“فنيات سرد ما بعد الحداثة” ضمن فعاليات الشارقة للإبداع الأدبى
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استضاف المجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى وبحضور الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، فعاليات جائزة الشارقة للإبداع العربى، فى دورتها السابعة والعشرين، وبرعاية الشيخ سلطان القاسمى؛ حاكم الشارقة، والتى انطلقت صباح اليوم فى مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية.
وتختتم الجلسات مساء غد الموافق 24 أبريل الجارى، وعقب مراسم الافتتاح وتكريم الفائزين، انطلقت الجلسة الأولى التى جاءت تحت عنوان: (فنيّات سرد ما بعد الحداثة فى الرواية الجديدة)، وأدارها الدكتور حسين حمودة المشرف العلمى على الورشة، الذى تم تكريمه قبيل انطلاق الجلسة تقديرًا لجهده وإضافاته العلمية المتواصلة التى أسهمت بصورة مباشرة فى إثراء هذه التظاهرة الثقافية العربية المهمة، وشارك فى هذه الجلسة من الفائزون: إبراهيم أحمد أردش، وشهيرة صلاح كمال.
تحدث الدكتور حسين حمودة مغطيًا محاور هذه الورشة قائلاً: "تنظم هذه الورشة الإبداعية، حول: (الفنيات السردية فى رواية ما بعد الحداثة)، كما نعرف جميعا، دائرة الثقافة بإمارة الشارقة، برعاية سمو الشيخ المبدع، الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، الراعي النبيل للثقافة وللإبداع العربيين، الذي شملت رعايته تأسيس وتنمية مشاريع عظيمة القيمة، وتشييد مؤسسات ثقافية وإبداعية فعالة، فى شتى البلدان العربية، والذى انطلق فى هذا كله من رؤية شاملة للنهضة الثقافية والإبداعية العربية. وجائزة الشارقة للإبداع العربي، وهذه الورشة، هما من بعض هذه الرعاية.. لسموه كل الامتنان، وتنظم هذه الورشة بإشراف دائرة الثقافة بالشارقة، وسعادة الأستاذ عبد الله بن محمد العويس، رئيس الدائرة، وأنا شاهد على بعض جهوده المخلصة البناءة، فى مؤتمرات وملتقيات جادة، ونشاطات ثقافية دورية منظمة ومنتظمة عقدت بعدد من البلدان العربية
كان دائما فيها مثالا للاحترام والالتزام... لسعادته، ولوفد دائرة الثقافة بالشارقة، ولكل من أسهموا فى تنظيم هذه الورشة جزيل الشكر، وهذه الورشة موصولة بجائزة الشارقة للإبداع العربى - الإصدار الأول، الدورة السابعة والعشرين، وتشتمل على محورين في جلستين، المحور الأول: فنيات سرد ما بعد الحداثة فى الرواية الجديدة.
والمحور الثانى: السرد التفاعلى.. السمات والجماليات.
وهذه الجلسة مخصصة للمحور الأول، ويشارك فيها أربعة من المبدعين، وموضوع هذه الجلسة متصل بظاهرة كبيرة، لها أبعادها المتعددة وقضاياها المتنوعة وهى أيضا تطرح مجموعة من الأسئلة والتساؤلات، قضايا للمناقشة".
وفى مختتم حديثه أكد الدكتور حسين حمودة: أنه هناك مجموعة من القضايا يمكن تأمل أبعادها، منها: أن مفاهيم الحداثة، ثم خصوصا ما بعد الحداثة، بزغت فى سياق غربى انبثقت منه وتشكلت فيه وتنامت وتبلورت خلاله. وهذه المفاهيم، فى حالة انتقالها إلى سياقنا العربى يمكن أن تحاط بخصوصية تستدعيها معطيات سياقنا، كما أن هناك اختلافات كثيرة حول تاريخ بداية ما بعد الحداثة.
فيما أوضح إبراهيم أحمد أردش فى ورقته البحثية التى تدور حول فنيات سرد ما بعد الحداثة فى الرواية العربية الجديدة، أن فنيات ما بعد الحداثة في الرواية العربية الجديدة كثيرة، ويصعب على باحث الإحاطة بها كلها في دراسته، وهذا ناتج عن كون الرواية العربية الجديدة هي رواية التجريب المستمر، ومحاولة البحث عن تقنيات غير مسبوقة تمنحها التفرد والسبق وقد رأت في الكثير من تقنيات ما بعد الحداثة مبتغاها ؛ فلجأت الرواية الجديدة إلى توظيف تقنيات الميتاسرد واستخدمت المخطوط وأظهرت الوعي بالفعل الكتابي واستحضرت المتلقي واعتمدت على اليوميات والمذكرات وموضوعات الكتابة عن الكتابة، كما لجأت الرواية العربية الجديدة إلى التداخل النوعي والأجناسي فوجد الشعر المكتوب من خلال شخصيات العمل الروائى وتم توظيف تقنيات المونتاج والسيناريو والحضور السينمائى، والفن التشكيلي والكولاج وتضمين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا في بناء الرواية، إضافة إلى الحضور المسرحى وتقنيات الكتابة الدرامية، كما أفادت الرواية العربية الجديدة من النصوص التي سبقتها واستدعتها باستخدام التناص، واستطاعت أن تستفيد من الواقع الافتراضى وتستجلب تقنياته وتوظفها بطريقة تتناسب وطبيعة الفن الروائى، كما اعتمدت أيضًا على العجائبية وحشد التفاصيل والنسج اللغوي وتلاشي الشخصية الرئيسة والتشظي وتقنية الهوامش، وغيرها من التقنيات الفنية التى يصعب حصرها فى دراسة واحدة.
ختامًا تحدثت شهيرة صلاح كمال فى ورقتها البحثية التى حملت عنوان: تيار الوعى وتعدد الأصوات في الرواية الجديدة (روايات نجيب محفوظ نموذجًا)، موضحة أن طرق السرد فى الرواية الجديدة تعددت بشكل هائل، لدرجة أن النقاد اضطروا هم أيضا أن ينزعوا من تنظيراتهم وأن يوسعوا من رؤاهم حتى يستطيعوا استيعاب كل هذه الطرق التى أحدثت نهضة حقيقية فى مجال الفن الروائى فى كل أنحاء العالم، والناظر للمشهد الثقافى العربى فيما يخص الرواية تحديدًا يرى أن هذا الجنس أصبح سيد الأجناس الأدبية بامتياز، ولعل أفضل تعريف لطرق السرد والأكثر شمولاً هو الذى أورده الناقد المغربى (حميد الحمدانى) فى كتابه (بنية النص السردى)، إذ يقول: "إن القصة لا تتحدد فقط بمضمونها، ولكن بالشكل أو الطريقة التى يقدم بها ذلك المضمون، وهذا معنى قول "كيرز": أن الرواية لا تكون مميزة فقط بمادتها، بمعنى أن يكون لها بداية ووسط ونهاية، والشكل هنا هو الطريقة التي تقدم بها القصة المحكية فى الرواية، إنه مجموع ما يختاره الراوى من وسائل وحيل لكى يقدم القصة للمروى له".
كما تناولت إشارة "جون فليتشر" و "مالكوم برادبرى" إلى أن أحد المواضيع الكبيرة للرواية المحدثة هو موضوع فن الرواية بعينه، إنه ذاك الموضوع الذي أعطى الرواية المحدثة شخصية رمزية بارزة عن طريق إجبار القارئ على تجاوز محتوى الرواية، وجعله يخترق شكلها. لقد حول هذا الموضوع الرواية إلى فن الشخصيات وليس فن المغامرات، فن لا يصف الواقع بل يختلقه، ويقول "شكلوفسكى" فى تاريخ الفن لا ينتقل التراث من الأب إلى الابن ولكن من العم إلى ابن الأخ. وفى شرح مدلول هذا القول يقول "والاس مارتن" إن "شكلوفسكى" يقصد إن مصدر التجديد فى الراوية ليس تطورًا عن روايات أقدم، ولكن دمجًا لنوع ثانوى أو لا أدبى فيها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اختلافات الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني الأمين العام للمجلس الأعلى الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الدكتور حسين الدكتورة نيفين الكيلاني الواقع الافتراضي الناقد المغربي بدار الأوبرا المصرية دائرة الثقافة بالشارقة دار الأوبرا المصرية دائرة الثقافة سلطان بن محمد القاسمي الروایة الجدیدة الشارقة للإبداع فى الروایة هذه الورشة
إقرأ أيضاً:
"القومي للمرأة" ينظم فعاليات اللقاء التنسيقي السنوي لوحدات المرأة الآمنة بالمستشفيات الجامعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم المجلس القومي للمرأة فعاليات اللقاء التنسيقي السنوي لوحدات المرأة الآمنة بالمستشفيات الجامعية وذلك بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وشهد حضور الدكتورة سلمى دوارة عضوة المجلس القومي للمرأة ، واستمر على مدار ثلاثة أيام خلال الفترة من 20 إلى 22 نوفمبر 2024.
هذا وشهد اللقاء إطلاق الدليل الإجرائي لإنشاء وحدات المرأة الآمنة وتفعيل نظام الإحالة بين الخدمات الأساسية فى المستشفيات الجامعية "للمرأة والفتاة التى تتعرض للعنف" ، والذى يعد مرجعا هاما لمقدمى الخدمات الصحية للعمل على تقديم خدمة صحية متكاملة لضحايا العنف من السيدات والفتيات.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة سلمى دوارة على أهمية الدليل الإجرائي لإنشاء وحدات المرأة الآمنة، والذي يأتي إطلاقه ضمن فعاليات حملة ال16 يوم من الأنشطة للقضاء على العنف ضد المرأة، مؤكدة على أن هذا الدليل يوفر المعلومات اللازمة للطاقم الطبي والتمريض للتعامل مع الحالات الواردة للوحدة، كما يراعي الاحتياجات النفسية والاجتماعية للسيدات والفتيات ضحايا العنف، وشددت على أهمية الحفاظ على صحة المرأة المصرية وضمان سلامتها، خاصة وأن الدستور المصري كفل حق المرأة وحمايتها من جميع أشكال العنف.
فيما استعرضت مى محمود مدير عام مركز تنمية مهارات المرأة بالمجلس الخدمات التى يقدمها المركز لتمكين المرأة إقتصاديا وتطرقت الى الشراكة مع الوحدات لتوفير برامج تدريبات حرفية للسيدات اللاتي تتعرض للعنف.
وأكدت سالى ذهنى ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان على أهمية دور عيادات وحدات المرأة الآمنة والتي وصل عددها إلى 20 وحدة، وكذلك دور الأطباء العاملين في هذه الوحدات باعتبارهم مصدر الثقة للمرأة المعنفة، مشيرة الى أن اللقاء يهدف إلى فهم احتياجات ومناقشة التحديات التي تواجهها ودعمها، كما ناقشت العنف الإلكتروني الذي يواجه السيدات والفتيات ، لافتة الى أن التكنولوجيا بأشكالها المختلفة من الممكن استخدامها بشكل يهدد سلامتهن.
فيما أوضحت الدكتورة دينا شكري أستاذ الطب الشرعي بكلية طب القصر العيني أهمية تعاون الجهات المختلفة من أجل تطبيق الدليل لدعم المرأة التى تتعرض للعنف، حيث تم شرح الدليل للأطباء المختصين ، والتأكيد على أهمية الحفاظ على خصوصية الحالات القادمة للوحدات ، مع عرض الخطوات الواجب اتباعها من أجل مساعدة الحالات الواردة سواء على الجانب الجسدي أو النفسي.
وأكدت الدكتورة أمل فيليب المستشار الصحى لوحدة مناهضة العنف بالمجلس على دور المجلس القومي للمرأة في دعم وحدات المرأة الآمنة ، مشيرة الى الحملة الإعلامية التى أطلقها المجلس للتوعية بخدمات الوحدات على مختلف منصات التواصل الاجتماعى، كما استعرضت تطور أداء وحدات المرأة منذ افتتاحها عام 2021 ، حيث شهدت تطورا كبيرا في مختلف المحافظات، مؤكدة على أهمية الدعم النفسي والعلاجي ، وكذلك التثقيف الصحي الذى تقدمه هذه الوحدات.
وعرضت منى سالم المنسق الوطنى لوحدة مناهضة العنف بالمجلس ، جهود الوحدة والشراكات المختلفة لتمكين المرأة ، وجهود وحدات المرأة الآمنة خلال الفترة الماضية ،والدعم المقدم للنساء والفتيات، والتطور الذى شهدته هذه الوحدات.
تجدر الإشارة إلي أن هذا اللقاء هو الخامس على التوالي ، وقد خصص هذا العام لمناقشة موضوع 'الصحة النفسية لضحايا العنف و الرعاية الذاتية لمقدمى الخدمات الصحية".
جدير بالذكر أن وحدات المرأة الأمنة متواجدة بمحافظات "القاهرة ، بنها ، أسيوط ، المنصورة ، المنيا، قناة السويس ، الدقهلية ، الإسكندرية ، الزقازيق ، الغربية ، بنى سويف ، سوهاج ، الفيوم ، بورسعيد ، كفر الشيخ".