لجريدة عمان:
2025-01-23@00:02:15 GMT

الشرق الأوسط بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

من الصعب أن نتخيل أن أحدا في المشرق العربي أو الشرق الأوسط الأوسع تمكن من النوم ليلة السبت 14 أبريل، حيث أطلقت إيران مئات الطائرات دون طيار والصواريخ البالستية باتجاه مواقع استراتيجية في إسرائيل والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وقد تم اعتراض جميع الطائرات المسيرة والصواريخ تقريبًا قبل أن تصل إلى أهدافها؛ وذلك نتيجة لجهود منسقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة المتحدة.

كان الدافع وراء هجوم يوم السبت هو قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل، والذي أسفر عن مقتل 13 شخصًا، من بينهم عدد من كبار أعضاء الحرس الثوري الإسلامي الإيراني. وقد أجبر هذا العمل، وهو انتهاك واضح لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، إيران على الرد. وقد اختارت إيران ضرب إسرائيل مباشرة، وهو قرار مدفوع على الأرجح بالرغبة في الدفاع عن كبريائها الوطني في أعقاب الهجوم على قنصليتها التي تعدّ، وفقًا لاتفاقية فيينا، أرضًا ذات سيادة للجمهورية الإسـلامية الإيرانية.

ومن المفارقات أن هذا التصعيد الخطير يمثل فرصة فريدة من نوعها لوقف إطلاق النار في المنطقة -مما قد ينهي الحرب بين إسرائيل وحماس، ويمنع المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، ويوقف هجمات جماعة أنصار الله على السفن التجارية في البحر الأحمر.

ومع استعراض كلا الطرفين لقدراتهما العسكرية، وبافتراض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيستجيب لتحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم الانتقام من إيران، قد تعود المنطقة إلى توازن غير مستقر.

وكما أظهرت الحرب الباردة، يمكن لتوازن الرعب أن يكون رادعا قويا يعزز السلام والاستقرار. ولكن للاستفادة من هذه الفرصة الضيقة، يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يصدر قرارا قويا وملزما يدعو إلى وقف إطلاق النار في المنطقة. وبالإضافة إلى إسرائيل وإيران، يجب أن ينطبق هذا القرار على جميع دول المنطقة والأطراف الثالثة المقاتلة. وعلاوة على ذلك، يجب أن يعالج هذا القرار الملزم القضية المركزية التي تقود النوبة الحالية من عدم الاستقرار الإقليمي - الحرب في غزة.

وتماشيًا مع قراره السابق الصادر في 25 مارس، والذي امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليه، يجب على مجلس الأمن أن يطالب بوقف فوري للقصف الإسرائيلي المستمر على غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين. ومن خلال مطالبة كلا الطرفين «بالامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين يحتجزونهم»، يمكن للقرار أن يسهل أيضًا إطلاق سراح الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.

وخلافًا لادعاءات بعض ممثلي الولايات المتحدة، فإن قرار مجلس الأمن في 25 مارس كان ملزمًا. ولكن نظرا لخطر نشوب حرب شاملة، يجب على مجلس الأمن أن يقوم فورا بصياغة قرار جديد والتصويت عليه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يغطي المنطقة بأسرها. وينبغي أن يهدف القرار الجديد إلى تيسير التوصل إلى حل دائم وعادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتوفير خريطة طريق مفصلة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود 1967. وكما ذكرت المملكة العربية السعودية، فإن «الطريق إلى الحل» الموثوق به هو شرط مسبق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

على مدى الأشهر الستة الماضية، دعمت إدارة بايدن إسرائيل دون تحفظ، حتى على حساب خسارة الدعم السياسي بين الناخبين التقدميين والعرب الأمريكيين. والآن، يجب على صانعي السياسة الأمريكية أن يفهموا الحكومة الإسرائيلية أنهم لن يتسامحوا مع المزيد من التأخير أو التلاعب عندما يتعلق الأمر بالسعي لتحقيق السلام. ومن المؤكد أن إعادة إعمار غزة سيستغرق سنوات وستتطلب جهدا دوليا كبيرا. ولكن تحقيق وقف إطلاق نار إقليمي فعال وقابل للتنفيذ هو خطوة أولى حاسمة. وأي شيء أقل من ذلك يخاطر بإدامة دورة لا نهاية لها من الحرب والمعاناة التي لا تفيد أحدًا، لا سيما الفلسطينيين والإسرائيليين الذين سئموا من هذا الصراع المستمر منذ عقود. ويؤكد تفجير القنصلية الإيرانية والهجوم الانتقامي الإيراني على إسرائيل على التكلفة المحتملة للحرب الإقليمية. وقد يؤدي الفشل في اغتنام هذه الفرصة الحاسمة لوقف التصعيد إلى إعاقة المنطقة لعقود من الزمن. ويجب أن يكون تأمين وقف فوري لإطلاق النار في المنطقة على رأس أولويات المجتمع الدولي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إطلاق النار مجلس الأمن وقف إطلاق یجب على

إقرأ أيضاً:

غوتيريش: على إسرائيل احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أمله في أن يعود النازحون على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى ديارهم، داعيا إلى احترام إسرائيل لسيادة لبنان وسلامة أراضيه.     وأكد على ضرورة سيطرة الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية، مشددا على أهمية التنسيق مع الأمم المتحدة لضمان عدم نهب المساعدات الإنسانية.
  وفي سياق آخر، تحدث غوتيريش عن عدة نقاط مهمة تتعلق بالأوضاع في غزة والضفة الغربية. وأشار إلى أن أي محاولة من إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية ستشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي. كما شدد على ضرورة إزالة الذخائر غير المتفجرة من قطاع غزة لتجنب المزيد من المخاطر على المدنيين.

وأكد غوتيريش على الدور الحيوي لوكالة الأونروا في تقديم الاستجابة الإنسانية في غزة، مشيرًا إلى أنها تشكل حجر الأساس في تقديم المساعدات للسكان في القطاع. كما دعا إلى السماح بإدخال كافة المساعدات الطبية بحرية تامة إلى غزة من أجل إنقاذ حياة المرضى والجرحى.

وفي سياق آخر، حث غوتيريش الأطراف المتنازعة في غزة على ضمان أن يصبح وقف إطلاق النار دائمًا ويؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، مشيدًا بالجهود الحثيثة التي بذلتها مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. كما أشار إلى أن أكثر من 630 شاحنة مساعدات دخلت إلى القطاع، بما في ذلك 300 شاحنة إلى شمال غزة.

مقالات مشابهة

  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: جميع دول المنطقة ستلحق بركب التطبيع مع إسرائيل
  • توماس فريدمان لترامب: لديك فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
  • ترامب: أشك في استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
  • الشرع: ترامب سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سنعمل على إنهاء الصراع في المنطقة
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سنسعى لتحقيق السلام وإنهاء الصراع في المنطقة
  • مجلس الأمن يدعو لضمان السلام والكرامة لشعوب الشرق الأوسط
  • غوتيريش: على إسرائيل احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه
  • لافروف: اتفاق إسرائيل وحماس لا يضمن الاستقرار في الشرق الأوسط
  • ليبراسيون : الأمل ينبعث مجددا في منطقة الشرق الأوسط