ماذا لو كان الإخوان في وعيهم ووحدتهم وقوتهم الإستراتجية؟
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
انكشفت الغيوم ورفع ما تحت المنضدة إلى أعلاها، وسقطت الأقنعة وباتت الحقيقة واضحة وضوح الشمس، بأننا أمام حرب دينية وصراع حضاري للغرب الصليبي الصهيوني الملحد المتحد المحتشد ضد فكرة ومنهج التوحيد ومشروعه الإسلامي في الأرض، وتمايزت الصفوف إلى معسكرين :
معكسر الكفر: ويضم الصليبية والصهيونية والإلحاد والبوذية الهندية.
معسكر الإيمان: ويضم المقاومة الاسلامية وشركاؤها وداعموها ومناصروها.
حقيقة المشهد بدت متكررة وأكثر شفافية ووضوحا عما كانت عليه فى علم 1948، ولا شك أن مرور ستة وسبعون عاما على الشعوب العربية تحت النظام الاستعماري العالمي ونظمه الحاكمة من الاستبداد المحلي، كانت كفيلة بتجريد هذه الشعوب من أمرين :
ـ أولا: جزء كبير من هويتها العميقة والظاهرة، الكثير من عقيدتها وقيمها وروح الإسلام فيها والتى امتدت إلى تغييب أهم مقوماته الفكرية، الأمة الواحدة، وأهم أركانه الأخوة والنصرة وأعظم مقومات وجوده وهو ركن الجهاد.
ثانيا ـ من وسائل وأدوات الفعل الهوياتية والاقتصادية والعسكرية والسياسية ودجنتها إلى قطعان بشرية ممسوخة الهوية منزوعة الأدوات فلم يتبقى لها إلا القليل من الإسلام والقلم واللسان، فلم تتجاوز استجابتها لمبادرة طوفان الأقصى حد الشكوى والبكاء والدعاء.
ومن عظيم نعم الله تعالى على هذه الأمة أن الله تعالى حفظ لها فئة تحمل لواء الإصلاح وتيارالإحياء فيها حيا متدفقا في كل زمان لتبقى راية الإسلام وروحه وهويته محفوظة باقية عزيزة شامخة حتى وإن سيطرنظام الكفر بقوته الثقافية والإقتصادية والعسكرية على العالم .
ومع انطلاقة طوفان الأقصى، كان من الطبيعي أن تتحرك كتائب هذا التيار الاصلاحي الإحيائي الجهادي للمشروع الإسلامي في كافة انحاء العالم الاسلامي وخاصة العالم العربي منه لدعم المقاومة الإسلامية الواجبة والمشروعة في الديانات السماوية، بل حتى في قوانين الكفر بما يسمى حاليا بالنظام والقانون والمؤسسات الدولية .
ومع عظم التحدي بمحاولة هدم الاقصى، والقضاء على المقاومة ، وإبادة ما تبقى من الشعب الفلسطينى وتجريد فلسطين من شعبها ، وحرمان الإسلام من أعز مقدساته ، بالرغم من جسامة وخطورة التحدي الفاجر المعلن على لسان المحتل المغتصب ـ هذه المرة .
مع انطلاقة طوفان الأقصى، كان من الطبيعي أن تتحرك كتائب هذا التيار الاصلاحي الإحيائي الجهادي للمشروع الإسلامي في كافة انحاء العالم الاسلامي وخاصة العالم العربي منه لدعم المقاومة الإسلامية الواجبة والمشروعة في الديانات السماوية، بل حتى في قوانين الكفر بما يسمى حاليا بالنظام والقانون والمؤسسات الدولية .لم تتحرك كتائب الإخوان المسلمين عسكريا ولا سياسيا ولا شعبيا كما كان متوقعا، أو على الأقل أسوة بما حدث عام 1948 مع تحدي بداية نشأة الكيان المغتصب.. الأسباب كبيرة وعميقة جدا، والنتائج خطيرة وجسيمة وكارثية. لست هنا بصدد تناول ومناقشة الأسباب، ولكني فقط أريد أن أشعر حضراتكم بوجود أزمة عميقة جدا، وهذا هو هدفي من المقال، وبعدها إن شاء الله يمتد الحديث .
أشعر حضراتكم بالأزمة العميقة بوسيلة خيالية مشوقة نسبيا، ذلك أنني أصبحت متأكدا من أن الكثير لا يقرأ حتى النخب بل حتى الكثير من القادة وصناع القرار، وأكثر ما يزعجهم هو لفظ هنا أو كلمة هناك ربما تنال من حضراتهم في حين أن الإسلام ينال منه كل يوم الكثير والكثير.
هيا نتخيل جميعا :
أولا ـ "الإخوان المسلمين" واعية استراتجيا قوية (فكريا ومؤسسيا وقياديا وماديا) متحدة محتشدة حول مشروعها الإصلاحي في تربية المجتمعات على تعاليم الاسلام، وإعداد الكوادر الإسلامية لتوعية وتعزيز قوة الشعوب على حماية نفسها والمحافظة على حقوقها، وتلبية احتياجات الأوطان والأمة من القوة البشرية الإسلامية المهنية المحترفة اللازمة لتلبية احتياجاتها في كافة المجالات والقطاعات.
ثانيا ـ النظام الخاص الذي تأسس في 1940 وقد بلغ من الخبرات والقدرات العسكرية من الفكر العسكري والقيادات والرجال والتكنولوجيا والتصنيع والأسلحة والأدوات والشرعية الشعبية والواقعية وقد بلغ رقما فرض نفسه على الواقع في:
1/3ـ حماية دعوة ومؤسسة الإخوان المسلمين.
2/3 ـ حماية الشعب من توغل النظام على حقوق وممتلكات الشعب و الدولة.
3/3 ـ مقاومة الإستبداد والطغيان والاحتلال، وتمدد النظام العالمي على دولته.
ملاحظة: نسبيا يمكنك تخيل واقع النظام الخاص الآن قياسا على حماس التي بدأت 1987م وبالرغم من عيشها تحت الحصار المحكم، بلغت ما بلغت بعقول وإرادة وهمة قادتها ورجالها .
ثالثا ـ جهاز المعلومات الخاص للإخوان المسلمين والذي يضمن لها الوعي الاستراتجي وصناعة القرار الصحيح.
رابعا ـ التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بحيويته في بناء وتطوير مؤسساته واندماجه، وفاعليته وتأثيره في كافة بلدان العالم، وما أسسه وبناه من مؤسسات وكوادر وعلاقات وما حققه من إنجازات لخدمة المجتمعات التي يعيش فيها، وما بناه من صورة ذهنية عن الإخوان المسلمين وعن رسالة الإسلام وما كسبه من ثقة تاريخية من شعوب هذه الدول، وما يمتلكه من قدرات وقوة في التأثير وتغيير توجهات الرأي العام، والقرارالسياسي فى هذه الدول.
اتوقف هنا فقط، يكفي ذلك علما بأن هناك الكثير والكثير من الممكنات المجمدة .
هيا نتخيل ممكنات الفعل وتطور الأحداث من بداية 7 اكتوبر 2023 وحتى الآن :
اولا ـ محليا
1 ـ توعية وتحريك الشارع المصري لبناء رأي عام مصري قوي ضاغط على النظام لاتخاذ موقف إيجابي.
2 ـ فتح المعبر وتقديم كافة أشكال الدعم اللازم لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
3 ـ دفع النظام المصري للمطالبة القوية الحازمة بوقف الحرب على المدنين، وحصر الصراع العسكري
مع المقاومة.
4 ـ تلويح الإخوان بتوحيد الساحات مع قوات المقاومة على كافة الجبهات في دول الطوق وغيرها.
5 ـ المحافظة على سخونة الشارع المصري بما سيلهب حماس وتجاوب باقي الشعوب العربية.
ثانيا ـ إقليميا
1 ـ تحرك شعبي عارم في غالب العواصم والمدن العربية.
2 ـ رضوخ النظم العربية لمزاج ومطالب شعوبها بل والاستقواء بها في مواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية.
3 ـ وحدة الساحات السنية والشيعية وخلق حالة من التوازن والتعاون والتكامل الضابط والمرشد لأفكار وهواجس البعض، وضبط وتوجيه البوصلة نحو المصالح العليا للمنطقة وحمايتها من الفرقة وفتح المجال للتدخل والنفوذ الأجنبي.
4 ـ تشكل موقف عربي موحد نحو القضية في مواجهة الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية، هذا الموقف يمكن البناء عليه دوليا من قبل قوى عالمية تنتظره لتؤسس وتبنىي عليه مواقفها السياسية.
5 ـ تضاؤل الدعم الغربي المادي والسياسي لإسرائيل حرصا على مصالحها مع الدول العربية .
ثالثا ـ دوليا
1 ـ ضبط وترشيد الموقف الأمريكي الداعم الكامل لاسرائيل على يقظة شعوب المنطقة وتعريض النظم الموالية لها لتهديدات داخلية، وعلى مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
2 ـ فتح فضاء تفكير جديد للدول الغربية في خيارها الاستراتجي لرعايتها ودعمها المطلق لإسرائيل والتفكير في بدائل أخرى للمحافظة على مصالحها في المنطقة .
3 ـ تدخل الحلف الروسي الصيني بناء على وحدة الموقف العربي والمطالبة بالشراكة في إدارة ملف القضية الفلسطينية وكسر الإحتكارالأمريكي الذي فشل في حلها بسبب ميله للجانب الإسرائيلي، وتسبب في وضع منطقة قلب العالم والعالم في حالة عدم استقرار، واضطراب خطوط النقل وتدهور الاقتصاد ومخاطر حرب عالمية ثالثة .
التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بحيويته في بناء وتطوير مؤسساته واندماجه، وفاعليته وتأثيره في كافة بلدان العالم، وما أسسه وبناه من مؤسسات وكوادر وعلاقات وما حققه من إنجازات لخدمة المجتمعات التي يعيش فيها، وما بناه من صورة ذهنية عن الإخوان المسلمين وعن رسالة الإسلام وما كسبه من ثقة تاريخية من شعوب هذه الدول، وما يمتلكه من قدرات وقوة في التأثير وتغيير توجهات الرأي العام، والقرارالسياسي فى هذه الدول.4 ـ قوة وفاعلية الرأي العام الغربي وترجمته سياسا نحو تغيرالقرار السياسي الغربي لإيجاد حل حقيقي للقضية الفلسطينة يناسب الأوضاع على الأرض .
5 ـ يقظة وحيوية الشارع العربي السني، وضبط وترشيد ووقف طموح وجموح التمدد الشيعي بالمنطقة بل وإجبار إيران على السعي لبناء علاقات معتدلة مع النظم العربية، والتخفيف من تعاونها المستتر مع أمريكا وإسرائيل.
رابعا ـ النتائج المتوقعة للحرب
1 ـ توقف الحرب
2 ـ إنجاز صفقة الأسرى وفق شروط حماس
3 ـ مكاسب سياسية خاصة بفك الحصار عن غزة وانشاء مطار وميناء يضمن لغزة التواصل المباشر مع العالم.
4 ـ منح غزة مساحات جديدة من الأرض فيما يسمى غلاف غزة.
5 ـ حق الإنتفاع بحقول الغاز الفلسطينية بالتنسيق مع تركيا ومصر، وتوزيع عائدها على كامل الشعب الفلسطينى فى غزة والقدس والضفة وجنين
6 ـ البدء في ملف إعادة إعمار غزة كاملا، مؤسسات ومرافق ومنازل وعودة المهجرين إلى منازلهم.
7 ـ تعويضات مادية مناسبة لشعب غزة عن كل ما تعرض من تدمير وقتل ، وعن كل شهيد بإسمه فيما نسميه في شريعتنا بدية القتيل ـ تشارك في تحمله أمريكا والدول الغربية بصفتها المشارك الأساسي مع إسرائيل فى هذا القتل والدمار، لأن هؤلاء مدنين وليسوا عسكريين مشاركين في القتال.
8 ــ هدنة خمس سنوات.
وقفة جادة
أتوقف هنا، لأذكر حضراتكم أنني لست هنا في مقام التسلية والترويح عن حضراتكم أوالتخفيف من ألم الحسرة والمرارة نتيجة الإحساس بالعجز والضعف وما فرضناه على أنفسنا من استضعاف غير مقرر في شريعتنا، ولا مبرر في واقعنا وآخرتنا (ألم العجز عن التحرك لوقف الاعتداء ورفع الظلم ووقف الإبادة عن شعبنا في غزة، ودعم المقاومة وحماية مقدساتنا ).
فقط اوجه حضراتكم نحو أزمة عميقة تحتاج شجاعة الاعتراف بها حتى يتم التعاطي معها وعلاجها وتدارك ما فات، وأن نأتي متأخرين خير من أن لا نأتى .
تعجب واستغرب كما تشاء، ولكن تعالى معي لأوقظك من وهمك.. بالتأكيد يستغرب وربما يستنكر ويرفض البعض ما ذهبت إليه في مخيالي، لكني أعد هذا طبيعيا بالنسبة لشعب تربى في ظل مفاهيم وتصورات وقوانين الدولة القومية ومؤسساتها التي تستعبد الشعب ولم يدرك بعد حقيقة وفلسفة ونظرية الاسلام في بناء المجتمع والدولة والأمة الإسلامية والتي تقدم نموذجا خاصا مختلفا ومميزا ومتاميزا قائما بذاته ومعاييره، غير ناقل ولا خاضع لمعايير غيره، ولذلك يفهم ويعتقد معتنقوه الحقيقيون أنه المصدر والمرجع والمعيار والمؤشر والمقصد الوحيد لهم لأنه من رب العالمين، نحن المسلمون عبيد لله تعالى ولسنا عبيدا للدولة ولا للنظام العالمي .
تساؤلات لتحريك الماء الراكد وإيقاظ العقول النائمة
س 1 ـ هل يمكن إسلام بلا تغيير معتقدات وقيم ونظام إخلاق ونظام اجتماعي واقتصادي؟
س 2 ـ هل يمكن حدوث تغيير اجتماعي واقتصادي ينجزه الإسلام بدون تغيير سياسي؟
س 3 ـ هل يمكن تصور نظام سياسي بدون قوة تحميه؟
س 4 ـ هل يمكن تصور نظام عالمي بدون صراع للقوى على التمدد والسيطرة؟
من يتصور غير ذلك أخبره أنك تعيش في عالم افتراضي صنعه لك عدوك الكافر، هو ما يسموه لك بالغرب أو الشرق أو النظام العالمي تعمية عليك، لمحو ذاكرتك، وتغييب وعيك، بل لخلط المفاهيم لديك عندما تقرأ أي صفحة من القرآن وتجد فيها صراعا بين الكفر والإيمان، بينما أن تتوهم نفسك تعيش في عالم متحضر اسمه الشرق والغرب والنظام العالمي والمؤسسات والأسرة الدولية.الخ.. فيتأسس في عقلك اللاواعي أن القرآن الكريم كتاب تاريخ وعبرة وليس كتاب صناعة حياة ومستقبل، وبذلك تفقد اتصالك بالوحي الإلهي كاتصال مباشر ودائم بالله تعالى، وكمنهج حيوي صالح لكل زمان ومكان بأفكاره وقوانينه ومسمياته، وبخصوصية التكليف والمساءلة الفردية أمام الله عن كل ما جاء في القرآن، وتفقد معه ذاتك الإسلامية وقيمتك ووجودك في الحياة.. وتغيب تماما عن الواقع وحقيقة الصراع الدائر والحرب المشتعلة، بل عن حقيقة دينك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العرب تساؤلات سياسة عرب تساؤلات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإخوان المسلمین هذه الدول ـ هل یمکن فی کافة
إقرأ أيضاً:
من حماس إلى حزب الله والحوثيين.. ماذا سيحدث الآن لـمحور المقاومة؟
ذكر موقع "World Crunch" الإنكليزي أن "ما يسمى "محور المقاومة" هو، أو كان، تحالفاً من الفصائل والأحزاب السياسية المدعومة من إيران، والتي تضم حماس وحزب الله والحوثيين، واعتمد على علاقة ودية استمرت عقوداً من الزمان مع نظام بشار الأسد في سوريا. وعلى مدى العام الماضي، تم تفكيك معظم هذه الفصائل أو إضعافها بشدة، الأمر الذي جعل النظام الإيراني أكثر عزلة من أي وقت مضى. ولكن ما الذي تبقى بالضبط من هذه الفصائل المسلحة التي كانت تشكل تهديداً كبيراً في الماضي؟ وهل ستتمكن من التعافي من الهزائم الساحقة التي لحقت بها في العام الماضي؟ وإذا كان الأمر كذلك، فماذا يعني هذا بالنسبة لمستقبل الشرق الأوسط؟" حماس بحسب الموقع، "لقد أشعلت حماس فتيل الحرب في الشرق الأوسط بهجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023. وأظهر الهجوم، الذي جاء بمثابة مفاجأة لإسرائيل، أن الأخيرة قللت من تقدير الخطر القادم من حدودها الجنوبية. ولكن رغم ذلك، لم تتمكن حماس قط من مواجهة الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة. فقد بنى عناصر الحركة أنفاقا ومخابئ تحت الأرض في المناطق السكنية، وخاضت حماس معركة غير متكافئة، مختبئة خلف السكان المدنيين. وهاجمت القوات الجوية والجيش الإسرائيلي مرارا وتكرارا أهدافا مثل المدارس والمستشفيات ومخيمات اللاجئين عندما كان المقاتلون موجودين. كما فقدت حماس الآلاف من المقاتلين والقياديين. ويقول كوبي مايكل، الخبير الأمني في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: "لم تعد حماس قوة منظمة تشبه الجيش". وتابع الموقع، "لكن حماس لا تزال قائمة وتسيطر على غزة حتى يومنا هذا، ويخشى مايكل أن تستغل الحركة وقف إطلاق النار لمواصلة تهريب الأسلحة عبر مصر وتجنيد مقاتلين جددا أصغر سناً. وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال حماس تتمتع بالقدرة على بناء أسلحتها الخاصة. ويقول مايكل: "من غير المرجح أن تصل الحركة إلى قوتها السابقة، ولكن لا يمكن استبعاد الفرضية القائلة بأن حماس سوف تتعافى وأن حرباً جديدة سوف تندلع". وهناك خطر آخر يهدد إسرائيل وهو أن تصبح حماس تهديداً دولياً أكبر، وقد تبدأ في تهديد المؤسسات الإسرائيلية واليهودية في مختلف أنحاء العالم بالهجمات والاغتيالات. وتقول ماري تيريز سومرفيلد، المستشارة في كلية القيادة والأركان في الجيش الألماني، في تحليل للمعهد الألماني للدراسات الدفاعية والاستراتيجية، إن المذبحة التي نفذتها حماس في السابع من تشرين الأول جلبت لها شعبية دولية هائلة. وأضافت: "قد يؤدي هذا إلى اكتساب الحركة أتباعاً في بلدان أخرى أيضاً"." حزب الله وبحسب الموقع، "هاجم حزب الله من لبنان إسرائيل منذ تشرين الأول 2023، ما دفع عشرات الآلاف من الناس إلى الفرار من شمال إسرائيل وجنوب لبنان بسبب القتال. وحتى بضعة أشهر مضت، كان الحزب يعتبر القوة المهيمنة في لبنان، لكن في خريف عام 2024، كثفت إسرائيل هجماتها ضد حزب الله. وفي الأول من تشرين الأول، دخل الجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان. وفي النهاية وافق حزب الله على وقف إطلاق النار. وفي الواقع، ما تسبب بإضعاف حزب الله بشكل كبير هو سقوط حليفه المجاور، نظام الأسد في سوريا. ويُعتبر حزب الله الآن ضعيفًا للغاية، لدرجة أنه يفقد أيضًا السيطرة السياسية على لبنان. وفي نهاية تشرين الثاني 2024، اتفق حزب الله وإسرائيل على وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا. ويقول بيتر لينتل، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، إن وقف إطلاق النار يجب أن يكون أسهل في التنفيذ في لبنان منه في قطاع غزة.وأضاف: "إيران ليس لديها أي مصلحة في استمرار الحرب في لبنان. بالنسبة للنظام في طهران، كان حزب الله أداة استراتيجية، ووسيلة ردع ضد إسرائيل. إنه ببساطة لم يعد لديه القوة للعب بهذه الورقة. سوف يستغرق الأمر سنوات حتى يستعيد حزب الله قوته السابقة"." سوريا وبحسب الموقع، "منذ سقوط الأسد، غادرت وحدات إيرانية وفصائل موالية لإيران مثل حزب الله البلاد أيضاً. ولمنع المعدات العسكرية لقوات الأسد من الوقوع في أيدي الحكام الجدد وزعيمهم أحمد الشرع، نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية المستهدفة ضد قواعد للجيش السوري. وفي الوقت عينه، احتلت القوات البرية الإسرائيلية منطقة عازلة تبلغ مساحتها نحو 235 كيلومتراً مربعاً في مرتفعات الجولان، المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل. وقال لينتل: "إن انهيار الأسد في سوريا وضع إسرائيل في وضع استراتيجي أفضل، وسقوط الأسد يضعف إيران بشكل كبير لأنها فقدت الآن طريقها البري إلى لبنان، أي لصالح حزب الله. بالإضافة إلى ذلك، أصبح أحد المعارضين الإيديولوجيين للشيعة في السلطة الآن في دمشق". ويطالب الحكام السوريون الجدد بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية. وفي الوقت عينه، صرح الشرع في العديد من المقابلات أنه يريد تعزيز العلاقات الجيدة مع إسرائيل. ومن وجهة نظر تل أبيب، تظل سوريا مصدر خطر محتمل. وما زال من غير الواضح كيف ستتطور البلاد في ظل الحكومة الجديدة". الحوثيون بحسب الموقع، "من اليمن، استهدف الحوثيون الموالون لإيران إسرائيل مرارًا وتكرارًا بطائرات من دون طيار وصواريخ كروز. وردت القوات الجوية الإسرائيلية بضرب أهداف في اليمن. ويشكل الحوثيون تهديدًا أكبر للشحن الدولي مقارنة بإسرائيل. ففي العام الماضي، أطلقوا صواريخ مضادة للسفن على ناقلات وهاجموا سفن شحن بطائرات من دون طيار وقوارب في محاولة لإيذاء حلفاء إسرائيل الدوليين". إيران ورأى الموقع أن "إيران تستمر في محاولاتها إظهار القوة. فبعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، قال آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، على منصة التواصل الاجتماعي "اكس" إن "صبر الفلسطينيين ومقاومتهم أجبروا النظام الصهيوني على التراجع". ويعتقد كامران ماتين، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ساسكس، أن مثل هذا الخطاب المنتصر هو استراتيجية سياسية محلية. وأضاف: "إنه يهدف إلى إعطاء الأمل للقاعدة الاجتماعية المتبقية للنظام الإيراني وفي الوقت عينه إخفاء عدم كفاءة النظام الواضح". في الواقع، لقد أظهرت الجمهورية الإسلامية ضعفها في الأشهر الأخيرة، ومع ذلك، لا تزال تشكل تهديداً على المدى البعيد". المصدر: خاص "لبنان 24"