فائدة مذهلة لعصير الملفوف الأحمر لعلاج التهاب الأمعاء ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
اكتشف فريق من الباحثين في أميركا كيف يمكن لعصير الملفوف الأحمر أن يخفف من الحالات الصحية الهضمية المرتبطة بالالتهاب، مثل مرض التهاب الأمعاء (IBD)، مما يوفر الأمل للملايين الذين يعانون أمراض التهاب الأمعاء، ومن بين ذلك مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
وأجرى الدراسة باحثون في جامعة ميسوري-كولومبيا في الولايات المتحدة، بقيادة ساتيانارايانا راشاجاني، الأستاذ المشارك في قسم الطب والجراحة البيطرية.
وفي مرض التهاب الأمعاء (IBD)، يحدث التهاب مزمن في الجهاز الهضمي. وتشمل الأعراض الأولية آلام البطن الحادة، وفقدان الوزن، وفقر الدم والإسهال. في الحالات القصوى، يمكن أن يزيد مرض التهاب الأمعاء من خطر الوفاة إذا تُرك من دون علاج.
المركبات النشطة بيولوجياووجد فريق راشاجاني أن عصير الملفوف الأحمر يحتوي على مجموعة متنوعة من المركبات النشطة بيولوجيا التي تعمل على تحسين صحة الأمعاء وتخفيف أعراض مرض التهاب الأمعاء لدى الفئران.
وقال راشاجاني إن "عصير الملفوف الأحمر يغيّر تكوين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء عن طريق زيادة وفرة البكتيريا الجيدة، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة وغيرها من المستقلبات المشتقة من البكتيريا التي تخفف الالتهاب".
وأضاف أن "هذه التغييرات في الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء ترتبط بتحسين وظيفة حاجز الأمعاء (الحاجز بين الأمعاء والأوعية الدموية التي تنقل المغذيات منه إلى مجرى الدم والجسم)، وتعزيز إصلاح القولون والتأثيرات المضادة للأكسدة، مما يؤدي في النهاية إلى تخفيف تلف الأمعاء والتهاب القولون".
تستخدم الفئران على نطاق واسع لدراسة مرض التهاب الأمعاء، لأن التهاب القولون في الفئران يشبه إلى حد كبير التهاب القولون التقرحي البشري. ونتيجة لذلك، توفر النتائج رؤى قيمة محتملة حول فوائد عصير الملفوف الأحمر لدى البشر المصابين بالتهاب القولون وأعراض أخرى من مرض التهاب الأمعاء.
وقال الباحث المشارك ناجابهيشيك سيربو ناتيش إن العلاج بعصير الملفوف الأحمر يزيد من بكتيريا الأمعاء الجيدة، مما يؤدي بدوره إلى تحفيز مستقبل مضاد للالتهابات في قولون الفئران.
علاوة على ذلك، فإن عصير الملفوف الأحمر يعزز الخلايا التائية التنظيمية (نوع من الخلايا المناعية)، مما يعزز التوازن المناعي المضاد للالتهابات، مما يقلل من التهاب القولون.
النهج الدوائي الأساسي الحالي لعلاج مرض التهاب الأمعاء هو الأجسام المضادة وحيدة النسيلة التي تعالج الالتهاب. ومع ذلك، يجد معظم المرضى أن هذا العلاج يفقد فعاليته مع مرور الوقت. ونتيجة لذلك، يبحث الباحثون بشكل متزايد عن حلول تعالج الآلية الجزيئية في الأمعاء التي تسبب مرض التهاب الأمعاء في المقام الأول.
وقال راشاجاني إن "هذه النتائج تقدم رؤى جديدة عن الآليات الكامنة وراء الفعالية العلاجية لعصير الملفوف الأحمر في تحسين مرض التهاب الأمعاء".
وأضاف أن "قدرتها على تعديل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، وتنشيط المسارات المضادة للالتهابات وتعزيز تنظيم المناعة تؤكد إمكاناتها بوصفها عاملا علاجيا قيما لمرض التهاب الأمعاء والاضطرابات الالتهابية ذات الصلة".
لا تعمل المركبات النشطة بيولوجيا على تعزيز نمو بكتيريا الأمعاء الجيدة فحسب، بل يعد عصير الملفوف الأحمر أيضا مصدرا ممتازا للألياف الغذائية، مما يزيد من تعزيز إمكاناته لصحة الأمعاء.
مزيد من المعلومات عن مرض كرون
داء كرون هو مرض مزمن يؤدي إلى التهاب في بطانة الجهاز الهضمي. وقد يؤثر الالتهاب على أي جزء من الجهاز الهضمي، بدءا من الفم وحتى القولون، وفقا لخدمات الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.
ومع ذلك فإن التأثير الأكثر شيوعا لمرض كرون يكون في القسم الأخير من الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة "القولون".
من غير المعروف تحديدا أسباب مرض كرون، ولكن يعتقد أن هناك عوامل تلعب دورا مثل:
الوراثة، وذلك عبر الجينات التي يرثها الشخص من والديه. الجهاز المناعي، وذلك نتيجة مشكلة تؤدي بالجهاز المناعي إلى مهاجمة البكتيريا المفيدة في الأمعاء. التعرض لعدوى سابقة. التدخين. أعراض داء كرون إسهال. مغص. تعب. فقدان وزن غير مبرر. ظهور دم ومخاط في البراز. بمرور الوقت يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى تلف أجزاء من الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى مضاعفات مثل تضيق الأمعاء أو تشكل قناة بين نهاية الأمعاء والجلد بالقرب من الشرج أو المهبل (ناسور). وهذه المشاكل تتطلب عادة العلاج الجراحي.ولا يوجد حاليا علاج شاف لمرض كرون، ويهدف العلاج لوقف العملية الالتهابية وتخفيف الأعراض. وفي بعض الحالات قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لإزالة الجزء الملتهب من الأمعاء.
مزيد من المعلومات عن التهاب القولون التقرحي
التهاب القولون التقرحي هو مرض مزمن يحدث فيه التهاب في الأمعاء الغليظة (القولون) والمستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء والذي يتم تخزين البراز فيه قبل تفريغه). وفي المرض تتطور تقرحات صغيرة في بطانة القولون، ويمكن أن تنزف وتفرز القيح، وفقا لخدمات الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.
والتهاب القولون التقرحي هو نوع من أمراض المناعة الذاتية، وفيه يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم.
ويعتقد أنه خلال المرض يتعرف جهاز المناعة بشكل خاطئ على البكتيريا غير المضرة في الأمعاء على أنها مصدر خطر، ومن ثم يهاجم أنسجة القولون، مما يؤدي لالتهابها.
وغير معروف تحديدا ما الذي يسبب مهاجمة جهاز المناعة أنسجة القولون، لكن يعتقد أنه مزيج من العوامل الجينية والبيئية.
أعراض التهاب القولون التقرحي إسهال متكرر، قد يحتوي على الدم أو المخاط أو القيح. مغص. الحاجة للذهاب للحمام والتبرز بشكل متكرر. تعب. فقدان الشهية. فقدان الوزن.وقد تختفي أعراض المرض أو تكون خفيفة لأسابيع عدة أو أشهر فيما يسمى "تراجع الأعراض" (remission) تليها مدد تشتد فيها الأعراض وتعرف باسم "مرحلة عودة الأعراض" (flare-ups)، وخلالها قد تظهر على الشخص أعراض إضافية مثل:
التهاب المفاصل. تقرحات في الفم. احمرار وألم في مناطق بالجلد. احمرار العين. في الحالات الحادة قد يحتاج الشخص إلى تفريغ الأمعاء لـ6 مرات أو أكثر في اليوم، وقد يصاحب ذلك ضيق في التنفس وتسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها وحمى. ويمكن أن يظهر المرض في أي عمر، ولكن عادة يتم تشخيصه خلال عمر 15 إلى 25 عاما.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات التهاب القولون التقرحی مرض التهاب الأمعاء الجهاز الهضمی فی الأمعاء مما یؤدی مرض کرون
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف مستعمرات فطرية لمرضي الحساسية في الأنف
يعاني ما يقرب من ربع البالغين البرتغاليين من الحساسية التي تسبب سيلان الأنف. هذا المرض التنفسي، الذي يُطلق عليه رسميا التهاب الأنف التحسسي ويرتبط غالبا بالربو، هو مشكلة شائعة في جميع أنحاء العالم، والمجرى الهوائي العلوي هو هدف رئيسي للبحث في عمليات المرض الأساسية.
اكتشف فريق عالمي من الباحثين الآن أن المرضى الذين يعانون من الزكام والربو الناجم عن الحساسية لديهم مستعمرات فطرية أو ميكروبيوم مختلف في أنوفهم، مما يشير إلى خطوط بحث محتملة للعلاجات المستقبلية.
قال الدكتور لويس ديلغادو من جامعة بورتو، البرتغال، أحد مؤلفي المقال في Frontiers in Microbiology: "لقد أظهرنا أن عينات التهاب الأنف التحسسي أظهرت تنوعا فطريا أعلى بكثير وبنية مجتمع فطرية مختلفة مقارنة بتلك الموجودة في الضوابط الصحية. قد يشير هذا إلى أن التهاب الأنف التحسسي يزيد من التنوع ويغير تكوين ميكروبيوم مجرى الهواء العلوي".
عالم مصغر من الفطريات
يسبب التهاب الأنف التحسسي العطاس والحكة والتهاب الأغشية المخاطية للأنف وانسداد وسيلان الأنف. وغالبا ما يكون مصاحبا للربو، والذي ينطوي أيضا على التهاب وانسداد مجاري الهواء. وقد يكون التهاب الأنف التحسسي والربو جوانب مختلفة لنفس مرض التهاب مجرى الهواء، مما يجعل من الضروري تحديد الروابط بينهما والأسباب الكامنة وراء ذلك.
لدراسة فطريات الأنف، قام الباحثون بتجنيد 214 مشاركا من بين الأطفال والشباب الذين يرتادون عيادة المناعة والربو في بورتو. كان 155 منهم مصابين بالتهاب الأنف التحسسي والربو، بينما تم تشخيص 47 بالتهاب الأنف التحسسي فقط و12 بالربو. كما تم تسجيل 125 من الضوابط الأصحاء.
أخذ العلماء عينات من أنوف المشاركين باستخدام مسحات الأنف وسلسلوا الحمض النووي للفطريات التي وجدوها، مع التركيز على منطقتين محددتين لتحديد الأنواع الفطرية المختلفة وتطوير نظرة عامة على فطريات كل مشارك. وبعد إجراء عمليات مراقبة الجودة، كان لديهم 306 عينة للعمل عليها.
ثم استخدموا تحليل الشبكة لفهم العلاقات بين أجناس مختلفة من الفطريات، وتوصيف المجتمعات المختلفة من الفطريات الموجودة لدى المشاركين الأصحاء والمرضى. كما قاموا بالتحقيق في وظيفة الفطريات المختلفة، بالنظر إلى المسارات الأيضية التي تؤثر عليها، لمحاولة فهم آثار أي اختلاف في الميكروبيوم بين مجموعات المرضى.
السعال والعطس
كانت أكثر عائلات الفطريات شيوعا في جميع العينات هي Ascomycota و Basidiomycota. في هاتين العائلتين، سيطرت على 14 جنسا على المايكوبيوم.
قال ديلغادو: "من بين هذه الأجناس المهيمنة، اكتشفنا فطريات شائعة تم التعرف عليها لدى البشر على أنها فطريات مسببة للحساسية أو مسببة للأمراض الانتهازية. وهذا يشير إلى أن تجويف الأنف هو خزان رئيسي للفطريات التي يمكن أن تشارك في التهاب الأنف التحسسي والربو".
كان هناك فرق واضح للغاية وذو دلالة إحصائية بين المرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي وضوابط الأصحاء - ولم يكن هناك فرق كبير بين المجموعات المختلفة من المرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي. كان لدى المرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي ميكروبيوم أكثر تنوعا وثراء.
كما أظهرت الفطريات التي تم أخذ عينات منها من المرضى المصابين بالتهاب الأنف التحسسي والربو المزيد من الأدلة على وجود صلات بينهما مقارنة بالفطريات في أنوف المشاركين الأصحاء وأولئك الذين يعانون من التهاب الأنف التحسسي فقط. وهذا قد يشير إلى أن الفطريات تؤثر على البيئة المناعية للأنف.
كما وجد العلماء أن ثلاثة مسارات أيضية مرتبطة بإنتاج كتلة بناء للحمض النووي والحمض النووي الريبوزي - 5-أمينو إيميدازول ريبونوكليوتيد أو AIR - كانت وفيرة في فطريات المرضى الذين يعانون من التهاب الأنف التحسسي والربو. يرتبط AIR بإنتاج البيورين، وهو ضروري لاستقلاب الطاقة وتخليق الحمض النووي.
إذا أكدت دراسات أخرى هذا الرابط وحددت المشكلة الدقيقة، فقد يكون AIR هدفا علاجيا مستقبليا للعلاج أو التشخيص.
وحذر ديلغادو قائلا: "مع ذلك، لم نتمكن من التحكم في جميع المتغيرات الخاصة بالمريض، مثل شدة المرض ومستويات العلاج ذات الصلة، وتم أخذ عينات من المرضى في وقت واحد"، موضحا أن التصميم المقطعي للدراسة يعطي صورة واسعة، لكنه لا يوضح كيف يتغير الميكروبيوم بمرور الوقت. قد تعطي الدراسات الطولية فكرة أفضل عما إذا كانت الفطريات هي التي تحرك عمليات المرض، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الفطريات المسؤولة.
قال ديلغادو: "إن معالجة بعض هذه المتغيرات السريرية ستكون متابعة مثيرة للاهتمام لدراستنا، إذا تمكنا من الحصول على التمويل المناسب. إذا لم نتمكن من المضي قدما في هذه المرحلة، فسيتم نشر البيانات والفرضيات الرئيسية هنا حتى يتمكن الآخرون من تكرارها، وربط المختبر بالعيادة في النهاية".