قصيدة صوت صفير البلبل.. من كتب التاريخ إلى جروبات الواتساب
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
قصيدة تاريخية، انتشرت بسرعة هائلة، فبات إرسالها صباحا أمر معتاد للملايين، وهي قصيدة صوت صفير البلبل، أعجوبة فنية يندهش الناس من قصتها حتى الآن، فهي ليست قصيدة عادية، بل كانت سبباً في خدعة كبيرة قام بها أحد الخلفاء العباسيين.
تعود قصة قصيدة صوت صفير البلبل إلى حكاية تاريخية أشبه بالخيال، حتى انتشرت من كتب التاريخ إلى جروبات الواتساب، وفقاً لـ«دراسة بنيوية عن شعر صوت صفير البلبل للأصمعي» في إندونسيا.
يحكى أن الخليفة أبو جعفر المنصور كان يحفظ القصائد بسرعة كبيرة بمجرد أن تتم قراءتها عليه من المرة الأولى، وكان يمتلك فتى يحفظ ما يُتلى عليه من المرة الثانية، وجارية تحفظ من ثلاث مرات، وأطلق الخليفة تحدٍ للشعراء عبارة عن دفع مبلغ مالي ضخم مقابل أي قصيدة يكتبها شاعر بشرط ألا يكون الخليفة قد سمعها من قبل، وفي المقابل يأخذ وزن ما كتبت عليه القصيدة ذهباً.
وادعى المنصور أنه يعرف كل القصائد التي سيكتبها الشعراء، ما جعل الشعراء في تحدٍ كبير أمام الخليفة، وكلما دخل عليه شاعر بقصيدة جديدة فيقرؤها عليه أول مرة، فيخبره الخليفة أنه يعرف هذه القصيدة، وذلك لأنه يحفظ القصيدة من المرة الأولى كما ذكرنا.
لا يكتفي الخليفة بذلك فيخبر الشاعر أنه يمتك مملوكا يعرف هذه القصيدة أيضاً، فيقول المملوك القصيدة للشاعر، بعد أن سمعها مرتين (مرة من الشاعر ومرة أخرى من الخليفة)، ويصدم الشاعر مرة ثالثة فيقول له إنه يمتلك جارية تعرف هذه القصيدة أيضاً، وبعد أن سمعت الجارية القصيدة ثلاث مرات من الشاعر والخليفة والمملوك، تتلو عليه القصيدة للمرة الثالثة وسط ذهول من الشاعر.
ظل الحال كما هو عليه، ففي كل مرة يدخل شاعر جديد في محاولة لتحدي الخليفة المنصور، يصدمه بأنه يعرف هذه القصيدة هو ومملوكه وجاريته، حتى جاء الشاعر الأصمعي، وكتب قصيدة ذات ألفاظ صعبة، عجز الخليفة والمملوك والجارية عن حفظها.
دخل الأصمعي على أبو جعفر المنصور ملثمًا في زي الأعراب بقصيدة صعبة الألفاظ والكلمات حتى لا يعرف، ليصعق بعدها الخليفة والمملوك والجارية، وبعدما فقد الخليفة الأمل في حفظها، طلب منه إحضار القطعة التي كتب عليها القصيدة، فأخبره الشاعر أنه كتبها على عمود رخام ورثه من أبيه لا يحمله إلا عشرة من الرجال.
انتشرت خلال السنوات الأخيرة تحول قصيدة صوت صفير البلبل إلى أغنية يتم إضافتها إلى صور مكتوب عليها «صباح الخير» أو «مساء الخير»، ليقوم مستخدمو «السوشيال ميديا» بإرسالها لبعضهم البعض عبر الواتساب، لتتحول واحدة من قصائد التاريخ إلى تهنئة يقوم بها الملايين من الأشخاص لبعضهم البعض كل صباح ومساء.
هل صوت صفير البلبل للأصمعي؟وفقاً لكلية الآداب في جامعة أنبار بالعراق، فإن قصيدة صوت صفير البلبل نُسبت إلى الأصمعي عن طريق الخطأ، وذلك لعدة أسباب منها التاريخي والفني واللغوي والنحوي، فالخطيب البغدادي ذكر في كتابه «تاريخ بغداد»، أن لقاء الأصمعي والخليفة العباسي لم يحدث مطلقاً، كما أن كلمات القصيدة ليست بالأسلوب المعتاد على العصر العباسي وقتها.
- هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب.
- وُلِد الأصمعي في مدينة البصرة في العراق في عام 740م.
- نشأ في ظروف مضطربة.
- ذاع صيته ووصل إلى هارون الرشيد، الذي استدعاء ليكون مؤدّباً للأمير.
- أبدع الاصمعي في علوم اللغة، والنحو، والشعر، وكتب عدة موضوعات في النحو نافس بها كبار علماء اللغة.
- سُمي الأصمعي نسبة إلى جده أصمع، والذي يعني القلب المتيقظ.
مؤلفات الأصمعي- كتاب معاني الشعر.
- كتاب أصول الكلام.
- كتاب خلق الإنسان.
- كتاب الأجناس.
- كتاب الهمز.
- كتاب الوحوش أو الوحش.
- كتاب فعل وأفعال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاصمعي شاعر قصيدة التاریخ إلى هذه القصیدة
إقرأ أيضاً:
مكتبة مصر العامة بالدقي تناقش كتاب نجيب محفوظ شرقًا وغربًا
تنظم مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، في الرابعة عصر يوم الأربعاء المقبل، 16 أبريل الجاري، ندوة لمناقشة كتاب «نجيب محفوظ شرقًا وغربًا»، وذلك يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل 2025 في تمام الرابعة عصرًا، بقاعة الندوات بالدور الثالث بمقر المكتبة في الجيزة.
ويشارك في الندوة نخبة من الأدباء والنقاد، من بينهم الدكتور حسين حمودة، والدكتور محمود الشنواني، والروائي ناصر عراق، والناقد مصطفى عبد الله، كما يحضر اللقاء السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة.
تأتي الندوة في إطار حرص مكتبة مصر العامة على دعم الحوار الثقافي وتسليط الضوء على رموز الأدب المصري، حيث يُعد نجيب محفوظ أحد أعلام الرواية العربية الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، ويُناقش الكتاب أبعاد تأثيره الثقافي بين الشرق والغرب.
كتاب «نجيب محفوظ شرقًا وغربًا» يضم عدد من كتابات كتاب ونقاد من مختلف الدول مثل مصر، السعودية، الإمارات، تونس، الجزائر، أمريكا، بريطانيا، فرنسا وسويسرا، وهم: صبري حافظ، حسين حمودة، السيد فضل، رشا صالح، أحمد درويش، أحمد حسن صبرة، شريف مليكة، فوزية العشماوي، عبدالبديع عبدالله، ناصر عراق، أحمد فضل شبلول، أحمد كمال زكي، سامي البحيري، محمود الشنواني، مصطفى عبدالله، روجر ألن، ريموند ستوك، محمد آيت ميهوب، عبدالقادر فيدوح. فمن خلال الكتاب نتعرف على نجيب حفوظ من وجهة نظرهم أو كما يرونه.
ويضم الكتاب، بحسب ماجاء على ظهر الغلاف، مجموعة من الدراسات والشهادات التي تدور حول نجيب محفوظ الكاتب والإنسان، ومنها: كتب الدكتور صبري حافظ دراسة بانورامية عن حركة ترجمة الأدب العربي إلى لغات العالم وكيف تغير إيقاعها بفضل تتويج “محفوظ” بجائزة نوبل، ويكتب الناقد الأمريكي روجر ألن عن أهمية إبداع محفوظ على المستوى العالمي، وهو يُطلعنا على الرسائل المتبادلة بينهما، بينما يتناول الأمريكي ريموند ستوك تجربته مع ترجمة قصص محفوظ القصيرة إلى الإنجليزية، أما الدكتور حسين حمودة فيتوقف أمام فكرة «العتبة» على المستويين الحرفي والمجازي في روايات نجيب محفوظ.