قصيدة تاريخية، انتشرت بسرعة هائلة، فبات إرسالها صباحا أمر معتاد للملايين، وهي قصيدة صوت صفير البلبل، أعجوبة فنية يندهش الناس من قصتها حتى الآن، فهي ليست قصيدة عادية، بل كانت سبباً في خدعة كبيرة قام بها أحد الخلفاء العباسيين.

تعود قصة قصيدة صوت صفير البلبل إلى حكاية تاريخية أشبه بالخيال، حتى انتشرت من كتب التاريخ إلى جروبات الواتساب، وفقاً لـ«دراسة بنيوية عن شعر صوت صفير البلبل للأصمعي» في إندونسيا.

قصة قصيدة صوت صفير البلبل

يحكى أن الخليفة أبو جعفر المنصور كان يحفظ القصائد بسرعة كبيرة بمجرد أن تتم قراءتها عليه من المرة الأولى، وكان يمتلك فتى يحفظ ما يُتلى عليه من المرة الثانية، وجارية تحفظ من ثلاث مرات، وأطلق الخليفة تحدٍ للشعراء عبارة عن دفع مبلغ مالي ضخم مقابل أي قصيدة يكتبها شاعر بشرط ألا يكون الخليفة قد سمعها من قبل، وفي المقابل يأخذ وزن ما كتبت عليه القصيدة ذهباً.

وادعى المنصور أنه يعرف كل القصائد التي سيكتبها الشعراء، ما جعل الشعراء في تحدٍ كبير أمام الخليفة، وكلما دخل عليه شاعر بقصيدة جديدة فيقرؤها عليه أول مرة، فيخبره الخليفة أنه يعرف هذه القصيدة، وذلك لأنه يحفظ القصيدة من المرة الأولى كما ذكرنا.

لا يكتفي الخليفة بذلك فيخبر الشاعر أنه يمتك مملوكا يعرف هذه القصيدة أيضاً، فيقول المملوك القصيدة للشاعر، بعد أن سمعها مرتين (مرة من الشاعر ومرة أخرى من الخليفة)، ويصدم الشاعر مرة ثالثة فيقول له إنه يمتلك جارية تعرف هذه القصيدة أيضاً، وبعد أن سمعت الجارية القصيدة ثلاث مرات من الشاعر والخليفة والمملوك، تتلو عليه القصيدة للمرة الثالثة وسط ذهول من الشاعر.

الأصمعي يحُل اللغز

ظل الحال كما هو عليه، ففي كل مرة يدخل شاعر جديد في محاولة لتحدي الخليفة المنصور، يصدمه بأنه يعرف هذه القصيدة هو ومملوكه وجاريته، حتى جاء الشاعر الأصمعي، وكتب قصيدة ذات ألفاظ صعبة، عجز الخليفة والمملوك والجارية عن حفظها.

دخل الأصمعي على أبو جعفر المنصور ملثمًا في زي الأعراب بقصيدة صعبة الألفاظ والكلمات حتى لا يعرف، ليصعق بعدها الخليفة والمملوك والجارية، وبعدما فقد الخليفة الأمل في حفظها، طلب منه إحضار القطعة التي كتب عليها القصيدة، فأخبره الشاعر أنه كتبها على عمود رخام ورثه من أبيه لا يحمله إلا عشرة من الرجال.

من كتب التاريخ إلى جروبات الواتساب

انتشرت خلال السنوات الأخيرة تحول قصيدة صوت صفير البلبل إلى أغنية يتم إضافتها إلى صور مكتوب عليها «صباح الخير» أو «مساء الخير»، ليقوم مستخدمو «السوشيال ميديا» بإرسالها لبعضهم البعض عبر الواتساب، لتتحول واحدة من قصائد التاريخ إلى تهنئة يقوم بها الملايين من الأشخاص لبعضهم البعض كل صباح ومساء.

هل صوت صفير البلبل للأصمعي؟

وفقاً لكلية الآداب في جامعة أنبار بالعراق، فإن قصيدة صوت صفير البلبل نُسبت إلى الأصمعي عن طريق الخطأ، وذلك لعدة أسباب منها التاريخي والفني واللغوي والنحوي، فالخطيب البغدادي ذكر في كتابه «تاريخ بغداد»، أن لقاء الأصمعي والخليفة العباسي لم يحدث مطلقاً، كما أن كلمات القصيدة ليست بالأسلوب المعتاد على العصر العباسي وقتها.

من هو الأصمعي؟

- هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب.

- وُلِد الأصمعي في مدينة البصرة في العراق في عام 740م.

- نشأ في ظروف مضطربة.

- ذاع صيته ووصل إلى هارون الرشيد، الذي استدعاء ليكون مؤدّباً للأمير.

- أبدع الاصمعي في علوم اللغة، والنحو، والشعر، وكتب عدة موضوعات في النحو نافس بها كبار علماء اللغة.

- سُمي الأصمعي نسبة إلى جده أصمع، والذي يعني القلب المتيقظ.

مؤلفات الأصمعي

- كتاب معاني الشعر.

- كتاب أصول الكلام.

- كتاب خلق الإنسان.

- كتاب الأجناس.

- كتاب الهمز.

- كتاب الوحوش أو الوحش.

- كتاب فعل وأفعال.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاصمعي شاعر قصيدة التاریخ إلى هذه القصیدة

إقرأ أيضاً:

بعد مائة عام سيدة تعيد كتاب استعاره جدها من مكتبة

نيويورك

اكتشفت سيدة تدعي ماري كوبر في بلدة بيركلي بولاية نيوجيرسي الأميركية، عندما من منزلها إلى منزل آخر، قطعة أثرية متمثلة في كتاب استعير من مكتبة وتأخر موعد عودته 99 عاماً.

وأحضرت كوبر البالغة من العمر 81 عاماً، أثناء انتقالها صناديق تحتوي على متعلقات والدتها الراحلة إلى منزلها الجديد، وبفرز هذه المتعلقات بعد الانتقال، اكتشفت ذلك الكتاب الثمين.

وقالت كوبر، لشبكة سي إن إن: “كنت أتصفح الكتب ووجدت كتاباً عن كيفية صنع الألعاب للأولاد والبنات، فكرت هذا كتاب أنيق ربما يعجب ابني، فهو يحب بناء الأشياء”.

وعندما فتحت كوبر كتاب الذي يحمل عنوان “الألعاب المصنوعة منزلياً للفتيات والأولاد” للكاتب نيلي هول، أدركت أنه تمت استعارته في مارس 1926، من مكتبة بمقاطعة أوشن في نيوجيرسي، في العام السابق لوفاة جدها تشارلز تيلتون.

وكان جد كوبر الذي استعار الكتاب من الأساس لديه اهتمام بالحرف اليدوية، حيث كان يعمل نجاراً وصانع قوارب.

ويعد الكتاب الذي نُشر في عام 1911، دليل تعليمات مصورة للألعاب البسيطة المصنوعة من الخشب والمعادن والأدوات المنزلية، وقالت كوبر: “كانت لديه فتاة صغيرة، أمي… أتخيل أنه كان يرغب في صنع بعض الألعاب لها”.

وتتذكر كوبر أن والدتها فإن والدتها كانت تشاركها قصصاً عن جدها فهي ليس لديها أي ذكريات شخصية مع جدها لأنه توفي قبل ولادتها، وقالت لها أمها ذات مرة إنه بنى لها قوارب شراعية خشبية، والتي تبرعت بها كوبر لاحقاً لجمعية تاريخية في نيوجيرسي.

وأدركت كوبر عندما وجدت الكتاب أنه حان الوقت لإعادته، وعند دخول فرع المكتبة، لم تتوقع كوبر ماذا سيحدث، لكنها كانت تأمل في أن ترغب المكتبة في استعادة الكتاب.

لم تتخيل كوبر أبداً الإثارة التي قد تُحدثها، وكانت قلقة أيضاً من أن المكتبة ستفرض عليها رسوم تأخير، والتي مازحها الموظفون بأنها ستصل إلى 18 ألف دولار إذا أرادوا فرض غرامة.

وأشارت كوبر إلى أن موظفة المكتبة قالت لها عندما رأت الكتاب: “يا إلهي، هذا الكتاب عمره 100 عام تقريباً… لا تتحركي… لا تذهبي إلى أي مكان”، وجاء ما لا يقل عن 10 أشخاص وأرادوا رؤية الكتاب ولمسه.

يذكر أن الكتاب الآن معروض ليراه أي شخص ومحفوظ في صندوق مقفل مع تذكارات أخرى بالمكتبة.

مقالات مشابهة

  • بعد مائة عام سيدة تعيد كتاب استعاره جدها من مكتبة
  • كتاب أبي الحواري إلى أبي زياد ومحمد بن مكرم
  • نجم الفرقد
  • ما يبقى من الشعر وما يبقى للشعراء
  • غزة… أهناك حياة قبل الموت؟ أنطولوجيا شعرية توثق صمود الروح
  • بدء التقديم.. “تاق برس” ينشر ارقام  هواتف  مناديب التقديم للحج
  • كيف يمكنك تحديد من يرى بروفايلك الشخصي على الواتساب؟
  • حسام الشاعر: نتائج مبشرة للمشاركة المصرية في بورصة برلين السياحية
  • قصيدة عن المرأة بمناسبة يومها العالمي
  • بين حمدوك وسر الختم الخليفة: سنعبر