أرز المانجو اللزج.. كيف كسبت هذه الحلوى المثالية للصيف القلوب في تايلاند؟
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُقال إنّ هناك أكثر من مئتي نوع من فواكه المانجو في تايلاند.
ولكن عندما يتعلق الأمر بإعداد واحدة من أكثر الحلويات المحبوبة في البلاد، وهي "خاو نيو ماموانغ"، يرى الخبراء أنّ القليل من الأصناف تفي بالغرض.
ويُعرف هذا الطبق في بقية أنحاء العالم باسم "أرز المانجو اللزج"، وهو يبدو بسيطًا بشكلٍ خادع.
وتوضع فيه شرائح المانجو الحلوة الناضجة بجوار كومة من الأرز اللزج المغطى بصلصة قشدية مصنوعة من جوز الهند، مع رشة خفيفة من حبوب "مونغ" الصفراء.
وعند إعداده بشكلٍ صحيح، فستكون النتيجة طبق سحري يتمتع بالتوازن المثالي بين النكهات والقوام.
ولم يتمكن سوى عدد قليل من الأشخاص من تحقيق هذا التوازن، ومنهم فاري جينسوان البالغة من العمر 63 عامًا، وهي ملكة أرز المانجو اللزج في العاصمة بانكوك.
وافتُتِح متجرها الذي يُدعى "Mae Varee" في حي ثونجلور المزدحم وسط بانكوك منذ عام 1981.
وأكّدت جينسوان لـCNN: "إنّ أفضل تحلية خلال فصل الصيف في تايلاند هي المانجو والأرز اللزج".
كما أضافت: "الفترة بين مارس/آذار إلى مايو/أيار هي أفضل وقت في السنة للحصول عليها، فستكون المانجو حلوة ووفيرة بشكلٍ طبيعي، ومنخفضة السعر. ويكون الأرز اللزج فواحًا لأنه طازج".
ويُعد "نام دوك ماي" التايلاندي، أو "ماء الزهرة"، من أكثر أنواع المانجو شعبية عند صنع هذا الطبق لأنّها تمتلك نكهة حلوة، وقوام ناعم.
وأشارت جينسوان إلى أنّ بعض من أفضل أنواع المانجو هذه تتواجد في منطقة بانج خلا بمقاطعة شاتشيونسيو.
وبينما تلعب فاكهة المانجو دور البطولة في هذا الطبق، إلا أن المكونات الأخرى لا تقل عنها أهمية، وفقًا لما ذكرته.
وفي متجرها، تستخدم جينسوان حبوب الأرز اللزجة المختارة خصيصًا من مقاطعة شيانج راي الواقعة في أقصى شمال تايلاند.
ويأتي جوز الهند من مقاطعة سوراثاني في الجنوب، فيجب أن يتمتّع نكهة مكثفة مكملة للأزر اللزج، ومن ثم تُخبز حبوب "مونغ" الصفراء، بدلاً من قليها، لإضفاء نكهة خفيفة على الطبق.
أمّا بالنسبة لقاعدة عملائها، قالت جينسوان إنّها تخدم مزيجًا من التايلانديين والسياح الأجانب.
تأثير "ميلي"يستحيل الحديث عن حب تايلاند لطبق "خاو نيو ماموانغ" دون ذكر مغنية الراب التايلاندية الشهيرة "ميلي"، واسمها الحقيقي دانوفا خاناثيراكول.
وفي عام 2022، قدمت الفنانة عرضًا في مهرجان "كوتشيلا" الموسيقي بكاليفورنيا، وأنهت الأداء بتناول وعاء من أرز المانجو اللزج.
وأثارت هذه اللفتة شهية كبيرة تجاه هذا الطبق على مستوى البلاد في تايلاند.
وفي بانكوك، أظهرت الصور المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية أشهر متاجر أرز المانجو اللزج في المدينة وهي مغمورة بالطلبات فجأة.
وكانت "K Panich" من بين المتاجر التي استفادت من تأثير "ميلي".
وافتُتِح المتجر في عام 1932، ما يجعله من أقدم الأعمال التجارية التي تقدم من أرز المانجو اللزج في المدينة.
وتُشير اللافتة المعلقة عند مدخل هذا المتجر التقليدي المكتظ إلى مؤهلاته في مجال الطهي، فقد حصل على جائزة "بيب غورماند" التابعة لدليل "ميشلان" كل عام منذ 2019 كدليل على أسعاره المعقولة وجودته العالية.
مزيج من تقاليد الطهيربّما يكون طبق أرز المانجو اللزج من أطعمة الشارع الشهيرة، ولكنه أيضًا عنصر مألوف في قوائم حلوى المطاعم الراقية في جميع أنحاء البلاد.
وتتميز بعض الأطباق بلمسة عصرية، ففي مطعم "R-Haan" الحائز على نجمة "ميشلان" في بانكوك، يُقدَّم "بارفيه" مصنوع من مانجو "نام دوك ماي" المنعش حفاظًا على النكهات الأصلية.
ويشمل الطبق مثلجات مصنوعة من حليب جوز الهند، وفطيرة ملفوفة بجوز الهند المُحلى.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: بانكوك فی تایلاند هذا الطبق
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: سيرة أصحاب الذكر الجميل تتخطى الآفاق وتفتح لهم القلوب
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، المسلمين بتقوى الله، فقد تكفَّل اللهُ سبحانه لأهل التقوى، بالنجاة مما يحذرون، والرزقِ من حيث لا يحتسبون.
وقال المعيقلي، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، ومن دعاهم إلى خير، كان له من الأجر مِثل أجور مَن تَبِعه، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ورب كلمة طيبة، تكون سببًا في نفع الأمة، فتترك أثرًا إلى يوم القيامة، وربما كان الأثر، بعمل يسير، من ابتسامة صادقة، أو طلاقة وجه وبشاشة، أو دلالة على هدى، فلا تحقرن من المعروف شيئًا"، وكان صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه، على أن يجعلوا لأنفسهم آثارًا طيبة، حتى آخر فرصة من الحياة، قال صلى الله عليه وسلم: ((إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ، فَلْيَغْرِسْهَا))، فلذا قال جابِرٌ رضي الله عنه: "لم يكُنْ أحدٌ من أصْحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ذو مَقْدِرَةٍ إلّا وَقَفَ".
وأضاف: "ومن الآثار التي تبقى لصاحبها بعد موته، عِلمٌ علَّمَه ونشرَه، وولدٌ صالحٌ ترَكَه، أو مُصحفٌ ورَّثَه، أو مسجِدٌ شيده، أو وقفٌ للأرامل والأيتام بناه، أو ماءٌ أجراه، أو صدَقةٌ جاريةٌ أخرجَها من مالِه، في صِحَّتِه وحياتِه ".
وبين أن من الآثار التي تبقى لأصحابها بعد مماتهم، الذكر الحسن، والسمعة الطيبة، وهي عمر المرء بعد مماته، فبعد أن طُويت أيامه، بقيت آثاره، وحفظت مآثره، فهي نعمة يرزقها الله من يشاء من عباده، ويُجرِيها على ألسنة خلقه، والناس شهداء الله في أرضه.
وأكد الشيخ ماهر المعيقلي أن الذكر الحسن، يبقى لِمَنْ عمَّ نفعُه، وانتشر عطاؤه، فأصحاب الذكر الجميل، سيرتهم تتخطى الآفاق، وتفتح لهم قلوب الخلق، وتنشرح الصدور في التعامل معهم، وتطمئن النفوس لهم، ويرفع عند الناس مقامهم، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم، سبقته سيرته الحسنة، إلى قلوب الناس قبل بعثته، فهو الصادق الأمين، في الجاهلية والإسلام، والنجاشي ملك الحبشة، انتشر في الناس عدله، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم، لأصحابه يوم الهجرة الأولى: ((إِنَّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَلِكًا لَا يُظْلَمُ أَحَدٌ عِنْدَهُ))، فالخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، ممن تواصل برهم، وترادف إحسانهم، وبقي أثرهم، من ملك عادل، يحفظ حقوق رعيته، ويحوطهم برعايته، ويقاوم الفساد، ويحمي البلاد، أو عالِم ينفع الناس بعلمه، وسمته وأخلاقه، أو غني كريم معطاء، يُحسِن للمساكين والفقراء، وآخرين يشيدون المساجد، ويعمرون المدارس والمعاهد، وكل هؤلاء الصالحين وغيرهم، وإن غيب الموت أجسادهم، فقد حفظ الله أعمالهم وآثارهم، وأبقى ذكرهم الجميل، واتصل الدعاء لهم جيلًا بعد جيل.
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن من الحرمان العظيم والخسران المبين، أن يرزق الإنسان عمرًا مديدًا، ومالًا ممدودًا، وبنين شهودًا، ثم يموت بلا أثر يذكر، أو عمل طيب عليه يشكر، فمن لم يجعل لنفسه أثرًا قبل مماته، دفن ولا شيء يذكره، غير أنه كان ثم مات، ناهيكم بمن يفرح الناسُ بغيابهم، ويهنئ بعضهم بعضًا بفقدهم، ولربما بقيت آثارهم السيئة، فيأتي من يُحْيِيها، فيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها، فأول من بدَّلَ دينَ إبراهيمَ عليه السلام، وأتى إلى جزيرة العرب بالأصنام، رآه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، يَجُرُّ أمعاءَه في النارِ.
كما جرَّ الناس إلى الشِّركِ بالعزيز القهار، وليس من نفس تُقتَل ظلمًا؛ إلا كان على ابن آدم الأوَّل كِفْل من دمها؛ لأنه أول من سَنَّ القتل، وكذا من ابتدع بدعة في الدين ودعا إليها، ثم مات دون أن يتوب منها، ويحذر الناس من فعلها؛ بقيت أثرًا سيئًا يرافقه بعد موته، ويحمل وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم بعثه، فلذا حذّر النبي ﷺ، من السيئات الجارية؛ التي تُكتَبُ على صاحبها وهو محبوس في قبره.
واختتم الشيخ ماهر المعيقلي خطبته مبينًا أن من أسباب لسان الصدق في الآخرين، وبقاء أثر الثناء على العبد في العالمين، العمل بالقرآن الكريم ففي القرآن العز والشرف، والفخر وارتفاع الذكر، كما أن قضاء حوائج الخلق، سبب عظيم لجلب ثناء الصدق، والتربية الصالحة للأبناء، سبيل لبقاء الأثر والثناء.