بينها إجادة اللغة الفارسية.. إيران تقدم منحاً دراسية ومليشيا الحوثي تضع شروطا خاصة
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
أعلنت مليشيا الحوثي الإيرانية (المصنفة على قائمة الإرهاب) فتح باب التنافس بين الذكور فقط، على 473 منحة دراسية قدمتها إيران، وذلك ضمن مساعيها لتشييع وتطييف المجتمع وتجريف عقيدة وهوية اليمنيين.
ووفق بيان وزارة التعليم العالي في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها) تشمل "المنح الدراسة البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه للعام الجامعي 2024 / 2025م وبحسب الشروط المحددة في الموقع الرسمي للوزارة.
ورغم زعم الوزارة الحوثية بان المنح مخصصة لطلبة كافة محافظات الجمهورية بما فيها المحررة، إلا أن شروطها حصرت التقديم لهذه المنح على "الذكور" من قبل الطلاب في 10 فئات، غالبيتها تعطي الأولوية لعناصر المليشيا.
ومن بين الفئات التي حددتها الوزارة الحوثية فئة الأقارب من الدرجة الأولى لمن وصفتهم بـ"شهداء العدوان" أي قتلى الحرب، ومن اسمتهم بـ"الشهداء" أي قتلى المليشيا، واشترطت ان يتم الرفع باسم الطالب من قبل "مؤسسة الشهداء" التابعة لها، على غرار المؤسسات الإيرانية، ما يعني حصر هذه الفئة على عناصرها.
وحددت الوزارة فئتي جرحى ما اسمته بـ"العدوان" جرحى الحرب و"الجرحى" من مقاتليها الذين اصيبوا في الجبهات واقاربهم من الدرجة الأولى، بشرط ان يكونوا من المسجلين لدى وزارة الصحة الخاضعة لإدارة الحوثيين بصنعاء.
واشترطت ايضاً حصول المتقدمين من الطلاب على شهادة دراسة اللغة الفارسية وتقديم ضمانة تجارية، واجتياز الاختبار (المقابلة الشخصية) لسفارة طهران في صنعاء في محاولة من المليشيا لزيادة الملتحقين لقسم اللغة الفارسية المستحدث بجامعة صنعاء في منتصف 2016م، والذي أشرف قيادي إيراني يدعى مرتضى عابدين المقيم حينها بصنعاء على إنشائه بغرض تدريس اللغة الفارسية، ضمن مشروع التغول الإيراني في اليمن باستغلال سيطرة ذراعها مليشيات الحوثي.
ولم يصدر عن الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن أي تعليق على هذه الخطوة الإيرانية - الحوثية، والتي اعتبرها مراقبون تندرج ضمن التدخلات والتعديات السافرة للنظام الإيراني والمتزايد في الشؤون اليمنية، ودعم طهران المستمر لجماعة انقلابية مسلحَة مصنفة ضمن المنظمات الإرهابية التي تشكل خطراً ليس على اليمن وحسب بل على الاقليم والعالم أجمع.
وترسل مليشيا الحوثي بشكل سنوي المئات من شباب اليمن اغلبهم من السلالة للدراسة في الحوزات العلمية الشيعية في إيران والعراق، بنحو 800 مبتعث في منح مقدمة من إيران، في اطار مساعي طهران لانتزاع اليمن من محيطها العربي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً في تهديد حقيقي للأمن الفكري والثقافي واللغوي للمجتمع اليمني، ضمن مخطط التطييف واستبدال وتجريف الهوية الوطنية وإحلال الهوية الفارسية بديلاً لها.
الصورة: سفارة طهران في العاصمة اليمنية المختطفة (Credit: MOHAMMED HUWAIS / Stringer)
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: اللغة الفارسیة
إقرأ أيضاً:
كيف وصل ''مرتزقة'' من اليمن إلى روسيا؟ ومن هو الحوثي الجابري المتورط في خداعهم وتجنيدهم؟
بعد استقدام مسلحين من نيبال والهند وكوريا الشمالية، جاء أوان اليمنيين للقتال مع الجيش الروسي، بحسب تقارير أوضحت ماذا دفعهم للقتال في أوكرانيا، وبأي مغربات، ومن يقف وراء تلك السياسة من داخل البلد المنكوب بتمرد وحرب اندلعت قبل نحو 10 عشرات.
صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية كشفت معلومات جديدة عن تجنيد روسيا لمئات الرجال اليمنيين للقتال في أوكرانيا بعد إغرائهم بالحصول على وظائف عالية الأجور، بل وحتى الحصول على الجنسية الروسية، وقالت إن من يقف وراء عمليات التجنيد هذه سياسي حوثي بارز.
ونقلت الصحيفة شهادات يمنيين تم نقلهم إلى أوكرانيا من خلال عمليات تهريب "غامضة" . وقال هؤلاء إن شركة مرتبطة بجماعة الحوثي خدعتهم بالتوظيف في روسيا، إذ تبين بعد وصولهم هناك، أنه تم تجنيدهم قسرا في الجيش الروسي وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.
وتسلط هذه الجهود الضوء على الروابط المتنامية بين موسكو وجماعة الحوثي.
وجذب الصراع في أوكرانيا المرتزقة الأجانب بينما يسعى الكرملين إلى تجنب التعبئة الكاملة في بلاده، خشية ارتفاع عدد القتلى الروس.
وإلى جانب اليمنيين، أوردت تقارير سابقة وجود مرتزقة من نيبال والهند، ونحو 12 ألف جندي من كوريا الشمالية وصلوا بالفعل إلى مقاطعة كورسك الروسية، التي شنت أوكرانيا هجوما عليها.
وتقول فاينانشال تايمز إن تجنيد يمنيين للقتال يؤكد مدى تقرب روسيا من إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها في الشرق الأوسط، ورغبتها في توسيع الصراع في المنطقة بالتحالف مع الجماعة التي تستهدف الملاحة في البحر الأحمر.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، صرح بأن روسيا تتقرب بقوة من الحوثيين وتجري مباحثات معهم لنقل أسلحة، ووصف ذلك بأنه "أمر مثير للقلق ويساعد الحوثيين أكثر على استهداف حركة الملاحة".
وفي موضوع تجنيد مرتزقة يمنيين، قال ليندركينغ إنه اطلع على تقارير. وأضاف: "أود أن أقول إن هذا الأمر يثير قلقنا بالتأكيد. إنه جزء من هذا الاتجاه، وليس بالضرورة أمراً يفاجئنا".
وقال دبلوماسيون أميركيون للصحيفة إن موسكو تقدم مساعدات للحوثيين، من بينها بيانات استهداف تخص بعض عمليات إطلاق الصواريخ، وتناقش معهم بيع أسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن المتقدمة.
وقال ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن روسيا مهتمة "بأي مجموعة في البحر الأحمر، أو في الشرق الأوسط، معادية للولايات المتحدة". وأضاف أن جماعي الحوثي تنظم عملية نقل المرتزقة في إطار جهود لبناء روابط مع روسيا.
وكان محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي قد قال في وقت سابق إنهم على "اتصال دائم" مع القيادة الروسية "لتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة والجيش".
وراجعت الصحيفة عقود توظيف ووجدت أنها تعود إلى شركة أسسها عبد الولي عبده حسن الجابري، وهو سياسي حوثي بارز، والشركة مسجلة في صلالة بسلطنة عمان على أنها شركة سياحية ومورد تجزئة للمعدات الطبية والأدوية.
والجابري عضو في البرلمان اليمني، لواء في فصيل الجيش المتحالف مع المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، وكان واحدًا من 174 قائدا حوثيا حكمت عليهم بالإعدام غيابيًا محكمة عسكرية تمثل الحكومة الموالية للسعودية والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة في عدن، في عام 2021، لدوره في الانقلاب الذي قاده الحوثيون في عام 2015.
وترجح الصحيفة أن عمليات التجنيد بدأت في يوليو، وتشير إلى أن بعض المسلحين كانوا متمرسين على القتال، لكن الغالبية لم يتلقوا تدريبا. وقال إنهم خُدِعوا بالسفر إلى روسيا، ووقعوا على عقود تجنيد لا يستطيعون قراءتها.
وقال يمني تم تجنيده، يدعى نبيلن إنه وعد بالحصول على عمل مربح في مجالات مثل "الأمن" و"الهندسة" على أمل كسب ما يكفي لإكمال دراسته، لكن بعد بضعة أسابيع من وصوله، وجد نفسه في ساحات القتال.
وحصلت فاينانشال تايمز على مقطع لبعض الرجال في ساحة القتال، ويسمع رجل يقول: "نحن تحت القصف. ألغام وطائرات بدون طيار وحفر مخابئ"، مضيفًا أن زميلا له حاول الانتحار وتم نقله إلى المستشفى.
وقال الرجال في الفيديو إنهم كانوا يحملون ألواحا خشبية عبر غابة مليئة بالألغام، على ما يبدو لبناء ملجأ. وأضافوا: "لا نحصل حتى على خمس دقائق للراحة، نحن متعبون للغاية".
وقال يمني آخر يدعى عبد الله إنه وعد بمكافأة قدرها 10 آلاف دولار، وألفي دولار شهريًا، بالإضافة إلى الجنسية الروسية في نهاية المطاف، للعمل في روسيا لتصنيع الطائرات من دون طيار.
وأوضح أنه وآخرين نقلوا قسرا من المطار إلى منشأة في مكان يبعد خمس ساعات عن موسكو، وهناك وضع رجل يتحدث بعض اللغة العربية مسدسًا فوق رؤوسهم عندما رفضوا التوقيع على عقد التجنيد، الذي كان مكتوبا باللغة الروسية. وقال: "وقعت عليه لأنني كنت خائفا".
ثم وضعوا في حافلات ذهبت بهم إلى أوكرانيا، وتلقوا هناك تدريبًا عسكريًا أوليا وأُرسلوا إلى قاعدة عسكرية بالقرب من روستوف، بالقرب من الحدود الأوكرانية.
أندريس أوسلند، خبير الشؤون الروسية، وزميل المجلس الأطلسي سابقا، قال في تصريحات سابقة لموقع "الحرة" إن العديد ممن يتم تجنيدهم للقدوم إلى روسيا يتعرضون للخداع في أغلب الأحوال، وهذا ينطبق على النيباليين والسريلانكيين والهنود وبعض الأفارقة.
ويضيف أن روسيا اتخذت إجراءات تهدف إلى خداع هؤلاء من خلال دعوتهم إلى العمل أو الدراسة في روسيا، وسط أوضاع صعبة في بلادهم. وبعد وصولهم، يمارس الضغط عليهم للمشاركة في القتال.
محلل الشأن الروسي في مجموعة الأزمات الدولية، أوليغ إغناتوف، قال أيضا لموقع "الحرة" إن الدافع الرئيسي، لهؤلاء المال الذي يتم تقديمه بموجب عقود مع وزارة الدفاع، بالإضافة إلى توفير فرصة سهلة للحصول على الجنسية الروسية ونقل الأسر إلى هناك.
وقالت محللة الشأن الروسي، آنا بورشفسكايا، في تصريحات لموقع "الحرة" إن سبب عمل "المرتزقة" لصالح روسيا وكذلك أوكرانيا هو أن الحكومتين على استعداد لدفع المال.
"وهؤلاء لا يهتمون بقضية معينة، وهم فقط يبحثون عن المال"، وفق بورشفسكايا.