لجريدة عمان:
2025-04-07@08:49:26 GMT

الشرق الأوسط بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

من الصعب أن نتخيل أن أحدا في الشرق الأوسط تمكن من النوم ليلة السبت 14 أبريل، حيث أطلقت إيران مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ البالستية باتجاه مواقع استراتيجية في إسرائيل والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وقد تم اعتراض جميع الطائرات المسيرة والصواريخ تقريبًا قبل أن تصل إلى أهدافها، وذلك نتيجة لجهود منسقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن والمملكة المتحدة.

كان الدافع وراء هجوم يوم السبت هو قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق في أول أبريل، والذي أسفر عن مقتل 13 شخصًا، من بينهم عدد من كبار أعضاء الحرس الثوري الإيراني. وقد أجبر هذا العمل -وهو انتهاك واضح لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961- الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الرد.

وقد اختارت إيران ضرب إسرائيل مباشرة، وهو قرار مدفوع على الأرجح بالرغبة في الدفاع عن كبريائها الوطني في أعقاب الهجوم على قنصليتها التي تعتبر -وفقًا لاتفاقية فيينا- أرضًا ذات سيادة للجمهورية الإسلامية.

ومن المفارقات أن هذا التصعيد الخطير يمثل فرصة فريدة من نوعها لوقف إطلاق النار في المنطقة - ما قد ينهي الحرب بين إسرائيل وحماس، ويمنع المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، ويوقف هجمات الحوثيين اليمنيين على السفن التجارية في البحر الأحمر. ومع استعراض كلا الطرفين لقدراتهما العسكرية، وبافتراض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيستجيب لتحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم الانتقام من إيران، قد تعود المنطقة إلى توازن غير مستقر. وكما أظهرت الحرب الباردة، يمكن لتوازن الرعب أن يكون رادعًا قويًا يعزز السلام والاستقرار.

ولكن للاستفادة من هذه الفرصة الضيقة، يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يصدر قرارًا قويًا وملزمًا يدعو إلى وقف إطلاق النار في المنطقة. وبالإضافة إلى إسرائيل وإيران، يجب أن ينطبق هذا القرار على جميع دول المنطقة والأطراف الثلاثة المقاتلة.

وعلاوة على ذلك، يجب أن يعالج هذا القرار الملزم القضية المركزية التي تقود النوبة الحالية من عدم الاستقرار الإقليمي - الحرب في غزة. وتماشيًا مع قراره السابق الصادر في 25 مارس، والذي امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليه، يجب على مجلس الأمن أن يطالب بوقف فوري للقصف الإسرائيلي المستمر على غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين. ومن خلال مطالبة كلا الطرفين «بالامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين يحتجزونهم»، يمكن للقرار أن يسهل أيضًا إطلاق سراح الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.

وخلافًا لادعاءات بعض ممثلي الولايات المتحدة، فإن قرار مجلس الأمن في 25 مارس كان ملزمًا. ولكن نظرا لخطر نشوب حرب شاملة، يجب على مجلس الأمن أن يقوم فورا بصياغة قرار جديد والتصويت عليه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يغطي المنطقة بأسرها. وينبغي أن يهدف القرار الجديد إلى تيسير التوصل إلى حل دائم وعادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتوفير خارطة طريق مفصلة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود 1967. وكما ذكرت المملكة العربية السعودية، فإن «الطريق إلى الحل» الموثوق به هو شرط مسبق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

على مدى الأشهر الستة الماضية، دعمت إدارة بايدن إسرائيل دون تحفظ، حتى على حساب خسارة الدعم السياسي بين الناخبين التقدميين والعرب الأمريكيين. والآن، يجب على صانعي السياسة الأمريكية أن يفهموا الحكومة الإسرائيلية أنهم لن يتسامحوا مع المزيد من التأخير أو التلاعب عندما يتعلق الأمر بالسعي لتحقيق السلام.

ومن المؤكد أن إعادة إعمار غزة ستستغرق سنوات وستتطلب جهدا دوليا كبيرا. ولكن تحقيق وقف إطلاق نار إقليمي فعّال وقابل للتنفيذ هو خطوة أولى حاسمة. وأي شيء أقل من ذلك يخاطر بإدامة دورة لا نهاية لها من الحرب والمعاناة التي لا تفيد أحدًا، ضمنهم الفلسطينيون والإسرائيليون الذين سئموا من هذا الصراع المستمر منذ عقود.

ويؤكد تفجير القنصلية الإيرانية والهجوم الانتقامي الإيراني على إسرائيل على التكلفة المحتملة للحرب الإقليمية. وقد يؤدي الفشل في اغتنام هذه الفرصة الحاسمة لوقف التصعيد إلى إعاقة المنطقة لعقود من الزمن. ويجب أن يكون تأمين وقف فوري لإطلاق النار في المنطقة على رأس أولويات المجتمع الدولي.

داود قطب صحفي فلسطيني حائز على جوائز، وهو أستاذ صحفي سابق في جامعة برينستون والمدير السابق ومؤسس معهد الإعلام الحديث في جامعة القدس برام الله.

خدمة: بروجيكت سنديكيت

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إطلاق النار مجلس الأمن وقف إطلاق یجب على قرار ا

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط على حافة تقسيم جديد: إسرائيل تقترح خطة لتقاسم سوريا

ينما تتغير التوازنات في الشرق الأوسط مرة أخرى لصالح تركيا، بدأ الاحتلال الإسرائيلي في الاستنفار. ووفقًا لما ذكرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيبحث في اجتماعه الحاسم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 7 أبريل في واشنطن، مسألة تقسيم سوريا فعليًا ووقف التواجد العسكري التركي بالقرب من الجولان.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تشعر بقلق بالغ من تزايد تأثير تركيا في سوريا.

“إسرائيل تشعر بالقلق من أن يكون هناك محور سني تحت قيادة أردوغان يمتد من سوريا إلى غزة.”

خطة تل أبيب: تقسيم سوريا بين تركيا وروسيا وأمريكا وإسرائيل
تشير الاقتراحات التي قدمتها إسرائيل عبر قنواتها الدبلوماسية، وخاصة إلى واشنطن، إلى تقسيم سوريا بعد الحرب إلى مناطق نفوذ. وفقًا للخطة، سيتم تقسيم سوريا بين أربع قوى كبرى.

في الشمال، سيكون هناك خط تحت سيطرة تركيا.الشريط الساحلي الغربي سيُخصص لروسيا.المنطقة الشرقية ستكون تحت النفوذ الأمريكي.الحدود الجنوبية ستخضع مباشرة لسيطرة إسرائيل.أما المناطق الوسطى والداخلية للبلاد فستسلم إلى “حكومة انتقالية” تحت إشراف أطراف متعددة.

فوبيا نتنياهو من تركيا
وفقًا لما ذكرته “يديعوت أحرونوت”، فإن التهديد الأكبر بالنسبة لإسرائيل ليس الوجود العسكري التركي، بل القيادة السياسية الإقليمية الجديدة لتركيا. وجاء في التقرير:
“المشكلة الاستراتيجية طويلة الأمد لإسرائيل هي المحور السني الذي يتشكل تحت قيادة تركيا، هذا المحور قد يحل محل إيران.”

اقرأ أيضا

إزمير: جريمة مروعة تنتهي بانتحار الجاني بعد قتل خطيبته…

الأحد 06 أبريل 2025

ماذا تقول تركيا عن هذه الخطط؟
حتى الآن، لم تصدر أنقرة أي تصريحات رسمية بشأن هذا الموضوع. ومع ذلك، تشير التسريبات من الأوساط الدبلوماسية إلى أن موقف تركيا واضح للغاية: الوجود العسكري التركي في سوريا ليس هجومًا، بل هو استخدام للحق في الدفاع المشروع وفقًا للقانون الدولي. وتستمر أنقرة في تعزيز وجودها العسكري في الأراضي السورية في مواجهة أي تهديدات لأمن حدودها.

مقالات مشابهة

  • خبير شؤون إسرائيلية: تملص إسرائيل من الاستحقاقات تسبب بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار
  • TIRTIR تطلق أول فعالية تجميلية كبرى في الشرق الأوسط بالتعاون مع K-SECRET في دبي فستيفال سيتي مول
  • الشرق الأوسط على حافة تقسيم جديد: إسرائيل تقترح خطة لتقاسم سوريا
  • تحرير العراق من إيران.. تصعيد امريكي لتأجيج الأوضاع في الشرق الأوسط - عاجل
  • باحث سياسي: واشنطن تعتبر إسرائيل قاعدة عسكرية لضمان نفوذها في المنطقة
  • واشنطن ترسل حاملة طائرات نووية ثانية إلى الشرق الأوسط.. ماذا نعرف عنها؟
  • غزة هي البداية فقط.. الاحتلال يوسع دائرة الصراع لتغيير خريطة الشرق الأوسط
  • مسؤولون أمريكيون لـ CNN: تعزيزات عسكرية جوية كبيرة قادمة إلى الشرق الأوسط
  • مقترح مصري جديد وويتكوف يصل الشرق الأوسط الأسبوع المقبل
  • قيادي بمستقبل وطن: العربدة الإسرائيلية تهدد استقرار الشرق الأوسط