الشوكولاتة -سواء كانت داكنة أو بيضاء، غنية بالحليب أو بالمكسرات- تعتبر واحدة من أكثر الأطعمة التي يستمتع الناس بتناولها في جميع أنحاء العالم، عشرات الأنواع والأشكال يمكن أن تعثر عليها تقريبا في أي مقهى أو بقالة، وهي طعام نستهلك منه سنويا أكثر من 7.5 ملايين طن سنويا وبمعدل زيادة سنوية يتجاوز 4.8% متفوقا على القهوة.
في نهاية القرن الـ19 حصل رودولف ليندت في سويسرا على براءة اختراع خليط من زبدة الكاكاو ليعطي الشوكولاتة بشكلها الحالي القوام الذي يذوب في الفم.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لتحسين حالتك المزاجية.. استنشق رائحة القهوةlist 2 of 4ملح البحر وقاعدة الـ15 دقيقة.. حيل للتخلص من الأرق والتمتع بنوم سريع وهادئlist 3 of 4فوائد وطريقة تحضير القهوة من نواة التمرlist 4 of 4لمرضى السكري نصيب من الكعكة.. 6 أصناف من الحلويات الآمنةend of listومع بداية القرن الـ20 بدأت عائلة كادبوري في بريطانيا بإنتاج كميات كبيرة من الشوكولاتة لأول مرة في جميع أنحاء العالم، وعلى مدار أكثر من قرن من الزمان استطاعت ألواح الشوكولاتة أن تكون طعاما مفضلا للجميع، وأن تكون جزءا من ثقافة العالم الحديث والطعام المناسب للحظات الرائعة وللتعبير عن الحب والسعادة.
"نحن نتوق إلى الشوكولاتة لأنها لذيذة ولها رائحة رائعة، الشوكولاتة تعطي ألسنتنا شعورا جيدا وتجربة رائعة في كل مرة نتناولها، هكذا كانت إجابة الدكتور إيمي جو ستافينز أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس في جامعة ووستر الأميركية.
ووفقا للدكتور ستافينز، فإن الشوكولاتة تحتوي على مركبات كيميائية يمكنها تنشيط إفراز الدوبامين في مناطق معينة بأدمغتنا، حيث يتم إطلاق الدوبامين عندما نجرب أي شيء نستمتع به، مثل الضحك أو تناول الشوكولاتة.
وتحتوي الشوكولاتة على الكافيين والدهون والسكريات، وهي مصادر غذائية عالية السعرات الحرارية، ولكن من يحب الشوكولاتة أكثر، الرجال أم النساء؟
ربما تكون الإجابة متوقعة، حيث من المعروف أن النساء يفضلن الشوكولاتة أكثر من الرجال، لكن لماذا يحببنها أكثر منهم؟
كشفت دراسة أجريت في قسم علم النفس بجامعة ولاية مونتكلير في الولايات المتحدة الأميركية ونشرت في مجلة "أبيتايت جورنال" أن 60% من الرجال يشتهون الأطعمة المالحة أو التي تحتوي على اللحوم و60% من النساء يفضلن الأطعمة الحلوة.
وبتكرار التجربة على مجموع من الرجال والنساء الإسبان كانت النتائج متشابهة إلى حد كبير، مما يشير إلى أن هذه الظاهرة التي لا تزال غير مفسرة قد تكون مبنية على بعض الاختلافات الفسيولوجية الأساسية بين الرجال والنساء.
وفي سؤال عن أكثر الأوقات المفضلة لتناول الشوكولاتة لدى النساء في الولايات المتحدة الأميركية، أوضحت المشاركات في الدراسة أن الوقت المفضل هو فترة الدورة الشهرية، إذ إن هناك ارتباطا وثيقا بين الشوكولاتة ومتلازمة ما قبل الدورة الشهرية، لكن هل حقا تسبب الدورة الشهرية للنساء رغبة شديدة في تناول الشوكولاتة؟
بالعودة إلى الدراسة السابقة نجد أن 40% من النساء الأميركيات يشتهين تناول الشوكولاتة خلال فترة الدورة الشهرية، في حين كانت النسبة 4% من النساء الإسبانيات تحدثن عن رغبة ملحة في تناول الشوكولاته أثناء فترة الدورة.
هل حقا تحب النساء الشوكولاتة بذلك النهم؟أجابت الدكتورة جوليا هورمز الأستاذة المساعدة في علم النفس السريري بجامعة ألباني عن هذا السؤال في دراسة أجرتها عام 2011.
وتستند الدراسة إلى مجموعة من الدراسات السابقة، والتي خلصت إلى أن الجسم الأنثوي يبحث بشكل طبيعي عن الشوكولاتة ويرغب فيها، وأن ذروة الطلب تكون في أوقات الدورة الشهرية وأن ذلك الاحتياج مرتبط بالتغيرات الهرمونية والفسيولوجية التي تمر بها المرأة مجرد نظرية خاطئة.
وتقول هورمز إن للثقافة دورا كبيرا في هذه الرغبة وهذا الاستهلاك، فالإعلانات التجارية تسوّق دائما للشوكولاتة على أنها وسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية مثل مشاعر التوتر والألم المصاحب للدورة الشهرية، كما أنها تروج إلى كون الشوكولاتة "مكافأة" تمنحها المرأة لنفسها في نهاية يوم مرهق.
وتشير الدراسة إلى أنه تمت صياغة نموذج أميركي للجمال يضع معايير محددة يجب أن تلتزم بها المرأة لتنتمي إلى "النساء الجميلات"، نموذج يفرض على النساء الطعام الأكثر خضرة والأقل كربوهيدرات، ويفرض عليهن نظاما رياضيا معينا بغض النظر عن طبيعة أجسامهن ووظائفهن، كما عززت منصات التواصل الاجتماعي تلك الفكرة.
وبالرجوع إلى الدراسة السابقة التي تنخفض فيها نسبة ولع النساء الإسبانيات بالشوكولاتة في فترة الدورة الشهرية فإن هورمز ترى أن ذلك الأمر لا يرجع إلى اختلاف بيولوجي بين النساء الأميركيات والإسبانيات، بل إلى اختلاف قدر ومواعيد الإعلانات التجارية الخاصة بمنتجات الشوكولاتة والفئة المستهدفة بين البلدين.
وتؤكد هورمز أن للإعلانات التجارية تأثيرا كبيرا ليس على النساء فقط، بل الرجال أيضا، فالإعلانات التجارية المرتبطة باللحوم والشواء تكون من نصيب الرجال الأقوياء، وبناء عليه أصبحت اللحوم ترتبط عادة بالرجولة والذكورة، فتجد أن أقل من 40% من مجمل مجتمع النباتيين في أميركا هم من الرجال وفقا لصحيفة "فيجيتريان تايمز" الأميركية، ويرجع انخفاض النسبة بين الرجال إلى الصورة المنتشرة عن النباتيين أنهم ضعفاء وأنها مناسبة أكثر للنساء.
خلصت الدراسة إلى أن الطعام في عصر تسيطر عليه وسائل الإعلام لم يعد مجرد غذاء يستخدمه الإنسان لسد جوعه والحصول على احتياجاته من السعرات الحرارية، بل أصبح وسيلة لإصدار الأحكام وتقييم الأشخاص.
اللحوم وحفلات الشواء تجعلك أكثر ذكورة وقوة، فيما تجعلك الشوكولاتة والخضروات أكثر أنوثة ونضارة.
وبالتأكيد فإن للجميع الأحقية في اختيار طعامهم المفضل ونمط حياتهم المحبب إليهم، ولكن نحتاج إلى نظرة أكثر حيادية تجاه اختياراتنا الغذائية بما يتناسب مع احتياجاتنا الفعلية، ففي النهاية محلات البقالة ليست المكان المناسب لتحديد الهوية والتعبير عن الانتماء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات تناول الشوکولاتة الدورة الشهریة فترة الدورة بها المرأة تحتوی على من الرجال أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما هي دول أفضل دول الاتحاد الأوروبي في مجال صحة المرأة؟
احتلت النمسا المرتبة الأولى في أوروبا والثالثة عالميًا في مؤشر صحة المرأة، وفقًا لدراسة جديدة. كما حجزت كل من فنلندا، ألمانيا والدنمارك أماكن لها ضمن أفضل 10 دول على مستوى العالم في رعاية صحة المرأة.
ويعد هذا العام الرابع الذي تنشر فيه شركة هولوجيك (Hologic) مؤشر صحة المرأة، وهو مسح أُجري على 146 ألف مشارك من 142 دولة وإقليم. وتم جمع البيانات في عام 2023 وتحليلها خلال عام 2024.
ويعتمد المؤشر على عدة معايير، منها الرعاية الوقائية، الصحة العاطفية، تلبية الاحتياجات الأساسية، والصحة الفردية.
وقد شهدت إيطاليا انخفاضًا بمقدار خمس نقاط في ترتيب صحة المرأة مقارنة بالسنة الأولى للمسح، بينما سجلت بولندا تحسنًا بمقدار ثماني نقاط.
وفي الوقت نفسه، تراجع رضا النساء عن جودة الرعاية الصحية في 12 دولة أوروبية، حيث سجلت اليونان أسوأ نسبة عند 32%، تليها بولندا (45%)، ولاتفيا وبلغاريا (كلاهما 49%).
النمسا تتصدر أوروبا في صحة المرأةوعلى مستوى العالم، أفادت أكثر من ربع النساء أن لديهن مشكلات صحية تمنعهن من ممارسة أنشطتهن اليومية المعتادة، بينما 34% أبلغن عن الشعور بألم مستمر خلال اليوم السابق للاستطلاع.
وقد ازدادت هذه الأرقام مقارنة بالسنوات الأربع الماضية، ما يشير إلى أن نحو مليار امرأة قد تعاني من هذه المشكلات.
ارتفاع معدلات الألم الجسدي في العديد من دول الاتحاد الأوروبيوفي سبع دول أوروبية، بما في ذلك اليونان، إيرلندا، إيطاليا، ليتوانيا، هولندا، بولندا، وإسبانيا، سجلت النساء ارتفاعًا في مستويات الألم الجسدي.
في المقابل، كانت فنلندا الدولة الوحيدة التي شهدت انخفاضًا في معدلات الألم، حيث تراجعت النسبة إلى 24% مقارنة بـ 33% في العام السابق.
كما سجلت ألمانيا، اليونان، وهولندا ارتفاعًا في عدد النساء اللواتي يواجهن مشكلات صحية.
تحسن في معدلات الفحوصات الطبية للحماية من السرطانرغم هذه التحديات، شهدت بعض الدول ارتفاعًا في نسبة النساء اللواتي يخضعن لفحوصات الكشف عن السرطان، خاصة في بلجيكا، المجر، وليتوانيا.
كما أعربت النساء في قبرص، الدنمارك، إستونيا، وليتوانيا عن رضاهن عن جودة الرعاية الصحية المقدمة خلال فترة الحمل.
Relatedأي الدول الأوروبية تتصدر في تمثيل النساء بالحكومات والبرلمانات؟تقرير صادم: 70% من النساء في باريس وضواحيها يتعرضن للعنف الجنسي في وسائل النقل العاممن مدريد إلى إسطنبول.. أصوات النساء تعلو في يوم المرأة العالمي للمطالبة بالمساواة ومناهضة العنف الصحة النفسية للمرأة في أوروبا: القلق والتوتر في تصاعدوقد أبلغت النساء في سبع دول أوروبية عن ارتفاع في مستويات القلق والتوتر، لا سيما في النمسا (39%)، اليونان (51%)، ليتوانيا (33%)، وإسبانيا (52%).
أما في بلغاريا، مالطا، وهولندا، فقد كانت معدلات التوتر أعلى من السنوات السابقة.
في المقابل، شهدت التشيك، فنلندا، فرنسا، والمجر انخفاضًا في مستويات القلق والتوتر بين النساء، مما يعكس تحسنًا نسبيًا في الصحة النفسية في هذه الدول.
منتج شريط الفيديو • Mert Can Yilmaz
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أي الدول الأوروبية تتصدر في تمثيل النساء بالحكومات والبرلمانات؟ دراسة تكشف: الفقر يعجّل بالشيخوخة ويزيد الأمراض دراسة: 11٪ فقط من الفرنسيين يتمتعون بصحة قلبية مثالية تحاليل طبيةأوروبارعاية صحيةأدويةنساءدراسة