكلام.. يخبرني عن مقصده بجمله أو جملتين على الاكثر.. ثم يتركني مع الايام والمواقف هي التي تخبرني عن مراده.. فقلت له كيف ذلك سيدي.. قال حينما اشتد عودي إلى طور المراهقه دار بيني وبين أبي حديث.. اخبرته فيه بانني صرت رجلا.. فاجاب باستنكار.. لا انت لست برجل.. ستصبح رجلا عندما تستخرج البطاقه.. فصرت اعد الايام والليالي حتى صار سني ستة عشر عاما.. وجريت مسرعا استخرج تلك البطاقه واستوفي اوراقها ثم اتيته احملها في يدي.. واقول له لقد صرت رجلا يا ابي.. فقال دون ان ينظر حتي مجرد النظر..وهو يقرأ جريدته.. لم تعد رجلا بعد حتى تدخل إلى الجيش.. فأتممت دراستي وتقدمت إلى الجيش.. احمل على كتفي السلاح وارتدي الزي العسكري المهيب.. كنت اشعر بفرحه كبيره.. لكنه ابدا لم يحاول زيارتي في الوحدة كباقي الزملاء... زارتني امي واختي الكبيره وخالتي التي تحمل الطعام الشهي.. ولا ارى والدي من بينهم.. وأنا كلي شغف.. ان يراني على هذه الصوره حتى يتيقن له اني صرت رجلا.. مرت الايام وذات يوم اخبروني في الوحده ان لديك زياره.. خرجت محبطا وانا اعلم إنه ا ربما تكون خالتي أو امي.. وزملائي يهرولون من خلفي لما يعلمون ما تحضره امي من شهي الطعام.. لكنني وجدت في ساحه الانتظار والدي ياتي من بعيد يحمل في يده كيسا من اللب ياكل منه الواحده بعد الاخرى.. وقد احضره لنفسه حتى إنه لم يقم بإعطائي منه شيئا.. فقط نظر إلي من خلف نظارته العريضة.. وتساءل عن احوالي.. فقلت له يا والدي أرأيت.. لقد اصبحت رجلا.. انظر.. هذا زي الرجال.. فابتسم وهو ينتقل بنظره إلى زملائي.. من السهل ان تدخل الجيش لكن من الرجوله ان تكمل أيامه ولياليه.. لن تصير رجلا حتى تنتهي من جيشك.. حينها ادركت مراد والدي من هذا كله.. ومن الطبيعي ألا أسأله حين أنتهي من جيشي.. هل صرت رجلا في نظره ام لا.. لأني اعلم وقتها إنه سيقول لي بذات الابتسامه ستصبح رجلا عندما تفتح بيتا وتكون لك زوجة..وحين اصل إلى هذه المرحله سيقول ساخرا.. وهل كل من تزوج صار رجلا.. ستكون رجلا حين تستر بيتك وتكون كالخيمة لعيالك.. أدركت أنه يريد أن يعلمني مفهوم كلمة (مسؤولية).. ربما لو اخبرني بهذه الكلمه مجردة لم اكن لأفهمها.. بل إنه لم يحاول ابدأ أن يتحدث عنها.. وعلمت مع مرور الايام أن لديه كل الحق فكيف تستطيع ان تأمر أحدا أن يكون مسؤولا.. دون أن يعرف اولا مفهوم تلك الكلمة.. وهل بكل ما تملكه من لباقة.. تستطيع شرح كلمات كالمسؤوليه والخير والحق والخلق والجمال.. وكلها قيم مطلقه.. لا تحويها المفردات ولن تعبر عنها المعاني.. لكن حتما ستخبرك عنها المواقف.. وستحكيها لك الأيام.. انتهى الرجل من كلامه وانا انظر اليه في صمت رهيب كيف لهذا الرجل البسيط أن تكون لديه كل تلك الفلسفه.. وتعلمت منه في دقائق أن التربيه حرفه.. يجيدها فقط من تربى على يد مثل هؤلاء.. ودعني الرجل بعد أن ترك بداخلي لغزا آخر.. هل تربيتي لأولادي علي هذا النحو.. ستخرج منهم تلك الفصاحة.. أم أنني بحاجة إلي تربيتهم بالالغاز.. تماما كما يفعل هذا الحكيم

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ربيع جودة

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر يكتب: أزمة النازحين تزداد سوءً

هل يمكن أن نتخيل مرور عام في الوقت الحاضر حيث ينخفض ​​عدد اللاجئين والنازحين داخليًا؟

للأسف، يصعب تخيل هذه الظروف….

وفقًا للأمم المتحدة، هناك أكثر من 120 مليون شخص في هذه الفئة، أي 1.5% من سكان العالم، وإذا شكلوا دولة، فإنها ستحتل المرتبة الثالثة عشرة من حيث عدد السكان في العالم.

وهذا ضعف الرقم قبل عقد من الزمان تقريبًا،  في عام 2014، كان الرقم 60 مليونًا، وهو رقم مثير للقلق في حد ذاته، وإذا استمرت هذه الوتيرة، فسوف يصل إلى 240 مليونًا بحلول عام 2036.

ما هي دوافع هذا النزوح الهائل؟ في عام 2024، يبرز اثنان: السودان وغزة

لقد أدى القتال المروع في السودان، الذي بدأ في أبريل 2023، إلى 1.2 مليون لاجئ و6 ملايين نازح داخليًا، إن تشاد هي الدولة الوحيدة التي استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين، حوالي 700 ألف لاجئ. وهذا يكرر سمة أغلب الصراعات، حيث يبقى اللاجئون داخل نفس المنطقة، ومعظمهم في البلدان المجاورة ولا يصلون إلى دولة أكثر ثراءً.

والواقع أن الفقراء هم الذين ما زالوا يتحملون العبء، وقد يربك هذا نسبة ضخمة من أولئك الذين ينتمون إلى أقصى اليمين في أوروبا، والذين يعتقدون بطريقة أو بأخرى أن بلدانهم تعاني من أزمة لاجئين.

والصراع الآخر الذي يولد أعداداً متزايدة من اللاجئين هو الحرب في الشرق الأوسط، وخاصة في غزة ولبنان، فقد نزح نحو 90% من الفلسطينيين في غزة، وبعضهم نزح عشر مرات. ولابد وأن نذكر الساسة في أوروبا وحتى أولئك الذين يعملون في وسائل الإعلام بأن 70% من سكان القطاع كانوا لاجئين بالفعل قبل أكتوبر 2023. وهذا النزوح قسري!

وفي الضفة الغربية، يتم تهجير الفلسطينيين أيضًا، ومع الضم الإسرائيلي الرسمي المقرر في عام 2025، سيتم تطهير المزيد من الفلسطينيين عرقيًا  أيضًا.

أما بالنسبة للبنان، فقد أدى القصف الإسرائيلي وغزو البلاد إلى النزوح الداخلي لنحو 900 ألف شخص قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في الشهر الماضي، وعبر أكثر من 550 ألف شخص إلى سوريا ووصل آلاف آخرون إلى العراق. هذه دولة حيث كان ربع السكان لاجئين بالفعل قبل الحرب الأخيرة.

وفي الوقت نفسه، استمرت حرب أوكرانيا الآن لأكثر من 1000 يوم.. وهذا أيضًا لا يزال يدفع النزوح.

إذا ظل المجتمع العالمي منقسمًا ومنغلقًا على نفسه، فأين يمكن العثور على العزم والصبر اللازمين للتعامل مع مثل هذه الحروب؟ وتبدو الأمم المتحدة عاجزة.

يؤدي تغير المناخ إلى تدفقات اللاجئين، وقد أظهرت الأبحاث التي نشرت في نوفمبر أن ثلاثة أرباع النازحين البالغ عددهم 120 مليون شخص ــ نحو 90 مليون شخص ــ يعيشون في بلدان معرضة بشدة لتأثيرات تغير المناخ.

على سبيل المثال، اضطرت بنغلاديش، وهي دولة معرضة للفيضانات، إلى استضافة لاجئين من ميانمار، وما يحدث بعد ذلك هو أن النازحين يشعرون بأنهم مجبرون على الانتقال مرة أخرى نتيجة للفيضانات أو الجفاف أو غيرها من القضايا المتعلقة بالمناخ، كما يجعل هذا من غير المرجح أن يتمكنوا من العودة إذا تأثرت مناطقهم الأصلية بشكل خطير.

ومن المؤكد أن هذا الاتجاه سوف يزداد سوءا إذا لم يتم اتخاذ إجراءات ضخمة.

وقد حسبت المنظمة الدولية للهجرة أنه منذ عام 2014، فُقِد أكثر من 70 ألف شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى مناطق أكثر أمانا، ويمثل البحر الأبيض المتوسط ​​وحده أكثر من 30 ألف شخص من هؤلاء.

وإذا استمرت الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، فسوف يسعى المزيد من اللاجئين مرة أخرى إلى عبور بحر إيجه إلى اليونان. ومن الواضح أن المخاطر بعيدة كل البعد عن ردع هؤلاء المهاجرين، وهذا هو اليأس الذي يشعرون به.

المأساة هي أنه من خلال بذل المزيد من الجهود والاستثمار، يمكن للعالم الأكثر ثراء أن يساعد في كبح جماح محركات الهجرة من خلال سياسات فعالة تساعد البلدان المتضررة وتساعد في حل الحروب الطويلة الأمد، ولابد من إيلاء اهتمام أكبر للطرق الآمنة، حيث يمكن للهجرة أن تتم بعيداً عن العصابات الإجرامية وأن تتم إدارتها على نحو أكثر فعالية وأماناً.

مقالات مشابهة

  • محمد ربيع: دورات كأس الخليج محطة إيجابية ومهمة للاعبين
  • بطولة علي ربيع.. كريم السبكي ينشر الصور الأولى من فيلم «الصفا ثانوية بنات»
  • كريم السبكي ينشر الصورة الأولى من كواليس فيلم الصفا ثانوية بنات لعلي ربيع
  • أحمد ياسر يكتب: أزمة النازحين تزداد سوءً
  • غادر ولم يعد.. ربيع بشارة مفقود
  • علي ربيع يبدأ تصوير«الصفا الثانوية بنات» | صور
  • زينة أشرف عبد الباقي: مشاركة والدي في فيلم مين يصدق أصابتني بالتوتر.. فيديو
  • حسين خوجلي يكتب: وخزة آخر الليل
  • بدء تصوير فيلم «الصفا ثانوية بنات» لعلي ربيع
  • نشرة الفن|فريدة سيف النصر تتعرض لوعكة صحية .. ماسة محمد رحيم : أغنية تكريم اسم والدي بالأوبرا فرقت كتير ببصمة تامر حسني