يعاني الكثيرون من بعض الأمراض النفسية، نتيجة التعرض لوسائل الاتصال الحديثة، فما هي أضرار التكنولوجيا الحديثة على الصحة النفسية ومدى تأثيرها؟ بضغطة زر واحدة، تقرأ خبر مزعج، يليه موقف مضحك، ثم تُصدم لخبر وفاة أحد الأصدقاء، وتبارك لآخر على ترقية، ووسط كل هذا ترغب في مشاركة مستجداتك، وما تشعر به الآن، فتتوه وسط زحام أفكارك "ماذا أنجزت اليوم؟"، "هل تحدثت مع فلان بأسلوب غير لائق؟"، "متى سأسافر؟"، "هل زوجتي تحبني؟"، "لماذا أنا هنا؟" فما هي أضرار التكنولوجيا الحديثة على الصحة النفسية وكيف تؤثر على صحتنا النفسية؟


على الرغم من أن التكنولوجيا الحديثة سهلت الحياة اليومية على مستويات عدة، إلا أن اللحظة الواحدة التي تمر على الفرد، وهو يتفحص هاتفه -وهو جهاز تكنولوجي واحد- تجعله أكثر عرضة للإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، حالة الإفراط في استخدامه؛ حيث أظهرت دراسات المكتبة الوطنية للطب NLM أن الاتصال بوسائل التكنولوجية بصورة مستمرة قد تجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بما يلي:

النرجسية.


اضطراب المزاج.
الضغط العصبي.
اضطرابات النوم.
نوبات القلق والاكتئاب.
ارتفاع مستويات الرغبة في الإشباع الفوري.
للمزيد: أضرار خطيرة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي


تخيل أن نفسيتك، وعقلك، وروحك، كأس فارغ تملئه بلحظات، وأسئلة، وأفكار عن نفسك وعن آخرين، تعرفهم أو قد لا تعرفهم، هل ستصمد الكأس طويلاً؟ بالطبع لا، فكيف تؤثر التكنولوجيا على صحتك النفسية؟

1. الإدمان على التكنولوجيا

إن الاعتياد على الشيء يؤدي إلى إدمانه، خاصة إن كان هذه الاعتياد غير واعي، حيث أظهرت دراسات منظمة الصحة النفسية أن التعرض إلى الشاشات لوقت طويل تسبب إدمانها، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، وألعاب الفيديو، الأمر الذي يؤثر على سلامة الصحة النفسية، فضلاً عن زيادة فرص الإصابة بالاكتئاب والتوتر، بالإضافة إلى ضعف التركيز خلال ساعات النهار؛ كونها من المشتتات.

2. القلق والاكتئاب

إن التعرض إلى الشاشات بصورة مستمرة، قد يسبب الشعور بعدم الرضا عن الذات، فضلاً عن إجراء المقارنات بحياة الآخرين، الأمر الذي يؤثر سلباً على الثقة بالنفس، والابتعاد عن المحيط الاجتماعي للفرد على أرض الواقع، فتزيد فرص الإصابة بنوبات القلق، والاكتئاب.

3. الشعور بالوحدة والعزلة

البقاء أمام الشاشات، سواء شاشة الهاتف أو التلفزيون أو ألعاب الفيديو، يجعل الفرد أسير هذه الأجهزة، ويخلق عالماً موازياً في منطقته الآمنة بعيداً عن أرض الواقع، مما يؤثر سلباً على علاقته بمحيطه، حيث الأسرة، والأصدقاء، والجيران، وغيرهم، مسببة مشاكل في العلاقات الاجتماعية، وقد يؤدي ضعف الثقة بالنفس إلى الرغبة في الانعزال أيضاً.

4. اضطرابات النوم

أكدت الطبيبة النفسية سو بيكوك Sue Peacock في مقالها حول تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية، أن غالبية مرضاها ممن يعانون من الأرق واضطرابات النوم يعانوا من الإدمان -بمستويات مختلفة- على وسائل التكنولوجيا الحديثة، وتنصح بوضع الهاتف بعيداً عن مكان النوم، والابتعاد عن شاشات التلفزيون قبل النوم، والأفضل أن تكون غرفة النوم ذات إضاءة هادئة أو مظلمة.

5. التعرض إلى التنمر الإلكتروني

واحد من أبرز أضرار التكنولوجيا الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي، هو التنمر الإلكتروني؛ حيث يشعر الفرد بمزيد من الشجاعة وهو مختبئ خلف هاتفه، فينتقد هذا، ويذم في ذاك، وقد يصل الأمر إلى التطاول بالألفاظ غير اللائقة، مما يزيد من فرص الإصابة بضعف الثقة في النفس، والرغبة في العزلة، بل وفي بعض الحالات يتطور التنمر إلى التهديد مما يزيد فرص الإصابة بالخوف، والاكتئاب، وقد يصل إلى إيذاء الذات.

يذكر أن الموقع الرسمي لليونيسف يقدم خدمة خطوط مساعدة الطفل حالة التعرض إلى التنمر الإلكتروني، أو في حالة عدم توافر شخص موثوق فيه للمساعدة في هذا الأمر.

كيف تتجنب الإدمان الرقمي؟
قلل من ساعات استخدام الهاتف بحساب ساعات استخدامه.
توقف عن استخدام الهاتف والتعرض إلى الشاشات قبل النوم.
لا تجعل الهاتف أو شاشة التلفزيون أول ما تتفقده في الصباح.
قم بإلغاء خاصية التذكير أو الإشعارات والإيميلات غير المهمة.
استبدل الساعات التي تستهلكها أمام الشاشة بشيء آخر.
اجعل الهاتف بعيد عنك في أوقات العمل والمذاكرة.
حاول أن تجرب الصيام لمدة يوم واحد عن التكنولوجيا.
قم بمسح التطبيقات غير المهمة من على الهاتف.

هناك العديد من الطرق، التي قد تختلف تأثيرها من شخص لآخر، ولكل شخص طريقته، فمثلاً ينصح موقع Habit Strong بقاعدة عدم استخدام الهاتف، والتي تنص على عدم تفقد هاتفك، في 5 أوقات هي:

كيف تحمي نفسك من أضرار التكنولوجيا على الصحة النفسية؟
حتى تحمي نفسك من خطر التكنولوجيا، عليك أن تقلل من استخدامك للتكنولوجيا، وبسط الأمر، وحاول استبدال الساعات التي تقضيها أمام الشاشة بنشاط حركي، مثل: ممارسة الرياضة الخفيفة، أو قراءة كتاب ما، أو تدوين ما تشعر به. وخصص وقت خلال اليوم للتأمل بأي صورة تفضلها بما يناسب معتقداتك، ولا تنسى الجزء الروحاني من يومك.

تذكر أن ما يدخل جسدك من مدخلات، كالأكل، والشرب، والأفكار، يؤثر إما بالإيجاب أو بالسلب على سلامة صحتك النفسية والبدنية، فانتقي مدخلاتك، واحرص دائماً على تهيئة بيئة مريحة حتى تتمتع بقسط كافي من النوم.

أما في حالة تفاقم الأمر، ووجدت صعوبة في السيطرة على نفسك، اطلب المساعدة، ولا تتردد في الذهاب إلى أخصائي الصحة النفسية؛ حرصاً على سلامة صحتك.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: التکنولوجیا الحدیثة أضرار التکنولوجیا على الصحة النفسیة فرص الإصابة التعرض إلى

إقرأ أيضاً:

«تقدر من غيرها».. الصحة: تقديم التوعية ضد مخاطر الإدمان لـ183 ألف مواطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت وزارة الصحة والسكان، تقديم التوعية لـ183 ألف مواطن، من الفئات المستهدفة، لرفع مستوى الوعي لدى المراهقين والشباب، من خلال الندوات والأنشطة التوعوية التي نظمتها الوزارة، ضمن حملة (تقدر من غيرها)، في عامها الحادي عشر على التوالي، و التي تستهدف توعية الطلبة والشباب ضد أخطار التعاطي والإدمان، وفقا لتوجيهات الدكتور خالد عبد الغفار .وزير الصحة والسكان.

وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الندوات والأنشطة تم تنظيمها من خلال إدارة علاج الإدمان، وإدارة الأطفال والمراهقين، بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، واستهدفت الشباب بالجامعات الحكومية والخاصة والمدارس وقطاع المعاهد الأزهرية والكنائس، ومراكز الشباب، والنوادي، على مدار 20 يوما في 21 محافظة.

وأشار «عبدالغفار» إلى أن الحملة تأتي امتدادًا للتعاون بين العديد من الجهات و الهيئات ومنها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الشباب والرياضة،   والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وعدد من السادة النواب ، والعديد من الجهات الشريكة الاخري بالإضافة إلى التعاون مع مدارس الأمل لضعاف السمع بمحافظة جنوب سيناء، وتقديم التوعية للطلاب من خلال مترجم الإشارة بالتعاون مع الاخصائية النفسية.

من جانبها، قالت الدكتورة منن عبدالمقصود الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن الحملة قدمت 2228 ندوة تثقيفية، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الكوادر التابعة لمختلف الجهات، على تنفيذ المحتوى التوعوي المُعد خصيصا ليناسب فئة المراهقين، ويقدم في شكل أنشطة متنوعة تناسب احتياجاتهم وتساعد في توعيتهم وتعليمهم مهارات تساعدهم وتحميهم من أخطار التعاطي والإدمان.

وأشارت، الدكتورة منن عبدالمقصود، إلى أن الحملة انطلقت عبر مستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، على مستوى محافظات الجمهورية، حيث نظمت الأمانة العديد من الأنشطة الترفيهية والثقافية والفنية والرياضية والدينية داخل مستشفيات ومراكز الأمانة وخارجها عبر دور الثقافة والأندية الرياضية.

مقالات مشابهة

  • بنك المغرب يعلن توظيف مسؤول عن الصحة النفسية
  • أضرار النوم بعد تناول الإفطار في رمضان
  • الصحة النفسية والصوم
  • «تقدر من غيرها».. الصحة: تقديم التوعية ضد مخاطر الإدمان لـ183 ألف مواطن
  • تقدر من غيرها.. الصحة تقدم التوعية ضد مخاطر الإدمان لـ183 ألف شباب
  • الصحة: تقديم التوعية ضد مخاطر الإدمان لـ183 ألف مواطن من الشباب والمراهقين
  • حكم الطلاق عبر الهاتف ووسائل التواصل الحديثة .. مفتي الجمهورية يجيب
  • ما حكم الطلاق عبر الهاتف ووسائل التواصل الحديثة؟.. المفتي يوضح «فيديو»
  • المفتي يكشف حكم الطلاق عبر الهاتف ووسائل التواصل الحديثة
  • ريهام حجاج: التكنولوجيا الحديثة أصبحت أداة خطيرة.. ورسالة «أثينا» تقديم اقتراحات