الدكتور بنطلحة يكتب: المجلس الأعلى للسلطة القضائية ودوره في تكريس المحاكمة العادلة
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للدراسات والابحاث حول الصحراء
شكلت المحاكمة العادلة ركنا أساسيا في القضاء المغربي، وزاد في توطيد دعائمها مصادقة المملكة المغربية على العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية سنة 1979 ،ثم جاء قانون المسطرة الجنائية الحالي الذي صدر في 3 أكتوبر2002 لينص صراحة على منطوق” المحاكمة العادلة”، بل تمت دسترتها بمقتضى الفصل 23 من دستور 2011 الذي ينص صراحة على أن”قرينة البراءة والحق في محاكمة عادلة مضمونان”، وعدد أهم شروط المحاكمة العادلة التي نصت عليها المادة 14 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
لقد حرص العمل القضائي المغربي على توفير تلك الشروط ومتمسكا بتوفير الظروف المثلى لتطبيق المقتضيات القانونية المنظمة للمحاكمة العادلة، وهو ما تجسده أحكام المحاكم ويحرص على تطبيقه المجلس الأعلى للسلطة القضائية من خلال المهام التي يضطلع بها حيث جعل من ضمانات المحاكمة العادلة مبدأ مقدسا، حيث سهر على تكريس وتفعيل وضمان كافة الشروط المتطلبة للمحاكمة العادلة من قبيل التنصيص على قرينة البراءة وتعزيز الرقابة القضائية والحق في الدفاع والحق في المناقشة الحضورية لوسائل الإثبات وغيرها من الضمانات القانونية التي يعمل القضاء على تفعيلها وحسن تنزيلها على أرض الواقع.
في هذا الصدد يؤكد الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية الأستاذ محمد عبد النباوي أن “وضوح الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، لما ينبغي أن يكون عليه القضاء كدعامة لدولة القانون، وحام للحقوق والحريات، يجعل التزام القضاة بمعايير المحاكمة العادلة بمثابة وفاء لهذا الاختيار الدستوري”.
إن القانون المغربي يتوفر على قانون إجرائي متقدم في مستوى المكانة والاعتبار اللذين تحظى بهما حقوق الإنسان ببلادنا، يتضمن رصيدا وافرا من المبادئ والضمانات الأساسية للمحاكمة العادلة بحيث أقر مبدأ قرينة البراءة في مادته الأولى ورتب عنها عدة مقتضيات إجراءات تحمي حقوق وحريات المشتبه فيهم، كما منح للقضاء دورا فعالا في مراقبة وتقييم وسائل الإثبات وعمل على تقوية دور المحامي أثناء البحث التمهيدي وخلال مراحل سير الدعوى العمومية، ونظم حماية الضحايا والشهود، إلى جانب كثير من المبادئ والضمانات من أجل التطبيق العادل للقانون.
لقد جعل المجلس الأعلى للسلطة القضائية ضمان استقلالية السلطة القضائية وحياد القاضي من أهم الضمانات الأساسية للمحاكمة العادلة، في هذا الصدد يؤكد الأستاذ محمد عبد النباوي” أن المحاكمة العادلة ليست ترفا حقوقيا ولكنها واجب دستوري يهدف إلى أنسنة المنازعات القضائية وحماية حقوق الأطراف.. وتمكين كل طرف من الدفاع عن موقفه في ظروف مناسبة”.
ويبقى القضاء على الدوام ملاذ من لاملاذ له وصوت من لاصوت له وضمير الأمة الذي نرجع إليه..
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: الأعلى للسلطة القضائیة المحاکمة العادلة
إقرأ أيضاً:
مدير عام المخطوطات بمكتبة الإسكندرية يزور جناح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
استقبل اليوم الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الأستاذ الدكتور مدحت عيسى، مدير عام المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وذلك بجناح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
زيارة سياحية معرفية لطلاب نيجيريا ضمن فعاليات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية طلاب جامعة قناة السويس يزورون جناح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمعرض الكتابوخلال الزيارة، اطلع الدكتور مدحت عيسى على إصدارات المجلس، مشيدًا بالتنوع العلمي والدعوي الذي تقدمه، إذ قال: "كعادته، يتحفنا المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمجموعة من الإصدارات العلمية والدعوية المتميزة، مثل كتاب نفيسة العلم، وكتب آل البيت، وإصدارات تحقيق التراث العربي المخطوط. وقد أسعدني كثيرًا الاطلاع على النسخة الرائعة من كتاب المحتسب، وكذلك موسوعة الفقه الإسلامي. فهذه الإصدارات تستهدف بناء وعي حقيقي يتوافق مع وسطية الإسلام، التي تمثل جوهر هذا الدين الحنيف. وإنه لفخر لنا أن نرى مؤسسات وطنية بهذا المستوى الراقي في مصرنا الحبيبة".
كما أعرب عن تقديره للدور الكبير الذي يقوم به المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، برئاسة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، وتحت قيادة معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الذي يتحلى بالحكمة والتواضع، ويحرص على خدمة العلم والدعوة بصدق وإخلاص.
انطلاق فعاليات اليوم السادس بجناح الأزهر بمعرض الكتابوانطلقت اليوم الأربعاء، فعاليات اليوم السادس بجناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، وسط إقبال كثيف من الزوار الذين حرصوا على حضور الفعاليات المتنوعة، حيث تم إطلاق مبادرة "العلم والأخلاق أساس بناء الأمة"، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية العلم والتربية الأخلاقية في تنمية المجتمع وبناء الفرد الصالح الذي يسهم في نهضة الأمة، وتشمل المبادرة ورش عمل ودورات تدريبية للتوعية بالقيم الأخلاقية والإسلامية التي يجب أن يتبناها شباب الأمة، ليكونوا قدوة في مختلف ميادين الحياة.
كما ينظم جناح الأزهر، الحلقة الأولى من برنامج "نوابغ الأزهر" في موسمه الأول، وهي المسابقة التي تهدف إلى إبراز قدرات ومواهب الطلاب الأزهريين وتميزهم في مختلف مجالات العلم والمعرفة، وتشهد المسابقة منافسات وتصفيات بين الطلاب من مختلف المناطق الأزهرية، حيث يطرح خلالها عدد من الأسئلة التخصصية التي تكشف عن مستوى علمهم وقدرتهم على التفكير النقدي، وسيقوم المركز الإعلامي للأزهر الشريف بالتعاون مع قطاع المعاهد الأزهريّة، ببث حلقات المسابقة مباشرة عبر صفحات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتيح للجمهور متابعة هذه المسابقة التي تُعتبر من أبرز الفعاليات الطلابية لهذا العام.
وشهد جناح الأزهر في معرض الكتاب تقديم مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية التي أضفت طابعًا مميزًا على الفعاليات، حيث قدم طلاب المعاهد الأزهرية العديد من الابتهالات الدينية والعروض الفنية التي نالت إعجاب الزوار، وسط تفاعل من الجمهور، كما نظم جناح الأزهر محاضرات متخصصة في فن الخط العربي، سلطت الضوء على تاريخ هذا الفن العريق وأهمية الحفاظ عليه كجزء من التراث الإسلامي، وتم تنظيم ورش عمل تفاعلية بمجلة "نور" بهدف تعزيز مهارات الكتابة والتعبير لدى الأطفال والشباب، وتعريفهم بأسس الكتابة السليمة، بالإضافة إلى استكشاف الجانب الإبداعي في مختلف المجالات.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.