منذ فترة طويلة يرتبط تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، لكن الكثير من الأبحاث حول تأثيرات الملح كانت تستهدف السكان ذوي الدخل المتوسط والعالي.

تقول إحدى الدراسات إن نسبة كبيرة من الأمريكيين من أصل إفريقي والأمريكيين من ذوي البشرة البيضاء أصحاب الدخل المنخفض يتجاوزون مستوى تناول الصوديوم الموصى به حاليًا، فلماذا يتناول هؤلاء الأشخاص الكثير من الملح؟

في هذه المجموعة المهمشة، يكون الأمر دائمًا متسقًا مع إمكانية الوصول إلى الغذاء، إذ إن انخفاض فرص الحصول على طعام صحي ينطوي على خيارات قليلة خارج الأطعمة الجاهزة، ونقص التثقيف حول الخيارات الغذائية الصحية، ومشكلات في القدرة على شراء طعام عالي الجودة.

تفاصيل الدراسة: الملح وأمراض القلب 

الملح هو عنصر غذائي ضروري، ولكن النظام الغذائي الذي يحتوي على الكثير منه يرتبط بالوفاة بسبب أمراض القلب. وبحسب الخبراء؛ فإن نسبة كبيرة من الأمريكيين من أصل إفريقي والأمريكيين من ذوي الدخل المنخفض قد تجاوزوا مستوى تناول الصوديوم الحالي الموصى به في الدراسة الجديدة، وهذا قد ينطبق على السكان في الدول العربية، والذي ربما ساهم في ارتفاع معدل الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

تناول نحو 80% من مجموع 65.000 شخص في الدراسة أكثر من الكمية اليومية الموصى بها من الملح (أو الصوديوم) في نظامهم الغذائي. توصي الحكومة الأمريكية بتناول 2.3 ملليغرامات أو أقل يوميًا. في المقابل، استهلك الأمريكيون ذوو البشرة السوداء ما متوسطه 4.5 ملليغرامات من الصوديوم في نظامهم الغذائي يوميًا، بينما استهلك الأمريكيون ذوو البشرة البيضاء وذوو الدخل المنخفض ما متوسطه 4.0 ملليجرامات يوميًا.

بشكل عام، كان وجود الكثير من الصوديوم في نظامهم الغذائي مرتبطًا بنحو 10٪ إلى 30٪ من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في الدراسة، والتي نُشرت على الإنترنت في 26 مارس في مجلة JAMA Network Open.

الخرافات والحلول المحتملة

لدى الناس تصورات خاطئة متعددة حول تناول كمية زائدة من الملح، فمن الناحية الطبية، يميلون إلى إساءة فهم أن نظامهم الغذائي قد يتسبب في وفاتهم بسبب أمراض القلب، ومن ناحية السهولة فعندهم اعتقاد أن تقليل تناول الملح قد يكون صعبًا أو مستحيلًا من ناحية التطبيق.

ونحن هنا نحاول تصحيح هذه المفاهيم، فتجنب الملح الزائد لا يعني تناول طعام عديم الطعم، ونقترح عليك بدلاً من رش الملح على طبقك، إضافة التوابل. كما يمكنك تعزيز نكهة أطباقك المفضلة دون الحاجة إلى الكثير من الملح، كما نشجعك على تغيير نمط حياتك بطريقتين، حتى لو كانت مقيدًا ماليًا:

تقليل الكمية عن طريق التحكم في تناول المواد التي تعتقد أنها تحتوي على كميات من الصوديوم.

التكرار، بكلمة أخرى؛ تقليل عدد المرات التي تتناول فيها المنتجات المعبأة أو الأطعمة الجاهزة أو الأطعمة المصنعة.

وننصحك باختيار مشروبات الفاكهة الطبيعية 100% بدلًا من المشروبات الغازية الصناعية الداكنة. بالإضافة إلى ذلك، قلل من الصلصات المعبأة مسبقًا مثل صلصة الشواء والكاتشب والمايونيز، التي تحتوي على الصوديوم والسكر الزائد.

نقاط قوة وضعف الدراسة

قام العلماء المسؤولون عن الدراسة بتقييم تناول الملح بناءً على البيانات المبلَّغ عنها ذاتيًا من المشاركين في دراسة التعرض (Cohort study)، يطلق عليها أيضاً دراسة الأتراب، وهي دراسة مراقبة تتضمن مجموعتين، إحداهما معرَّضة لعامل خطورة والأخرى غير معرَّضة لعامل الخطورة، وبعد هذا التقسيم يتم متابعة المجموعتين لفترة زمنية معينة، ومن ثم مقارنة النتائج.

هذه الطريقة لها حدود لأنها تقيس كمية الملح في نقطة زمنية واحدة، ولا يمكنها حساب التغيرات بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الإبلاغ الذاتي أقل دقة من قياس مستويات الملح مباشرة في عينات الدم أو البول.

أما نقاط قوة الدراسة، فهما نقطتان: 

حجم العينة الكبير.

تركيزها على المجتمعات ذات الدخل المنخفض.

يمكن أن تساهم هذه الجوانب بشكل كبير في موثوقية نتائج الدراسة وإمكانية تطبيقها، خاصة في فهم الأنماط الصحية في مجموعات سكانية محددة.

نهايةً، هناك خطط مستقبلية عن كيفية تأثير الوراثة على العلاقة بين تناول الصوديوم والنتائج الصحية للتعمق في العوامل الوراثية التي قد تلعب دورًا في كيفية استجابة الأفراد لمستويات الصوديوم الغذائية.

في حين تستفيد الدراسة من حجم العينة الكبير، ومن التركيز على المجتمعات ذات الدخل المحدود، فإن اعتمادها على بيانات تناول الملح المبلَّغ عنها ذاتيًا قد يحدّ من عمق الأفكار حول العلاقة بين تناول الملح والنتائج الصحية. توفر اتجاهات البحث المستقبلية، مثل استكشاف التأثيرات الوراثية، أساليب واعدة لتوسيع الفهم في هذا المجال.

عن صحتك.كوم

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الدخل المنخفض أمراض القلب الکثیر من من الملح

إقرأ أيضاً:

دراسة بحثية لـ”تريندز” تناقش أمن العملات المشفرة

 

أبوظبي – الوطن:
سعياً لتعميق الفهم حول التطورات الاقتصادية المعاصرة وتأثيرها على المنطقة، أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات العدد الثامن من سلسلة “اتجاهات اقتصادية” بعنوان “أمن العملات المشفرة: دراسة في المخاطر والتأثيرات والدروس المستفادة من التجربة الخليجية”، لتسليط الضوء على العملات الرقمية المشفرة، التي تعد من أبرز التحديات والفرص التي تواجه الاقتصاد العالمي.
وتستعرض الدراسة، التي أعدها الباحث الإماراتي المتخصص في القضايا الأمنية المعاصرة الدكتور عيسى يونس البلوشي، تأثير العملات الرقمية المشفرة على النظام المالي العالمي، مع التركيز بشكل خاص على التحديات الأمنية والسياسات التنظيمية في دول مجلس التعاون الخليجي والدول ذات الاقتصادات الناشئة.
وتناقش الدراسة مجموعة واسعة من القضايا المرتبطة بالعملات المشفرة، بما في ذلك، الجرائم المرتبطة بالعملات المشفرة، وتستكشف آليات التعامل مع هذه الجرائم وكيفية حماية الأنظمة المالية من الاستغلال، إضافة الى السياسات التنظيمية، حيث حللت تأثير السياسات المختلفة على المستخدمين، سواء أكانوا أفراداً أم صناع قرار على المستوى الوطني.
كما ناقشت الدراسة تأثير العملات المشفرة على المستخدمين من حيث الفوائد والمخاطر التي يتعرض لها المستخدمون نتيجة استخدامهم العملات المشفرة، وتطرقت الى مستقبل العملات الرقمية، مستكشفة دور العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية وآثارها على الاقتصاد العالمي.
وبينت نتائج الدراسة أن العملات المشفرة تقدم بديلاً مبتكراً لوسائل الدفع التقليدية، ولكنها تأتي في ظل تحديات تنظيمية وأمنية كبيرة. وتشدد الدراسة على الحاجة الملحة إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات المتزايدة، وتؤكد أهمية تطوير تشريعات تحمي حقوق المستخدمين وتضمن استقرار النظام المالي.


مقالات مشابهة

  • بتقنية حديثة لإعادة تشكيل الصمام الرئوي.. رحلة علاج الطفل حمزة في مستشفى الناس
  • رحلة علاج الطفل حمزة بتقنية حديثة لإعادة تشكيل الصمام الرئوي في مستشفى الناس
  • كيف تعيد الموسيقى صياغة الماضي إلى أذهاننا؟ دراسة حديثة تجيب
  • دراسة حديثة تكشف عادات تحمي من الاكتئاب
  • دراسة بحثية لـ”تريندز” تناقش أمن العملات المشفرة
  • دراسة: الفن مفيد للصحة
  • دراسة طبية حديثة تكشف عن وجود كائنات حية "مجنونة" في أفواه وأمعاء البشر
  • دراسة تكشف تأثير النظام الغذائي على صحة الدماغ
  • دراسة تكشف عمر تدهور صحة القلب للأطفال
  • دراسة: صحة القلب قد تتدهور منذ الطفولة | بسبب صادم