أستاذ تنظيم المجتمع: الرغبة في الثراء السريع بوابة سقوط «الضحايا»
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
د. رشاد عبداللطيف: يجب استخدام «جدار الحماية» لتأمين حسابات منصات التواصل
قال الدكتور رشاد عبداللطيف، أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، إن ظاهرة النصب الإلكترونى أصبحت واحدة من الظواهر الشائعة خلال الآونة الأخيرة داخل المجتمع، وذلك لتعدد أسبابها، التى يأتى على رأسها شعور الكثيرين بالحاجة المادية، إلى جانب قلة الوعى المجتمعى، لافتاً إلى أنه.
يتعين على الدولة تكثيف حملات التوعية المجتمعية والثقافية بشأن هذه الأزمة، مع ضرورة التعرف على سمات الشخص الذى يقوم بهذه العمليات الخاصة بالنصب عبر المنصات الإلكترونية، ودراستها بشكل تفصيلى؛ كى يتم التصدى والاستعداد التام لها.. وإلى نص الحوار:
ما التفسير الاجتماعى خلف انتشار ظاهرة النصب الإلكترونى؟
- الحياة الاجتماعية بتحدياتها المختلفة واحدة من الأمور التى باتت تشغل بال فئات كثيرة من الأشخاص بقوة، لذا أصبح الكثيرون يبحثون عن وسائل سهلة وغير شرعية من أجل الكسب المالى، ومواكبة سير الحياة، وبما أن الشبكة الإلكترونية والعالم الافتراضى أصبحا من الوسائل الأسهل فى الوقت الحالى للحصول على المكاسب المادية المختلفة، فأصبحت هى الأدوات الوحيدة لتحقيق الأهداف الخاصة. من جانب آخر، فإن ارتفاع المستوى التكنولوجى لمعظم الفئات الشبابية بكيفية الاستخدام الصحيح والماكر للمنصات الإلكترونية بمختلف صورها، أصبح سبباً فى استغلال بعضهم لها، من أجل تحقيق عمليات النصب الإلكترونى على الآخرين، خاصة هؤلاء الذين لم يُشكل لديهم الوعى الكافى تجاه استخدام التكنولوجيا الحديثة. وبناء عليه، يتفنن الكثيرون فى كيفية الإيقاع بالآخرين بهذه العمليات الانتحالية من النصب الإلكترونى، مع قصد وتصيد فئات محددة من الأشخاص، خاصة هؤلاء الأقل وعياً تجاه استخدام الشبكات الإلكترونية والتكنولوجية.
كيف تتابع حوادث النصب الإلكترونى خاصة أن بعضها يتم بسهولة؟
- تشكل الاحتياجات النفسية والاجتماعية للعديد من الأشخاص الرغبة فى البحث عن تحقيق المال بأسهل الطرق الممكنة، وهو ما يسهل وقوعهم كفرائس وضحايا لعمليات النصب الإلكترونى، ومن ثم يسهل الحصول على جميع المعلومات الخاصة بهم. وفى الفترة الأخيرة يقع البعض فريسة لعمليات النصب الإلكترونى بسهولة، لأن هناك كثيراً من الناس يكونون أكثر استهواءً وقبولاً لهذه العمليات، مع عدم قيامهم بالتفكير الجاد والمعمق تجاه هذه الوسائل، وعادة ما يتم استغلال الشباب صغار السن والمسنين، لكونهم سهل الإيقاع بهم، واستغلال أهوائهم الخاصة فى الحصول على المال بسهولة.
ما سمات الشخص الذى يقوم بالنصب الإلكترونى؟
- سمات عدة يتصف بها الشخص الذى يقوم بعمليات النصب الإلكترونى، التى يأتى من أهمها على الإطلاق امتلاكه المهارة السلبية التى يرغب فى استغلالها تجاه البعض، خاصة من هؤلاء الذين يسهل استهواؤهم من خلال ترغيبهم فى الكسب المادى سهل المنال. كما يتسم هذا الشخص باستهدافه للطامعين أصحاب الرغبة فى تكوين الثروات المادية السهلة، وبناء عليه يتم مدهم بمجموعة من البيانات المضللة، ومن ثم يتم اصطيادهم بسهولة، «بتبقى حاجات فيها فلوس بتتدفع أو فيها فلوس هتتدفع مستقبلاً، وبالتالى العداد بيعد كل يوم حسب وسيلة النصب». ومن الشائع والمتعارف عليه أيضاً قدرة هذا الشخص على الإقناع بسهولة، وهذا أبرز ما يميزه، إلى جانب سهولة جلب الأموال بطرق غير مشروعة.
ما أبرز السمات الخاصة بالشخص الذى يتعرض للنصب؟
- على النقيض، فإن الشخص الذى يتعرض للنصب عادة ما يكون ذا شخصية قليلة المعرفة، خاصة المتعلقة بالوسائل التكنولوجية، وكيفية التعامل الصحيح معها، وبالتالى يكون عرضة للوقوع فى هذه الفخاخ بسهولة تامة. ضعف الشخصية أيضاً واحدة من أبرز السمات الخاصة بمثل هؤلاء الأشخاص، إلى جانب سهولة قابليتهم للاستهواء والرغبة فى الحصول على المال بسهولة، والثراء دون جهد.
كيف يتم التعامل مع ظاهرة النصب الإلكترونى اجتماعياً بصورة آمنة؟
- أرى أنه كى يتم الحد من انتشار هذه الظاهرة والتعامل معها بصورة آمنة داخل المجتمع، فمن الضرورى نشر سبل وحملات التوعية الثقافية والمجتمعية الخاصة بالنصب الإلكترونى، بجميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة، وكذلك منصات التواصل الاجتماعى، كونها الأسهل فى الوصول لأى شخص خلال الآونة الأخيرة. ويأتى هذا الأمر إلى جانب ضرورة اللجوء لشخص موثوق به، فى حال التعرض لأى فخ من فخاخ النصب الإلكترونى والشك بالأمر «لو شكيت لوهلة فى الشخص اللى قدامى لازم فوراً آخد رأى حد أثق بيه علشان يوعينى ورفض هذا الموضوع بأى شكل»، علاوة للتركيز على أهمية تعلم كيفية الاستخدام الصحيح للوسائل التكنولوجية ومواكبة العصر.
برامج الحمايةمن الضرورى استخدام ما يُعرف بـ«جدار الحماية» من أجل تأمين الحسابات الخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعى، واتباع الخطوات المحددة من أجل القيام به، مع ضرورة عدم الدخول على الروابط التى يتم إرسالها بشكل عشوائى ومفاجئ من الحسابات غير المعروفة بشكل شخصى أو الموثوق بها. وأنصح جميع مستخدمى المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى بضرورة إنشاء رقم سرى خاص ومعقد بكل حساب، كى لا يتعرض للهاكر أو الاختراق بسهولة، وينبغى أن يحتوى هذا الرقم على مجموعة من الأرقام والأحرف المتباينة بين «الكابيتال والاصمول».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحماية الاجتماعية الثراء المنصات الإلكترونية برامج الحماية النصب الإلکترونى الشخص الذى إلى جانب من أجل
إقرأ أيضاً:
انعدام الرغبة
يُعدّ انعدام الرغبة من أبرز الظواهر النفسية التي قد تصيب الأفراد في مختلف مراحل حياتهم، وقد يظهر فجأة دون مقدمات واضحة. لا يقتصر هذا الشعور على مجال معين، بل قد يشمل العمل، والعلاقات، أو حتَّى الهوايات التي كانت يومًا ما مصدراً للسعادة، وفي كثير من الأحيان يُساء فهم هذا الشعور ويُختزل في الكسل، أو اللامبالاة، بينما هو في جوهره أعمق من ذلك بكثير.
تتعدد أسباب انعدام الرغبة فمنها ما هو نفسي كالضغوط المستمرة والإجهاد، ومنها ما قد ينشأ عن صدمات عاطفية أو خيبات متكررة تجعل الأفراد يتراجعون عن التفاعل مع العالم من حولهم. و في هذه الحالات، يصبح استكشاف الجذور الفعلية للحالة أمرًا ضروريًا لفهم الذات بشكل أفضل.
كما أن الأثر المترتب على انعدام الرغبة لا يتوقف عند الشخص ذاته، بل يمتد إلى محيطه الاجتماعي والمهني، فقلة الدافعية تؤثر على الأداء وتنعكس سلبًا على العلاقات مع الآخرين، وقد يشعر الشخص بالعجز أو الذنب وهذا ما يعمِّق شعوره بالعزلة. وهنا يكمن التحدي في التوازن بين فهم النفس وعدم الاستسلام لهذا الشعور.
ولا يخفى علينا أن التعامل مع هذه الحالة يتطلب وعيًا أولًا، ثم الخطوات العملية. و من المهم منح النفس مساحة للراحة، وإعادة ترتيب الأولويات، واللجوء إلى الدعم النفسي عند الحاجة، و أحيانًا يكون الحل في أبسط الأمور كروتين يومي جديد، أو لحظة تأمل، أو حتى محادثة صادقة مع صديق مقرّب.
إن انعدام الرغبة ليس ضعفًا، بل إشارة من النفس بأنها بحاجة إلى عناية خاصة. كما أنه هو دعوة لإعادة التواصل مع الذات، وتغذية الروح بما يعيد لها النبض، ويُحي فيها الأمل، ويمنحها فرصة لبداية جديدة.
fatimah_nahar@