بوابة الوفد:
2024-11-07@06:33:45 GMT

العالم المعاصر وفقدان العقل (2-2)

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

إن الإنسان المعاصر يهرع إلى الاغتراب.. هو يبحث عن كل ما هو سلبى.. لماذا؟ ربما لكى يثبت وجوده.. ربما يريد أن يكون ضد كل ما هو عقلى وضد كل ما تدعو إليه القيم والمثل وكل الأخلاقيات الدينية.. هو يفعل العكس والأمر الغريب أنه يشعر بالسعادة لأنه يفعل ذلك! الإنسان عاق بمعنى الكلمة وفى ذلك العقوق تكون نشوته وبهجته.

. إنه الإنسان يعرف ما هو إيجابى لكنه، رغم ذلك يلهث نحو ما هو سلبى!

يقول دوستويفسكى: فماذا يمكن أن تتوقع من الإنسان، ماذا يمكن أن تتوقع من هذا الكائن الذى أوتى هذه الصفات العجيبة؟ حاولوا أن تغدقوا عليه جميع خيرات الأرض، أغرقوه فى السعادة إغراقًا، لبوا حاجاته الاقتصادية تلبية تبلغ من الكمال أن يصبح فى غير حاجة إلى شىء غير أن ينام ويأكل فاخر الحلوى ويفكر فى الوسائل التى تكفل استمرار التاريخ العام... فماذا يحدث عندئذ؟ إن الإنسان، حتى فى هذه الحالة، سينقاد لعقوقه، وسينساق مع حاجاته إلى تلويث نفسه، فيرتكب حقارة من الحقارات من باب الشكر وعرفان الجميل!.. حتى لقد يجازف بفاخر حلواه، فيسعى إلى أخطر الحماقات، وأضر السخافات، لا لغرض إلا أن يمزج تلك الحكمة الإيجابية الوضعية بعنصر خيالى شاذ مؤذ. تلك أحلام وهمية وغباوات تفاهة يريد المحافظة عليها لا لهدف إلا أن يبرهن لنفسه (كما لو كان ذلك ضروريًا إلى هذه الدرجة حقًا) على أن البشر بشر وليسوا أصابع بيانو تتناول قوانين الطبيعة أن تعزف عليها وتلعب بها، وهى تعزف عليها وتلعب بها فى براعة تبلغ من الحذق أنه لن يبقى من الممكن فى المستقبل القريب أن يريد الإنسان أى شىء دون الرجوع إلى التقاويم والاعتماد عليها. وهب أن الإنسان ليس إلا إصبع بيانو، وهبك استطعت أن تبرهن له على ذلك برهانًا رياضيًا، فإنه لن يعود إلى الصواب ولن يلتزم جانب الحكمة والرشاد، بل سيظل يرتكب حماقة من الحماقات، لا لشىء إلا أن يدل على عقوقه ويستمر فى انقياده لنزوته، وقد يوغل فى التخريب، وينحدر إلى السديم والفوضى إذا أعوزته الوسائل الأخرى، فإذا هو يسبب شرورًا لا أدرى ما هى، ولكنه لن يستلهم فى آخر الأمر ما يعن بباله ويأمره به خياله، ثم إذا هو يصب على العالم لعنته، وإذا كان الإنسان لا يملك شيئًا إلا أن يلعن (وهذه ميزته التى ينفرد بها من دون سائر الحيوانات)، فسيحقق بذلك أهدافه ويبلغ غاياته، وهى الاقتناع بأنه إنسان وليس مسمارًا فى آلة.

هذا ما قاله دوستويفسكى منذ أكثر من قرن من الزمان.. وفى وقتنا المعاصر نرى مدى ما يفعله الإنسان وخاصة الإنسان الذى يملك القوة والبطش والديناميت.. كل تلك الحروب وكل تلك المجاعات وكل ذلك التخريب لصالح من؟ لا إجابة.. إنها الحماقة.. إنه الإنسان العاق والأحمق.. فلنا الله.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العالم المعاصر فقدان العقل الإنسان المعاصر إلا أن

إقرأ أيضاً:

في مصر.. الحاضر والماضي يتعانقان في الفن المعاصر

سلطت وكالة آجي الإيطالية الضوء على انطلاق النسخة الرابعة من معرض الفن المعاصر "الأبد هو الآن"، وهي مبادرة طموحة ترعاها اليونسكو تهدف إلى تحويل مجمع أهرامات الجيزة إلى "متحف في الهواء الطلق" حتى 16 نوفمبر.

بفضل طابعه المبتكر والسينوغرافي، اكتسب الحدث في أربع نسخ مكانًا محترمًا في التقويم الدولي للأحداث الفنية التي لا يمكن تفويتها.

هذا العام مرة أخرى، شارك اثني عشر فنانًا معاصرًا مشهورًا في المعرض الذي يجمع بين الماضي والحاضر، والمساهمة من خلال رؤيتهم في التفكير الجماعي الذي يتجاوز حواجز الزمن والثقافة، بحسب آجي.

وبحسب وسائل إعلام محلية، يتضمن المعرض تركيبات مستقبلية وقطعًا فريدة مثل سلسلة من المنحوتات المعدنية المستقبلية وجدران الفسيفساء النابضة بالحياة والأطر العاكسة التي تتفاعل مع الهندسة المعمارية المصرية القديمة في مواجهة المناظر الطبيعية الصحراوية المصرية.

وقالت نادين عبد الغفار، مؤسسة آرت دو إيجيبت وأمينة المعرض، إن معرض هذا العام "يشيد بعلماء الآثار الذين لا يتوقفون عن إدهاشنا باكتشافاتهم كل عام".

وبحسب عبد الغفار، فإن معرض "الأبد هو الآن" هو المعرض الوحيد الذي يحقق معجزة تقديم الأعمال المعاصرة كل عام إلى جانب روائع معمارية عمرها 4500 عام.

ومن بين الفنانين الذين شاركوا في نسخة العام الجاري من المعرض، يبرز الكوري إيك جونج كانج بتركيبته الملونة التي تجمع بين لغات ورموز العالم، بما يتوافق مع رسالة اليقظة الروحية التي، حسب قوله، تستمر الأهرامات في نقلها حتى وقتنا الحالي.

ويتكون عمل بادما/لوتس، وهو تركيب للفنان الهندي شيلو شيف سليمان، من منحوتات كبيرة على شكل زهرة اللوتس.

ومن بين الفنانين المعاصرين الاثني عشر الذين تم اختيارهم، اثنان يجلبان الإبداع الإيطالي إلى ظل الأهرامات: لوكا بوفي، مع "Monochrome RGB" المصمم خصيصًا لهذه المناسبة، يتمحور حول ثلاث صور فوتوغرافية بسيطة تتحاور مع الأهرامات.

ويوضح بوفي على موقعه على الإنترنت: "إن ممارستي الفنية تتطور من الدراسة العلمية للشبكة كجهاز بصري لقياس البيئة وترتيبها وإعادة اختراعها".

وأوضح أن "العمل أحادي اللون ’مونوكرومRGB’ يتجاوز خط الأفق على سفوح هضبة الجيزة الصحراوية. وتسلسل الألوان يبرز الأهرامات إلى فراغ المناظر الطبيعية والرمال والسماء في كل مكان".

كما تشارك فيديريكا دي كارلو، وهي فنانة معروفة جيدًا على الساحة الفنية الإيطالية، حيث جلبت إلى الجيزة تركيبها الضخم "أنا أرى، أنا أرى"، والذي "يجمع بين الظواهر والأسطورة والعلم" في عمل خيالي خاص بالموقع التي تعبر الزمان والمكان، لتنظر إلى ما هو أبعد من المرئي، لتستكشف الكون فوقنا وتحتنا، لتعيد اكتشاف عجائب العالم من خلال عيون جديدة.

ويتكون الهيكل من شبكة معقدة من العدسات البصرية، ويتفاعل مع ضوء الصحراء، مما يغير التجربة البصرية للمشاهدين ويدعوهم إلى إعادة اكتشاف منظر الأهرامات من خلال منظور جديد.

 

مقالات مشابهة

  • الريال اليمني ينهار: الأمم المتحدة تكشف أسباب تدهور العملة وفقدان ربع قيمتها
  • بدء موسم عصر الزيتون في منطقة الجوف
  • "ميرور":‎الهلال السعودي يريد التعاقد مع محمد صلاح للمشاركة في كأس العالم للأندية 2025
  • يشرب الخمر والمخدرات ولا يسكر؟.. أمين الفتوى: حرام
  • في مصر.. الحاضر والماضي يتعانقان في الفن المعاصر
  • وزير الأوقاف يدعو قادة الأديان في العالم بتضافر الجهود لحماية البيئة
  • وزير الأوقاف يدعو قادة الأديان في العالم للضغط من أجل وقف العدوان على فلسطين ولبنان
  • تأثير الفن المعاصر على التنوع الثقافي (تقرير)
  • الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: العقيدة تضبط القيم والأخلاق داخل الأسر والمجتمعات
  • أمين عام «البحوث الإسلامية»: العقيدة تضبط القيم والأخلاق داخل الأسر والمجتمعات